لا تقتُلوا أولادكــم!
03-01-2013, 05:37 PM
كم كنت أشعر بالأسف لأجل أستاذة الإنجليزية في الثانوية وهي تعاقبنا على عدم إنجاز الوظائف بالضرب على أيادينا كما لو أنها كانت معلّمة في الإبتدائي وكما لو أننا كنّا تلاميذها الصغار الذين تربّيهم وتُحسن تربيتهم -علمًا أنّ التربية في مدارسنا الإبتدائية آنذاك كانت تعني الضرب على الأيادي وإحسانُها هو التفنُّن في ذلك -...كنت أشعر بالأسف لأجلها على الرغم من أنّنا كنّا نتبادل الإبتسام وهي تمارس طقوسها التربوية المختلطِ جِدُّها بهزلِها على أيادٍ في أرذل العمر، لأنني رأيتُ وراء عقوبتها مأساةً ما، مأساةٍ تشبه ما يكون من فقدان شيئ عزيز وجميل يجعلُنا الحنين إليه بعد رحيله نفعل في غيابه ما كان يفترض بنا أن نفعل وهو حاضر، كمن تُناغي وليدًا لم يعُد له وجود...
...أحلامُنا أولادٌ لنا، وبذورٌ نزرعُها في تربة العمر لنجني غِلالَ النجاحِ والفلاح والسعادة بفضلٍ من الله ورحمة وبعد السعي عليها والعناية بها من لحظة ولادتها ومهدها إلى غاية بلوغِها أشدَّها فتحقيقِها وغُدُوِّها واقعًا ملموسًا يحياه صاحبه لينتفع به وينفع غيره،فهي كمثل كلّ البذور في حاجة إلى التعهُّد والعناية، وكمثل كلّ الأولاد في حاجة إلى الرعاية والحبّ والتضحية والدعم الدائم حتى يُمَكَّن لها في الوجود وتصير إنجازًا ولا تموت قبل ذلك بفعلِ فاعلٍ عادة ما يكون وللأسف الشديد صاحبَها نفسَه والمولودَةِ لهُ ذاتَه، وأستاذتُنا كانت تفعل ما تفعل تعويضًا لا شعوريًا منها عن حُلُم مفقود ، لعلّه حُلُمها بأن تصير "آنسة" في الإبتدائية لا " شيخة" في الثانوية والذي قتلتهُ لسببٍ ما فكان قتلُها له في القديم إحياءا له من جديد ولكن كشبحٍ خالٍ من الروح لا يظهر لها منه مظهرٌ غير ذلك النكوص التعويضي، فرحم الله فقيدك يا شيخة وجعل لك من يداي عِوضًا حسنا.
يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال :"إذا تمنّى أحدُكُم فليُكْثِر ، فإنّما يسألُ ربّه"، أي إذا خطرت في خواطركم الأماني الرشيدة-غير السفيهة- والأحلام السعيدة -غير الشقيّة- والأهداف النافعة فأكثروا من تردادها في أذهانكم وصدوركم فأمنياتكم سؤالٌ لله وأحلامُكُم دعاءٌ له بأن يسخِّر لكم من العون والقوة ما تحقِّقون به ما تتمنون، فعلى ما يقتل أحدنا أحلامه في مهدها وعلى ما يتخلى عنها والله القويّ القدير كفيلٌ بتحقيقها وهو المستعان سبحانه، والذي يثقُ بربّه و يعلم أنه هو وليّ الوصول بالأمنيات وما تتوق إليه النفس إلى برّ الواقع المُعاش يحتفظ بأحلامه وأهدافه على ما هي عليه ويعيش لها وبها مهما بدا له من صعوبة الطريق إليها، ولا يقتُلُها في نفسه لا خشية إملاق إلى الوسائل والمُمكّنات فالله رازقُه إيّاها ولا خوفًا من إرهاق فالله مُعينه عليها، وعلماء النفس يقولون بأنّ الأمنيات القويّة تتحقق دائما -بإذن الله- لأنها طرف في حركة من حركات الكون الحتمية تتعلق بالتفاعل بين الإنسان وبين ما يُحيط به تفاعلَ الفعل مع ردّ الفعل، فالأمنية هي الفعل الإبتدائي والإستجابة لها أو ردّ الفعل هي تحقيق الأمنية والحلم بالقدر والقوة التي تكون عليها إبتداءا، أي أنّ الإنسان بقدر ما يكون واثقًا -ثقته بربّه- من واقعية أمانيه ( إمكانية تحقيقها) بقدر ماتكون واقعيتُها ( تحقيقُها)بعد ذلك، كلّ هذا في إطار سنّة كونية إسمها :"اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم".
فما يمنعنا بعد هذا من أن ندعوه ويستجيب لنا سبحانه، والأمنية والحلم دعاء، فلنحلُم إذن، ولنعتني بأحلامنا ولننزلها منزلتها التي تستحقّ من أنفسنا بأن نؤمن بها ونثق بتحقيقها طالما كانت خيرا لنا في معاشِنا ومعادِنا وعصمةِ أمرِنا .
...أحلامُنا أولادٌ لنا، وبذورٌ نزرعُها في تربة العمر لنجني غِلالَ النجاحِ والفلاح والسعادة بفضلٍ من الله ورحمة وبعد السعي عليها والعناية بها من لحظة ولادتها ومهدها إلى غاية بلوغِها أشدَّها فتحقيقِها وغُدُوِّها واقعًا ملموسًا يحياه صاحبه لينتفع به وينفع غيره،فهي كمثل كلّ البذور في حاجة إلى التعهُّد والعناية، وكمثل كلّ الأولاد في حاجة إلى الرعاية والحبّ والتضحية والدعم الدائم حتى يُمَكَّن لها في الوجود وتصير إنجازًا ولا تموت قبل ذلك بفعلِ فاعلٍ عادة ما يكون وللأسف الشديد صاحبَها نفسَه والمولودَةِ لهُ ذاتَه، وأستاذتُنا كانت تفعل ما تفعل تعويضًا لا شعوريًا منها عن حُلُم مفقود ، لعلّه حُلُمها بأن تصير "آنسة" في الإبتدائية لا " شيخة" في الثانوية والذي قتلتهُ لسببٍ ما فكان قتلُها له في القديم إحياءا له من جديد ولكن كشبحٍ خالٍ من الروح لا يظهر لها منه مظهرٌ غير ذلك النكوص التعويضي، فرحم الله فقيدك يا شيخة وجعل لك من يداي عِوضًا حسنا.
يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال :"إذا تمنّى أحدُكُم فليُكْثِر ، فإنّما يسألُ ربّه"، أي إذا خطرت في خواطركم الأماني الرشيدة-غير السفيهة- والأحلام السعيدة -غير الشقيّة- والأهداف النافعة فأكثروا من تردادها في أذهانكم وصدوركم فأمنياتكم سؤالٌ لله وأحلامُكُم دعاءٌ له بأن يسخِّر لكم من العون والقوة ما تحقِّقون به ما تتمنون، فعلى ما يقتل أحدنا أحلامه في مهدها وعلى ما يتخلى عنها والله القويّ القدير كفيلٌ بتحقيقها وهو المستعان سبحانه، والذي يثقُ بربّه و يعلم أنه هو وليّ الوصول بالأمنيات وما تتوق إليه النفس إلى برّ الواقع المُعاش يحتفظ بأحلامه وأهدافه على ما هي عليه ويعيش لها وبها مهما بدا له من صعوبة الطريق إليها، ولا يقتُلُها في نفسه لا خشية إملاق إلى الوسائل والمُمكّنات فالله رازقُه إيّاها ولا خوفًا من إرهاق فالله مُعينه عليها، وعلماء النفس يقولون بأنّ الأمنيات القويّة تتحقق دائما -بإذن الله- لأنها طرف في حركة من حركات الكون الحتمية تتعلق بالتفاعل بين الإنسان وبين ما يُحيط به تفاعلَ الفعل مع ردّ الفعل، فالأمنية هي الفعل الإبتدائي والإستجابة لها أو ردّ الفعل هي تحقيق الأمنية والحلم بالقدر والقوة التي تكون عليها إبتداءا، أي أنّ الإنسان بقدر ما يكون واثقًا -ثقته بربّه- من واقعية أمانيه ( إمكانية تحقيقها) بقدر ماتكون واقعيتُها ( تحقيقُها)بعد ذلك، كلّ هذا في إطار سنّة كونية إسمها :"اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم".
فما يمنعنا بعد هذا من أن ندعوه ويستجيب لنا سبحانه، والأمنية والحلم دعاء، فلنحلُم إذن، ولنعتني بأحلامنا ولننزلها منزلتها التي تستحقّ من أنفسنا بأن نؤمن بها ونثق بتحقيقها طالما كانت خيرا لنا في معاشِنا ومعادِنا وعصمةِ أمرِنا .








.gif)
، أما أستاذتي فقد قلت أنها كانت تخلط الجدّ بالمزاح فيما كانت تفعل، أشكرك جزيل الشكر على المرور.
