علماء السلطان أم عملاء الشيطان
13-10-2008, 06:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين,محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم , أما بعد:
والحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين,محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم , أما بعد:
إن الحرب القائمة في العالم أو ما تُسمى بالحرب على الارهاب هي حرب في حقيقتها على الإسلام ولا يجهل ذلك إلا جاهل أو احمق او مجرد عميل أو جبان. وحينما أقول الإسلام فلا يعني الإسلام الأمريكي والذي يتخذ شعار إسلام بدون جهاد وبدون ولاء ولا حتى براء.
وكما وصفها قائد هذه الحرب بوش -أخزاه الله ومن معه- بأنها حرب صليبة فلم يكذب وهو الكذاب.
وقسم العالم إلى قسمين ,قسم معه وآخر ضده . وجاء بحده وحديده , وجنده وعبيده . ليقاتل الموحدين في افغانستان . ومن ثم عرج على العراق . حسب أن الأمر مجرد نزهة وأن بأساطيله الضخمة ستكون الحرب لعبة.
ولكن هيهات منا الذلة. فخرج رجال لا يخافون إلا الله. سلاحهم التوكل والإيمان. يبتغون الموت مضانة . ويتطلعون للنصر أو الشهادة. قائدهم وقدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم.
ولما بدأ المجاهدون يقطفون ثمار جهادهم , وتضحيات إخوانهم , خرج علماء السوء يخذلون الأمة ويرجفون ,يثبطون وينفرون . واصفين المجاهدين بكل رذيلة ونقيصة , حتى لكأنك تستغرب وتعتقد بأنهم قواد جيش الصليب أوجنوده.
بل وجعلوا جنود الصليب في بلاد الحرمين أهل أمان , وحمائم سلام. فإن خرج مسلم يرفع راية الدين,ويدافع عن حياض المسلمين,ويلبي صيحات المعذبين. فقتل أو فكر بقتل أحد الأمريكان . سمعت المنابر تجلجل, والمساجد تهلل وتسبح بحمد الطاغوت , وتحض على قتل وقتال من يسمونهم بالإرهابين.
بينما مدنٌ وقرى في أفغانستان تمحى . ورجال وشيبان يُحرقون, وأطفال يُيتمون , ونساء يُرملون. بل حتى أخواتنا في سجونهم يُغتصبون . وكأنهم عن كل ذلك نائمون لا يسمعون لا يعلمون لا يبصرون.
والطائرات الصليبية من مدنهم تطير وتضرب الآمنين. والجيوش من بلدانهم تخرج وتقتل الموحدين. والوقود والغذاء من أراضيهم يزودون. وأولياء أمورهم مطيعين خانعين مجيبين موالين مناصري الصليبين.
وبعد كل ذلك ما زالوا يقولون عنهم أولياء أمور تجب طاعتهم , فقبح الله تلك الوجوه وقبح الله تلك اللحى التي ابتلت بالدهن على موائد السلاطين وتكدست أرصدتهم من مال بيت المسلمين.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين حينما قال : (أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون), وعند أحمد عن أبي تميم الجيشاني قال سمعت أبا ذر يقول كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله فسمعته يقول :( غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال ) فلما خشيت ان يدخل قلت يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال قال : (الأئمة المضلين).
فالرسول صلى الله عليه وسلم أخوف ما يخاف على أمته الأئمة المضلين .
وعلماء اليوم جعلوا من مخالطة السلطان فريضة والتبسم له عقيدة. بل وصل بهم الدفاع عن كفرياته وجعلوا الخروج عليه جريمة.
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن".رواه أبو داود رقم [2859] والترمذي [2256] وهو حديث حسن كما قال محقق جامع بيان العلم وفضله ج1/ 631
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع فأبعده الله".مسلم رقم 1954
وعن أبي حذيفة رضي الله عنه قال: "إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول له ما ليس فيه".صحيح أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ج11/ 316
وقال سفيان الثوري رحمه الله ليوسف بن أسباط: (إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراءٍ، وإياك أن تخدع، ويقال لك: ترد مظلمة، وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس، اتخذه القراء سلماً".سير أعلام النبلاء ج23/ 586
وعندما كتب هارون الرشيد إلى سفيان يريد زيارته والدخول عليه، رد عليه سفيان بهذا الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الميت، إلى العبد المغرور بالآمال هارون، الذي سلب حلاوة الإيمان، ولذة قراءة القرآن، أما بعد فإني كتبت إليك أعلمك أني قد صرمت حبلك، وقطعتُ ودك، وإنك قد جعلتني شاهداً عليك بإقرارك على نفسك في كتابك، بما هجمت على بيت مال المسلمين، فأنفقته في غير حقه، وأنفذته بغير حكمه، ولم ترض بما فعلته وأنت ناءٍ عني، حتى كتبت إليه تشهدني على نفسك، فأما أنا فقد شهدت عليك، أنا وإخواني الذين حضروا قراءة كتابك، وسنؤدي الشهادة غداً بين يدي الله الحكم العدل، يا هارون هجمت على بيت مال المسلمين بغير رضاهم، هل رضي بفعلك المؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها في أرض الله، والمجاهدون في سبيل الله، وابن السبيل؟ أم رضي بذلك حملة القرآن، وأهل العلم من العاملين، أم رضي بفعلك الأيتام والأرامل، أم رضي بذلك خلق من رعيتك؟ فشد يا هارون مئزرك، وأعد للمسألة جواباً، وللبلاء جلباباً، واعلم أنك ستقف بين يدي الحكم العدل، فاتق الله في نفسك، إذ سلبت حلاوة العلم والزهد ولذة قراءة القرآن، ومجالسة الأخيار، ورضيت لنفسك أن تكون ظالماً، وللظالمين إماماً، يا هارون قعدت على السرير، ولبست الحرير، وأسبلت ستوراً دون بابك، وتشبهت بالحجبة برب العالمين، ثم أقعدت أجنادك الظلمة دون بابك وسترك، يظلمون الناس ولا ينصفون، ويشربون الخمر ويحدون الشارب، ويزنون ويحدون الزاني، ويسرقون ويقطعون السارق، ويقتلون ويقتلون القاتل..).
وأين هارون المسلم من حكام اليوم الكفرة. ولكن صدق ابن المبارك حين قال :
وهل أفسد الدين إلا الملوك ***وأحبار سوء ورهبانها
وجاء عند المقدسي في كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية ,فصل ( انقباض العلماء المتقين من إتيان الأمراء والسلاطين ) ما يلي:
(كان الإمام أحمد رحمه الله لا يأتي الخلفاء ولا الولاة والأمراء ويمتنع من الكتابة إليهم ، وينهى أصحابه عن ذلك مطلقا نقله عنه جماعة ، وكلامه فيه مشهور وقال مهنا : سألت أحمد عن إبراهيم بن الهروي فقال : رجل وسخ ، فقلت ما قولك إنه وسخ قال : من يتبع الولاة والقضاة فهو وسخ وكان هذا رأي جماعة من السلف ، وكلامه في ذلك مشهور منهم سويد بن غفلة وطاوس والنخعي وأبو حازم الأعرج والثوري والفضيل بن عياض وابن المبارك وداود الطائي وعبد الله بن إدريس وبشر بن الحارث الحافي وغيرهم )
وكذلك قال :(ومن العجب أن أبا جعفر العقيلي ذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى في كتابه في الضعفاء ولم يذكر فيه إلا قول إبراهيم النخعي كان صاحب أمراء ).
مع أن ابن أبي ليلى الذي كان يرى جواز الدخول على الحكام ولكن بشروط وهو أن يكون محكماً لشرع الله, وأن يكون الحاكم عادلاً فاضلاً, وأن يكون الحاكم راغباً في دخول الأخيار عليه, وأن يستجيب لما يشار به عليه, وأن يأمر الداخل بالمعروف وينهى عن المنكر, وأن يشفع للضعفاء ويرفع حاجة من لا يستطيع رفعها ,وكذلك أن يحول بين الحكام والمستشارين الفسقة الفجرة.
ولكن صار من الضعفاء لمخالطته الأمراء.
فما حال حكامنا وحكامهم. حكام اليوم يرتكبون عدة نواقض للإسلام ويفتخرون بها. حكامنا يحكمون القوانين الوضعية والتشريعات الكفرية ويحمونها, وتجد علماء زماننا يدخلون عليهم ويدافعون عنهم ويقبلون العطايا المسروقة من بيت مال المسلمين , ويتربعون المناصب.
قيل لأحمد: وكيع أحب إليك أم يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع. قيل: كيف فضلته على يحيى، ويحيى مكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟ قال: وكيع كان صديقاً لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء هجره، ويحيى بن معين كان صديقاً لمعاذ بن معاذ، فلما ولي القضاء لم يهجره يحيى.
وعلماء اليوم جمعوا كذلك بين الدخول على الحكام الظلمة الكفرة , الوقوف في صف الصليبين وأعوانهم بفتاويهم التي تقرع أهل الجهاد وأهله وتنصر بوش وصحبه. ووصفوا أهل الجهاد بدعاة سوء وشواذ.
ولكننا نقول للحيدان ومن معه. ان الشاذ من يجعل ظهره مطية للرجال. فكيف بكم وقد جعلتم ظهوركم مطية لكل جبان خوار,وياليتهم رجال بل هم أشباه رجال!!.
وصدق إبن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين فقد قال في هذا الكتاب :" ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما كان عليه هو وأصحابه ،رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينا ، وأي دين؟ وأي خير؟فيمن يرى محارم الله تنتهك ، وحدوده تضاع ، ودينه يترك ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها ، وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس ،كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة لهم بما جرى على الدين ؟
وخيارهم المتحزن المتلمظ ,ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله ،بذل وتبذل، وجد واجتهد ، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه . "
ولكن تطاول اللحيدان وقبله أعمى البصر والبصيرة ال الشيك وغيرهما لا يضر قادة الجهاد. فهم لا يفكرون بتلك المناصب الكاذبة التي جعلكم السلطان عليها, ولا يفكرون بتلك الملايين التي سرقها السلطان من بيت مال المسلمين وأغدقها عليكم.
فهم باعوا انفسهم لله ,وأنتم بعتموها لسلطان مرتد ودنيا زائفة.
فهم باعوا انفسهم لله ,وأنتم بعتموها لسلطان مرتد ودنيا زائفة.
فشتان بين الطرفين , وسينصر الله عبده ويعز جنده وهو القادر على أن يهزم الأحزاب وحده.
وصدق القائل:
وكم من سيدا متفضل قد سبه ***من لا يساوي غرزة في نعله
فالبحر تعلو فوقه جيف الفلا *** والدر مدفون بأسفل رمله.
وكم من سيدا متفضل قد سبه ***من لا يساوي غرزة في نعله
فالبحر تعلو فوقه جيف الفلا *** والدر مدفون بأسفل رمله.
هذا وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين.
والله الموفق.
من مواضيعي
0 مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي||/ تقدم /|| : تدمير ناقلة جنود للمرتدين - ولاية د
0 بعد حرب النّجوم: أوباما يخترع حرب المصطلحات
0 بعد حرب النّجوم: أوباما يخترع حرب المصطلحات
0 أبو قتادة
0 الخوارج والحكم بغير ما أنزل الله
0 الكفر بالطاغوت، وما الواجب على كل مسلم تجاه الطواغيت وقوانينهم
0 بعد حرب النّجوم: أوباما يخترع حرب المصطلحات
0 بعد حرب النّجوم: أوباما يخترع حرب المصطلحات
0 أبو قتادة
0 الخوارج والحكم بغير ما أنزل الله
0 الكفر بالطاغوت، وما الواجب على كل مسلم تجاه الطواغيت وقوانينهم








