المفاوضات السورية مع الكيان اليهودي
12-06-2008, 12:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المفاوضات السورية مع الكيان اليهودي
طالعتنا وسائلُ الإعلامِ المختلفةِ بأنباءِ المفاوضاتِ السوريةِ معَ كيانِ يهود ، وبوساطةٍ تركية. إن المرء ليقضي عجباً من النظام في سوريا، والزمرةِ الحاكمةِ فيها، التي طالما تبجحت بما أسمته زوراً وبهتاناً بعداوتِها لكيانِ يهود ومجاهرتِها في العلن بها، لينكشف المستورُ لعامةِ الناس، مع أنه كان مكشوفاً لكل متابعٍ لسياسةِ هذا النظامِ، وهرولتهِ السريةِ نحو كيانِ يهود ، والتفاوض والتطبيع معه.
ليكن معلوماً لدى أمة الإسلام أن قضيتنا مع كيان يهود ليست قضيةَ حدودٍ، ولا قضيةَ الجولانِ، ولا سيناءَ، ولا الضفةِ الغربيةِ أو غزة... بل قضيتُنا معهم قضيةُ وجودٍ تتعلق بأصل وجودهم محتلينَ غاصبينَ لأرضِ الإسلام، فالأصل اقتلاعُ هذا الكيانِ من جذوره، ولا يكون هذا إلا بتحركِ الجيوشِ الموحدةِ بالأيدي المتوضئةِ والأقدامِ الراسخةِ والعيونِ المتطلعةِ إلى نصرِ ربها، تتحرك لتدوسَ هذا الكيانَ ومن يتآمرُ معه ويسهلُ له وجودَه واستقرارَه، لتعيدَ الأرضَ المباركةَ إلى حكمِ الإسلامِ ، فلا تفاوضَ بيننا وبين يهود، ولا صلحَ، ولا هدنة . وليس بيننا وبينهم إلا السيف حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
أيها المسلمون:
إن قضيتَنا مع يهود وكيانِ يهود قضيةٌ إسلاميةٌ عقديةٌ، قضيةٌ تستندُ إلى الكتابِ والسنة، تستندُ إلى عقيدة المسلمين، حيث إن الأرضَ التي يحتلها كيانُ يهود أرضٌ إسلامية، روّتها دماءُ الشهداءِ من الصحابةِ والتابعينَ وتابعيهم إلى يومنا هذا، وما زالت دماءُ الشهداءِ تسيلُ على تلك الأرض، ولن يتوقفَ سيلُ دماءِ الشهداءِ ما دامتْ كلمةُ التوحيدِ موجودةً، وما دام كتابُ الله تعالى يعمرُ قلوبَ المسلمين وصدورَهم. أرضٌ جُبل ترابها بهذه الدماء الزكية وما زالت تجبل بها، لن تضيَّعها مؤامراتُ المتآمرين، ولا خياناتُ الخائنين، ولا توقيعاتُ المارقين، فهذه الأرضُ أرضٌ خراجيةٌ منفعتُها لملاكِها من المسلمين، ورقبتُها للأمةِ الإسلاميةِ، لا يملكُ التصرفَ فيها حاكمٌ تسلّط واستعبدَ رقابَ عبادِ الله، ولا رئيسٌ اغتصبَ سلطانَ الأمة، ومهما تفاوضَ المفاوضون، ووقعَ الموقعون، وتآمرَ المتآمرون فستبقى الأرضُ التي احتلها كيانُ يهود أرضاً إسلامية، ستقومُ الأمةُ الإسلاميةُ قريباً بإذن الله بالتخلصِ من المتآمرين عليها وتحريكِ الجيوشِ لردّ هذه الأرضِ إلى المسلمين وحكمِ الإسلام، وتلقّنَ يهودَ وأعوانَهم دروساً تنسيهمْ وساوسَ الشيطان.
أيها المسلمون:
إن قضيةَ فلسطينَ وما حولها مما هو محتلٌ مغصوبٌ فرعٌ من قضيةِ الأمةِ الكبرى، قضيةِ دولةِ الخلافةِ والحكمِ بالإسلام. فإن هذه القضيةَ لم تنشأ إلا بعدَ تمزيقِ دولةِ الخلافةِ إلى كياناتٍ هزيلةٍ نصَّبوا على كلٍ منها رئيسَ عَصابةٍ أسمَوه حاكماً أو رئيساً أو ملكاً أو شيخاً أو أميراً، يحرصُ على المحافظةِ على تمزيقِ الأمةِ، وعلى حربِ الإسلام، ويقاومُ عودةَ الأمةِ إلى تحكيمِ شرعِ ربها، وتوحيدِ شتاتها. منذ ذلك الحين نشأت قضيةُ فلسطينَ كغيرها من قضايا الأمةِ المرتبطةِ بقضيةِ الأمةِ المصيرية.
أيها المسلمون:
لقد آن لكم أن تدركوا واقعَ حكامِكم، وأنهم ليسوا من رعايةِ شؤونكم في شيء، وأنهم غاصبونَ لسلطانِكم، متسلطونَ على رقابِكم خدمةً للكفرِ وأهله، وحرباً على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. وأن تدركوا أن وجودَهم مرهونٌ بأمرين:
الأول: رضى الغربِ عنهم ما داموا خادمينَ له، محاربينَ لكم.
الثاني: سكوتِكم عليهم، وعدمِ تغييرِكم عليهم، فقد أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتغيير على الحاكمِ الظالمِ، وأمرَ بقول الحق بين يديه، وعدَّ من قُتل في سبيلِ ذلك مع سيدِ الشهداء.
هؤلاء حكامكم أيها المسلمون، نصّبهم عليكم الغربُ الكافرُ، أو نُصّبوا برضاهُ عنهُم، يحكّمون فيكم غيرَ كتابِ الله وسنةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، ويسْلمونَكم لعدوكم . فقد أغارتْ طائراتُ عدوكم على أرض الإسلام في سوريا، فماذا كان ردُّهُم؟ لقد احتفظوا بحق الرد!!! انظروا بالله عليكم على الذلةِ والمهانةِ التي أوصلَكم إليها حكامُكم، وها هم اليومَ يكشِفونَ ما كان مستوراً من خياناتِهم وتآمرِهم عليكم وعلى أرضِ الإسلام، يفاوضونَ كيانَ يهودَ المغتصبَ لأرضِكم.. أهذا هو حقُ الردّ الذي يزعمون؟؟؟ رحمَ الله المعتصمَ الذي حرّكَ جيشاً لَجِباً وفتحَ عموريةَ لصرخةِ امرأةٍ اعتدى عليها رومي.. وطائراتُ العدو تنتهكُ حُرُماتِ أجوائِكم وتقصِفُ وتدمرُ في أرضِكم، ثم يصرّحُ حكامُكم بأنهم يحتفظون بحق الردّ... كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ..
اللهم نصرَك الذي وعدتَ لأمةِ الإسلام، وأعنِ الأمةَ على التخلصِ من هؤلاءِ الحكامِ المفروضينَ على رقابِ الأمة، وهيئْ للأمةِ خلافةً راشدةً على منهاجِ النبوة، وخليفةً يرفعُ رايَةَ الحقِ، ويذودُ عن الحمى، ويطردُ المحتلَّ من أرضِ الإسلام، ويحملُ الإسلامَ رسالةَ هدىً ونورٍ إلى الناسِ كافة، إنك سميع قريب مجيب. وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
8-6-2008
كتبه لإذاعةِ المكتبِ الإعلامي لحزبِ التحرير
أبو محمد خليفة
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabi...at/single/2950
من مواضيعي
0 خطاب حزب التحرير إلى جميع حكام المسلمين من الشرق إلى الغرب
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب العربي
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب
0 الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
0 الحكام العرب الذين كذبوا على الناس بالصمود والذين أعلنوا القعود,
0 شاهدوا ماذا تصنع الحضارة الرأسمالية بأهلها
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب العربي
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب
0 الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
0 الحكام العرب الذين كذبوا على الناس بالصمود والذين أعلنوا القعود,
0 شاهدوا ماذا تصنع الحضارة الرأسمالية بأهلها







