تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
salah25
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2008
  • المشاركات : 121
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • salah25 is on a distinguished road
salah25
عضو فعال
علماء السلطان أم عملاء الشيطان
13-10-2008, 06:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين,محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم , أما بعد:

إن الحرب القائمة في العالم أو ما تُسمى بالحرب على الارهاب هي حرب في حقيقتها على الإسلام ولا يجهل ذلك إلا جاهل أو احمق او مجرد عميل أو جبان. وحينما أقول الإسلام فلا يعني الإسلام الأمريكي والذي يتخذ شعار إسلام بدون جهاد وبدون ولاء ولا حتى براء.

وكما وصفها قائد هذه الحرب بوش -أخزاه الله ومن معه- بأنها حرب صليبة فلم يكذب وهو الكذاب.
وقسم العالم إلى قسمين ,قسم معه وآخر ضده . وجاء بحده وحديده , وجنده وعبيده . ليقاتل الموحدين في افغانستان . ومن ثم عرج على العراق . حسب أن الأمر مجرد نزهة وأن بأساطيله الضخمة ستكون الحرب لعبة.

ولكن هيهات منا الذلة. فخرج رجال لا يخافون إلا الله. سلاحهم التوكل والإيمان. يبتغون الموت مضانة . ويتطلعون للنصر أو الشهادة. قائدهم وقدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم.

ولما بدأ المجاهدون يقطفون ثمار جهادهم , وتضحيات إخوانهم , خرج علماء السوء يخذلون الأمة ويرجفون ,يثبطون وينفرون . واصفين المجاهدين بكل رذيلة ونقيصة , حتى لكأنك تستغرب وتعتقد بأنهم قواد جيش الصليب أوجنوده.

بل وجعلوا جنود الصليب في بلاد الحرمين أهل أمان , وحمائم سلام. فإن خرج مسلم يرفع راية الدين,ويدافع عن حياض المسلمين,ويلبي صيحات المعذبين. فقتل أو فكر بقتل أحد الأمريكان . سمعت المنابر تجلجل, والمساجد تهلل وتسبح بحمد الطاغوت , وتحض على قتل وقتال من يسمونهم بالإرهابين.

بينما مدنٌ وقرى في أفغانستان تمحى . ورجال وشيبان يُحرقون, وأطفال يُيتمون , ونساء يُرملون. بل حتى أخواتنا في سجونهم يُغتصبون . وكأنهم عن كل ذلك نائمون لا يسمعون لا يعلمون لا يبصرون.
والطائرات الصليبية من مدنهم تطير وتضرب الآمنين. والجيوش من بلدانهم تخرج وتقتل الموحدين. والوقود والغذاء من أراضيهم يزودون. وأولياء أمورهم مطيعين خانعين مجيبين موالين مناصري الصليبين.

وبعد كل ذلك ما زالوا يقولون عنهم أولياء أمور تجب طاعتهم , فقبح الله تلك الوجوه وقبح الله تلك اللحى التي ابتلت بالدهن على موائد السلاطين وتكدست أرصدتهم من مال بيت المسلمين.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين حينما قال : (أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون), وعند أحمد عن أبي تميم الجيشاني قال سمعت أبا ذر يقول كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله فسمعته يقول :( غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ) فلما خشيت ان يدخل قلت يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال قال : (الأئمة المضلين).
فالرسول صلى الله عليه وسلم أخوف ما يخاف على أمته الأئمة المضلين .

وعلماء اليوم جعلوا من مخالطة السلطان فريضة والتبسم له عقيدة. بل وصل بهم الدفاع عن كفرياته وجعلوا الخروج عليه جريمة.

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن".رواه أبو داود رقم [2859] والترمذي [2256] وهو حديث حسن كما قال محقق جامع بيان العلم وفضله ج1/ 631

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع فأبعده الله".مسلم رقم 1954

وعن أبي حذيفة رضي الله عنه قال: "إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول له ما ليس فيه".صحيح أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ج11/ 316

وقال سفيان الثوري رحمه الله ليوسف بن أسباط: (إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراءٍ، وإياك أن تخدع، ويقال لك: ترد مظلمة، وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس، اتخذه القراء سلماً".سير أعلام النبلاء ج23/ 586

وعندما كتب هارون الرشيد إلى سفيان يريد زيارته والدخول عليه، رد عليه سفيان بهذا الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الميت، إلى العبد المغرور بالآمال هارون، الذي سلب حلاوة الإيمان، ولذة قراءة القرآن، أما بعد فإني كتبت إليك أعلمك أني قد صرمت حبلك، وقطعتُ ودك، وإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك، بما هجمت على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته بغير حكمه، ولم ترض بما فعلته وأنت ناءٍ عني، حتى كتبت إليه تشهدني على نفسك، فأما أنا فقد شهدت عليك، أنا وإخواني الذين حضروا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة غداً بين يدي الله الحكم العدل، يا هارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضي بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله، والمجاهدون في سبيل الله، وابن السبيل؟ أم رضي بذلك حملة القرآن، وأهل العلم من العاملين، أم رضي بفعلك الأيتام والأرامل، أم رضي بذلك خلق من رعيتك؟ فشد يا هارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فاتق الله في نفسك، إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذة قراءة القرآن، ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً، وللظالمين إماماً، يا هارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستوراً دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويشربون الخمر ويحدون الشارب، ويزنون ويحدون الزاني، ويسرقون ويقطعون السارق، ويقتلون ويقتلون القاتل..).

وأين هارون المسلم من حكام اليوم الكفرة. ولكن صدق ابن المبارك حين قال :


وهل أفسد الدين إلا الملوك ***وأحبار سوء ورهبانها

وجاء عند المقدسي في كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية ,فصل ( انقباض العلماء المتقين من إتيان الأمراء والسلاطين ) ما يلي:
(كان الإمام أحمد رحمه الله لا يأتي الخلفاء ولا الولاة والأمراء ويمتنع من الكتابة إليهم ، وينهى أصحابه عن ذلك مطلقا نقله عنه جماعة ، وكلامه فيه مشهور وقال مهنا : سألت أحمد عن إبراهيم بن الهروي فقال : رجل وسخ ، فقلت ما قولك إنه وسخ قال : من يتبع الولاة والقضاة فهو وسخ وكان هذا رأي جماعة من السلف ، وكلامه في ذلك مشهور منهم سويد بن غفلة وطاوس والنخعي وأبو حازم الأعرج والثوري والفضيل بن عياض وابن المبارك وداود الطائي وعبد الله بن إدريس وبشر بن الحارث الحافي وغيرهم )

وكذلك قال :(ومن العجب أن أبا جعفر العقيلي ذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى في كتابه في الضعفاء ولم يذكر فيه إلا قول إبراهيم النخعي كان صاحب أمراء ).


مع أن ابن أبي ليلى الذي كان يرى جواز الدخول على الحكام ولكن بشروط وهو أن يكون محكماً لشرع الله, وأن يكون الحاكم عادلاً فاضلاً, وأن يكون الحاكم راغباً في دخول الأخيار عليه, وأن يستجيب لما يشار به عليه, وأن يأمر الداخل بالمعروف وينهى عن المنكر, وأن يشفع للضعفاء ويرفع حاجة من لا يستطيع رفعها ,وكذلك أن يحول بين الحكام والمستشارين الفسقة الفجرة.
ولكن صار من الضعفاء لمخالطته الأمراء.


فما حال حكامنا وحكامهم. حكام اليوم يرتكبون عدة نواقض للإسلام ويفتخرون بها. حكامنا يحكمون القوانين الوضعية والتشريعات الكفرية ويحمونها, وتجد علماء زماننا يدخلون عليهم ويدافعون عنهم ويقبلون العطايا المسروقة من بيت مال المسلمين , ويتربعون المناصب.

قيل لأحمد: وكيع أحب إليك أم يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع. قيل: كيف فضلته على يحيى، ويحيى مكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟ قال: وكيع كان صديقاً لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره، ويحيى بن معين كان صديقاً لمعاذ بن معاذ، فلما ولي القضاء لم يهجره يحيى.

وعلماء اليوم جمعوا كذلك بين الدخول على الحكام الظلمة الكفرة , الوقوف في صف الصليبين وأعوانهم بفتاويهم التي تقرع أهل الجهاد وأهله وتنصر بوش وصحبه. ووصفوا أهل الجهاد بدعاة سوء وشواذ.

ولكننا نقول للحيدان ومن معه. ان الشاذ من يجعل ظهره مطية للرجال. فكيف بكم وقد جعلتم ظهوركم مطية لكل جبان خوار,وياليتهم رجال بل هم أشباه رجال!!.

وصدق إبن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين فقد قال في هذا الكتاب :" ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما كان عليه هو وأصحابه ،رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا ، وأي دين؟ وأي خير؟فيمن يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تضاع ، ودينه يترك ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها ، وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس ،كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة لهم بما جرى على الدين ؟
وخيارهم المتحزن المتلمظ ,ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله ،بذل وتبذل، وجد واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه . "


ولكن تطاول اللحيدان وقبله أعمى البصر والبصيرة ال الشيك وغيرهما لا يضر قادة الجهاد. فهم لا يفكرون بتلك المناصب الكاذبة التي جعلكم السلطان عليها, ولا يفكرون بتلك الملايين التي سرقها السلطان من بيت مال المسلمين وأغدقها عليكم.
فهم باعوا انفسهم لله ,وأنتم بعتموها لسلطان مرتد ودنيا زائفة.


فشتان بين الطرفين , وسينصر الله عبده ويعز جنده وهو القادر على أن يهزم الأحزاب وحده.


وصدق القائل:
وكم من سيدا متفضل قد سبه ***من لا يساوي غرزة في نعله
فالبحر تعلو فوقه جيف الفلا *** والدر مدفون بأسفل رمله.

هذا وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين.
والله الموفق.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 37
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: علماء السلطان أم عملاء الشيطان
13-10-2008, 08:06 PM
اقتباس:
وكما وصفها قائد هذه الحرب بوش -أخزاه الله ومن معه- بأنها حرب صليبة فلم يكذب وهو الكذاب.
وقسم العالم إلى قسمين ,قسم معه وآخر ضده . وجاء بحده وحديده , وجنده وعبيده . ليقاتل الموحدين في افغانستان . ومن ثم عرج على العراق . حسب أن الأمر مجرد نزهة وأن بأساطيله الضخمة ستكون الحرب لعبة.

ولكن هيهات منا الذلة. فخرج رجال لا يخافون إلا الله. سلاحهم التوكل والإيمان. يبتغون الموت مضانة . ويتطلعون للنصر أو الشهادة. قائدهم وقدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم.

ولما بدأ المجاهدون يقطفون ثمار جهادهم , وتضحيات إخوانهم
ومن مخططات أمريكا اللعينة أن أدخلوا في صفوفنا أناسا من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ولكنهم يحملون أفكارهم فأخذوا يبثون هذه الأفكار الشيطانية في صفوف المسلمين حتى تأثر بهم من تأثر من دعاتنا الأغرار ولا حول ولا قوة إلا بالله نتيجة لقلة الباع عندهم في الناحية العلمية والمنهجية وغلبة العاطفة الهمجية حتى انطلى عليهم تلبيس أعداء الله والله المستعان
وما قصة عبد الله بن سبأ اليهودي عنا ببعيدة حيث تظاهر بالإسلام والتشيع لآل البيت ثم أخذ ينشر أفكاره الخبيثة مما نتج عن ذلك الفتنة بمقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه التي انفتح بعدها كل بلاء وشر إلى يومنا هذا .
,فلو قلبنا النظر إلى لندن بريطانيا لرأينا رؤوسا من أولائك الذين يتباكون على الإسلام وهم في الحقيقة أدوات لأمريكا وبريطانيا تلعب بهم كيف شاؤو :كالمسعري ومحمد سرور ومن كان على درب هؤلاء في البدعة والضلالة شعروا أولم يشعروا,ضاقت عليهم أرض الإسلام بما رحبت فلم يجدوا مأوى لهم إلا في بلد الكفر والنفاق ينشرون من هناك مايطيب لأصحاب أولائك الديار باسم الدين والسنة,ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فمن في الحقيقة العميل لأعداء الله؟


اقتباس:
خرج علماء السوء يخذلون الأمة ويرجفون ,يثبطون وينفرون . واصفين المجاهدين بكل رذيلة ونقيصة , حتى لكأنك تستغرب وتعتقد بأنهم قواد جيش الصليب أوجنوده.

بل وجعلوا جنود الصليب في بلاد الحرمين أهل أمان , وحمائم سلام. فإن خرج مسلم يرفع راية الدين,ويدافع عن حياض المسلمين,ويلبي صيحات المعذبين. فقتل أو فكر بقتل أحد الأمريكان . سمعت المنابر تجلجل, والمساجد تهلل وتسبح بحمد الطاغوت , وتحض على قتل وقتال من يسمونهم بالإرهابين.

بينما مدنٌ وقرى في أفغانستان تمحى . ورجال وشيبان يُحرقون, وأطفال يُيتمون , ونساء يُرملون. بل حتى أخواتنا في سجونهم يُغتصبون . وكأنهم عن كل ذلك نائمون لا يسمعون لا يعلمون لا يبصرون.
والطائرات الصليبية من مدنهم تطير وتضرب الآمنين. والجيوش من بلدانهم تخرج وتقتل الموحدين. والوقود والغذاء من أراضيهم يزودون. وأولياء أمورهم مطيعين خانعين مجيبين موالين مناصري الصليبين.

وبعد كل ذلك ما زالوا يقولون عنهم أولياء أمور تجب طاعتهم , فقبح الله تلك الوجوه وقبح الله تلك اللحى التي ابتلت بالدهن على موائد السلاطين وتكدست أرصدتهم من مال بيت المسلمين.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين حينما قال : (أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون), وعند أحمد عن أبي تميم الجيشاني قال سمعت أبا ذر يقول كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله فسمعته يقول :( غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ) فلما خشيت ان يدخل قلت يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال قال : (الأئمة المضلين).
فالرسول صلى الله عليه وسلم أخوف ما يخاف على أمته الأئمة المضلين .
ومن هؤلاء القتالون للنساء والغصابون هم أولائك الذين يدعون الجهاد كابن لادن وأبي بصير وغيرهم من دعاة الضلالة الذين يدعون محاربة الكفار وهم آلة عند امريكا تحكرهم كيف تشاء
أما علماء السنة فقد علموا القوة التي بها تتزحح أمريكا فسعوا إلى تطبيقها فهم يدعون الناس للإسلام الصافي ويحذرون من الشرك والمشركين وهذا هو سبب التمكين في الأرض ,قال الله تعالى(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) النور 55
وهو أيضا سبب لنزول الرعب والخوف في قلوب أعداء الله فقد ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر.........الحديث
قال الحافظ ابن حجر” ((مسيرة شهر)) فالظاهر اختصاصه به مطلقا , وإنما جعل الغاية شهرا ; لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر منه , وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر , وهل هي حاصلة لأمته من بعده ؟ فيه احتمال “.
وهكذا قلب الإنسان إذا امتلأ بالعلم والإيمان فإن صاحبه لا يخشى أحدا إلا الله تعالى قال الله تعالى » الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )) آل عمران 173-174
فالعبرة بالكيف لا بالكم فأهل السنة بدعوتهم للعقيدة الصحيحة والسنة النبوية المطهرة ومحاربتهم للشرك والبدع يبنون بذلك جيلا عريقا قويا ذا دين متين يستطيع بإذن الله أن يدك حصون الكفرة والملاحدة تطبيقا لقوله تعالىْ ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)) الأنفال 60
ولما ثبت في مسلم من حديث هقبة بن عامر قال :
سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو على المنبر يقول”( ‏وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ‏‏ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي”


قال الشيخ السعدي” مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة أي ماتقدرون من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين قتالهم
قلت:ومما يدخل في القوة: القوة الإيمانية بل تعتبر من أهمها كيف لا وهي السبب الحقيقي للنصر والتمكين
قال الشيخ الفوزان:((فجهاد الكفار بالمال والسلاح وجهاد المنافقين بالحجة والجدال))
فحين كان الصحابة كلهم على عقيدة واحدة انتصروا وفتح الله على أيديهم المشارق والمغارب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((‏إن الله ‏ ‏زوى ‏ ‏لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما ‏ ‏زوي ‏ ‏لي منها وأعطيت الكنزين ‏ ‏الأحمر ‏ ‏والأبيض ))
قال النووي:((‏أما ( زوي ) فمعناه جمع , وهذا الحديث فيه معجزات ظاهرة , وقد وقعت كلها بحمد الله كما أخبر به صلى الله عليه وسلم )
وقال الشيخ ابن عثيمين:(والأمة الإسلامية وصلت من المشرق إلى السند والهند وما وراء ذلك ومن المغرب إلى ما وراء المحيط))
ولكن حينما ترك التمسك بجادة الدين عند كثير بل أكثر الناس سيطر علينا الأعداء وأصابنا الذل والله المستعان مصداقا لما ثبت عند أبي داوود من حديث ابن عمر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتهم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ))


اقتباس:
وعلماء اليوم جعلوا من مخالطة السلطان فريضة والتبسم له عقيدة. بل وصل بهم الدفاع عن كفرياته وجعلوا الخروج عليه جريمة.

وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن".رواه أبو داود رقم [2859] والترمذي [2256] وهو حديث حسن كما قال محقق جامع بيان العلم وفضله ج1/ 631

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع فأبعده الله".مسلم رقم 1954

وعن أبي حذيفة رضي الله عنه قال: "إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول له ما ليس فيه".صحيح أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ج11/ 316

وقال سفيان الثوري رحمه الله ليوسف بن أسباط: (إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراءٍ، وإياك أن تخدع، ويقال لك: ترد مظلمة، وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس، اتخذه القراء سلماً".سير أعلام النبلاء ج23/ 586

وعندما كتب هارون الرشيد إلى سفيان يريد زيارته والدخول عليه، رد عليه سفيان بهذا الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الميت، إلى العبد المغرور بالآمال هارون، الذي سلب حلاوة الإيمان، ولذة قراءة القرآن، أما بعد فإني كتبت إليك أعلمك أني قد صرمت حبلك، وقطعتُ ودك، وإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك، بما هجمت على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته بغير حكمه، ولم ترض بما فعلته وأنت ناءٍ عني، حتى كتبت إليه تشهدني على نفسك، فأما أنا فقد شهدت عليك، أنا وإخواني الذين حضروا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة غداً بين يدي الله الحكم العدل، يا هارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضي بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله، والمجاهدون في سبيل الله، وابن السبيل؟ أم رضي بذلك حملة القرآن، وأهل العلم من العاملين، أم رضي بفعلك الأيتام والأرامل، أم رضي بذلك خلق من رعيتك؟ فشد يا هارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فاتق الله في نفسك، إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذة قراءة القرآن، ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً، وللظالمين إماماً، يا هارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستوراً دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويشربون الخمر ويحدون الشارب، ويزنون ويحدون الزاني، ويسرقون ويقطعون السارق، ويقتلون ويقتلون القاتل..).

وأين هارون المسلم من حكام اليوم الكفرة. ولكن صدق ابن المبارك حين قال :


وهل أفسد الدين إلا الملوك ***وأحبار سوء ورهبانها

وجاء عند المقدسي في كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية ,فصل ( انقباض العلماء المتقين من إتيان الأمراء والسلاطين ) ما يلي:
(كان الإمام أحمد رحمه الله لا يأتي الخلفاء ولا الولاة والأمراء ويمتنع من الكتابة إليهم ، وينهى أصحابه عن ذلك مطلقا نقله عنه جماعة ، وكلامه فيه مشهور وقال مهنا : سألت أحمد عن إبراهيم بن الهروي فقال : رجل وسخ ، فقلت ما قولك إنه وسخ قال : من يتبع الولاة والقضاة فهو وسخ وكان هذا رأي جماعة من السلف ، وكلامه في ذلك مشهور منهم سويد بن غفلة وطاوس والنخعي وأبو حازم الأعرج والثوري والفضيل بن عياض وابن المبارك وداود الطائي وعبد الله بن إدريس وبشر بن الحارث الحافي وغيرهم )

وكذلك قال :(ومن العجب أن أبا جعفر العقيلي ذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى في كتابه في الضعفاء ولم يذكر فيه إلا قول إبراهيم النخعي كان صاحب أمراء ).


مع أن ابن أبي ليلى الذي كان يرى جواز الدخول على الحكام ولكن بشروط وهو أن يكون محكماً لشرع الله, وأن يكون الحاكم عادلاً فاضلاً, وأن يكون الحاكم راغباً في دخول الأخيار عليه, وأن يستجيب لما يشار به عليه, وأن يأمر الداخل بالمعروف وينهى عن المنكر, وأن يشفع للضعفاء ويرفع حاجة من لا يستطيع رفعها ,وكذلك أن يحول بين الحكام والمستشارين الفسقة الفجرة.
ولكن صار من الضعفاء لمخالطته الأمراء.


فما حال حكامنا وحكامهم. حكام اليوم يرتكبون عدة نواقض للإسلام ويفتخرون بها. حكامنا يحكمون القوانين الوضعية والتشريعات الكفرية ويحمونها, وتجد علماء زماننا يدخلون عليهم ويدافعون عنهم ويقبلون العطايا المسروقة من بيت مال المسلمين , ويتربعون المناصب.

قيل لأحمد: وكيع أحب إليك أم يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع. قيل: كيف فضلته على يحيى، ويحيى مكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟ قال: وكيع كان صديقاً لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره، ويحيى بن معين كان صديقاً لمعاذ بن معاذ، فلما ولي القضاء لم يهجره يحيى.
بعد أن عرض أخونا كل هذه الأدلة التي تمنع من مخالطة السلطان-زعم- أسقطها على العلماء الكبار بدون أدنى أدنى دليل وهذا حال الحزببين والإرهابيين أدعياء الجهاد البهلواني الذي دمروا به الجزائر في التسعينات
فيقول آخانا طاعنا في علماء السنة والتوحيد:

اقتباس:
وعلماء اليوم جمعوا كذلك بين الدخول على الحكام الظلمة الكفرة , الوقوف في صف الصليبين وأعوانهم بفتاويهم التي تقرع أهل الجهاد وأهله وتنصر بوش وصحبه. ووصفوا أهل الجهاد بدعاة سوء وشواذ.

ولكننا نقول للحيدان ومن معه. ان الشاذ من يجعل ظهره مطية للرجال. فكيف بكم وقد جعلتم ظهوركم مطية لكل جبان خوار,وياليتهم رجال بل هم أشباه رجال!!.

وصدق إبن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين فقد قال في هذا الكتاب :" ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما كان عليه هو وأصحابه ،رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا ، وأي دين؟ وأي خير؟فيمن يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تضاع ، ودينه يترك ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها ، وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس ،كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة لهم بما جرى على الدين ؟
وخيارهم المتحزن المتلمظ ,ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله ،بذل وتبذل، وجد واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه . "


ولكن تطاول اللحيدان وقبله أعمى البصر والبصيرة ال الشيك وغيرهما لا يضر قادة الجهاد. فهم لا يفكرون بتلك المناصب الكاذبة التي جعلكم السلطان عليها, ولا يفكرون بتلك الملايين التي سرقها السلطان من بيت مال المسلمين وأغدقها عليكم.
فهم باعوا انفسهم لله ,وأنتم بعتموها لسلطان مرتد ودنيا زائفة.

فشتان بين الطرفين , وسينصر الله عبده ويعز جنده وهو القادر على أن يهزم الأحزاب وحده.

وصدق القائل:
وكم من سيدا متفضل قد سبه ***من لا يساوي غرزة في نعله
فالبحر تعلو فوقه جيف الفلا *** والدر مدفون بأسفل رمله.
1-أقول: لعل الأخ يجهل الفرق بين الدخول للأمراء من اجل إعانتهم عل الباطل وبين الدخول إلى الأمراء من اجل معاونتهم في الخير والصلاح ولا يستغرب هذا عند دعاة أصحاب الفكر التكفيري
روى الإمام أحمد عَنْ مُعَاذٍ قَالَ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمْسٍ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ أَوْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ تَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَيَسْلَمُ النَّاسُ مِنْهُ وَيَسْلَمُ
وعن سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَسَائِلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ فَمَنْ شَاءَ أَبْقَى عَلَى وَجْهِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ ذَا سُلْطَانٍ أَوْ يَسْأَلَ فِي الْأَمْرِ لَا يَجِدُ مِنْهُ بُدًّا قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهِ الْحَجَّاجَ فَقَالَ سَلْنِي فَإِنِّي ذُو سُلْطَانٍ

قال العلامة ابن الوزير في كتابه "العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم" : (( فهذا عام في سلاطين العدل والجور ، وليس يمكنه السؤال إلا بضرب من المخالطة . اهـ ))
وقد عوتب أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي على تقبيل يد السلطان ، فقال ، أرأيتم لو قبلت يد والدي ، أكان خطأ أم واقعا موقعه ؟ قالوا : بلى ، قال : فالأب يربي ولده تربية خاصة ، والسلطان يربي العالم تربية عامة ، فهو بالإكرام أولى (بدائع الفوائد لابن القيم 2/ 176).

ورحم الله سهل بن عبد الله التستري حينما قال :
(( لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين : أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين : أفسدوا دنياهم وأخراهم )) تفسير القرطبي

والعجب من هذا كله يستدل الخوارج ببعض كلام الإمام أحمد الذي لا علاقة له بتوقير السلطان وإعانته في الخير وتناسو أن الإمام أحمد كان يصلي وراء من وقع في الكفر الصريح
قال حنبل : "اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله [يعني: الإمام أحمد] وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا -يعنون: إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك-، ولا نرضي بإمرته ولا سلطانه!؛ فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريحَ بَرٌ، ويُسْتَراحَ من فاجر. وقال ليس هذا [يعني: نزع أيديهم من طاعته] بصواب، هذا خلاف الآثار" اهـ عن "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/196)، وانظر "السنة" للخلال (1/133-134).

فأين انتم أيها السفاحون من قول الإمام أحمد
أين أنتم يا من سفكتم الدماء في الجزائر

وفي ذلك يقول شيخ الإسلام -في "مجموع الفتاوى" (7/507-508)-: "مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة. لم يكفرهم أحمد وأمثاله بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم))) ويدعو لهم ويرى الإئتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم((ما يراه لأمثالهم من الأئمة)) وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا ((جهالاً مبتدعين)) وظلمة فاسقين" أهـ.
2-أما عن الجهاد والمجاهدين فعليك ان تفصل من هم المجاهدون عندك هل هم الذين يربون الشباب على تكفير حكامهم والخروج عليهم بالإنقلابات وغير ذلك من الفتن وكذلك أولائك الذين لا يراعون مصالح ولا مفاسد في جهادهم كحزب الشيطان اللبناني والقاعدة فهؤلاء أولى بالجهاد من العدو فهم وباء على الأمة وبسببهم تأخر الجهاد الشرعي بجهادهم البهلواني فهم حقا دعاة سوء وشواذ لا يلتفت لهم أصلا لأنهم ف بجهادهم يقدمون هدايا من ذهب لأمريكا وغيرها من دول الكفر والإلحاد.
أما إن كنت تقصد المجاهدين في العراق الذين إحتل بلده العدو فيقول الشيخ أسامة العتيبي"جهاد العراقيين للمحتل مما لا يختلف فيه أحد من علماء المسلمين أنه فرض عين عليهم إذا كان عندهم قدرة على مجاهدتهم ..))
وقد ألف الشيخ الريس رسالة بعنوان "من للعراق" فلتراجع
قال الشيخ ربيع المدخلي أهل الحديث - 158 (إن القعود عن جهاد المشركين عندما يدعو داعي الجهاد ، وعندما يستنفر المسلمين إمامهم ، ولو كان فاجرا ، يعد لونا من الوان النفاق ، بل لعله أشدها ) .
وبعد ذلك أخذ يسرد بعض آيات الجهاد ثم قال :
( فالقعود عن الجهاد والتثاقل عنه من صفات المنافقين ومن أسباب العذاب في الدنيا والهلاك في الآخرة ) .

وفي معرض اشادته بجهود أهل الحديث في القارة الهندية قال :
( ونفخوا روح الجهاد في القارة الهندية ، فأحيوا سنة الجهاد ضد السيخ والانجليز وكان جهادهم جهادا اسلاميا قائما على التوحيد والسنة ، فأقاموا للاسلام دولة في شمال غرب القارة الهندية آنذاك ، طبقوا فيها الشريعة الاسلامية ، غاظت كلا من المبتدعين والقبوريين والانجليز والصليبين ، فتآمروا عليها ، فاغتالوا قادة هذه الدولة المسلمة ، وقضوا على جيشها ، وكان أمر الله قدرا مقدورا ) اهل الحديث 122

وقال في صفحة 83 ( والمجاهدون السلفيون يجاهدون في سبيل الله لاعلاء كلمة الله فإذا طهروا بلدا من أدناس الشرك والالحاد أقاموا فيه حاكمية الله قبل أن يستعيدوا أنفاسهم ، لأن حاكمية الله وبغض الطواغيت تجري في دمائهم لا كلاما يلاك على الالسن ) .
وللشيخ ربيع كلام في الجهاد بين فيه حقيقته الاصلية ، ورد على سيد قطب تمييعه للجهاد فقد قال سيد قطب :

( فالاسلام لايريد حرية العبادة لاتباعه وحدهم ، وانما يقرر هذا الحق لأصحاب الديانات المخالفة ، ويكلف المسلمين أن يدافعوا عن هذا الحق للجميع ، ويأذن لهم في القتال تحت هذه الراية ، راية ضمان حرية العبادة لجميع المتدينين ، وبذلك يحقق انه نظام عالمي حر ، يستطيع الجميع أن يعيشوا في ظله آمنين متمتعين بحرياتهم الدينية ، على قدم المساواة مع المسلمين ، وبحماية المسلمين ) .

قال الشيخ ربيع معلقا : ( إن فيما يقوله سيد قطب تمييعا للاسلام وتشبيها له بمناهج اللادينيين من الديموقراطيين وغيرهم ...) الى أن قال : ( قاتل الله السياسات المائعة التي تميع الاسلام استرضاء وتملقا لعواطف النصارى واليهود وتوددا وتحببا اليهم بينما لانرى في تعاملهم مع المسلمين الا الجبروت والشدة والتكفير ) أضواء على عقيدة سيد قطب / 224))




رمتني بدائها ثم انسلت
للأسف الشديد مازلنا نرى الخوارج وأذنابهم من الحزبيين يرجفون، ويلقون الرعب بين الناس، ويسيؤون ظنهم بربهم ، ويظنون أنه لا ينصرهم إلا بما يخالف شرعه ودينه من قتل المؤمنين، وقتل المعاهدين والمستأمنين، وإشاعة الفوضى بين المسلمين.
فليحذر المسلم من الإرجاف وأهله .
والإرجاف من صفات المنافقين .

قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً {60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.
وقال تعالى: { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} والآيات بعدها.
وقال تعالى: { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً {12} وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً {13} وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً} والآيات بعدها.
فما نراه اليوم من إشاعة الخوف والذعر بين المسلمين ، وتضخيم دول الكفر وتفخيمهم إلى درجة إيصال اليأس إلى قلوب الناس ، وتخويف الناس بأن دول الكفر ستقضي على جميع دول الإسلام وخاصة معقله البلاد السعودية –حرسها الله- .
فهذا من الإرجاف ومن اليأس من روح الله .
بل الواجب اليقين بوعد الله ، وإصلاح النفس ، والرجوع إلى الله ، والتوبة إليه ، والالتفاف حول العلماء والأمراء ، والتوكل على الله .
وهذا لا ينافي معرفة مخططات أعداء الله ، وما هو غرضهم بالمجيء إلى الشرق الأوسط بقضهم وقضيضهم .
فهذه الأمور من واجبات الأمراء والعلماء –أهل الحل والعقد- أما إشاعتها بين الناس مع تقنيطهم ، وزعزعتهم ، وقذف الرعب في قلوبهم ، ودعوتهم لإساءة الظن بعلمائهم وأمرائهم !
فهذا من عمل المفسدين والمرجفين .
وهذا هو دأب خوارج هذا الزمان وأذنابهم القاطنين في بلاد الكفر ، والذين ينفذون مخططات أوليائهم من الكفرة والمشركين .
وقد استغل طواغيت الكفر أولئك الخوارج أسوأ استغلال حيث احتفظوا بهم لزرع الفرقة والخلاف بين الناس ، وفتح المجال لهم ليرعبوا الناس ويرجفوا بينهم .
فاحذروا –رحمكم الله- من الطواغيت وأوليائهم من الخوارج ومن يدعي الجهاد ونصرة المجاهدين وهم في الحقيقة إنما يحققون أهداف الكفار ، وأداة في أيدي الكفار يسيرونهم كيف شاؤوا.
واحذروا ممن يدعي نصرة المجاهدين وهو في الحقيقة يريد زرع الفتنة والفرقة، ويريد أن يتوصل بهذه الواجهة وها التلبيس والخداع إلى تكفير ولاة الأمور المسلمين، وإضفاء الشرعية على أعمال الإرهابيين التخريبية من قتل المجاهدين من رجال الأمن، وقتل النساء والأطفال وقتل المعاهدين والمستأمنين.

التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 13-10-2008 الساعة 08:08 PM
 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
لا تتخدوه صديقا لكم
طرق الشيطان الرجيم في إضلال العبيد
( التعريف بابن تيمية الحراني وانحرافه عن منهج السلف )
الإمام أبو حامد الغزالي
الساعة الآن 05:46 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى