الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
20-07-2008, 02:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
في الخلافة خير الدنيا و الآخرة. فبالخلافة صلُح أمر أول هذه الأمة وبالخلافة سيصلح أمر آخرها.
الخلافة هي الدولة التي ترعى شؤون الناس بالإسلام، مسلمين و غير مسلمين.
الخلافة هي التي تَحكم بكتاب الله و بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه و سلم و تعيد للأمة سابق مجدها و عزها.
الخلافة هي التي تُوَحد الأمة الإسلامية كلها في دولة واحدة تحت راية التوحيد وهي الدولة التي تحافظ على خيرات الأمة وثرواتها و تحميها من أطماع الدول الكبرى.
الخلافة هي التي تعيد الأمة لركب التقدم العلمي و هي التي تمكن الأمة من التفوق التكنولوجي، فهي التي تمكن أبناء الأمة من الإبداع في كل المجالات.
الخلافة هي التي تمكن الأمة من التقدم الصناعي والزراعي وهي التي تمكن الأمة من التفوق العسكري.
الخلافة هي التي تمكننا من امتلاك أسباب القوة للدفاع عن أمتنا و لحمل الإسلام رسالة ربانية إلى البشرية جمعاء عن طريق الفتوحات.
الخلافة هي التي تحقق السلام العالمي الحقيقي و هي التي تحمي مقدساتنا و تحرر أقصانا.
الخلافة هي دار الإسلام التي يعيش فيها المسلمون حياتهم بالإسلام طرازا خاصا في الحياة يرضى عليه أهل الأرض و أهل السماء.
الخلافة هي التي تحمي البيئة و تحقق التوازن البيئي في الكرة الأرضية.
الخلافة هي التي تمكن الأمة من القيام بكل الواجبات و الفرائض المنوطة بها. بالخلافة يقام بأركان الإسلام، فتقام الصلاة على أتم وجه ويصام رمضان على أكمل وجه و تقام الزكاة و يؤدى الحج على الكيفية الصحيحة.
الخلافة هي التي ترضي ربنا و تسوق الناس إلى الجنة سَوْقا.
ما حكم العمل لإقامة الخلافة؟
حكم العمل لإقامة الخلافة هو عين حكم العمل لإقامة الدين إذ بالخلافة يقام الدين وإقامة الدين واجب من أعظم الواجبات فإقامة الخلافة واجب فرضه الله تعالى على كل مسلم عاقل بالغ رجلٍ كان أو امرأة و المتهاون في هذا الواجب مرتكب لإثم لا يعلم عظمه إلا الله تعالى.
كيف تقوم الخلافة؟
يجب أن نقوم بهذا الفرض على النحو الذي بينه لنا رسول الله صلى الله عليه آله وسلم. حيث أن الله تعالى بعث لنا محمد (ص) ليبين لنا الوجهة الصحيحة و الكيفية التي أرادنا الله تعالى أن نلتزم بها حين نقوم بما افترضه علينا من واجبات كالصلاة و الحج والعمل لإقامة الدولة و غيره. فيجب أن نقتدي في كل الواجبات بالطريقة الشرعية و الكيفية الصحيحة التي بينها لنا الرسول (ص) و التي ترضي ربنا عز وجل فلا يجوز أن نبتدع بعقولنا طريقة نتعبد الله بها في الصلاة والحج و لا في إقامة الخلافة بأي حال من الأحوال.
هل يمكن إقامة الخلافة من خلال إتحاد فيدرالي على غرار كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الإتحاد الأوربي؟
لا يمكن ذلك لأن دولة الخلافة يمكن أن تقوم في عدة أقطار كما يمكن أن تقوم في قطر واحد من البلاد الإسلامية مهما كان ذلك القطر صغيرا ما دام فيه مقومات دولة قوية، ثم يبدأ ذلك القطر في التوسع ليضم كل أراضي البلاد الإسلامية. ونظام الخلافة نظام متميز في الحكم فهو ليس نظاماً فيدرالياً و لا جمهورياً ولا ملكياً و لا إمبراطورياً. فالخلافة رئاسة عامة لجميع المسلمين في الدنيا، تطبق الإسلام في الداخل و تحمله إلى الخارج عن طريق الفتوحات تماما كما فعل صحابة رسول الله (ص) في القرن الأول من صدر الإسلام وكما سار على ذلك من جاء بعدهم.
هل نستطيع القولَ بأن إقامة الدولة و الحكم هي من شؤون الحياة العامة و لا يجوز إدخال الدين في هذه الأمور فلا بد من أن نختار بعقولنا و من واقعنا الكيفية التي تصلح لإقامة الدولة؟
لا يجوز القول بأن الدين مجرد عبادات وطقوس لا دخل له بالحياة العامة وذلك لأن الدين الإسلامي هو مبدأ كامل، و فيه معالجات لجميع نواحي الحياة و منها كيفية إقامة الدولة و سياسة الحكم. فكما أنه واجب علينا أن نتأسى بالرسول (ص) في كيفية القيام بالعبادات يجب علينا أيضا أن نتأسى به (ص) في غير العبادات كالحكم و السياسة و غيرها من الأمور.
هل يجب فهم واقعنا المعاصر لنأخذ منه الحلول اللازمة لإصلاح حالنا؟
يجب أن نفهم واقعنا لكي نستنبط من الإسلام الحل الشرعي لنغير به واقعنا ونصلحه لا أن نأخذ الحلول من هذا الواقع الفاسد بذريعة أنها حلول معاصرة. فهو واقع فاسد يراد تغييره لا شرعا يجب إتباعه. و في الإسلام حلول و معالجات صالحة لكل زمان و مكان إلى يوم القيامة ما يغني عن الأخذ من أي مصدر آخر.
فما هي الطريقة الشرعية لإقامة الدولة الإسلامية؟
الطريقة الشرعية لإقامة الدولة الإسلامية المستنبطة من سيرة الرسول (ص) تتلخص في تكوين جماعة سياسية تهدف للوصول إلى الحكم عبر التفاعل مع الأمة وطلب النصرة من أهل القوة. يكون أعضاء هذا الحزب السياسي شخصيات إسلامية سياسية قادرين على تحمل أعباء الحكم و كشف الألاعيب السياسية التي يقوم بها الأعداء. يسيرهذا التكتل السياسي وفق مرحلتي التثقيف و التفاعل من أجل أخذ الحكم عن طريق طلب النصرة من أهل القوة و المنعة بعد أن تصبح الدعوة للحكم بالإسلام رأياً عاماً ناتجاً عن وعيٍ عامٍ على الإسلام.
أولا مرحلة التثقيف: في هذه المرحلة يتم تثقيف وإعداد الفئة التي ستقوم بمهام المرحلة القادمة مرحلة التفاعل. فحملة الدعوة الذين يثقفون بالثقافة الإسلامية بجب أن يكتمل فيهم الوعي حتى يصبحوا شخصيات سياسية إسلامية قادرين على حمل الدعوة لاسترجاع الحكم بالإسلام و الصبر على كل متاعب مرحلة التفاعل و التنبه للخطط و الخدع السياسية التي يقوم بها الأعداء.
ثانيا مرحلة التفاعل: في هذه المرحلة يضيف الحزب السياسي إلى أعماله أعمالا أخرى تتلخص فيما يلي :
إفهام الأمة الإسلام حتى يصبح الحكم به مطلبا جماهيريا لديها. فيتم طرح المعالجات و الحلول الإسلامية موضع النقاش في أوساط المثقفين و السياسيين حتى يدرك الناس أن في الإسلام المعالجات الناجعة و الفعالة لإصلاح الواقع الفاسد الذي نعيشه إصلاحاً جذرياً.
يتم طرح الإسلام كبديل حضاري فيه الحلول اللازمة لإنقاذ البشرية من سيطرة المبدأ الرأسمالي الذي يصطلي العالم بناره. و يتم بشكل خاص إبراز البعد المبدئي للدين الإسلامي حيث أن الإسلام عقيدة روحية سياسية مقنعة للعقل موافقة للفطرة ينبثق عنها نظام كامل شامل لكل نواحي الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها. و هذا النظام صالح لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة إذ أنه دين آت من خالق الكون و الإنسان و الحياة، العليم الحكيم. و هذا النظام لا يوصف بالمرونة ولا بالجمود بل شرعه رحمةً للعالمين ﴿ أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمهاً لقوم يوقنون﴾ سورة المائدة الآية 50.
الشطر الثاني هو طلب النصرة من أهل القوة من أجل أخذ الحكم و ذلك يكون بالاتصال بأصحاب القوة الفعلية في البلاد بغية أخذ الحكم و تطبيق الإسلام وذلك إقتداءًَ برسول الله (ص)إذ أنه كان يطلب النصرة و المنعة من رؤساء قبائل العرب عند وفود الحجيج إلى مكة حتى ينصروه ويمنعوه بحد سيوفهم كي يبلغ ما أمره الله به و لهم الجنة، حتى ساق الله الخير إلى الحيين من أهل يثرب (الأوس و الخزرج) فحازوا شرف لقب الأنصار لنصرتهم لله و لدينه و لنبيه و لأول دولة إسلامية قامت على أكتافهم فنالوا بذالك رضوان الله و استحقوا دعاء نبيه لهم "...اللهم ارحم الأنصار و ارحم أبناء الأنصار وارحم أبناء أبناء الأنصار" فيا له من فضل و يا له من فلاح مبين.
في الذكرى السابعة و الثمانين لسقوط آخر خلافة تحكم بكتاب الله (الخلافة العثمانية) و ذلك يوم 28 رجب 1342 هـ الموافق لـ03 آذار-مارس- 1924، في هذه الذكرى ندعو أهل القوة أن يستجيبوا لله و للرسول بنصرة أهل الحق لإقامة الخلافة الراشدة القادمة التي بشر بها رسول الله بعد هذا الحكم الجبري الذي نعاصره الآن. فطوبى لمن يستجيبون لله و يكونون من الذين يصلحون ما أفسد الناس، فيقيمون الحكم بكتاب الله ويعيدون للإسلام دولته ويكونون أنصارا لله و لرسوله كما كان الأوس و الخزرج من قبلهم فيحشرون معهم و ينزلون منازلهم في جنة الخلد لهم فيها ما يشتهون.
وندعو أيضا كل المسلمين للقيام بهذا الواجب العظيم و ليعملوا مع العاملين المخلصين لإقامة دولة الإسلام.
فبالخلافة عزتنا ورفعتنا و تقدمنا و تحرير بلادنا ونصرة نبينا وحماية ثرواتنا وإقامة ديننا و رضا ربنا و مذلة عدونا.
في الخلافة خلاص للبشرية جمعاء.
من مواضيعي
0 خطاب حزب التحرير إلى جميع حكام المسلمين من الشرق إلى الغرب
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب العربي
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب
0 الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
0 الحكام العرب الذين كذبوا على الناس بالصمود والذين أعلنوا القعود,
0 شاهدوا ماذا تصنع الحضارة الرأسمالية بأهلها
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب العربي
0 من حزب التحرير إلى الحكام ملوكا ورؤساء وأمراء من إندونيسيا إلى المغرب
0 الذكرى 87 لهدم الخلافـة: 28 رجب 1342 هـ - 28 رجب 1429 هـ
0 الحكام العرب الذين كذبوا على الناس بالصمود والذين أعلنوا القعود,
0 شاهدوا ماذا تصنع الحضارة الرأسمالية بأهلها