الحساب عند ربّي!
04-04-2015, 06:41 AM
أصوات نشاز.. شاذة.. متورطة.. متواطئة.. منغمسة.. تـُطلق أغاني تثير الاستفزاز والاشمئزاز، بالعودة إلى عُمق "المأساة الوطنية"، التي تـُعاقب القوانين المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، على معاقبة كلّ من ينبش في جراح الجزائريين!
الجزائريون قلبوا الصفحة، لكنهم لم يمزقوها، و"الحساب عند ربّي"، لكن هواة استعراض العضلات، بعد انتهاء "المعركة"، يعودون إلى الماضي، بكثير من التشكيك والفوبيا، متسبّبين في تقليب مواجع تـُريد الأغلبية المسحوقة تناسيها، وليس نسيانها بطبيعة الحال!
ليس بالابتزاز وتحريف الوقائع وتزييف الحقائق، تـُعالج الأمور، وتـُجمع "غنائم الحرب"، وليس بالضجيج يتم "غمّ" تفاصيل مأساة وطنية دفع الجزائريون فاتورة غالية، لاستعادة الأمن والسلام والطمأنينة، وقالوا في استفتاء شعبي: نعم للسلم والأمن.
لا فائدة مرجوة من غرس خنجر الماضي في جرح شعبي عميق، لم يُداو إلا بشجاعة ومقاومة منقطة النظير في محاربة الإرهاب الوحشي والتصدّي لـ "أمرائه" ممّن استباحوا دماء الجزائريين العزل والأبرياء، خلال عشرية كاملة، بدون وجه حقّ!
الجزائريون يُريدون نسيان "الذي حدث"، لا يُريدون تكراره، ولا يُريدون أيضا سماع المتورّطين في فصول إرهابية لم تفرّق بين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وحتى الشجر والبقر والحجر لم يسلم من همجية "الأرض المحروقة"، التي نفذها دمويون باسم "الجهاد"!
سنوات "المأساة الوطنية" كانت مرحلة وانتهت، وقد حفظ الجزائريون منها الكثير من الدروس والمواعظ.. عرفوا الصديق والعدو والرفيق.. تحقّقوا من نوايا هؤلاء المدمّرين والمخرّبين.. دفعوا الثمن بالدمّ والنفيس نظير رفضهم التعايش مع مجموعات إرهابية لم ينجّ من أسلحتها وخناجرها حتى الرضّع الذين يُحيطهم الله برحمته وبملائكته!
من المفيد أن يصمت "أمراء الدم" وصناعة الموت والهمّ والغمّ، إلى الأبد، ويكتفوا بالاستفادة من عفو الجزائريين الطيّبين، ويطلبوا الرحمة والغفران من ربّ العالمين، الذي يُمهل ولا يُهمل!
عشرية حمراء، أو أكثر بقليل، كانت مرهقة ومتعبة ومرعبة، تنفس فيها عامة الجزائريين الهلع والشكّ، لكنهم تعلموا فيها أيضا الصبر والمقاومة، وجنحوا بعد "سنوات الجمر" إلى خيار "الوئام والمصالحة"، ليس تنازلا أو خوفا، ولكن من باب "عفا الله عمّا سلف".. ولا يفعل هذه إلاّ منتصر ومؤمن بقضاء الله وقدره!










