الشيخ أبو عبد السلام: هل في السنة بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
27-04-2009, 02:56 AM
الهدف من هذا الموضوع ليس مناقشة مسألة البدعة، والتي كانت موضوع نقاشات عدة من قبل في المنتدى، ولكن إعطاء مثال يساهم في إيضاح صورة المرجعية الدينية في الجزائر ومواقفها من بعض المسائل العقدية الحساسة.

عبد الله.

يعدها الشيخ أبو عبد السلام.
هل في السنة بدعة حسنة وبدعة سيئة.
لقد جاءت الآيات والأحاديث في ذم البدع بمفهومها الشرعي، وهي: ما أحدث وليس له أصل في الشرع، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ''من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد'' متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: ''فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة'' رواه مسلم. وقال الإمام مالك رحمه الله في معنى البدعة الشرعية: من ابتدع في الإسلام بدعة براها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله عز وجل يقول: ''اليوم أكملت لكم دينكم''. وقد جاءت أحاديث في مدح البدعة بمفهومها اللغوي: وهي ماجاء الشرع به ولكنه نسي فحث النبي صلى الله عليه على تذكير الناس به، فقال صلى الله عليه وسلم: ''من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا'' رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ''من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء''، رواه مسلم.
وقد جاء على هذا المعنى قول عمر رضي الله عنه: ''نعمت البدعة هذه''، يريد بها صلاة التراويح فإنها كانت مشروعة، وقد حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصلاها ثلاث ليال ثم تركها خوفا من أن تفرض فصلاها عمر رضي الله عنه وجمع الناس عليها. أما أن يبتدع العبد أمرا متعلقا بأي نوع من أنواع العبادة فمحرم، وهو ابتداع عملي داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ''من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد'' وفي رواية ''من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد'' أي: مردود على صاحبه. وقد ضبط العلماء تعريف البدعة حتى لا تكون هذه المسألة بابا من أبواب الفتنة وبث النزاع والشقاق، فليحذر المؤمن من اتهام إخوانه المؤمنين بالابتداع والضلال لمجرد مخالفتهم له فيما ذهب إليه، بل لابد أن يكون المستند في جميع الأحوال كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ''عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ولو أن القرافي رحمه الله قال بوجود البدعة المستحسنة في غير العبادات وإنما في فضائل الأعمال والأخلاق، وقد رد عليه الإمام الشاطبي وعاتبه على ذلك. والحاصل أن أمور الدنيا لا تعرف الرقي والتطور إلا بالإبداع والاختراع، وأمور الدين والعبادات توقيفية ليس لأحد البدعة فيها.


المصدر : الخبر
2009-04-27

الرابط