يوسف هذه الأمة
18-07-2008, 11:55 PM
صحابي على وجهه مسحة ملك [يوسف هذه الأمة]. قصة وفادة جرير بن عبد الله البجلي بعد إسلامه -رضي الله عنه-
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
فمن خيار الصحابة وأجلائهم الصحابي اليماني جرير بن عبد الله البجلي .
ولقد حظي هذا الصحابي الجليل بمنزلة خاصة عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان لا يراه إلا تبسم ، ولا يستأذن عليه إلا أذن له ، ودعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالثبات على الخيل ، وأن يكون هادياً مهدياً .
روى البخاري(3/1104،2260رقم2871،5739) ومسلم(4/1925رقم2475) عن جرير -رضي الله عنه- قال: ما حجبني النبي-صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل ، فضرب بيده في صدري ، وقال: اللهم ثبته ، واجعله هادياً مهدياً)) .
وقد بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- لتحطيم صنم دوس "ذي الخلَصة" .
فقد روى البخاري(3/1100،1119، 1583، 2333رقم2857، 2911، 4098، 5974) ، ومسلم(4/1925-1962رقم2476) عن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: [ قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( يا جرير ، ألا تريحني من ذي الخلصة)) ، بيت لخثعم ، كان يدعى "كعبة اليمانية".
قال: فنفرت في خمسين ومائة فارس ، وكنت لا أثبت على الخيل ، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فضرب يده في صدري ، فقال : ((اللهم ثبته ، واجعله هادياً مهدياً)).
قال : فانطلق ، فحرَّقها بالنار ، ثم بعث جرير -رضي الله عنه- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يبشره ، يُكْنَى أبا أرطأة [وهو حصين بن ربيعة] ؛ مِنَّا ،
فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال له: ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب .
فبرَّك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على خيل أحْمَس ورجالها ، خمس مرات ] .
برَّك : دعا بالبركة .
وكان قد آتاه الله جمالاً حتى روي عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: جرير بن عبد الله يوسف هذه الأمة .
رواه الخرائطي في اعتلال القلوب(ص/160).
وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك حيث قال : ((على وجهه مسحة ملك)) .
وهذا ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- لما وفد جرير -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر وفادته -رضي الله عنه- هي سبب كتابة هذا المقال .
وسأذكر قصة وفادته -رضي الله عنه- مع بيان تخريجها ، وبيان صحتها .
وأسأل الله أن ينفع به قارئه وكاتبه .
والله الموفق.
## لفظ القصة: ##
عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما دنوت من مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنخت راحلتي ، وحللت عيبتي ، فلبست حلتي ، فدخلت المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب ، فسلم علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فرماني الناس بالحدق ، فقلت لجليس لي: يا عبد الله ، ما بال الناس ينظرون إليَّ ؟
هل ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أمري شيئاً؟
قال: نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ، بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يخطب آنفاً ؛ إذ عرض له في خطبته ، فقال : ((إنه سيدخل عليكم من هذا الباب -أو من هذا الفج- من خير ذي يمن ، وإن على وجهه لمسحة ملك))
فحمدت الله على ما أبلاني .
## تخريجه : ##
رواه أحمد في مسنده(4/359،360،364) ، وابن أبي شيبة في مصنفه(6/397، 7/342) ، والنسائي في فضائل الصحابة(ص/60رقم199) وهو في السنن الكبرى(5/82رقم8304) ، والحارث بن أبي أسامة في مسنده(2/935رقم1030-زوائده) ، والطبراني في المعجم الكبير(2/352رقم2483) ،
وابن خزيمة في صحيحه(3/149،150رقم1797،1798) ، وابن حبان في صحيحه(16/173-174رقم7199) ، والحاكم في المستدرك(1/285) ،
والبيهقي في السنن الكبرى(3/222) ، وفي دلائل النبوة(5/346-347) ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة(2/592رقم1609) ، وابن بشران في الأمالي(ص/276رقم634) ، وقوام السنة الأصبهاني في دلائل النبوة(ص/153-154رقم169) ، ومحمد بن عبد الواحد المقدسي في "مجلس في رؤية الله"(ص/276رقم634) ، والمزي في تهذيب الكمال(4/536-537) وغيرهم
من طرق عن يونس بن إسحاق عن المغيرة بن شبل بن عوف عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- به.
ورواه عن يونس جماعة منهم : سلم بن قتيبة ، والفضل بن موسى ، وشبابة بن سوار ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وأبو قطن ، وإسحاق بن يوسف ، وعبد العزيز بن أبان.
وله طريق أخرى صحيحة ، ولكن دون ذكر القصة :
فقد رواه البخاري في الأدب المفرد(ص/97رقم250) ، والحميدي في مسنده (2/350رقم800) وابن أبي عمر العدني في مسنده ، والنسائي في الكبرى(5/82رقم8302) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني(4/470رقم2523) ، والطبراني في المعجم الكبير(2/301رقم2258) وغيرهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن قيس عن جرير -رضي الله عنه- قال : ((ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي)) ، وقال : ((يدخل عليكم من هذا الباب من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك)) . وقد روي في قصة إسلام جرير عدة روايات كلها ضعيفة ، سيأتي ذكرها -إن شاء الله تعالى- .
وما أثبته هنا هو الصحيح .
## الحكم عليه ##
الحديث إسناده صحيح .
## يونس بن أبي إسحاق السبيعي: وثقه ابن معين وقال –مرة-: ثقة ، ليس به بأس ، وقال ابن سعد: وكانت له سنن عالية ، وروى عن عامة رجال أبيه ، وكان ثقة -إن شاء الله تعالى-. وذكره ابن حبان في الثقات .
وروى عنه يحيى القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي وقال: لم يكن به بأس .
وقال النسائي: ليس به بأس ، وقال الساجي: صدوق ، وقال العجلي: ثقة ، وقال –مرة-: جائز الحديث ، وقال ابن عدي: له أحاديث حسان ، وروى عنه الناس ، وحديث أهل الكوفة عامته تدور على ذلك البيت .
وروى له مسلم في صحيحه.
وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج به.
وقال أبو أحمد الحاكم: ربما يهم في روايته .
وقال الإمام أحمد: حديثه مضطرب ، وقال الأثرم: سمعت أحمد يضعف حديث يونس عن أبيه وقال: حديث إسرائيل أحب إلي منه.
والخلاصة أنه : ثقة له أوهام .
## المغيرة بن شبل -ويقال: بن شبيل- بن عوف الأحمسي : ثقة .
والحديث صححه ابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم على شرط الشيخين! ، ووافقه الذهبي! .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(9/372) : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنهما وأسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح .
وصححه الشيخ الألباني -رحمه الله- في تعليقه على صحيح بن خزيمة ، وفي صحيح موارد الظمآن.
وقال في الصحيحة(3193) : إسناده صحيح رجال ثقات رجال مسلم غير المغيرة هذا وهو ثقة بلا خلاف .
وهو صحيح كما قالوا .
وأما الرواية الأخرى المختصرة فسندها صحيح على شرط الشيخين .
وقد خرجه الشيخان دون الزيادة -موضع الشاهد- مع أنها من طريق سفيان بن عيينه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير -رضي الله عنه- به .
وأظنهما لم يخرجاه لتفرد سفيان بهذه الزيادة .
وهي زيادة صحيحة ، ولا يضر تفرد سفيان بها ؛ لأنه ثقة حافظ .
إضافة إلى أن له شاهداً ، وهو ما سبق ذكره من قصة وفادة جرير -رضي الله عنه- .
وقد صحح الشيخ الألباني -رحمه الله- الرواية المختصرة في صحيح الأدب المفرد.
## معاني الكلمات:
## ## حللت عيبتي: العيبة مثل الحقيبة في زماننا ، ومعناه : أنه فتح حقيبته!
## لبست حلتي : الحلة ما يتحلى به المرء من الثياب.
## فرماني الناس بالحدق: الحدق : العيون . أي: نظر إلي الناس.
## هذا الفج: أي: هذا الطريق أو المكان .
## الحمد لله على ما أبلاني: أي الحمد لله على ما أنعم علي .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد . كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
من مواضيعي
0 سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات
0 هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
0 جمع كتب وصوتيات في بيان المنهج السلفي ورد التهم حوله
0 الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
0 صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
0 خبر عاجل: استشهاد الأخ الجزائري اسماعيل من مدينة واد سوف في دماج
0 هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
0 جمع كتب وصوتيات في بيان المنهج السلفي ورد التهم حوله
0 الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
0 صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
0 خبر عاجل: استشهاد الأخ الجزائري اسماعيل من مدينة واد سوف في دماج
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 18-07-2008 الساعة 11:57 PM









