تسجيل الدخول

نظرة على صورة من تاريخ الجزائر عشية الذكرى 47 لإستقلالها، لفت انتباهي اهم حدث سياسي عرفته المنطقة المغاربية في مستهل القرن السادس عشر.ذلكم هو يوم اعادة احتلال مدينهة وهران من طرف الاسبان الذي يوافق29 يونيو.
لقد أعتبر المؤرخون أن سيطرة الإسبان على "مرسى الكبير" فى عام 1505م أهم حادث سياسى عسكرى عرفته هذه المنطقة من البحر المتوسط. إذ يعتبراستيلاء الأسبان على مرسى الكبير ردة فعل أولى على الثورة التى قام بها مسلمو أسبانيا أو الموريسكيون عام 1501م، فقد لمس الأسبان الخطر الذى يتهددهم من طرف الإسلام المغاربى المتجدد فى تحريك تلك الثورة، التي ما إن تمكن الأسبان من إخمادها حتى شرع "كسيماناس" فى إعداد حملة عسكرية ضخمة ضد مرسى الكبير.
إن بروز المد الثوري الإسلامى أدى إلى تهييج العواطف الكاثوليكية وتعبئة الطاقات الإسبانية ضد موانئ المغرب العربى. وتوالت محاولات الاحتلال، فكان احتلال" مليلة- وهران- بجاية - الجزيرة، الصخرة المواجهة لمدن الجزائر. وقد كانت الملكة إيزابيللا ، تسعى سعيا حثيثا للاستحواذ على مملكة تلمسان. كما فكر- أراجون- فى توطين عدد ضخم من المسيحيين فى بعض مدن الساحل الشمالى من افريقياـ ،فراسل فى الموضوع -بدرو نافارو- الذى كان يتبنى فكرة التوطين، في مايو 1510م جاء فيها: "أعتقد أننا إذا أردنا البقاء فى أفريقيا، فلا بد أن نسعى لتطبيق الفكرة التى كاتبتمونى بها عدة مرات، لأن نحتل وهران وبجاية وطرابلس، وأن نُوطِّن بها الكاثوليك بصورة كلية". كما كتب فى شهر أكتوبر من نفس السنة إلى انطونيو دو روفيدا يقول عن بجاية: "يجب أن تتخذوا الإجراءات اللازمة بأن تملأوا المدينة فور احتلالها بأتباعنا من الموريسكيين."
غير أن محاولة احتلال مدينة الجزائر التى قادها دييجو دو فيرا عام 1516 م فشلت، كما فشلت حملة سنة 1519،م وإن كانت قد نجحت فى احتلال جربة عام 1520. وفى عام 1529 م وجه خير الدين ضربة موجعة للأسبان عندما طردهم من القلعة التى أقاموها على الصخرة المواجهة للمدينة، رغم تحصيناتها.
كما فشل مارتان دو أوجولو عام 1535م فى حملته ضد تلمسان، فى الوقت الذى تمكن "شارلتان" من الاستيلاء على ميناء "حلق الواد" بعاصمة تونس. إلا أن هذا الأخير منى بهزيمة ماحقة أمام مدينة الجزائر بعد ذلك بست سنوات. توالت الهزائم الكاثوليكية بعد ذلك، إذ طرد فرسان مالطا من طرابلس عام 1554، وخرج الكاثوليك من المهدية عام 1558، كما انتهت الحملة ضد مستغانم بكارثة كبرى بالنسبة للكاثوليك الأسبان. عبقرية خير الدين
على أن ما يفسر المكانة التى احتلتها مدينة الجزائر منذ أن استقر بها الأخوان، عروج وخير الدين، هى "الجيوتاريخ" أى الالتحام بين الموقع والمنحنى التاريخى المتمثل فى العبقرية التى كان يتمتع بها خير الدين فى المجال الحربى والغزوات البحرية، أى ما يمكن تسميته بالتقاء "عبقرية المكان" مع "عبقرية الزمان" حسب المصطلح المفضل عند أحد عمالقة الفكر الجغرافى والتاريخى وهو المرحوم - جمال حمدان - صاحب كتاب "شخصية مصر". فقد تبين أن ميناء الجزائر يمثل موقعًا حربيا فذا يستطيع التحكم فى جميع المسالك البحرية التى تقطع الحوض الغربى للمتوسط
ولا شك أن الخبرة التى يتمتع بها أولئك عسكريا ودراستهم بالمواقع الأوروبية ومعرفتهم بتضاريسها، بالإضافة إلى الدعم المالى والبشرى الذى توجهه القسطنطينية إلى دايات الجزائر، قد جعل أسطولها يسيطر كلية على الحوض الغربى للبحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى إحباط مختلف المحاولات التى كانت تبذلها الدول الأوروبية المواجهة للتخلص من "قراصنة الشواطئ البربرية" كما كانوا يسمونهم، هذا يسجل المؤرخ الفرنسى، بروديل، الذى تخصص فى تاريخ حوض المتوسط وجغرافيته أن "الجنود والبحارة الأسبان اصطدموا بأعداء متدربين مهرة، شديدى المراس خبراء فى استعمال الأسلحة". هو فى نفس الوقت يقدم عاملاً آخر لتفسير السمعة الكبيرة التى اكتساها "رياس" البحر الجزائريون، عندما يقول إن الأسبان قد ساهموا فى ذلك بسياسة الإهمال التى انتهجوها ولأنهم لم يخططوا للمستقبل، واستصغروا شأن الجزائريين، "أليس قد خسروا الموقع ـ الصخرة المواجهة لميناء الجزائر لأنهم لم يزودوه فى الإبان بالتموين والسلاح؟ إن الهزائم التى منى بها الأسبان أمام الجزائر فى 1516 و1519، و1541، والتى اضفت على أسيادها هالة خاصة ترجع إلى ما عرف عن الطرف الأسبانى من إهمال وسوء تنظيم" وبقطع النظر عما قد يكون فى هذا التفسير الجزئى من "تبرير" للهزائم الأسبانية، فإن الذى لا شك فيه أن التحام عبقرية المكان وعبقرية الزمان قد ساعد على بناء تلك المكانة التى اشتهرت بها الجزائر. وتوالت انتصارت الجيش الجزائري بقيادة عثمانية الى ان تم تخليص كامل للساحل الغربي وعاصمته وهران من الغزاة الاسبان عام 1708م.وفي مثل هذا اليوم ،29 يونيو1732م الموافق: 6 من المحرم عام 1145هـ ، مرة أخرى ،الأسبان يستعيدون السيطرة على ميناء ومدينة "وهران" الجزائرية من العثمانيين، الذين كانوا قد فتحوها قبل 24 عاما، وخلصوها من الاحتلال الأسباني.قراءتنا لهذه الصورة التاريخية تعود بنا الى.
1236 واقعة سقوط قرطبة،حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس وإحدى كبريات قواعدها في ذات اليوم على يد فرناندو الثالث ملك قشتالة، بعد أن تخلّى عنها محمد بن يوسف بن هود، الذي كان في إمكانه نجدتها لكنه لم يفعلظ؟؟؟
تساؤل عن خذلان بعض قادة الأمة لأمتهم بقي مطروحا وما يزال يطرح،مع توحد الغرب واتفحال تحاملهم على الاسلام والمسلمين ، واستمراهم في اقتفاء آثار اجداهم