تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > أرشيف > المنتدى الاسلامي العام

> الشيخ شمس الدين: في الرد على من قال بٍقيام الحوادث بذات الله تعالى

 
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
الشيخ شمس الدين: في الرد على من قال بٍقيام الحوادث بذات الله تعالى
15-01-2009, 11:57 AM
قناديل:

يعتقد المسلمون قاطبة أن الله تعالى هو الأول الذي لا ابتداء لوجوده، وكل صفاته قديمة بقدمه تعالى• وليس في ذاته تعالى ما هو مخلوق له بداية، فالمخلوق لا يقوم بالقديم، والقديم جل جلاله لا يحل في المخلوقات ولا تحل في المخلوقات• ولكن إبن تيمية له رأي آخر خالف به العقيدة الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله، وهي ـ اعتقاد قيام الحوادث بذات الله تعالى ـ أي أن بعض ذات الله تعالى وبعض صفاته مخلوقة!! وليس هذا ما ذهب إليه الفلاسفة، فالفلاسفة نقل عنهم جواز حوادث لا أول لها في غير ذات الله تعالى• ولكن ابن تيمية جوز قيام حوادث لا أول لها في ذات الله، أي أن الله يخلق في ذاته حوادث لابداية لها!! ولا تحاول أن تفهم كيف تكون حوادث أي مخلوقات وفي نفس الوقت لا أول لها!! ولا شك أن الخوض في مثل هذه الأمور هو من جملة ''الكلام'' المذموم الذي حذر منه السلف رضي الله عنهم• وحتى لا يتهمنا بعض ـ الحشوية ـ بالكذب على ابن تيمية كعادتهم، نذكر بعضا من نصوصه واعتراف أنصاره بنسبة ذلك إليه• قال ابن تيمية في منهاج سنته ج 1 ص 224: ''فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قلنا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دل عليه الشرع والعقل•••''، ويقول أيضا في منهاجه ج 1 ص 210: ''فإنا نقول إنه يتحرك وتقوم به الحوادث والأعراض فما الدليل على بطلان قولنا؟'' اهـ•


وقال أيضا في مجموعة تفسيره ص 309: ''ومن قال: إن الخلق حادث كالهشامية والكرامية قال: نحن نقول بقيام الحوادث به، ولا دليل على بطلان ذلك، بل العقل والنقل والكتاب والسنة وإجماع السلف يدل على تحقيق ذلك، كما قد بسط في موضعه• ولا يمكن القول بأن الله يدبر هذا العالم إلا بذلك، كما اعترف بذلك أقرب الفلاسفة إلى الحق كأبي البركات صاحب ''المعتبر'' وغيره'' اهـ•


وقال في مجموعة تفسيره أيضا ص 312 ـ 313: ''بخلاف ما إذا قيل: كان قبل هذا الكلام كلام وقبل هذا الفعل فعل جائز عند أكبر العقلاء أئمة السنة، أئمة الفلاسفة وغيرهم'' اهـ•، يقول الألباني في ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 1 ص 108 عند كلامه على الحديث رقم 113: ''ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء كلامه بما يحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب•• كما يقول هو وغيرهم بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث، وكم كنا نود أن يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام به شبيه بالفلسفة وعلم الكلام''• انتهى• والألباني غير متهم ـ عند المتمسلفة ـ وها هو يعترف أن ابن تيمية جاء بما تحار فيه العقول ولا تقبله أكثر القلوب!! ولكنه لا يستطيع وصف ابن تيمية بالبدعة لأن القوم لا يحكمون بالبدعة إلا على مخالفيهم، أما موافقيهم فيوصفون بالغلو في الإثبات أو بأن أقوالهم غير مقبولة أو أنها مجرد هنات أو غفلة، ولكن لا يوصفون أبدا بالمبتدعة!!

وها نحن نذكر محبا آخر لابن تيمية يعترف بثبوت هذه العقيدة الباطلة عن ابن تيمية، وهو الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز التيمي ـ ص 69: ''يقول ـ جمهور المتكلمين من أشاعرة وماتريدية، ومعتزلة وفلاسفة اتفقوا على منع قيام الحوادث بذاته تعالى، وجوز قيامها بذاته الكرامية، وفرقوا بين الحادث والمحدث، فالأول عندهم ما يقوم بذاته من الأمور المتعلقة بمشيئته واختياره، وأما الثاني فهو ما يخلقه سبحانه منفصلا عنه• وقد تبعهم شيخ الإسلام ابن تيمية في تجويز قيام الحوادث بالذات والمؤلف هنا ـ يقصد شارح الطحاوية ـ يختصر كلامه المبسوط في منهاج السنة، وقد غلا رحمه الله تعالى في مناصرة هذا المذهب والدفاع عنه ضد مخاليفه من المتكلمين والفلاسفة، وادّعى أنه مذهب السلف، مستدلا بقول الإمام أحمد وغيره: لم يزل متكلما إذا شاء• بأنه إذا كان كلامه ـ وهو صفة قائمة بذاته ـ متعلقا بمشيئته واختياره، دل ذلك على جواز قيام الحوادث بذاته، لأن ما يتعلق بالمشيئة والاختيار لا يكون إلا حادثا• وقد انتهى به القول إلى أن كلام الله تعالى قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك من الصفات غير اللازمة للذات• وبما أن القول بذلك يستلزم التسلسل، فقد جوزه في الماضي والمستقبل جميعا، وادّعى أن مثل هذا التسلسل ليس ممتنعا• وغير واحد من العلماء يعدون هذا الذي ذهب إليه شيخ الإسلام من جملة ما ندّبه عن الصواب، وينكرونه ويقولون: كيف يقول بقدم جنس الصفات والأفعال مع حدوث آحادها؟ وهل الجنس شيء غير الأفراد مجتمعين؟؟ وهل يتركب الكلي إلا من جزئياته؟! فإذا كان كل جزئي من جزئياته حادثا، فكيف يكون الكلي قديما؟!! هـ

الحافظ الذهبي يوضح من أين جاء ابن تيمية بهذه العقيدة

يوضح الحافظ الذهبي، وهو من تلامذته، من أين جاء ابن تيمية بهذه ''البدعة''، فيذكر الحافظ الذهبي تأثر ابن تيمية بالفلاسفة• قال الحافظ الذهبي في نصيحته التي توجه بها لابن تيمية: ''يا رجل، بالله عليك كف عنا، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك محمد، صلى الله عليه وسلم، المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: ''إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان''• وكثرة الكلام بغير دليل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب؟ والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش الكفريات الفلسفية لنرد عليها بعقولنا، يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم، وتمكن والله في البدن••• يا خيبة من اتبعك، فإنه معرض للزندقة والانحلال، لاسيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا•• فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربطو خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن'' انتهى•


وهذه البدعة التي أحدثها ابن تيمية وقلده أتباعه إلى اليوم ولازالوا ينافحون عنها ويكافحون، هي من البدع المحدثة في العقيدة، وابن تيمية يزعم أنه على عقيدة السلف!! ونحن لا نطلب إلا أن يثبت لنا أتباعه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال بقيام الحوادث بذات الله تعالى! أو يذكروا لنا آية واحدة تدل بظاهرها على قيام الحوادث بذات الله تعالى! أو صحابيا واحدا ذهب إلى قيام الحوادث بذات الله تعالى! أو تابعيا واحدا! أو إماما معتبرا من أئمة الاجتهاد كأبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي!!

فإذا كان القرآن والسنة والصحابة وتابيعهم وأئمة الاجتهاد لا يعرفون عقيدة اسمها ـ قيام الحوادث بذات الله تعالى ـ فكيف يجعلها ابن تيمية وأتباعه عقيدة للسلف، فمن هم السلف عنده!! ولماذا يبدع أنصاره والناس على أساس خلافات فقهية مشروعة كالدعاء بعد الصلاة أو الصلاة في المقبرة أو القنوت أو المولد النبوي أو السبحة أو الأخذ من اللحية، ثم يلوذون بصمت أهل القبور أمام بدع ابن تيمية في العقيدة!! وإذا خاضوا فيها خاضوا بلطف كبير، يبسطون من ضخامة هذه البدعة!! بل يضللون ويبدعون من حذر منها!!

فهل المبتدع هو فاعل البدعة أم منتقدها؟؟

---

* أنظر رسالة ـ ''النصيحة الذهبية'' ـ للحافظ الذهبي، وأصل المخطوطة محفوظ بدار الكتب المصرية برقم (18823 ب)•

ودار الكتب الظاهرية بدمشق برقم (1347)، وقد أكد الشيخ شعيب الأرنؤوط محقق كتاب ''سير أعلام النبلاء'' للذهبي في مقدمته ج 1 ص 38 ثبوت هذه النصيحة فقال: ''ومع أن الذهبي قد خالف رفيقه وشيخه في مسائل أصلية وفرعية وأرسل إليه نصيحته الذهبية التي يلومه وينتقد بعض آرائه وآراء أصحابه بها، إلا أنه لا ريب قد تأثر به تأثرا عظيما''• قلت: قد أثبتها الحافظ السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر في كتابه ـ الإعلان بالتوبيخ ـ ص 136 و137 فقال دفاعا عن الذهبي: ''ورأيت له رسالة كتبها لابن تيمية هي في دفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة'' اهـ•

وقد أكد نسبة النصيحة للذهبي الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه ـ شيخ الإسلام ابن تيمية سيرته وأخباره عند المؤرخين ـ فقال: ''شك بعضهم في نسبة هذه النصيحة للذهبي، ولم ينكرها أحد من العلماء الذي نقلوها كتقي الدين بن قاضي شهبة وغيره••'' اهـ

كما أثبتها الدكتور المحقق بشار عواد معروف في كتابه ـ الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام ـ ص ,61 ص ,102 ص ,146 وفي مقدمته ـ لسير أعلام النبلاء ـ 1 / 38 فمحاولة المتمسلفة إنكار النصحية حفاظا على مكانه ابن تيمية في قلوبهم، ما هي إلا محافظة على أصنام أقاموها في قلوبهم• ندعو الله تعالى أن يهديهم لخالص التوحيد•


الشيخ شمس الدين
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 37
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: الشيخ شمس الدين: في الرد على من قال بٍقيام الحوادث بذات الله تعالى
16-01-2009, 12:07 AM
أولاً: إن كلمة قيام الحوادث كلمة مجملة وطريقة أهْل السُّنّةِ وَالْجَمَاعَةِ في أمور العقيدة في الدين: أنه إذا جَاءَ أحد بلفظ مجمل نقول له فصِّل ما تقول: فإن أتى بمعنى حسن قبلنا منه ذلك المعنى-وهذا هو المعنى الذي قال به ابن تيمية- وقلنا: المعنى هذا صحيح ومقبول، ولكنَّ يجب أن تستخدم اللفظ الشرعي الصحيح فلا تقل: قيام الحوادث بالله تعالى، وقل كما قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] هذا الذي نقوله: ما قاله الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن قَالَ: أعني بقيام الحوادث أنه يغضب ويرضى ويضحك وينزل فنقول: هذا المعنى غير صحيح وغير مقبول عندنا، وجاء في الطحاوية: من أنكر قبلكم قيام الحوادث بهذا المعنى الصحيح الذي لا مشابهة ولا تمثيل فيه؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي وصف نفسه بأنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] وهو الذي أخبرنا عن نفسه أنه كلم الملائكة وكلَّم موسى ويكلم من يشاء من عباده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فليس فيه تشبيه.فنقول: من الذي أنكر قبلكم هذا المعنى والنصوص وكلام الأئمة تدل عليه؟ هذه بدعة محدثة أول من أحدثها هم أهل الكلام ؛ وإلا فغيركم من الأئمة ممن تقدمكم من أهل الفضل والتقى الذين يقتدى بهم كانوا عَلَى ما في القُرْآن والسنة وقرؤا الآيات والأحاديث في ذلك ولم ينكروا منها شيئاً أو يردوا أو يؤولوا أي شيء، فأنتم ابتدعتم في دين الله ما لم يأذن به الله، فنرد هذه الكلمة وهذا المعنى، فلا تقولوا: قيام حوادث ولا هذه أعراض والأعراض لا تلحق به ولا تقولوا: حيز ولا جوهر ولا عرض ولا كمية ولا غيرها من المصطلحات الكلامية، فهذا الكلام هذا كله مما أخذتموه عن الفلاسفة ومما لا تفهم عقولكم غيره، أما نَحْنُ فنؤمن بالله كما أخبر الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ونعلم أن العقول عاجزة عن إدراك حقيقة صفات الله -عَزَّ وَجَلَّ- كما أنها لا تدرك ذاته تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

ثانيا:أما كلام الذهبي الذي ذكرته فمكذوب والرسالة المسماة بالنصيحة الذهبية لا تصح عن الإمام الذهبي رحمه الله .

أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها المؤلف محمد عبدالله - أبو الفضل القونوي
نبذة عن الكتاب:
رابط القراءة << اضغط هنا >>
رابط التحميل << اضغط هنا >>
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد الله ياسين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2007
  • المشاركات : 918
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • عبد الله ياسين is on a distinguished road
عبد الله ياسين
عضو متميز
رد: الشيخ شمس الدين: في الرد على من قال بٍقيام الحوادث بذات الله تعالى
16-01-2009, 05:14 PM
" البليدي جمال " تعقيبك لا يمتُّ للموضوع بأيّ صلة فعليك أن تعرف معنى قولهم " قيام الحوادث بذات الله " - تعالى الله عن ذالك - حتى تعرف على ماذا تتعقّب و عن أيّ شيءٍ ترد !!! ؛ و لا أدلّ على صدق ما نقول ؛ افتراؤك الباطل على الإمام الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية حيثُ نسبت إليه قولك :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البليدي جمال مشاهدة المشاركة
وجاء في الطحاوية : من أنكر قبلكم قيام الحوادث بهذا المعنى الصحيح ...
و هذه العقائد الباطلة لا وجود لها في متن العقيدة الطحاوية !!!

بل هو من التركيبات الكلامية للمدعو " سفر بن عبد الرحمن الحوالي " في شرحه لـ : " متن العقيدة الطحاوية " !!! و لعلمك كلام الحوالي ضعيف و هو مبنيّ على شرح ابن أبي العزّ للعقيدة الطحاوية ؛ و الذي ردّ عليه أئمّة الإسلام و بيّنوا شذوذاته في مثل هذه المسائل و قد ردّ عليه العلاّمة المُحدّث الفقيه عليّ بن سلطان محمّد القاريّ عند شرحه للفقه الأكبر المنسوب لسيّدنا أبي حنيفة النّعمان ؛ و المسمى " مِنَح الرّوض الأزهر في شرح الفقة الأكبر " ؛ فليُراجعه من يُريد الحق.

أمّا عن التشكيك في نسبة الرسالة الذهبية للحافظ الذّهبي فلا عبرة به في ميزان البحث العلمي ؛ فالرّسالة أثبت الحافظ السخاوي نسبتها للذهبي في كتابه " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ " و ...

قال الشيخ غيث بن عبد الله الغالبي في " التعليقات الجليّة على النصائح الذهبيّة " :
شكك بعض طلبة العلم في صحة نسبة النصيحة الذهبية للإمام الذهبي وأجلب بكل ما استطاع للتشكيك في ذلك ،وماهو إلا دفع للحق بالصدر ،فإن هذه الرسالة في غاية الثبوت ،ولكن العواطف تغلب على بعض الناس فلا يضع الأمور في نصابها الصحيح ،وإليكم اعتراضاته والرد عليه بميزان العلم والعدل بعيداً عن العواطف والتعصبات .

فأقول ـ والله حسبي ونعم الوكيل ـ بداية فهذه الرسالة اشتهرت باسم " النصيحة الذهبية لابن تيمية " ألفها الحافظ أبي عبدالله الذهبي (ت 748) رحمه الله تعالى ، وطبعت قبل سبعين سنة تقريباً.وحاول بعض المتعصبين للإمام تقي الدين بن تيمية رحمه الله الطعن فيها بكل ما يستطيعون ولم أجد مبرراً لذلك إلا الغلو الذي لا ينفع صاحبه ،بل إن منهم من زاد الأمر سوءً فنسب الرسالة إلى غير صاحبها بتخرصات عجيبة غريبة لو طاوعه أهل العصر لكان باباً من الشر عظيم ولنسب إلى الناس مالم يقولوه ،ونزع من أناس ما سطروه ،فأي ظلم فوق هذا .

وبالمقابل فإن من المتعصبين ضد ابن تيمية من مشايخ العصر من جعلها ورقة لسقوطه النهائي .

وكلا المنهجين فيها شطط وغلط وبعد عن الحق، فالرسالة ثابتة بلا ريب ،ولا تقدح في إمامة الشيخ تقي الدين بن تيمية وخصوصاً عند الحنابلة ،بل وغيرهم من علماء الأمة ،ولكن فيها إثبات أن الإمام رحمه الله تعالى أكثر من التشنيع على مخالفيه بحق ،وبغير حق ،ووقع في أخطاء عقدية وفرعية قال الإمام الذهبي وهو يمدح شيخه ابن تيمية رحمهما الله تعالى كما في ذيل تاريخ الإسلام ما نصه ((مع أني مخالف له في مسائل أصلية و فرعية ، و قد أبديت آنفاً أن خطأه فيها مغفور ..))أ ـ هـ [
ذيل تاريخ الإسلام ص329 و قوله مسائل أصلية أي عقدية ، و فرعية أي عملية ] فكانت هذه الرسالة في طبعها إقاد للفكر المعتدل ليثبت على الجادة ولا يدعي المعصومية لأحد من المشايخ لا بلسان المقال ،ولا بلسان الحال .

وهذه الرسالة مخطوطة وطبعت من زمن بعيد،فقد ذكر الدكتور بشار عواد معروف البغدادي : أن النسخة التي هي بخط الحافظ ابن قاضي شهبة (ت851 هـ) مخطوطة في دار الكتب المصرية ورقمها (18823 ب) وقال إن منها نسخة بدار الكتب الظاهرية، ورقمها (1347). وقد ذكر ابن قاضي شهبة في صدر الرسالة: أنه نقلها من خط البرهان بن جماعة، المنقول من خط الحافظ أبي سعيد صلاح الدين بن العلائي، المكتوب من خط مرسلها الشيخ شمس الدين الذهبي، وهذا سند عظيم حافل بالعلماء الأثبات الثقات .فأثبتها عدد من أهل العلم ولم يُعرِّجوا على أقوال المشككين بها لضعف التشكيك وركاكته .

وقد ذكر الحافظ السخاوى تلك الرسالة فى كتابه الإعلان بالتوبيخ (ص 77) و قال عنها :
" وقد رأيت له- أي للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " أهـ

ولا يمكن أن يقصد بها رسالة زغل العلم لأن رسالة زغل العلم غير موجهة لابن تيمية بخلاف النصيحة الذهبية فهي صريحة في المناصحة لشيخه رحمهما الله تعالى .

وممن أثبتها الدكتور المحقق :صلاح الدين المنجد الذي ألحق «النصيحة» بكتابه: (شيخ الإسلام ابن تيمية سيرته وأخباره عند المؤرخين) ثم قال معلقاً عليها: «شك بعضهم في نسبة هذه النصيحة للذهبي، ولا شك عندنا أنها له، فقد نقلت مخطوطاتها من خط الذهبي، ولم ينكرها أحد من العلماء الذين نقلوها كتقي الدين بن قاضي شهبة وغيره. ثم إن هذا هو أسلوب الذهبي عندما يُهاجم، ويبدو أنه كتبها في آخر عمره. ولم يثن أحد على الشيخ كثناء الذهبي عليه، لكنه انتقده بعد ذلك في بعض الأمور حباً له، وإشفاقاً عليه» .أنتهى كلامه .

ومنهم : الدكتور المحقق بشار عواد معروف ،الذي قال في كتابه: (الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام) وهو يتحدث عن انفراد السخاوي بذكر بعض آثار الذهبي: [... وهو الوحيد الذي أشار إلى رسالة الذهبي إلى ابن تيمية، مما وثق نسبتها إليه لا سيما وقد شك فيها غير واحد].أ ـ هـ ثم أوردها في عداد آثاره، وقال: «وذهب بعضهم إلى القول بأنها مزورة، ولا عبرة بذلك» وكرر ذلك في مقدمته على (سير أعلام النبلاء) قائلاً: «.. وأرسل إليه نصيحته الذهبية التي يلومه وينتقد بعض آرائه وآراء أصحابه بها..». وكذلك قطع بنسبتها عدد من العلماء الذين تجردوا عن اتباع الهوى . انتهى
...

ثمّ عقد فصلاً في " دعاوى المشككين و تفنيدها " ؛ فليُراجعه من يريدُ طلب الحق و طرح التعصّب.

نسأل الله أن يُجنّبنا الكلام بغير علم و التعصّب لغير الحق


 
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
موسوعه الثقافه الاسلاميه المكونه من 1000 سؤال ديني2
الساعة الآن 09:53 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى