الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
18-01-2012, 08:42 AM
الحمد لله أما بعد:
الشبهة: قولهم: السلفيون يحتكرون الحق والجنة معهم ويحكمون بالنار على من خالفهم!
الرد:الشبهة: قولهم: السلفيون يحتكرون الحق والجنة معهم ويحكمون بالنار على من خالفهم!
الجوب على هذه الشبهة من خمسة أوجه:
الوجه الأول: نقول: ماذا تقصدون بإحتكار الحق والجنة؟ فإن كنتم تقصدون أن أهل السنة السلفيين يرون أن الحق مع منهجهم ودينهم وأن طريق الجنة واحد وهو في اتباع منهج السلف فهذا صحيح ولا ينكره إلا مكابر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال((وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل : من هي يا رسول الله قال : ماكان على مثلي ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) .
فليس السلفيون من حكم على طريق السلف بالجنة بل محمد صلى الله عليه وسلم .
فمما لا شك فيه أن المعارف والمعلومات الذهنية والفكرية - عقدية أو غيرها - تنقسم إلى قسمين: حق وباطل، ومعروف ومنكر، ولا يمكن إنكار هذه الحقيقة، فالله حق وما عبد من دونه فهو باطل، والمتمسك بهذه الحقيقة له الحق الكامل أن يدعي امتلاك الحقيقة وأن من خالفه فيها أنه على باطل صراح، وكذلك القرآن الكريم حق وما عارضه فهو باطل، وكذلك محمد - صلى الله عليه وسلم - حق ومن ادعى النبوة بعده فهو على باطل، وما اجتمع عليه السلف حق وما عارضه باطل وهكذا يقال في كثير من القطعيات الدينية والدنيوية ومن أنكر هذا فقد أنكر عقله فالحق واحد لا يتعدد وأهله الذين يتمسكون به طائفة واحدة لا تتعدد.
عن بن مسعود - رضى الله عنه - قال: ((خطّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: هَذه سبيل الله. ثُمَّ خَطّ خُطوطًا عَن يَمينِه، و عَن شمَالِه، ثمَّ قَال:هَذه سُبُل، وَعَلَى كلِّ سَبيلٍ منهَا شَيطانٌ يَدعُو إلَيه، ثم قرأ: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)) [الأنعام:153]
فدل هذا الحديث بنصه على أن الطريق واحد.
فلا يوجد تعدد في الحق فإما الحق مع من تمسك بالمنهج السلفي أو مع من تمسك بالمنهاج الدخلية على الإسلام (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ })) ودون ذلك خرط قتاد(فماذا بعد الحق إلا الضلال)!
ولا يوجد في الإسلام طوائف وجماعات بل الأصل في المسلمين أنهم جماعة واحدة وحزب واحد كما قال الله تعالى(( أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) [المجادلة: 22]
وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال: (( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)[المائدة:56]
فمن خرج عن هذه الجماعة والحزب فهو مفرق لجماعة المسلمين وليس من أهل السنة والجماعة إنما يلحق بباقي الثنتين وسبعين فرقة وإنك مهما بحثت فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلن تجد تفريق الأمة إلى جماعات وتحزيبها فى تكتلات إلا مذموما، قال الله تعالى: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ))[الروم:31-32]
وكيف يقر ربنا عز و جل أمة على التشتت بعدما عصمها بحبله، و هو يبرىء نبيه صلى الله عليه وسلم منها حين تكون كذلك وتوعدها عليه فيقول: ((إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ))) [الأنعام:159]
وأما إن كنتم تقصدون أن أهل السنة السلفيين يحكمون على أنفسهم وذواتهم بالحق والجنة فهذا افتراء قبيح وكذب صريح و هاهي كتب أهل السنة السلفيين على مر العصور أين وجدتم عالما سلفيا واحدا ادعى لنفسه الحق والجنة!
بل إننا لا زلنا نرى السلفيين عبر العصور يقولون(كل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم) بل ولا زلنا نرى السلفيين يردون على بعضهم البعض وينتقدون بعضهم البعض بالحجة والبرهان باللين والشدة فكيف تستيقيم هذه التهمة بعد ذلك!
الوجه الثاني: نسأل من يروج هذه الشبهة ضد الدعوة السلفية فنقول له: هل لديك ميزان محدد منضبط يمكن من خلاله أن نعرف الحقيقة، وهل القرآن والسنة الصحيحة حقائق معترف بها لديك، وهل هناك حقائق في هذا الوجود أم أن الأمور كلها نسبية، فما يراه هذا حقاً قد يراه غيره باطلاً، ولا يوجد حقيقة عند أحد، وهل هناك حقائق مشتركة بين الناس اتفقوا عليها أم لا يوجد أي حقيقة، وهل قولك على السلفيين أنهم يدعون أنهم يدعون امتلاك الحقيقة هو أيضاً قول يدعي امتلاك الحقيقة أم هو وهم وبهت لا أساس له، فإن جزم بشيء من هذه الأمور وجهنا إليه هذا الاتهام الذي يتهم به الدعوة السلفية وهو ادعاء امتلاك الحقيقة، فما كان جوابه في هذا يمكن أن يكون جواباً لنا، وإن أنكر الحقائق فليس أهلاً للكلام معه.
الوجه الثالث:لماذا توجه هذه الشبهة إلى الدعوة السلفية والسلفيين فقط، وكل من ذهب إلى رأي أو مذهب يرى أن ما ذهب إليه هو الحقيقة، فالفرق الإسلامية كل طائفة تدعي أن ما اختارته من المذاهب والآراء هو الحق، وهم يعبرون عن ذلك دائماً فيقولون مثلاً: ومذهب أهل الحق، وقال أهل الحق، وذهب المحققون، والذي اختاره المحققون... إلى غير ذلك من العبارات التي تدل على أن صاحبها جازماً بما ذهب إليه، معتقداً بطلان ما خالفه.
بل حتى أهل الملل والأديان الأخرى يرون الأمر كذلك، فاليهود يرون أن ما هم عليه هو الحقيقة، والنصارى كذلك، والشيوعيون هم الذين قالوا بحتمية انتصار المذهب الشيوعي، والقوميون لا يزالون يرددون حتمية الحل القومي،والعلمانيون يرون أن الحقيقة التي لا ريب فيها هي العلمانية اللادينية، حتى رفعوا شعار (العلمانية هي الحل) في مقابل شعار (الإسلام هو الحل) الذي يرفعه الإسلاميون، وأمريكا وعملائها يرون حتمية الحل الديمقراطي، وأن الديمقراطية هي الخيار الوحيد والأفضل، وأنها إن كانت سيئة فغيرها أسوأ منها، وهذا تفضيل لهذا المنهج الغربي الوارد على الإسلام الذي ارتضاه الله لنا ديناً، وأتم علينا به النعمة، وأخبر أن من ابتغى غيره فإنه في الآخرة من الخاسرين.
الوجه الرابع: أما قولكم أن أهل السنة السلفيين يحكمون على الغير بالنار وتقصدون بذلك باقي الفرق المنحرفة من إخوان وصوفية ومعتزلة وخوارج وغيرهم ممن ابتعدوا عن نهج السلف الصالح فإن هذه التهمة من جملة الافتراءات الباطلة والاشاعات الظالمة ,وذلك لأن أهل السنة السلفيين ينطلقون من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح فلا يحكمون على معين بالجنة والنار إلا من حكم عليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أما الفرق المنحرفة فإنهم_أهل السنة السلفيين_ لا يحكمون على أعيانها بالنار إذ لا تلازم بين العموم والخصوص ولا تلازم بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة فهم_أهل البدعة_ في الدنيا ضلال أما حكمهم في الآخرة إلى الله ولا يلزم من ضلال الرجل المعين في الدنيا أن يكون في الآخرة من أهل النار لأن أحكام الدنيا مبينة على الظاهر وأحكام الآخرة يتولاها رب السرائر.
قال الإمام ابن تيمية : لأن الإيمان الظاهر الذي تجري عليها الأحكام في الدنيا، لا يستلزم الإيمان في الباطن الذي يكون صاحبه من أهل السعادة في الآخرة ثم تكلم عن المنافقين وأن عبد الله بن سلول ورث ابنه عبد الله ا.هـ[مجموع الفتاوى (7/209-210) .]
وقال - رحمه الله - : فهذا أصل ينبغي معرفته فإنه مهم في هذا الباب، فإن كثيراً ممن تكلم قي مسائل الإيمان والكفر لتكفير أهل الأهواء - لم يلحظوا هذا الباب، ولم يميزوا بين الحكم الظاهر والباطن ، مع أن الفرق بين هذا وهذا ثابت بالنصوص المتواترة ، والإجماع المعلوم ،بل هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام ، ومن تدبر هذا علم أن كثيراً من أهل الأهواء والبدع ، قد يكون مؤمناً مخطئاً جاهلاً ضالاً عن بعض ما جاء به الرسول ، وقد يكون منافقاً زنديقياً يظهر خلاف ما يبطن ا. هـ[الفتاوى (7/472) .]
وقال: وبالجملة فأصل هذه المسائل أن تعلم: أن الكفر نوعان : كفر ظاهر ، وكفر نفاق،فإذا تكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار ، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين اهـ[الفتاوى (7/620)] ومن المعلوم عند أهل السنة أن كل ذنب دون الشرك تحت المشيئة كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) .
الوجه الخامس: إن هذه التهمة لا تعدوا أهل البدع والاحزاب في الحقيقة فلا يوجد من يحتكر الحقيقة ويحكم على غيره بالنار مثلهم وإليك شيئا من أقوالهم:
1_قال حسن البنا مؤسس الفرقة: (... وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا، فما وافقها فمرحبا به، وما خالفها فنحن براء منه...)!!مجموعة رسائل حسن البنا ص19.المؤسسة الإسلامية للطباعة والصحافة والنشر بيروتط3
2_قال الإخواني جاسم المهلهل الياسين((للدعاة فقط ص 122)) : ((...بل دعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم ولو كان أروع الدعاةفهما للإسلام وعقيدته وأنظمته وأكثرهم قراءةللكتب ومن أشد المسلمين حماسةو أخشعهم في الصلاة، الا أن يتقيدوا بخطط الجماعة والسعي لإقامة أهدافها وهي دولة الإسلام )) !!!
3_وقال الإخواني سعيد حوى(إن الانطلاقة على غير فكر الأستاذ البنا في عصرنا قاصرة أو مستحيلة أو عمياء إذا ما أردنا عملاً متكاملاً في خدمة الإسلام والمسلمين)["المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين" (ص30) لسعيد حوى.].
وقال أيضاً -: (إن المسلمين ليس أمامهم إلا فكر الأستاذ حسن البنا إذا ما أرادوا الانطلاق الصحيح)[في أفاق التعليم" لسعيد حوى (ص 5).
فانظر أيها المنصف كيف علقوا الحق بفكرهم وذوات أئمتهم وجعلوا كل من خالف ذلك من دعاة الباطل ولو كان صاحب عقيدة صحيحة! فمن أولى بهذه التهمة الآن آ السلفيون أم الحزبيون!
جمعه ونسقه وزاد عليه أخوكم جمال البليدي غفر الله له وستر عيوبه.
من مواضيعي
0 سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات
0 هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
0 جمع كتب وصوتيات في بيان المنهج السلفي ورد التهم حوله
0 الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
0 صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
0 خبر عاجل: استشهاد الأخ الجزائري اسماعيل من مدينة واد سوف في دماج
0 هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
0 جمع كتب وصوتيات في بيان المنهج السلفي ورد التهم حوله
0 الحجج الدقيقة في الرد على من اتهم السلفيين باحتكار الحقيقة!
0 صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
0 خبر عاجل: استشهاد الأخ الجزائري اسماعيل من مدينة واد سوف في دماج