رعاكِ الله حبيبتي..
01-11-2008, 02:06 PM
اقتباس:
|
كنت جالساً على مقعدي المعتاد في زاوية المقهى، أرتشف قهوتي المسائية بينما أقرأ جريدة الصباح التي لم أجد لقرائتها سوى ذاك الوقت المتأخر. وكنت أنتظر مرو آخر ساعة قبل مباراة تصفيات كأس افريقيا للأمم بين منتخبنا الوطني، ونِدّه المصري، كانت أعناق رواد المقهى مشرئبة وأعينهم تطالع التلفاز المعلق على جدار المقهى، تشاهد تحضيرات الفريق التي –على غير العادة- عُرضت على الشاشة الوطنية مسجَّلة...ربما كانت أول مرة يقرأ فيها مشرفو التلفزيون ما يفكر فيه الشعب المتيم بحب كرة القدم.
وفي الخارج، كان الجميع يتحدث عن الحدث العظيم وينتظرونه بفارغ الصبر، بين متفائل بالنصر ومتشائم، بعضهم يتنبأ بما سيجري خلال المباراة ، وبعضهم الآخر راح يحللها قبل بدئها ! وعقولهم وقلوبهم قد حجّت إلى الملعب راجيةً من الله التوفيق... مر الوقت واقتربت ساعة اللقاء، قبل دقائق قليلة من صافرة البداية، تركت الجريدة واضعا إياها فوق الطاولة، سكنت جميع الحركات في داخل المقهى وخارجه، وخشعت جميع الأبصار متظرة لحظة الانطلاق. آخر دقيقة كادت تنفَد..لكن ذاك السكوت لم يطل، فبينما تلك النظرات تنتظر، إذ بصورة الملعب على الشاشة ترحل، وإذا بصحافية الأخبار تأتي.. شيء غريب ! كيف لهذا أن يحصل؟ ! تسائل الجميع وسط بلبلة أحدثتها تلك الصورة..سألتُ نفسي قائلا: ترى ما هذا الأمر الأعظم من المباراة الذي حدث؟ ! لم أجد جوابا لتساؤلي إلا أن أُنصت لما ستقوله تلك السيدة.. -"السلام عليكم، سيداتي وسادتي..وردنا قبل قليل هذا الخبر العاجل: تفجير ثكنة عسكرية في بومرداس يخلّف قتلى وجرحى..لم تصلنا لحد الآن أية صور عن الحادثة.." لم يستطع أحد في المقهى احتمال الخبر وراح الجميع يردد: لا حول ولا قوة إلا بالله !.. أما أنا، فمِن هول الصدمة لم أتفوه بكلمة، ولم أَجِدني إلا وقد أخرجت قلما من جيب سترتي ورحت أكتب في أعلى صفحة الجريدة بالبند العريض: جزائرِي..رعاكِ الله يا بلد الطيبين ! |
ـــــــــــــــــــــ النهاية ــــــــــــــــــــــ

هاجر.ر في 31/10/2008
عـتبانْ قلْبـي عَ البـشر كلّـها..

من مواضيعي
0 تصميم بسيط: ميدالية بها العلم الوطني
0 ..i love u
0 Heart touching..
0 فوائد الخدود...؟؟؟
0 أيُّ حذاءٍ كمثل حذائي؟
0 دعِ الكأس قليلا واسترِحْ!
0 ..i love u
0 Heart touching..
0 فوائد الخدود...؟؟؟
0 أيُّ حذاءٍ كمثل حذائي؟
0 دعِ الكأس قليلا واسترِحْ!










