تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدعوة والدعاة

> صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
24-12-2011, 12:38 AM
صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان.


إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى أما بعد :

يقول ربنا عز وجل ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ([الزمر:9]
وقال تعالى((يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ([المجادلة:11]
وقال سبحانه وتعالى(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا([البقرة:269]، فهذه شهادة من الله تعالى لمن آتاه العلم بأنه قد آتاه خيرا كثيرا، والحكمة هنا هي العلم النافع والعمل الصالح، فهذا طرف مما جاء في كتاب الله تعالى في فضل العلماء، وبيان منزلتهم في الشرع.
أما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مليئة بالثناء عليهم، والحثِّ على توقيرهم واحترامهم؛ لعِظَم العلم الذي قام بهم، ولشرف العلم الذي وَقَرَ في أفئدتهم.
فمن ذلك ما رواه الشيخان عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسول الله ( يقول «مَنْ يُرِدِ اللّهُ به خَيراً يُفَقّهْهُ في الدّين»، والفقه هنا هو العلم المستلزم للعمل، فدلّ الحديث على أنّ من أراد الله سبحانه وتعالى به خيرا وفقه لهذا الفقه ويسّره له، وهذا هو مقام العلماء, ومفهوم الحديث أن من لم يُرد الله تعالى به خيرا لا يفقه في دينه، وهذا مشاهَد ملموس.
هذه بعض النصوص اليسيرة التي بينت مقام العلماء ومكانتهم عند الله عز وجل إلا أنه في الأيام الأخيرة وما حدث فيها من فتن ملمة جعلت بعض جهلة الإعلاميين ومغفلة المثقفين يطلقون العنان على علماء السنة الأقحاح فكشروا عن أنيابهم وأظهروا حقدهم –رغم أنه معلوم- فاستغلوا الأوضاع الحرجة التي تمر بالأمة فبدلا من أن يربطوا الأمة بأكابر العلماء الراسخين راحوا يكيلون التهم القديمة التي لا تنطلي إلا على السذج أمثالهم و بدأوا بالشغب والكذب والطعن و الهمز واللمز بحجج واهية و أكاذيب هاوية يعلمها الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم, ولا يستغرب هذا ممن جعل من السياسة والجرائد دينا له ونبراسا ومن جهلة الإعلاميين أئمة يقتدي بهم فقسى بذلك قلبه فصده عن كل خير فأصبح كالأعمى يرى الحق باطلا والباطل حقا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي هذا البحث المتواضع إن شاء الله سنعرض أهم شبههم وأكاذيبهم التي صدعوا رؤوسنا بها من يوم أسسوا حزبهم وجندوا جواسيسهم ألا وهي قولهم المشاع وإفكهم المذاع : أنتم علماء السلاطين ومفاد هذه التهمة : أن علماء السنة يفتون حسب ما يريده الحكام ولا ينكرون عليهم ظلمهم وفسقهم .
وقد فصلت ردي على هذه الشبهة في مبحثين :

المبحث الأول : الرد المجمل على هذه التهمة.
المبحث الثاني : الرد المفصل على التهمة وذلك بعرض المقصود منها والرد على ذلك شبهة شبهة.
والله الموعد.

الرد المجمل :
نقول :
سامحكم الله وعفا عنكم عن قولك عن علمائنا أنهم عملاء للسلاطين والحكام الظلمة والمفسدين ، ونحذركم من الوعيد الشديد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في من يتهم أخاه المسلم بشيء هو منه براء فقال صلى الله عليه وسلم {ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال} رواه أبوداود عن ابن عمر رضي الله عنهما بسند صحيح ، وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.

والرد على هذه التهمة من أربعة أوجه:

الوجه الأول : قولكم (علماء سلطان) إنما هو كلام مجمل لذر الرماد في العيون, وطريقة أهل البدع عند طعنهم في أهل السنة أن يأتوا بالألفاظ المجملة ليروجوا نقدهم وقدحهم، فهل رأيتموهم أطاعوا الحكام والأمراء فيما حرم الله ؟؟؟؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( فتاواه 8/202 ) :
« . . . فإذا أمروا بمعصيةٍ فلا يُطاعون في المعصية ؛ لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها . . . » انتهى .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 3/333 ، ط الوطن ) :
« ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً !
لا . إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله , أما ما سوى ذلك فإنه تجب طاعته
» انتهى .
أخرج البخاري في(( صحيحه )) – كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية – ومسلم في (( صحيحه)) كتاب الإمارة (119)، عن عبد الله بن عمر عن النبي (، أنه قال :
(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))
فقوله عليه الصلاة والسلام (( فيما أحب وكره )) أي فيما وافق غرضه أو خالفه.

ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وما عليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف.
بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل
فأهل السنة والجماعة السلفيون ليسوا عملاء لأحد من البشر سوى محمد صلى الله عليه وسلم
فهم- إن صح التعبير- عملاء للكتاب وللسنة وعملاء للنصوص والأدلة الشرعية التي تحثنا على ما
ينفعنا في الدنيا والآخرة، ومن ذلك طاعة ولاة أمورنا في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وفيما كان مباحاً وفيه مصلحة للبلاد وللعباد ،ولو كان أهل السنة والجماعة عملاء للسلاطين والحكام الظلمة، لما أنكروا عليهم كثير من المعاصي والمخالفات الشرعية كالديمقراطية والانتخابات والتعددية الحزبية والبنوك الربوية وتجنيد النساء ولما أنكروا عليهم بعض القوانين الوضعية الدستورية المخالفة للشريعة الإسلامية كالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات عن الأعمال ونحو ذلك من المخالفات الشرعية
ومن أخر هذه المواقف الدفاع السلفي القوي عن العقيدة والمتمثل في الرد على رسالة عمّان والتي ألبست بلبوس حوار الأديان وهي في الحقيقة دعوة لتغير كثير من الثوابت الإسلامية كجهاد الطلب والبراءة من الكفار بل هي دعوة لوحدة الأديان،وقد رعاها بعض الحكّام ومع هذا توجه نقد السلفيين على هذه الرسالة حتى صدرت عشرات المقالات المكتوبة والفتاوى المنشورة للعلماء السلفيين في إبطالها.
الوجه الثاني: قد أبانت الأيام والأحداث المتتالية من هو عالم سلطان ويفتي للسلطان بما يريده ويهواه
أليس عالم السلطان هو:
من أفتى بالديمقراطية للسلطان وأنها من الدين وأنها شورى !!
من أفتى للسلطان بالحزبية والتعددية وأنها جائزة في شرعنا!!
من أفتى للسلطان بجواز الانتخابات والبرلمانات !!
من أفتى للسلطان بجواز خروج المرأة للعمل والاختلاط في المدارس والجامعات وتجنيد المرأة!!
من أفتى للسلطان بجواز المظاهرات والاعتصامات والإضرابات!!
من أفتى للسلطان بالبنوك الربوية!!
من أفتى للسلطان بجواز الوقوف للنشيد الوطني !!
من أفتى للسلطان بكثير من المحرمات!!
أما أهل السنة فهم ممن يحاربون ذلك ويحرمون ذلك وينصحون السلطان بترك ذلك ويطيعون السلطان في طاعة الله ورسوله ن امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» رواه البخاري(2757)ومسلم(1840)
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ن، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» رواه البخاري(2955) وهذا لفظ البخاري ومسلم(1939)
واسمع إلى إمام الدعوة السلفية في زمنه مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وهو يحذر من زمن طويل مما تعملونه لتعرف منهم علماء السلطان:
قال رحمه الله(((الواقع أن التمثيليات و المظاهرات وكثير من الأشياء العصرية جاءتنا من أعداء الإسلام))اهـ[ قمع المعاند394]
وقال رحمه الله جوابا على سؤال : (ما حكم هذه المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟))
لا، هي بدعة ،وقد تكلمنا على هذا في مقدمة الإلحاد الخميني في أرض الحرمين وذكرنا أن الآيات القرآنية تدل على أن التظاهر يكون على الشر. وهناك آية وهي قوله تعالى(( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: ٤].هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام وصدق رسول الله ن إذ يقول لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلت جحر ضب لدخلتموه وإنني أحمد الله ـ فما تجد من سنيا يحمل لواء هذه المظاهرات ولا يدعوا إلى هذه المظاهرات إلا الهمج الرعاء وماذا يستفيد المجتمع... اهـ[غارة الأشرطة2/451].
وقال رحمه الله: ((أولئك العميان لو قالوا : مظاهرات لقال المقلد :مظاهرة ، قالوا له :انتخابات يقول انتخابات ،إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له بقية ، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرات إلى أين ؟إلى مجلس النواب تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يدقدق)بالسبحة سبحان الله سبحان الله يهز رأسهاهـ[فضائح ونصائح117].
وقال رحمه الله: ((على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله ن ولسنا نتشوق ،ولسنا نفرح بالحرب ؛لأن الرسول ن يقول «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا الله العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا [ رواه البخاري(1600)ومسلم(742) عن عبد الله بن أبي.

الوجه الثالث : إن هذه التهمة مخالفة للواقع مخالفة صارخة ففي الكثير من البلدان نجد أن أغلب محاضرات السلفيين ممنوعة بل ونجد بعض كتبهم تمنع من البيع ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية بل ونجد الجرائد الرسمية التابعة للحكومة تسب السلفيين وتتهمهم بل وتحرض الرأي العام ضدهم فهل بعد هذا يقال عن علمائنا أنهم علماء سلطان؟.
من الذي سجن الإمام أحمد أليس حاكم زمانه رغم أن الإمام أحمد كان يقول بطاعته وعدم الخروج عليه.
من الذي سجن الإمام ابن سيرين أليس حاكم زمانه ومع هذا لما قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال . فقال ابن سيرين: لا والله ، لا أعينك على خيانة السلطان . ( تاريخ بغداد ( 5/334) ) .
من الذي سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أليس حاكم زمانه ومع هذا لا تجد في كتبه إلا إيجاب السمع والطاعة-في المعروف- لهؤلاء الحكام؟
ومن الذي سجن الإمام الألباني رحمه الله أليس حاكم سوريا؟.
ومن الذي يمنع دروس السلفيين وكتبهم في المعارض عندنا في الجزائر أليس حاكم الجزائر وفقه الله للخير والهدى؟
أفبعد كل هذا يأتي من يأتي ويزعم أن الحكام يرضون بالسلفية وأن علمائنا علماء سلطان.

الوجه الرابع : كون الحكام يرضون بشيء من السلفية لما فيها من تطبيق الشرع في مسألة طاعة الحكام وعدم الخروج عليهم فهل هذا منقصة للسلفية؟ لا والله فالسلفيون لم يقولوا بطاعة الحكام _في غير المعصية_ تزلفا لهم بل طاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يلامون إن استغل بعض الحكام فتاويهم لأن إرضاء الحاكم بل حتى الكافر-في الظاهر- لمصلحة تعود للمسلمين إنما هي سنة نبوية شريفة فنبينا عليه الصلاة والسلام قد رضي بشروط الكفار يوم صلح الحديبية رغم ما في ظاهرها من ظلم حتى قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فلم نعطى الدنية فى ديننا فظن أن هذا خذلان ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما فى شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له فى ذلك وقال: «إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري» رواه البخاري. فأين أنتم من هذا السيرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هل ستقولون أن هذا العهد الذي كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين الكفار إنبطاحا وخذلانا وعمالة للكفار و أن الكفار يرضون به أم ستقولون فيه مصلحة للمسلمين وأمنهم واستقرارهم؟!!!!.

يتبع إن شاء الله....
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 12-01-2012 الساعة 01:50 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
24-12-2011, 12:41 AM
الرد المفصل :
إن الذين يرمون أهل السنة السلفيين بهذه التهمة يقصدون بذلك أحد الأمور التالية :
الأمر الأول: أن علماء السنة السلفيين يفتون حسب ما يريده الحكام.
الأمر الثاني : أن علماء السنة السلفيين لا نراهم ينكرون على الحكام.
الأمر الثالث : أن علماء السنة السلفيين موظفون لدى الحكومة.

وسنعرض هذه الشبه كلها ونرد عليها :

الشبهة الأولى: دعواهم بأن علماء السنة السلفيين يفتون حسب ما يريده الحاكم.
والجواب على هذا من وجهين:
الوجه الأول : أن زعمهم ذاك فيه اتهام للعلماء بلا دليل، وهو تخرص بلا حجة، والعلماء قاطبة من أهل السنة والجماعة يقرنون فتاويهم وأجوبتهم بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف، فإن كانت أقوالهم لا تقبل وفتاويهم لا تسمع فليذكروا الأدلة الشرعية الموجبة لذلك، ولينقضوا ما يفتون به بمثل تلك الأدلة التي يعتمد عليها العلماء. ونطالب كل من يدعي أن العلماء مضغوط عليهم من ولاة الأمر أن يذكروا مثالاً واحداً أفتى فيه أهل العلم بسبب الضغط عليهم ،ولكن هيهات ،هيهات .
وقد أبان الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله هذه الشبهة وردها بقوله في جواب لسؤال سئل عنه هذا نصه:
قبل فترة وزع شريط ، والشريط يتكلم فيه أحد قواد إحدى الجماعات في الأردن ، يتكلم عن هيئة كبار العلماء - عندنا في البلاد السعودية - والشريط فيه نوع خبيث ، الذم فيما يشبه المدح يتكلم ويمدح أهل العلم عندنا ، ويقول أما ما يوجد عندهم من أخطاء في بعض الفتاوى فإنما صدرت بسبب الطغوطات من ولاة الأمر في تلك البلاد والشريط وزع فلعلكم تلقون الضوء حول هذا ؟
فأجاب – حفظه الله تعالى - : الحمد لله أنه اعترف بالحق وبين فضل هؤلاء العلماء . أما قوله : أنهم يفتـون بسبب ضغوطـات فهو قول باطل وعلماء هذه البلاد - ولله الحمد - هم أبعد الناس عن المجاملات فهم يفتون بما يظهر لهم أنه هو الحق . وهذه فتاواهم موجودة - ولله الحمد - ومدونة وأشرطتهم موجودة ، فليأتنا هذا المتكلم بفتوى واحدة تعمدوا فيها الخطأ بموجب ضغط وأنهم أجبروا على هذا الشيء . أما الكلام والدعاوى واتهام الناس فهذا لا يعجز عنه أحد كل يقوله لكن الكلام في الحقائق(محاضرات في العقيدة والدعوة (3/326)) .

الوجه الثاني : أن أهل العلم أنفسهم ردوا على هذا الافتراء حين سئلوا عن ذلك فها هو الشيخ محمد السبيل حفظه الله تعالى إمام المسجد الحرام وعضو هيئة الإفتاء يسئل عن قول بعض الشباب : إن العلماء يداهنون الحكـام، ومضغوط عليهم من قبل الحكام في إصدار بعض الفتاوى نرجو توضيح الحق من معاليكم في هذه القالة؟
فأجاب حفظه الله تعالى :
ما نعلمه من علماء هذه البلاد :أنهم لا يداهنون في دين الله ، وأنهم يناصحون حكامهم سراً ، ويدخلون عليهم ، وهم يرحبون بهم ويتقبلون منهم .
من يقول : إن العلماء مضغوط عليهم أو يداهنون الحكام :كل هذا ادِّعاء لا حقيقة له .
ومجموعة من العلماء الذين يثق الناس بهم ويطمئنون لهم ، إذا جاء أمر من الأمور يتشاورون فيه العلماء ثم الذي يتفقون عليه ، يرفعونه لولاة الأمر . ونحن أدرى بهذا الشيء ونعرف هذا الشيء . العلماء يعرفون هذا . وليس للعلماء إذا نصحوا حكامهم في شيء أن يقولوا على رؤوس الأشهاد :إنِّا ذهبنا وقلنا لولاة الأمر كذا وكذا ! هذا منهي عنه ولا يجوز . هذا أمر . والأمر الثاني : أتريد أن يقول : أنا فعلت كذا وكذا ! هذا رياء ، والرياء من أعمال المنافقين ،(يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً)) .
فهؤلاء كلامهم مردود عليهم غير صحيح ـ ولاة الأمر عندنا - يتقبلون - جزاهم الله خيراً - وهناك أمور قد يريد ولاة الأمر فعلها وإذا قال العلماء فيها كلمتهم . تركها ولي الأمر لقول العلماء بنفس طيبة وقبول حسن
))اهـ (اللقاء المفتوح بدورة الإمام محمد بن عبد الوهاب عام1423هـ (ب))
وسئل الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى - : سماحة الشيخ أنتم وإخوانكم العلماء في هذه البلاد سلفيون ـ ولله الحمد ـ وطريقتكم في مناصحة الولاة شرعية كما بَيَّنَها الرسول صلى الله عليه وسلم ـ ولا نزكي على الله أحداً ـ ويوجد من يعيب عليكم عدم الإنكار العلني لما يحصل من مخالفات والبعض الآخر يعتذر لكم فيقول : إن عليكم ضغوطاً من قبل الدولة فهل من كلمة توجيهية توضيحية لهؤلاء القوم ؟
فأجاب حفظه الله :
لا شك أن الولاة كغيرهم من البشر ليسوا معصومين من الخطأ ومناصحتهم واجبة ولكن تناولهم في المجالس وعلى المنابر يعتبر من الغيبة المحرمة وهو منكر أشد من المنكر الذي يحصل من الولاة ؛ لأنه غيبة ولما يلزم عليه من زرع الفتنة وتفريق الكلمـة والتأثير على سير الدعوة .
فالواجب إيصال النصيحة لهم بالطرق المأمونة لا بالتشهير والإشاعة .
وأما الوقيعة في علماء هذه البلاد وأنهم لا يناصحون أو أنهم مغلوبون على أمرهم فهذه طريقة يقصد بها الفصل بين العلماء وبين الشباب والمجتمع حتى يتسنى للمفسد زرع شروره ؛ لأنه إذا أسيء الظن بالعلماء فقدت الثقة بهم وسنحت الفرصة للمغرضين في بث سمومهم . وأعتقد أن هذه الفكرة دسيسة دخيلة على هذه البلاد وأهلها من عناصر أجنبية فيجب على المسلمين الحذر منها
(الأجوبة المفيدة (112)) اهـ يتبع إن شاء الله...
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 12-01-2012 الساعة 01:51 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
24-12-2011, 12:43 AM
الشبهة الثانية : قولهم بأن علماء السلفية لم نراهم ينكرون على الحكام ولم ينطقوا بالحق اتجاههم

والجواب على هذه الشبهة من أربعة أوجه :

الوجه الأول:أما قولكم بأنكم لا ترونهم فهذا صحيح وهو من محامدهم بحمد الله تعالى إذ أن العلماء يتقيدون بالنصوص الشرعية في مسألة الإنكار على الحكام وقد حثت النصوص على الإنكار السري دون العلني
ويدل عليه ما رواه عِيَاض قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " .
وروى شَقِيق عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ " .
وعن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له : إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْـكَ وَإِلَّا فَدَعْـهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ " .
فتأملوا كيف أن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى رضي الله عنه منعه من الكلام في السلطان وأمره بنصيحته سراً دون العلانية .
وقال سعيد بن جبير : قلت لابن عباس : آمر السلطان بالمعروف ، وأنهاه عن المنكر ؟
فقال ابن عباس : إن خفت أن يقتلك فلا .
قال سعيد : ثم عدت فقال لي مثل ذلك . ثم عدت فقال لي مثل ذلك .
وقال ابن عباس : إن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً ففيما بينك وبينه " .
فتدبروا موقف هذا الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المسألة العظيمة حيث أمره بالسرية في النصح .
وقيل لمالك بن أنس : إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون ؟
فقال : يرحمك الله فأين التكلم بالحق .

وقال الشوكاني :" ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله " السيل الجرار.
وهذا ما عليه علماؤنا بحمد الله ومنته :
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله(ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يفضي إلى الانقلابات، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخروج الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن فلانا يفعلها، لا حاكم ولا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان، قال بعض الناس لأسامة بن زيد -رضي الله عنه-: ألا تنكر على عثمان، قال: أنكر عليه عند الناس؟! لكن أنكر عليه بيني وبينه، ولا أفتح باب شر على الناس. ولما فتحوا الشر في زمن عثمان -رضي الله عنه- وأنكروا على عثمان جهرة، تمت الفتنة القتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً، حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه، نسأل الله العافية). (نصيحة الأمة في جواب عشرة أسئلة مهمة).

الوجه الثاني :إن الإنكار العلني على الحكام يزيدهم على ظلمهم وجورهم وصمتهم على ما يجري وهذا ما دلت عليهم الوقائع التاريخية بخلاف إن كان الإنكار سري باللين والحكمة والترغيب والترهيب أما السب والشتم والقذف واللعن فهذا لا يغير من واقعنا المرير في شيء
قال ابن مفلح في (( الآداب الشرعية )) والمراد : ولم يخف منه بالتخويف والتحذير، وإلا سقط المنكر مع السلاطين : التعريف والوعظ فأما تخشين القول نحو : يا ظالم، يا من لا يخاف الله، فإن كان ذلك يحرك فتنة يتعدى شرورها إلي الغير لم يجز، وإن لم يخف إلا على نفسه فهو جائز عنه جمهور العلماء.
قال : والذي أراه المنع من ذلك
)).

الوجه الثالث : إن العلماء يأمرون، ولكن لا يملكون شرعا ولا قدَرا سلطة التنفيذ مع وجود الحاكم المسلم. أمّا تلك الجماعات التي تثير مثل هذا الشغب وتُلصق هذه الفِرَى بالعلماء فهي ترى التلازم بين إنكار المنكر وبين تغيره، فنزاهم يرددون أنكارنا ثم أنكرنا ولم يغيروا شيئا، وهذا خطأ مخالف لنصوص السنة التي وردت في معاملة الحاكم الذي لم يكفر، فتأمل معي أيضا هذا الحديث وما جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال«إنّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِىءَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لاَ، مَا صَلّوْا» معنى (كَرِهَ) َأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ، ومعنى (أَنْكَرَ) أي أنكر بقلبه كما جاء ذلك في صحيح مسلم، وتقدم قبل قليل الحديث الذي فيه (فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي كان عليه)، فهذه هي نظرة علمائنا رحمة الله عليهم في مثل هذه القضايا، فمن قدح فيهم ورماهم بالمداهنة وقلة العلم فإنما أوتي بجهله من قبل الأحكام الشرعية وبالنصوص النبوية، ولا ريب أيها الإخوان أنّ رمي العلماء بهذه الفَرِية جُرْم شنيع وصدٌّ عن سبيل الله تعالى.
يقول أئمة الدعوة رحمهم الله تعالى كما في الجزء السابع من الدرر السنية: ومما أدخل الشيطانُ على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة، وسوء الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم، وهذا سبب حرمان العلم النافع.انتهي كلامهم رحمة الله عليهم."( الدرر السنية ، كتاب الجهاد ( الطبعة الثانية (7/ 294-298) ، الطبعة الخامسة (9/127-135))).

الوجه الرابع:قد يقول قائل : وما العمل إذن مادام أن الحكام لم يستجيبوا لطلبات شعوبهم؟!
والجواب :إن ظلم أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
وقال تعالى عن فرعون وقومه(فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.
قال الحسن البصري - :
(( أعلم – عافاك الله – أن جور الملوك نقمة من نقم الله – تعالي -، ونقم الله لا تلاقي بالسيوف، وإنما تتقي وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب.
إن نقم الله متي لقيت بالسيوف كانت هي أقطع
ولقد حدثني مالك بن دينار أن الحجاج كان يقول :
اعلموا أنكم كلما احد ثم ذنباً أحدث الله في سلطانكم عقوبة.
ولقد حدثت أن قائلاً قال للحجاج : إنك تفعل بأمة رسول الله ( كيت و كيت ! فقال : أجل، إنما أنا نقمة على أهل العراق لما أحدثوا في دينهم ما أحدثوا، وتركوا من شراع نبيهم عليه السلام – ما تركوا
)) من كتاب (( آداب الحسن البصري )) لابن الجوزي : ( ص 119 – 120 ) ا هـ.

يتبع إن شاء الله...
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 12-01-2012 الساعة 01:53 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: صد العدوان ورد البهتان على من قال : أنتم علماء سلطان
24-12-2011, 12:45 AM
الشبهة الثالثة : قولهم عن علماء السنة السلفيين بأنهم موظفون لدى الحكومة.

والجواب على هذه الشبهة من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: نقول : و هل حكومتنا كافرة؟! حتى تحرمون العمل عندها؟
قال الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - : محاولة التلبيس على الشباب ليعلنوا لهم أنهم هم العلماء وهم الدعاة وأن غيرهم مع السلطة .افرض أننا ـ جميعاً ـ مع السلطة ، هل السلطة كافرة ؟نحن مع السلطة والسلطة معنا . أنتم مع السلطة ، والسلطة معكم .أين تعيشون أنتم ألستم تعيشون تحت هذه السلطة ،موظفون في هذه السلطة .لماذا هذا الكذب ، من منكم بعيد عن السلطة ، تتعاملون معهم .
يا سبحان الله هل هي سلطة كافرة ........)إلى أن قال: ((لا يجوز هذا التلبيس ! راقبوا الله ربَّ العالمين ماهذا ؟ ))اهـ النصيحة.

والناظر في تاريخ المسلمين: يجد كثيرًا من علماء الأمة، قد جعل الله لهم مكانة ومهابة في نفوس بعض السلاطين، وكانوا يجلُّونهم، ويقبلون مشورتهم، فكم كان لمالك من هيبة ووقار في نفس بعض أمراء بني العباس - على ما فيهم - حتى ذكروا أن المنصور أو الرشيد طلب من مالك أن يجمع الناس على ((الموطأ ((؛ فأبى مالك - رحمه الله تعالى - وهذا من كمال عقله، فهل أنزل هذا من مكانته شيئًا ؟!
وهذا الزهري الذي يدور عليه الإسناد، وهو الإمام الثبت، كان يدخل على أمراء بني أمية، ويجالسهم، فهل أنزل هذا من مكانته ورتبته ؟.

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - (( وما زال عَمَلُ المسلمين على هذا ، منذ قامت الملة الإسلامية إلى الآن ، مع كل ملك من الملوك : فجماعة يلُون لهم القضاء ، وجماعة يلُون لهم الإفتاء ، وجماعة يلُون لهم على البلاد التي إليهم ، وجماعة يلُون لهم إمارة الجيش ، وجماعة يُدرِّسون في المدارس الموضوعة لذلك ، وغالب جراياتهم من بيت المال .
فإن قلت : قد يكون من الملوك من هو ظالم جائر !!
قلت : نعم ، ولكن هذا المتَّصل بهم لم يتصل بهم ليعينهم على ظلمهم وجورهم ، بل ليقضي بين الناس بحكم الله ، أو يفتي بحكم الله ، أو يقبض من الدعاوَى ما أوجبه الله ، أو يجاهد من يحق جهاده ، ويعادي من تحق عداوته ، فإن كان الأمر هكذا ؛ فلو كان الملك قد بلغ من الظلم إلى أعلى درجاته ؛ لم يكن على هؤلاء مِنْ ظلمه شيء ، بل إذا كان لأحدهم مدخل في تخفيف الظلم - ولو أقل قليل ، أو أحقر حقير - كان مع ما هو فيه من المنصب مأجورًا أبلغ أجر ؛ لأنه قد صار مع منصبه في حكم من يطلب الحق ، ويكره الباطل ، ويسعى بما تبلغ إليه طاقاته في دفعه ، ولم يُعِنْه على ظلمه ، ولا سعى في تقرير ما هو عليه ، أو تحسينه ، أو إيراد الشبهة في تجويزه ، فإذا أدخل نفسه في شيء من هذه الأمور ؛ فهو في عداد الظلمة ، وفريق الجَوَرة ، ومن جملة الخونة ، وليس كلامنا فيمن كان هكذا ، إنما كلامنا فيمن قام بما وُكل إليه من الأمر الديني ، غير مشتغل بما هم فيه ، إلا ما كان من أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو تخفيف ظلم ، أو تخويف من عاقبة ، أو وعظ فاعله بما يندفع فيه بعض شره .
وكيف يُظن بحامل العلم ، أو بذي دين : أن يداخل الظلمة فيما هو ظلم ، وقد تبرأ الله سبحانه إلى عباده من الظلم
...)). اهـ
رسالة : " رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين" ضمن مجموع " الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني


فقولكم((موظفون لدى الحكومة)) قول ساقط لأنه لا يلزم من ذلك أن يكون العالم ممن يبيع دينه بيعًا رخيصًا.
ثم هل ثبت أن هؤلاء العلماء الكبار خالفوا الحق الجلي طمعًا في رضى السلطان ؟! ((سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ )).


الوجه الثاني:
هؤلاء المنحرفون عن العلماء الذين يقولون بهذا الكلام الساقط لم يقبلوا فتاوى بعض كبار العلماء الذين لم يأخذوا معاشًا ولا راتبًا من الدولة، بل ما سَلِموا من أذى وطَرْد بعض الحكام لهم!! كما هو حال محدث العصر، وريحانة الزمان، صاحب الفضيلة شيخنا محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى – فلم يكن له معاشٌ ولا وظيفة في الدولة، فهل شفع ذلك له عند هؤلاء الشباب الثوريين ؟! هل قالوا: إنه عالم مطرود من بلده، ومضيَّق عليه في الخطب والمحاضرات، وقد سُجن حيثُ سُجن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - وليس له معاش من حكام زمانه، فكل هذا يُسَوِّغ لنا الأخذ عنه ؟! هل راجعوا أنفسهم بهذه الأمور، أم أنهم لا يبالون بمن خالف فهمهم الفاسد، ولن يعجزوا عن إظهار علة - في نظرهم ونظر أتباعهم - تنفر الناس عن الأخذ من هذا الإمام وإخوانه أئمة الزمان ؟!

الوجه الثالث:أن طاعة ولي الأمر في المعروف مهما كان فاسقا أو ظالما ومواجبة بالإجماع ولا يخالف هذا إلا خارجي مارق فكيف تطلبون من أهل العلم عدم العمل عندهم في امر خيري كهذا ؟!
فقد بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن طاعة الأمير من طاعته صلى الله عليه وسلم كما قَالَ عليه الصلاة والسلام :"مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي
" .رواه مسلم.
ولا يقولنا قائل أن هذا خاص بالحكام العادلين لأن هذا لم يعرف عبر التاريخ بعد عهد عمر ابن عبد العزيز إلا نادرا بل هناك من الأمراء قديما من قال بالكفر كالقول بخلق القرآن بل وقد حث على إعتناق هذا القول الكفري ومع هذا نجد أن سيرة أهل العلم معهم السمع والطاعة وعدم الخروج عليهم وعلى رأسهم الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله وقد تواترت النصوص في وجوب السمع والطاعة في المعروف للأمير مهما ظلم وجار ونكتفي بهذا الحديث الشافي والكافي أخرج مسلم في (( صحيحه )) (127) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما قال :
قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟ قال : ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)).
وهذا الحديث من أبلغ الأحاديث التي جاءت في هذا الباب إذ قد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأئمة بأنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته وذلك غاية الضلال والفساد ونهاية الزيغ والعناد فهم فهم لا يهتدون بالهدي النبوي في أنفسهم ولا في أهليهم ولا في رعاياهم ... ومع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم – في غير معصية الله – كما جاء مقيداً في حديث آخر – حتى لو بلغ الأمر إلي ضربك وأخذ مالك، فلا يحملنك ذ لك على ترك طاعتهم وعدم سماع أوامرهم، فإن هذا الجرم عليهم وسيحاسبون ويجازون به يوم القيامة.
فإن قادك الهوى إلي مخالفة هذا الأمر الحكيم والشرع المستقيم، فلم تسمع ولم تطيع لأميرك لحقك الآثم ووقعت في المحظور.
وهذا الأمر النبوي من تمام العدل الذي جاء به الإسلام، فإن هذا المضروب إن لم يسمع ويطع، وذك المضروب إذا لم يسمع ويطع ... أفضي ذلك إلي تعطيل المصالح الدينية والدنيوية فيقع الظلم على جميع الرعية أو أكثرهم، وبذلك يرتفع العدل عن البلاد فتتحقق المفسدة وتلحق بالجميع.
بينما لو ظلم هذا فصبر واحتسب، وسأل الله الفرج، وسمع وأطاع لقامت المصالح ولم تتعطل، ولم يضع حقه عند الله – تعالي -، فربما عوضه خير منه وربما ادخره له في الآخرة.
وهذا من محاسن الشريعة، فإنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده.
وعلماءنا بحمد الله على هذا سائرين فهم يعملون في السلطة تعاونا معها في الخير ولا يلزم من ذلك انهم يعينونهم على ظلمهم كما بينا آنفا.
ولله در شيخنا العلامة محمد أمان جامي حين قال((ما يقوله بعض السفهاء في بعض طلاب العلم أن كل من يذكر الحكام بخير أو يدعو لهم أو يقول : إنها دولة إسلامية ؛ أنه من العملاء ومن كذا وكذا !
هذا كلام لا ينبغي أن يلتفت إليه . كلام ساقط لا يقوله إلا الساقطون .
نحن لا نخفي الولاء ، نعلن بالولاء ، فيجب أن نعلن ـ نحمد الله ـ أن كنا في ولاء حكام مسلمين لا نبالي من هذه الأقوال الرخيصة ولا نلتفت إليها وهكذا يجب على طلاب العلم وأهل الفضل أن لا يلتفتوا إلى مثل هذه الكلمات الساقطة وأن يكونوا صرحاء في الدعوة للحكام ومحاولة التقريب بين الراعي والرعية ليتحاببوا ويتعاونوا هذا الذي ندين الله به (
(حقوق الإنسان 1/ب) ) ا هـ .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جمعه وأعده ونسقه وزاد عليه: أخوكم جمال البليدي غفر الله له وستر عيوبه.

المراجع المعتمدة في هذا البحث :
1-المدارج في كشف شبهات الخوارج للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
2-معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة للشيخ عبد السلام برجس رحمه الله.
3-درء المهاترات في حوار هادئ بين مؤيد ومعارض على منع المظاهرات للأخ أبو عبد عبد الرحمن الأصبحي تقديم الشيخ أبو بكر الحمادي.
4- الثورة والثوار في ميزان القرآن والسنة ومنهج سلف الأمة لأبو حمزة محمد بن حسن السوري تقديم فضيلة الشيخ العلامة يحي بن علي الحجوري.
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 12-01-2012 الساعة 01:54 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 36
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 01:53 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى