تسجيل الدخول

في ماضي الأيام و السنين و في قريتنا البائسة تلك
يتوجه الشباب و المراهقون في فصل الصيف إلى
الوادي للسباحة في برك الماء المالحة مياهها في
الغالب للتخفيف من حرارة الجو التي تزداد إرتفاعا
من وقت الظهيرة إلى ما بعد صلاة العصر .
و في فترة زمنية معينة كان من بين هؤلاء مراهق
قوي البنية لكنه مصاب بالثعلبة في رأسه. و كان
هذا الاخير ؛ للتمكن من السباحة دون منغصات و لا
متاعب؛ يلجأ إلى إستغلال جبروته من أجل منع نظرائه
من "أسدردف". وأسدردف مفردة أمازيغية تطلق
على نوع من السباحة يتميز بضرب السبّاح الماء بقوة
برجليه مع تحريك اليدين لدفع الجسم إلى الأمام ما
يؤدي إلى تطاير الماء في كل اتجاه ، و هذا ما جعل
صاحبنا الأقرع يتخوف من ذلك بل و يستعمل قوته من
أجل منع السباحة بهذه الطريقة مخافة أن يتساقط الماء
المالح على "قرعته" وبالتالي تعرضها لآلام حادة فكما
لاحظ أحدا قادما للسباحة وقبل دخوله البركة صاح في
وجهه مذكرا و محذرا :"اسمع ، ممنوع أسدردف" .
استمر المراهق في فعلته و استمر اقرانه في الإلتزام
بأمره خوفا و جبنا.
في يوم من الأيام أبدى بعض المراهقين تململهم و
تدمرهم من هذا القرار المهين لهم والمستبد بهم الصادر
من فرد و حيد عليل دون اعتذار أو أسف أو حتى مشاورة ،
فأتفقوا على هتكه وعدم تنفيذه . و في ظهيرة اليوم
الموالي نزلوا إلى البركة للسباحة و أحاطوا معكوسين
بصاحب القرار ، أرجلهم بإتجاه رأسه و رؤوسهم إلى
الناحية الأخرى ثم شرعوا يدردفون فغُمر الرأس المثعلب
بالماء المالح فعلا صراخ صاحبه و لم يجد بدا من مغادرة
البركة فأنطلق مسرعا إلى بيته هاربا وباكيا من شدة الألم
الذي أحدثة الملح بجراح رأسه.
و منذ ذلك اليوم أصبح المراهقون يسبحون بكل حرية
واستمتاع بعد أن هجرها ذو الجثة الضخمة و الرأس
المريض .

العين بالعين... قصة معبرة جدا ... و لا مكان للجبناء... كالعادة مبدع يا استاذ مسرور و فرح

يشبه قصة قوم أسمع عنهم في الاخبار
بورك قلمك له طريقة في ايصال الفكرة
بحيث لا تشعر بالملل بل العكس تتبع الاحداث بروية
دام قلمك تحياتي

معبّر جدا اخي مسرورو
شكرا لك
محبتي




















دمعة مرت من هنا

حياك الله وبياك يا ست الكل على قراءة موضوعي
والتعليق عليه بهذه الطريقة الجميلة .
دمت متألقة .