حين مضى الهزيع الأخير من الليل.
10-04-2016, 07:10 PM
ومضى الهزيع الأخير من الليل.
ومع ذلك فصاحبنا لا يزال متسمّرًا على أريكته بالقرب من نافذة غرفته يراقبُ قطرات المطر وهي تتساقط فتحدث بعض دقات رتيبة على سقف المنزل وفي باحة الدار.
وهكذا هي الحياة.
هدوء بعض عاصفة، ثم لا تلبث الطبيعة إلاّ وتثور من جديدٍ.
وإنها لذكرى وتذكرة.
ذكرى أيام خوالي.
وتذكرة لمن كانت هنا.
عشر سنوات بشهورها وأيّامها ولياليها.
وما زال يتذكر أنها كانت هنا.
يتذكر كلماتها، حركاتها، ثم ضعفها ورقتها، حتى وإن تظاهرت الحزم.
ترى ما الذي تغيّر؟
وكل ما في المنزل يذكره بها.
كانت هنا، تلاحقه في كل تحركاته.
في لباسه، في ترتيب وثائق عمله.
تنظر إليه باستمرار.
ومع ذلك رحلت.
رحلت في يومٍ ممطرٍ.
وهطل المطر، ثم صحا الجو، وعاد المطر من جديد.
ومرت الإيّام، وأتبعتها الأعوام.
ولم يغسل المطر أوجاعه
وبإذن الله فالموعد في الفردوس في أعالي الجنة.












.gif)
.gif)


