مفهوم الحرية بين الحق والباطل
04-07-2015, 04:56 PM
مفهوم الحرية بين الحق والباطل
فمن الخطأ:" رفض الحرية بإطلاق، أو قبولها بإطلاق!!؟".
ومن ذلك: قول من يقبلها بإطلاق:" لا سقف للحرية، ولا مقدس أمامها!!؟"، وقد وقع هؤلاء في:" شر ما فروا منه: كالمستجير من الرمضاء بالنار!!؟"، إذ أنهم بعد:" دوسهم على المقدس: قدسوا الحرية!!؟"، ومنعوا المساس بأي جزئية منها، أو ضبطها بضوابط تراعي:" دين المجتمع وأعرافه وتقاليده في ازدواجية متناقضة!!؟".
والمنطق يقول بأن:" من ينكر الحرية مطلقا، فقد ينكر بعض الحق الذي تتضمنه!؟" .
وبالمقابل، فإن:" من يقبلها مطلقا، فسيقر دون شك: كثيرا من الباطل الذي تحمله!!؟".
لذلك كان تحديد:" المرجعية": أمرا هاما جدا لضبط الأمور، لأن:" الشيطان يسكن في التفاصيل!!؟"، وصدق الخبير العليم القائل في القرآن الكريم:
[وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُوَمَنْ فِيهِنَّبَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ].
وفي أمثال من يتشدقون بالحرية المطلقة – ولو تطاولت على مقدساتنا!!؟-: نزل قول الحق الحكيم في القرآن العظيم:
[وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ . وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ . أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ . وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ . إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ].
وكما يقال:" بالمثال يتضح المقال": أضرب مثلا وحيدا:( تمثيلا لا حصرا)، وقد حصل قبل أيام في:" الدولة المثل الأعلى!!؟"، و:" القدوة الحسنة!!؟" لأدعياء الحرية!!؟، وأقصد:" أمريكا الدولة العلمانية الحرة العظمى!!؟"، فقد أقرت محكمتها العليا:" قانون يشرعالزواج المثلي!!؟"، وقد هنأ قيصرهم:" أوباما" الأزواجالمثليين!!؟ بهذا:" الإنجاز العظيم!!؟"، و هذه:" القفزة الحضارية الكبرى!!؟": مقرا بذلك لقرار المحكمة العليا!!؟.
نأتي الآن، لنسقط:" مفهوم الحرية" على هذا القانون، فبالنسبة لأمريكا، فالأمر عادي عندهم، بل هو:" أحد أهم مظاهر التحضر في القرن:(21)!!؟، فمرجعية الأمريكيين: تبيح لهم ذلك!!؟.
وأما بالنسبة لنا كمسلمين، فمن جهة هو أيضا:" أمر عادي عندنا!!؟" ، لأنه ببساطة:" لا ذنب بعد الكفر!!؟"، وصدق الله إذ يقول عن هؤلاء:
[ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا].
ومن جهة أخرى نقول: إن:" الحرية الحقيقية بريئة من ذلك: الفعل المشين الشنيع، والسلوك السيئ الفظيع!!؟": الدال على:" انتكاسة فطرةهؤلاء من درجة الإنسانية إلى درك الحيوانية!!؟"، - وإن كان ذلك الجرم عندهم، وعند من يطبل لمرجعيتهم هو:" تمدن وتحضر!!؟".
وصدق القهار الجبار إذ يقول عن أسلاف هؤلاء الكفار والفجار:
[كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ .فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ. وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ].
فمن أراد أن يناقش في مسألة:" مفهوم الحرية"، فليحدد لنا مرجعيته أولا، لنناقشه وفقها حتى:" لا يلتبس الحق بالباطل!!؟"، وصدق الله إذ يقول:
[أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ].
[أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ].
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.






.gif)


