حديث الصباح.. أوراقنا النقدية عنوان هُوِيَّتُنَا
06-03-2018, 06:54 AM
البيان الذي أصدره بنك الجزائر حدد فيه سعر الدولار بـ: 112.59 دينارا عند الشراء و 119.47 دج لدى البيع، و هذا خلال الفترة الممتدة ما بين 4 الى 10 مارس من السنة الجارية ، فيما حددت قيمة العملة الأوروبية الموحدة "الأورو" بـ: 138 دج عند الشراء و 146.66 عند البيع، كما نقرأ عن ارتفاع في سعر الأورو في السوق السوداء، بنسبة 0.47 بالمائة، ليصل إلى 141.58 دينار جزائري ، في المعاملات الرسمية وفقا لبنك الجزائر، وهو ما يؤكد استمرار انهيار قيمة العملة الوطنية نحو مستويات متدنية ، بالمقارنة مع الدول الجارة، و منها تونس، التي قيمتها النقدية أغلى من القيمة النقدية الجزائرية بحيث نجد 01 دينار تونسي على سبيل المثال يساوي ( =47.7530)دينار جزائري، من الصعب جدا فهم هذه المفارقة، خاصة و المواطن الجزائري يقرأ بين الحين و الآخر تغيير في القوانين و منه قانون النقد و القرض المعدل في 2017، ناهيك عن القرارات التي تصدرها الدولة في هذا المجال، الضريبة على الثروة و ما إلى ذلك، من أجل تحسين مداخيل الخزينة العمومية.
و كما تقاس الأمم بماضيها و فكرها وحضارتها، فهي تقاس أيضا بعملتها النقدية وقيمتها في السوق العالمية، وهي عنوان "هويتها"، ولهذا يقال أن الدولة التي لا تُحترم عملتها النقدية بلد متخلف وغير متحضر، فنحن كل يوم نمر على تجار العملة الصعبة (الأورو والدولار) وصوتهم يصدح الأذان، أمام مرأى المسؤولين في البريد المركزي والبنوك (ساحة أول نوفمبر وسط مدينة قسنطينة نموذجا)، وأمام الأمن وهم يتبادلون العملة الصعبة في أيديهم بقيمة تفوق بثلاثة أضعاف قيمة عملتنا الوطنية ، لأن هذه الأخيرة غير معترف بها في سوق العملات (الفوركس) وفي الدول الأجنبية التي أصبحت تستخدم الدولار و الأورو في معاملاتها وتبادلاتها التجارية، وأصبح هاجس المواطن الجزائري هو الاستبدال (الشونج change) حتى في مواسم الحج و العمرة، لدرجة انه أصبح يحتقر عملة بلاده ولا يؤمن بها حتى داخل وطنه، لأنها أضحت بلا قيمة، خاصة بالنسبة للفئة التي لا يتعدى راتبها الشهري عشرة آلاف دينار.
و الدليل أن ورقة 1000 دينار لم تعد تملأ قفة كما يُقال عندنا في الجزائر، في ظل ارتفاع السعار في المنتجات الغذائية و المنتجات المصنعة و حتى الألبسة، دون الحديث عن ارتفاع أسعار الكهرباء و الغاز و تسعيرة النقل، و هذه الزيادة أفرغت جيب المواطن البسيط، فالحديث عن الدينار الجزائري حديث ذو شجون من حيث نوعية ورقه وما يحويه من رسومات، فالدول العظمى التي تحترم رجالاتها وشخصياتها من الزعماء والمثقفين والمفكرين تنقش أسماءهم وصورهم في عملاتها النقدية، ويمكن الوقوف على الأوراق النقدية الجزائرية بين الأمس واليوم، ففي وقت ما كانت أوراق الجزائر النقدية ذات دلالة على سيادتها، أما اليوم فقد أصبحت بالية، وموضع شك وتخوف لدى مستعمليها بسبب جرائم تبييض الأموال وعمليات التزوير ، فضلا عن أنها تحمل صورا لرؤوس حيوانات، وكأن الجزائر لم تنجب رجالا و أبطالا، وكأن الجزائر لا ماض لها ولا تاريخ، وأصبح الشعب الجزائري ينعت بالتخلف والجهل في كل ميادين الحياة، بدليل أن الجزائر تعتمد على الخبرات الأجنبية في دراسة مشاريعها و وضع مخططاتها، وعلى اليد الأجنبية في إنجاز هذه المشاريع، وتلجأ إلى "الآخر" في حل مشاكلها الداخلية والخروج من أزمتها الاقتصادية، تتودد له بكل صور التودد، وتنشر لمواطنيها ثقافة التنازل والخضوع، حتى أنها أضحت عاجزة عن اتخاذ قرارات صارمة في القضايا التي تتعلق بالسيادة الوطنية مثلما هو الشأن بالنسبة لقانون تجريم الاستعمار.
علجية عيش
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
من مواضيعي
0 جون راولس ونظرية العدالة
0 في ذكرى تاسيس الحكومة المؤقتة
0 حديث الصباح.. هجرة الأفكار
0 حديث الصباح..حياتنا دواء..
0 حديث الصباح.. العالم الثالث في مواجهة أزمة الكمّامات
0 حديث الصباح.. فضفض لترتاح
0 في ذكرى تاسيس الحكومة المؤقتة
0 حديث الصباح.. هجرة الأفكار
0 حديث الصباح..حياتنا دواء..
0 حديث الصباح.. العالم الثالث في مواجهة أزمة الكمّامات
0 حديث الصباح.. فضفض لترتاح
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 06-03-2018 الساعة 10:32 AM