العولمة، فهل أتأكم حديثها؟
03-01-2015, 07:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الملأ في " الشروق "
على رسلكم! فهلاّ أنختم رواحلكم؟
ثمّ لتسمعوا مني:
كنتُ كالشاردِ الذي لا يرى في سبيلهِ إلاّ زمهريرَ شتاء، سيلاً عرمًا لا يُمزنُ و لا يُمطرُ كالفصول في بواقي الأرضِ، ولكنّه رعدٌ وبرقٌ و صيّبٌ ينهمرُ و يدمّرُ،. ترتعشُ لسريانهِ قشعريرةٌ في مظانِ الكيانِ
وقد تدبرتُ صنائع الكونِ، فتأكّد لي أن كلَّ ذرةٍ مشمولاته على التماسكِ بضروب الحياة والصراع من أجل البقاءِ.
فهي تصادم و تقاومُ.
رأيتُ هذا في صمود الأشجارِ و الأزهارِ، رغم الريح و الإعصار، في مقاومة شرسة و استماتةٍ من أجل البقاء.
فأرثي لحالها بعد انقشاعِ السحب الداكنةِ والسيول الكاسحةِ، و قدِ انهارت و خارت من هجمةِ الجبروتِ قواها، و تعرّت من شدةِ العصفِ أوراقـُها، وتطارحتْ من هوج الريح على الأرض أغصانها.
تُرى هل تتهاوى بعد ذلك جذوعها؟
آهٍ! فقد جفّ قبل الأوان براعمها، فيصيبني بعض حزنٍ و أسى لأوضاعها فاستبكيها و أباكيها، وهي تتساقط على الأرض متدحرجةً متناثرةً، كأنها لم تكنْ من قبل أشجارًا باسقة سامقةً، و أزهارًا فواحةً بالأريج عابقةً تسرّ الناظرين بخضرةِ أوراقها، وتعانقِ أغصانها، في نظامٍ بديع ٍ يدلّ على عظمة الخالقِ.
ومع هذا فلم يبق منها إلاّ أثرًا بعد عينٍ
و مع هول المنظر و خوف المخطر. تذكرتُ حال أمتنا..
تُرى أن تصمد و تبقى في منأى من أعاصير العولمة التي تجتاحها بهجمةٍ شرسةٍ؟ أم تصبح قاعًا صفصفاً؟
ولكم أن تحكموا على حال العرب مع طوفان العولمة.
تُرى ماذا حضرّ العرب لها.
دعوة للنقاش عن ما قيل ويقال عن العولمة:
أضرارها ومنافعها.












