التقسيم الجغرافي للجامعات : تكريس للجهوية
22-07-2010, 12:26 PM
هناك نوعان من الجهوية في الجزائر، جهوية خفية، وأخرى معلنة ومقننة. مثال على ذلك التقسيم الجغرافي للجامعات.

بين فينة أخرى تقرر وزارة التعليم العالي إنشاء جامعة، أو مايسمى رسميا بمركز جامعي، في إحدى الولايات الداخلية بهدف زيادة عد المقاعد البيداغوجية و التخفيف من الضغط على المنشآت الجامعية الموجودة حاليا. شيء جميل، لكن ماذا تعني الوزارة بمركز جامعي وماذا تعني بمقعد بيداغوجي؟ المركز الجامعي في غالب الأحيان ما هو إلا بناية قديمة كانت تستعمل لغرض ما، ترقع وتحور لتصبح جامعة في بضع شهور . أما المقعد البيداغوجي فهو يساوي حرفيا المقعد الخشبي الذي يجلس عليه الطالب ، ومعنى ذلك أنه إذا احتجنا إلى 1000 مقعد بيداغوجي فما علينا إلا طلب 1000 مقعد خشبي من أحد النجارين وفرات.
المشكل الكبير ليس هنا، ولكن الطامة الكبرى أن يجبر طلبة تلك الولاية على مزاولة دراستهم في هذا المركز الجامعي العجيب الذي ظهر بين ليلة وضحاها. بينما تصبح الجامعات العريقة ملكية خاصة لولاد الحومة المجاورة لها. جامعات مثل جامعة باب الزوار، جامعة الجزائر، جامعة قسنطينة، وهران إلخ، هي عبارة عن ثروة جماعية لكامل سكان الوطن والأموال التي صرفت من أجلها والثروة البشرية التي تدرس في تلك الجامعات قدمت من كل أنحاء الجزائر ، ولكل الجزائريين الحق في الإستفادة منها.

ظلم، أن يحكم عليك أن تتلقى تكوينا رديئا فقط لأنك تسكن في الولاية الفلانية... مهما تكن المبررات المالية التي تقدمها الوزارة فلن تكون كافية لتبرير مثل هذا الظلم.

والطريف في الأمر أنه كلما "تحسن مستوى البكالوريا"، أي زاد عدد الطلبة الناجحين كلما كان لزاما زيادة مراكز جامعية أخرى، وبهذا تغرق الجامعات الجزائرية في المحلية، والنتيجة الحتمية لذلك تدني المستوى.

عبد الله أحمد.