شركة كورية تستورد "العبيد" من الهند والفيتنام وبنغلادش إلى الجزائر
30-03-2015, 09:49 PM
هي حالة أو بالأصح فضيحة من عديد الفضائح الثقيلة، التي تشهدها الجزائر في السنوات الأخيرة، فيما يتعلق بحصول الشركات الأجنبية على المشاريع بطرق غير قانونية، وهذا طبعا بتواطؤ أشخاص نافذين، مع هذه المؤسسات الأجنبية، كما حصل مع مؤسسة كاتيي الكورية، التي تحصلت على مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالمهدية بسطيف، التابع لمؤسسة سونلغاز، بقيمة مالية تقدر بـ80 مليون دولار.
الغريب في أمر هذه الشركة، أن ملفها لا يوجد في قسم الشركات الأجنبية المعتمدة في الجزائر، وهي المعلومة الخطيرة التي تحصلنا عليها عندما قصدنا مديرية التشغيل لولاية سطيف، لنقل انشغالات العمال الجزائريين والأجانب في هذه الشركة التي أهانتهم حسب تصريحاتهم، وتعاملهم وكأنهم بشر من الدرجة الثانية هذا بالنسبة للجزائريين، أما بالنسبة للعمال القادمين من الهند والفيتنام وبنڤلادش، فحدث ولا حرج، حيث تعاملهم على أساس أنهم عبيد، حسب وصفهم، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، فهم يعملون 16 ساعة في اليوم بدون مقابل، وتارة يأكلون وتارة أخرى ينامون جياعا، ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء في غرف ضيقة ولا تصلح أن ينام فيها الحيوان فما بالك بالبشر، والأخطر من هذا، أنها تفرض عليهم حصارا شديدا حتى خلال أيام العطل الأسبوعية.
ويفوق عدد العمال الأجانب 400، دخلوا إلى الجزائر بتأشيرة سياحية صالحة لمدة ثلاثة أشهر فقط، والتقتهم "الشروق"، خلال تنقلها إلى موقع عملهم بهذه الشركة لتغطية الحركة الاحتجاجية التي قام بها العمال الجزائريون مؤخرا، وما تزال متواصلة، ولقيت تضامن هؤلاء الأجانب.
وصرح عمال أجانب أن هذه الشركة تعاملهم كعبيد، ولا تحترم العقد الذي يربطهم بها، ولهذا يناشدون أعلى السلطات في بلدانهم التدخل العاجل، لترحيلهم، لأنه كما قالوا "الموت جوعا في بلدانهم أرحم من الموت داخل هذه الشركة" التي قالوا إنها "تحرث عليهم" 16 ساعة يوميا دون مقابل، وفي الأخير يجدون أنفسهم ينامون جياعا.
وفي ذات السياق، ندد العمال الجزائريون البالغ عددهم أكثر من 100 فرد، بصمت السلطات المعنية، بعد أن قامت هذه الشركة بضرب كل قوانين العمل والشراكة عرض الحائط، بعد أن استغنت عنهم وعوضتهم بالأجانب الذين يعملون بدون مقابل حسبهم.
كما اعتبروا أن هناك تواطؤا مثيرا ومكشوفا من طرف مسؤولين جزائريين، وخير دليل على ذلك، حسبهم أنه منذ أكثر من أسبوع من قيامهم بالحركة الاحتجاجية، لم يزرهم أي مسؤول لا سيما من مفتشية العمل بسطيف، وهو ما جعلهم يرسمون علامات استفهام كبيرة، حول سر السكوت عما وصفوه بـ"المنكر" الذي يتعرض له العمال الأجانب وكذا الجزائريون في هذه الشركة.
ولتقصي حقيقة هذه القضية، تنقلنا إلى مديرية التشغيل لولاية سطيف، لكننا اصطدمنا بحقيقة مذهلة، حيث كشف لنا بعض المسؤولين داخل هذا المبنى أن هذه الشركة لا يوجد اسمها في قائمة الشركات الأجنبية المعتمدة في الجزائر، كما علمنا من ذات المسؤولين، أن هذا المشروع تحصلت عليه شركة هيونداي على الورق، لكنها تنازلت عنه لشركة كاتيي بطريقة مشبوهة ومخالفة للقوانين المعمول بها.
وبعد ذالك كانت وجهتنا إلى مفتشية العمل بسطيف، لإعطاء المسؤول الأول عنها حق الرد على الاتهامات التي وجهت له من طرف العمال، لكننا لم نتمكن من الحديث معه، بعد أن أخبرونا أنه في عطلة لم تحدد طبيعتها، بينما اكتفى أعوان المؤسسة بتوجيهنا إلى مؤسسة سونلغاز التي رمت الكرة للعاصمة وبقينا نبحث عن مسؤول واحد عن الشركة لنتحدث معه ولكنهم رفضوا جميعا التصريح لـ"الشروق".
