فقدان الإهتمام بالدراسة
03-03-2009, 01:25 AM
في الحقيقة كتبت هذه المشاركة أولا كرد على موضوع الأخت إيمان قسنطينة حول العنف المدرسي،والتي اشكرها على نوعية الطرح، إلا أني رأيت أن فيها خروجا عن صلب الموضوع. ومع ذلك وبما أن الموضوعين بينهما تقاطع، فسأنطلق من ظاهرة العنف المدرسي للولوج إلى ظاهرة فقدان الإهتمام بالدراسة.
فأحد أسباب العنف المدرسي هو الإستهزاء والتقليل من قيمة الدراسة وجدواها. فالكثير من التلاميذ تربوا على فكرة "اللي قرا قرا بكري" و"اللي قراو واش دارو فيها"، وأنا أعرف الكثير من التلاميذ الذين اتجهوا نحو العنف لهذا السبب، فهم إما يعبرون بذلك عن تذمرهم مما يرون أنه تضييع وقت، أو يتعمدون إستخدام العنف كذريعة لإيقاف مسارهم الدراسي من أجل "بدأ حياتهم المهنية" ! والتي تعني طبعا "طابلة دخان" أو التجارة أو الإلتحاق بصفوف الجيش بالنسبة لتلاميذ الثانوية. للأولياء دور كبير في زرع حب الدراسة في نفوس أبناءهم، لكن للأسف هناك الكثير من الأولياء الذين يفعلون عكس ذلك تماما عبر زرع مفاهيم كارثية فيهم كمفهوم "القفازة" و "الشطارة"والتي يعرف الجميع ماذا يقصد بها في مجتمعنا.
بالإضافة إلى دور الأولياء السلبي أحيانا، هناك دور المجتمع والطبقة المتعلمة على وجه الخصوص. فالملاحظ أن ظاهرة الإستهزاء بالدراسة أكثر إنتشارا في الأحياء الشعبية والقرى والمدن الصغيرة، وهذا لغياب النماذج الناجحة عن محيط التلاميذ. فأغلب المتفوقين دراسيا يرحلون عن أماكن سكناهم بحثا عن فرص عمل أفضل، وهذا أمر طبيعي، لكن غياب أي شكل من أشكال التواصل بين التلاميذ وبين هذه الطبقة من المجتمع، عدم التواصل الحاصل حتى في المدن الكبيرة، يجعل التلاميذ يفتقدون إلى "مثل أعلى" يسعون إلى تقليده. فعلى الطبقة المتعلمة، خاصة فئة المتفوقين دراسيا، ألا تفقد الصلة بينها وبين المجتمع. فجلسة واحدة مع التلاميذ أو محاضرة بسيطة من طرف أستاذ كبير أو طبيب أو أديب أو عالم دين تكون كفيلة لزرع حب الدراسة و إرادة النجاح في قلب التلميذ. فعلى المؤسسات التربوية والجمعيات الإهتمام أكثر بمثل هذه النشاطات،وعلى النخبة المثقفة أن تعي مدى أهمية التواصل مع الأجيال الصاعدة وأن تكون أكثر فاعلية في المجتمع.
وهنا أعطي مثالا لتتضح الفكرة أكثر . ففي إحدى المدن اليابانية هناك تظاهرة سنوية تسمى ب: "الدكتور(ه) الصغير(ه)"، تشارك فيه كل الجامعات ومراكز البحث في المدينة، وتتمثل التظاهرة في إعداد برامج مختلفة يقوم فيها التلاميذ بزيارة مخابر بحث والقيام بتجارب بسيطة،وبعد القيام بعدد معين من التجارب يمنح التلميذ شهادة "الدكتور(ه) الصغير(ه)". ولكم أن تتخيلوا بروفيسور يبقى أمام تلاميذ في الإبتدائية والمتوسطة ويشرح لهم ما يقوم به في المختبر. لكن على المدى البعيد، هذا النوع من التظاهرات يخلق الشغف العلمي في نفوس التلاميذ.
عبد الله.
فأحد أسباب العنف المدرسي هو الإستهزاء والتقليل من قيمة الدراسة وجدواها. فالكثير من التلاميذ تربوا على فكرة "اللي قرا قرا بكري" و"اللي قراو واش دارو فيها"، وأنا أعرف الكثير من التلاميذ الذين اتجهوا نحو العنف لهذا السبب، فهم إما يعبرون بذلك عن تذمرهم مما يرون أنه تضييع وقت، أو يتعمدون إستخدام العنف كذريعة لإيقاف مسارهم الدراسي من أجل "بدأ حياتهم المهنية" ! والتي تعني طبعا "طابلة دخان" أو التجارة أو الإلتحاق بصفوف الجيش بالنسبة لتلاميذ الثانوية. للأولياء دور كبير في زرع حب الدراسة في نفوس أبناءهم، لكن للأسف هناك الكثير من الأولياء الذين يفعلون عكس ذلك تماما عبر زرع مفاهيم كارثية فيهم كمفهوم "القفازة" و "الشطارة"والتي يعرف الجميع ماذا يقصد بها في مجتمعنا.
بالإضافة إلى دور الأولياء السلبي أحيانا، هناك دور المجتمع والطبقة المتعلمة على وجه الخصوص. فالملاحظ أن ظاهرة الإستهزاء بالدراسة أكثر إنتشارا في الأحياء الشعبية والقرى والمدن الصغيرة، وهذا لغياب النماذج الناجحة عن محيط التلاميذ. فأغلب المتفوقين دراسيا يرحلون عن أماكن سكناهم بحثا عن فرص عمل أفضل، وهذا أمر طبيعي، لكن غياب أي شكل من أشكال التواصل بين التلاميذ وبين هذه الطبقة من المجتمع، عدم التواصل الحاصل حتى في المدن الكبيرة، يجعل التلاميذ يفتقدون إلى "مثل أعلى" يسعون إلى تقليده. فعلى الطبقة المتعلمة، خاصة فئة المتفوقين دراسيا، ألا تفقد الصلة بينها وبين المجتمع. فجلسة واحدة مع التلاميذ أو محاضرة بسيطة من طرف أستاذ كبير أو طبيب أو أديب أو عالم دين تكون كفيلة لزرع حب الدراسة و إرادة النجاح في قلب التلميذ. فعلى المؤسسات التربوية والجمعيات الإهتمام أكثر بمثل هذه النشاطات،وعلى النخبة المثقفة أن تعي مدى أهمية التواصل مع الأجيال الصاعدة وأن تكون أكثر فاعلية في المجتمع.
وهنا أعطي مثالا لتتضح الفكرة أكثر . ففي إحدى المدن اليابانية هناك تظاهرة سنوية تسمى ب: "الدكتور(ه) الصغير(ه)"، تشارك فيه كل الجامعات ومراكز البحث في المدينة، وتتمثل التظاهرة في إعداد برامج مختلفة يقوم فيها التلاميذ بزيارة مخابر بحث والقيام بتجارب بسيطة،وبعد القيام بعدد معين من التجارب يمنح التلميذ شهادة "الدكتور(ه) الصغير(ه)". ولكم أن تتخيلوا بروفيسور يبقى أمام تلاميذ في الإبتدائية والمتوسطة ويشرح لهم ما يقوم به في المختبر. لكن على المدى البعيد، هذا النوع من التظاهرات يخلق الشغف العلمي في نفوس التلاميذ.
عبد الله.
من مواضيعي
0 Notre langue est belle, utilisez la""
0 لم نرضى الدنية؟
0 جان جاك روسو: الدين والوطنية
0 حملة ضد مسابقات رمضان الميسرية
0 التقسيم الجغرافي للجامعات : تكريس للجهوية
0 مجموعة الجزائر في كأس افريقا
0 لم نرضى الدنية؟
0 جان جاك روسو: الدين والوطنية
0 حملة ضد مسابقات رمضان الميسرية
0 التقسيم الجغرافي للجامعات : تكريس للجهوية
0 مجموعة الجزائر في كأس افريقا
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله أحمد ; 03-03-2009 الساعة 01:39 AM










