الاغتراب النفسي والاجتماعي لدى الملاحدة
27-05-2015, 04:10 PM
الاغتراب النفسي والاجتماعي لدى الملاحدة



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

هذا مقال ماتع رائع لأحد أفاضل:" أهل الإيمان": يبين فيه:" حقيقة الحالة النفسية لدى الملاحدة"، فإليكموه:


" الاغتراب النفسي": هو شعور الفرد بوجود الآخرين واستقلالهم عنه .. أي هو:" وعى الفرد بوجود الآخر بصرف النظر عن العلاقات التي تربطه به".
و يعتبر هذا المؤشر من أهم عوامل الاغتراب النفسي: لاسيما في:" الفلسفة الوجودية لسارتر": حيث الوضعية غالباً ما تكون مصحوبة بالشعور بالوحدة والعزلة!!؟.

أما:" الاغتراب الاجتماعي"، فتصفه الأبحاث الغربية أيضاً ب:" اللامعيارية"، فقد أوضحت الدراسات: أن المجتمع الذي وصل لتلك المرحلة: يصبح مفتقراً إلى المعايير الاجتماعية المطلوبة: لضبط سلوك الأفراد، وأن معاييره التي كانت تتمتع باحترام أعضائه: لم تعد تستأثر بهذا الاحترام!!؟: الأمر الذي يفقدها سيطرتها على السلوك.
وهذا يعني:" سقوط المجتمع في وحل الفوضى الاجتماعية": الأمر الذي يؤدى إلى حدوث:" كوارث اجتماعية": على رأسها:( التفكك الأسرى، والتشرد، واختلاط الأنساب، وانتشار الرذائل، وزنا المحارم) بالإضافة إلى:( انتشار قيم السلبية والنفعية واللامبالاة).

وفى هذه المرحلة: تصبح العلاقة بين الأفراد في إطار:" مفهوم التخاطب والاتصال الروتيني": الذي يصبح حاوياً على:( عنصر التكلف بين الأفراد، وضعف الحافز، وسطحية الشعور) بحيث يغدو التفاعل بين الأفراد مجرداً من العمق الفكري والعاطفي!!؟
ومما لاشك فيه: أن الفوضى الاجتماعية هي: نتيجة حتمية للفوضى الأخلاقية بسبب:" الانهيار القيمي والمعياري في المجتمع، واختلال معايير الخير والشر لدى أفراده!!؟".

إن:" الفوضى الاجتماعية" هي:" فوضى سلوكية": تنعكس في الحياة، وفى المعيشة اليومية، فالسلوك الفرداني هو: مرآة لرغبات الأفراد من الرجال والنساء، و:" الفوضوية": كنظام للحياة بدون شريعة: أدى إلى نشأة الحركة المسماة ب:" الليبرالية"، وهذه لها جذور قديمة في:" الفلسفة الوضعية" التي جاء بها كل من:( أوجست كونت)، و:(جون لوك)، و:(جون ستيوارت مل)، و:(توماس هوبز)، و:" الليبرالية": تقول تماماً كما يقول:" المذهب التشككي" أنه:{ لا حقيقة في الأخلاق تُعرَف: لا حقيقة يقينية، و لا حقيقة ما ورائية تُعرَف، وإنما الأخلاق ليست إلا: حساب اللذة!!؟، وإن طبيعة الإنسان: متمثلة في حرب الجميع على الجميع!!؟، ولا يمكن أن يكون تأثير للإنسان على الإنسان الآخر إلا بالقهر: بسفك الدماء!!؟، وإن كان هناك إقناع!!؟، فالإقناع معناه أن: المقنع يفرض رأيه على المقتنع!!؟، فأخلاقياً يعنى هذا أن: أفرض رغبتي على الشخص الذي أخاطبه: لذلك نشأ عن هذا ما يُسمّى ب:" العقد الإجتماعى"، وهو ليس إلا:" اتفاق عدد من البشر على الحد من الصراع القائم بين الفرد والمجتمع"، والصراع طبعاً يؤدى إلى القتل، فالجريمة الكبرى هي:" العنف"، أما فيما عدا العنف، فكل شيء جائز حتى وإن:" كان غشاً وخداعاً!!؟".

يقول:" عبد الدائم الكحيل":{ فماذا نرجو من إنسان أخرجه الشيطان من النور إلى الظلمات!!؟، إنه مثل إنسان ميت يائس لا حياة فيه، ولا استجابة لديه، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية الجديدة، ففي دراسة حديثة تبين: أن الملحدين هم أكثر الناس يأساً وإحباطاً وتفككاً وتعاسة!!؟، ولذلك، فقد وجدوا أن أعلى نسبة للانتحار على الإطلاق كانت بين:" الملحدين واللادينيين": أي الذين لا ينتسبون لأي دين، بل يعيشون بلا هدف وبلا إيمان، فقد أكدت الدراسات العلمية المتعلقة بالانتحار أن أكبر نسبة للانتحار كانت في الدول الأكثر إلحاداً، وعلى رأسها:" السويد": التي تتمتع بأعلى نسبة للإلحاد}. إهـ .

مظاهر السلبية واللامبالاة لدى الملاحدة:

1-" الشعور بالعجز": أي:{ شعور الإنسان أنه لا يملك الحرية الكافية لتقرير مصيره، والشعور بأن مصيره ليس في يده!!؟}.

2ـ" انعدام الغائية": أي:{ الشعور بأن الحياة معدومة المعنى والهدف!!؟}.

3ـ" اللامعيارية": أي:{ فقدان المعايير الاجتماعية اللازمة لاستقرار المجتمع وتعاون أفراده، والحد من تولد الصراعات بينهم، ومن ثم: حماية المجتمع من السقوط في وحل الفوضى الاجتماعية}.

4ـ" العزلة الاجتماعية": أي:{ الشعور بالوحدة: لانعدام المشاركة الفكرية والعاطفية بين أفراد المجتمع!!؟}.

يقول الأديب الأمريكي:" جون شتاينيك" في خطاب أرسله إلى صديقه:" إدلاى ستيفينسون":
{ إن مشكلة أمريكا هي ثراؤها .. وأن لديها أشياء كثيرة .. (ولكن ليس لديها رسالة روحية كافية) .. إننا في حاجة إلى ضربة تجعلنا نفيق من ثرائنا .. لقد انتصرنا على الطبيعة .. ولكننا لم ننتصر على أنفسنا}. إهـ ..

ويقول:" جون فوستر دالاس": وزير الخارجية الأمريكي الشهير في عهد الرئيس الأميركي:" أيزنهاور":صاحب كتاب:(حرب أم سلام!!؟) في الفصل المعنون:(حاجتنا الروحية)، وقد بيَّن فيه ما ينقص أمريكا، فقال:
{ إن الأمر لا يتعلق بالماديات، فلدينا أعظم إنتاج عالمي في الأشياء المادية، (إن ما ينقصنا هو إيمان صحيح قوى)، فبدونه يكون كل ما لدينا قليلاً، وهذا النقص: لا يعوضه السياسيون مهما بلغت قدرتهم، أو الدبلوماسيون مهما كانت فطنتهم، أو العلماء مهما كثرت اختراعاتهم، أو القنابل مهما بلغت قوتها}. إهـ ..

وقال الرئيس:" ولسون" قبل وفاته بأسابيع قليلة:
{ إن حضارتنا لا تستطيع الاستمرار في البقاء من الناحية المادية: (إلا إذا استردت روحانيتها)}. إهـ ..

ويقول:" أليكس كاريل": وهو عالم كبير من علماء هذا القرن:
{ إن الحضارة العصرية الغربية: تجد نفسها اليوم في موقف صعب ، لأنها لا تلائمنا، فقد أنشئت دون أية معرفة بطبيعتنا الحقيقية، إذ أنها تولدت من خيالات الاكتشافات العلمية، وشهوات الناس وأوهامهم ونظرياتهم ورغباتهم، وعلى الرغم من أنها أنشئت بمجهوداتنا: إلا أنها غير صالحة بالنسبة لحجمنا وشكلنا}. إهـ ..

الخلاصة:
باعتراف أساطينها:
" اللادينية والإلحاد : عبث .. فوضى .. تخلف".

فالحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان.