تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى المرأة المسلمة

> "لا .. ثم .. لا" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 37
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
"لا .. ثم .. لا" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى
05-05-2009, 06:54 PM
..
بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول :
..
قال الله تعالى :
"... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ..."
سورة "النساء" الآية (34)
..
وقال رسوله – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم :
" ... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين ..."
متفق عليه .
..
وأثر عن كثير من السلف الصالح قوله :
" لو استؤمنت على بيت مال للمسلمين لكنت عليه أمينا، ولا آمن نفسي على أمة شوهاء"
ذكر بلفظه ومعناه عن كثير من الأئمة الأمناء : كسعيد وعطاء والثوري وميمون وغيرهم أئمة صدق وبر .
..
قلت :
فإذا كان ذا حال الرجال، فكيف بالنساء وهن الضعيفات ؟!
والعاصم الله، هو حسبنا ونعم الوكيل .
..
أما بعد

....إن مما يحزن النفس ويؤلمها، ويشغل الذمة ويؤرقها،- وقد كانت في عافية : تلكم الشكاوى الحزينة ذات التوجع والآنين، المسفرة عن انتكاسة طيبات وطيبين، والتي تشكوا إلى الله تعالى ضعفها، ثم تستغيث العلماء الأتقياء في دفعها .

.... شكاوى الحاجات وأعظمها الحاجة إلى السكن والمودة .

.... فلكم يباغتني هاتفي بتداخل دموع ندم مع أحرف آسى، تتدفق من أعماق طهر تلوث، وعفاف تعكر .

....تحكي مع غاية الأسف وبالغ الأسى مع تعثر كلماتها لكلمها، واختلاط أحرفها لاضطراب أنفاسها لمصابها . تحكي عن حالها إبان عافيتها، ثم تنحدر مائلة متمتمة عن بلائها ومآلها .

....تحكي عن صدر ضاق بنفس محبوس بين جدران انكسار، عن ذلة نَذرة مَزرة([1]) ذليلة، تكالبت وترادفت لتصير براكين من الشهوات والنزوات عسيرة : زلزلزت إيمان، وحطمت جنان، وحركت طمع شيطان، وسرّحت نفسا أمارة كانت بين أغلال وقضبان .

....تحكي كيف غاب الضجيع - حسيا أو معنويا : بسفر أو هجر - وغاب معه الرقيب، وارتفع عقد المراقبة، ليكشف عن ضعفِ، تلاعب به عاهر، فاستأسد ليستأثر بأسماع ظعينة – بقصد أو بغير قصد - ثم ما فتيأ أن غاص إلى قلبها ومنه إلى فرجها، وهي منساقة معه كأحطّ بهيمة وهي مهينة : يحدثها عن جمالها، ورحمته . عن حنانها، وشفقته . عن حقها، وأهليته ... إلخ .

....تحكي في استعلاء عن مقاومتها عن إيبائها عن استبسالها في أول أمرها ، ثم .. وهنا يغلبها صراخ عفتها، ويلجمها شناعة فجرتها، لتنطلق آهات مع عبرات، وتنطق بلسان نفس لوامة، فتحدث عن عهر كان ، وفجر ثار وفار!

....تحدثني قاتمة قائلة : أنا أستحي من زوجي، أنا خاطئة في حقه، وهي والحالة هذه تستعلي بخصاله وتستعلن بحبه، وقد لوثت الغاوية فراشه، وهتكت الغادرة ستره، وأهدرت الوضيعة حرمته، وألصقت به وبنيه المسبّة، وخانته بالغيب فكيف بالشهادة؟! وقد قال اللهتعالى : { ... وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }سورة "البقرة" الآية(237) كما قال : "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ..." سورة "النساء" الآية (34)

.... خالفت قوله تعالى : "ولا تقربوا الزنا" فاختلفت وتخبطت واختلت . ولو أنها عقلت : لامتنعت، وركلت العهر ولطمت العاهر بقولها وحالها : لا .. ثم .. لا .....

....الأمر .. الذي يفزعها مني شدة تعجب وتكرار إنكار، مشفوع باسترجاع واستغفار، ودعوة ملحّة إلى التوبة وعدم الأوبة، مع ضرورة الستر على النفس من النفس فضلا عن أي نفس، وهجر المعصية والعاصي والمكان، وصيانة العين والسمع والجنان، لتسلم من وساوس إنس وأزّ جان، وتصفوا لعبادة الرحيم الرحمن .

....هذا .. ولعظم المصاب وقوة الفجيعة، وتعاليها العليل مع تعللٍ غليل؛ استُنفر النصح وهُيّج البيان؛ ليقف برزخا دون تكرار انحدار، مانعا من ولغان أو روغان، قاضيا بضرورة التطهر بالتوحيد، والتشرف بالعلم المجيد، كسبيل واق رشيد لكل رشيد { خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } سورة "ق" الآية(33)

....سقته اختصارا بغية الاستقراء والانتشار لتشمل الفجار كذا الأخيار، في صورة تعليل ومن ثم إعلاله ( تلبيس فتفليس ) دون إسهاب في التدليل لما تقدم من تعليل . فأقول راغبا راجيا :


------------ ( الحاشية ) ------------

([1]) المَزر : الشرب القليل، وقيل الشرب بمرّة . انظر "لسان العرب" (13/93) .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2008
  • الدولة : البليدة
  • العمر : 37
  • المشاركات : 7,183
  • معدل تقييم المستوى :

    25

  • جمال البليدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية جمال البليدي
جمال البليدي
شروقي
رد: "لا .. ثم .. لا" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى
05-05-2009, 06:55 PM
تلبيس فتفليس :


دعوى : الفقر العاطفي !

..
....أقول : إن الدعوة الشهوانية بل البهيمية التي تلوكها دون استحياء ألسن أسنة أعجمية عن حاجة المرأة إلى عواصف من العواطف، تلكم الدعوة الملحّة إلى إمطار الزوجة بكلمات العشق ونظم الأشعار وانتظام الهدايا مع الهيام مزاحمة للهوام، في حصر وقصر، هي في حقيقتها دعوات لئام أو نيام .

....والتي تولى كبرها عبدة الهوى، وسكبتها أوعية ملوّثة، طفحت على صفحات طهرنا وأرض جديتنا؛ لتؤذي جموع الحقوق، وتزكم أنوف العقول .

....وأقول : إن في الأوقات واجبات، وحياة البشر – كل البشر- لا تخلو من أخذ وهات :


..
ويوم لنا ويوم علينا *** ويوم نُساء ويوم نُسر .


....ولا زلنا في مجتمعاتنا الإسلامية السامية نقدّس الحياة الزوجية، طاعة لرب البرية، وظلت الملايين من سنين في سكينة راضين، معبرين عن عواطفهم بحسبهم وحسبها، فمنهم من يعبر بلسان المقال، وآخر بلسان الحال، مع مراحاة الحال، في رباط كريم ووشيجة أشهر من شامة، شكرنا عليها الشاهد، وحسدنا عليها الشانئ .

....وأفرزت هذه الدعوى اللهث وراء المثيرات - وأكثرهاسراب - فتلوثت وشائج، وذبلت روابط وتمزقت صلات .

....ومن عجب - لا أعجب منه - تعاسة أرباب تلكم الدعاوى وشقائهم وشقاء نسائهم؛ لجهلهم أن السعادة في الإيمان، والسلامة في الإسلام .

....فدعوى فقدان اهتمام أو إهمال عاطفة، دعوة جحودة عارية عن إقرار فشكر([1]) .

....يردها واقع النكاح : إذ لا يخلو اجتماع زوجين من جماع – بعد أو قرب- وفيه ما فيه من سكب الحنان، والمُنى مع المَني، بعد قوة الالتصاق وشدته، وتدفق العسيلة مع أعذب الكلمات([2]).
....
....والغرض من عال العرض : قطع الطريق على المُعربِدة أربابِ العربَدة المزينين الباطل، وأزواجهم – أشكالهم- المسوغين لأنفسهم الباطل، فنقول لهم جميعا : لا .. ثم .. لا .

....إن الصلة بين الزوجين صلة كريمة، ذات ميثاق وصف بأنه غليظ، ورابطة، نعتت بأنها آية، ثم جاءت الشريعة بتهذيبها وتنقيتها وتكميلها وتجميلها([3])، وهي حكم من علم وخلق "أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" سورة "الملك" الآية(14)
..
....دعت الزوجين إلى مراقبة الله تعالى في السر والعلن، حثت على حسن التبعل وجمال بل كمال العشرة، ومن ذا مما له تعلق ببانا الصبر– عن سوء خلق، لأخلاق – والرضا بالقضاء مع الاحتساب، أما أن يطلق العنان للجوارح والجنان في الزور والبهتان ، فلا .. ثم .. لا .


تلبيس فتفليس :
ابتليت بخنذع([4]) لا يغار عليّ، ويُعرضني للفتن .

..
....أيا أمة الله، أنت مأمورة وهو كذلك مأمور، فإن قصّر هو، فمأزور، فاحذري أنت، وعليك بعمل مبرور .

....رددي بنفسك على نفسك "{ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } سورتي "الأنعام" الآية(15) و"الزمر" الآية(13)

....كرري "إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" سورة "يونس" الآية(15)

....قولي بقوة لعترتك وعشيرتك وقومك :{ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } سورة "هود" الآية(63)

....وتدبري متأولة قوله تعالى : { وكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً" سورة"الإسراء" الآيتان(13- 14)

....أتحبين أن تأتي الحيي العلي وفي صحيفتك هذا العمل الردي ؟!!!

....الجواب بلا ارتياب : لا .. ثم .. لا .


تلبيس فتفليس :
التعلل بتقصيرها لتقصيره! وله تعلق بسابقه .

..
....والجواب : لا أسوة في الخطأ، والأمر تعلقه بحُرمة الشرع قبل حق النفس! والإمعات مذمومات، والواجب توطين النفس على فعل الخيرات، وتجنب المنكرات؛ اتباعا واحتسابا .

....ومن جميل القول والقول الجميل ما قاله الإمام العلم أبو محمد ابن حزم الأندلسي – رحمه الله تعالى – مما له تعلق بالمقام، إذ قال ناصحا : "لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق،من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته :

....إحداهما : اعتذار من أساء بأن فلانا أساء قبله .

....والثانية : استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس . أو أن يسيء في وجه ما؛ لأنه قد أساء في غيره ""الأخلاق والسير" ص(31)قلت : صدق وبر ونصح، لله دره .

....نذكر هذا ونذكر معه قول العربي الأول للموافقة : " ضرطت فلطمت وجه زوجها "

....هذا وفي باب الوفاء تحدثنا أخبار أيامنا عن امرأة بنجلادشية – وهؤلاء من فقرهم - مع صلاح فيهم كما خبرتهم - ضعاف البنية – كيف صرعت نمرا دفاعا عن بعلها ! .

....فلما لا تصرعين كلب هواك وذئب نزواتك وتزودين عن فراشك، لله تعالى ثم حفظا لجناب بعلك – سيدك – صيانة لشرفك، وسلامة لنسبك، وكرامة ولدك .

....بل تخبرنا عقائد غير المسلمين كيف أن المرأة إذ هلك زوجها حبست معه في قبره حتى قبرها . ونحن الذين في علياء الطهر وسمو العفاف يكون من بعضنا ذا !!! لا .. ثم .. لا .


تلبيس فتفليس :
دعوى : إنها مجرد شبق مشافهة، مجردة عن مواعدة ومواقعة .

..
....أقول : أن الحكم الشرعي الثابت المتقرر أنه لا يجوز التلذذ بسماع حديث الأجانب، وإن كان في مباح، فكيف بالحرام؟!!! هذا أولا .

....ثانياً : أن الرفث المذكور محرم ومجرم ووسيلة محرمة إلى المحرم ( الفحشة ) وقد تقرر أن "الوسائل لها أحكام المقاصد" ومستندها لا يحتاج إلى تدليل فضلاً عن تعليل؛ لكونها حقيقة لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح عليها عنزان، بل لا يصطدم بها الأعشى، ويكاد يبصرها الأعمى .

....ثالثاً : إذا كان نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- شبّه الذي يشيع ما بينه وبين زوجه، والتي تذيع ما بينها وبين زوجها : بالشيطان والشيطانة!([5]) فكيف بمشيع ومشيعة الفحش بين المؤمنين؟! فكيف بمتعاطيته ومعاقريه؟!!!

....هؤلاء وأضرابهم داخلون بل مخاطبون بقوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } سورة "النور" الآية (19)

ويدخلون ضمناً في وعيد "{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ... إلى قوله ... حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } سورة "المجادلة" الآية(8)

وعن علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه- قال : " القائلُ الفاحشةَ والتي يشيع بها، في الإثم سواء" "صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري" للعلامة الألباني ص(431-432)

....لذا .. نقولها صارخين لهؤلاء الفاسدين المفسدين : لا .. ثم .. لا .


تلبيس فتفليس :
دعوى : وجدت في العاهر ما ليس عند زوجي ؟

....أقول : حقيقة الرجل واحدة، كما أن حقيقة المرأة واحدة، والعسيلة عامة، والتفاضل بين المكلفين واقع ابتلاءا، والعطاء مقسوم، والرضى به محبوب، وكل له وعليه، والقناعة كالرضا لا يعدلهما شيء .

....فإن كان في العاهر ما ليس عند حلالك – وهو حظك وأنت حظه- فكذلك في غيرك ما ليس فيك . أتحبين من زوجك فُجر كفجرك ؟

....إن قالت : لا .. ثم .. لا ، وانقشعت، رشدت .

....وإن كانت الآخرى ، فسدت، ودخلت في وعيد "وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ" سورة "يونس" الآية (40) لأن "...اللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ" سورة "البقرة" الآية(205) كما "...لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" سورة "المائدة" الآية(64) ونبشر هؤلاء بـ "إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" سورة"يونس" الآية(81)

....وإنما أمره : "َأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" سورة "الأعراف" الآية(142) { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } سورة "القصص" الآية(77)

....وحقيقة الأمر: أنه تزيين الشيطان وأزّه، ليحزن الذين آمنوا، ويوقع بينهم العداوة والبغضاء

....وقضاء ربنا – سبحانه - وسنته : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } سورة "ص" الآية(28)

....ونذكّر الزوجين – وبالمناسبة لفظ الزوج لفظ يطلق على الجنسين، ومعناه : المتمم المكمّل، وفي هذا إيماءة إلى التكامل لا التنافر، إلى التناصح لا التفاضح- بالإحسان قدر الإمكان فإن بخل زوج بلمس أو لفظ، استحلبه منه الآخر، أو أمطره ديمه، و"الطبع سراق شعرت أو لم تشعر" قاله شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى .

....الحاصل : نذكر الزوجين بقول الأول : " لو قلت حسنا لسمعت حسنا" فإن خرستما – وهذا محال([6])- فالصبر مع الاحتساب، أما التقلب والتفلت فلا .. ثم .. لا .

....لقد كانت المفتونة قبل فتنتها تجود سخاءًا بحسن تبعل، وتتابع بين تلطف وتودد، تهدي الطيبات وتهب الابتسامات، فإذا بها ساخطة صاخبة، كئيبة كريهة، تخاصمها السنة ويحاججها القرآن . ينكرها الكفران، وينفر منها الجدران .

....وحدث عن عجب البعل والعيال فالعائلة كذا الجيران . والعلة داء ذاك العليل أو تلك العليلة . وأمام هذا البغي والعدوان، نقول : لا .. ثم .. لا .


-------- ( الحاشية ) ---------

([1]) في صحيح الإمام البخاري – حمه الله تعالى- تاب النكاح "باب حسن المعاشرة مع الأهل" إبان شرح حديث أم زرع، قال الحافظ – رحمه الله تعالى : " فيه : حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس، والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع .

....وفيه : المزح أحيانا وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله وإعلامه بمحبته لها ما لم يؤد ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك من تجنيها عليه وإعراضها عنه ...

....وفيه : ذكر المرأة إحسان زوجها

....وفيه : إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور...

....وفيه : حض النساء على الوفاء لبعولتهن، وقصر الطرف عليهم، والشكر لجميلهم..." انظر "الفتح" (9/185-186) ط . دار الريان للنراث .

([2]) جاء رجل إلى أحد سادات التابعين، ابن سيرين – رحمه الله تعالى- يسأله عن فحشه القول حال الجماع . فتبسم المسؤول مقراً قائلا : "أفحشته اللذة" إلى غير ذلك من أمثلة . وفي تقرير ذلك آيات وأحاديث وأخبار عن السلف الأطهار .


([3]) قال العلامة شمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى – في سياق حديثه عن هدي النبي - صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم - في الجماع : 'وأماالجماع فكان هديه فيه أكمل هدى، يحفظ به الصحة وتتم به اللذة وسرور النفس، ويحصلبه مقاصده التي وضع لأجلها، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصدهالأصلية:

....أحدها: حفظ النسل، ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر اللهبروزها إلى هذا العالم.

....الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانهبجملة البدن.

....الثالث: قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة.

وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة إذ لا تناسل ولا احتقان يستفرغه الإنزال' "زادالمعاد..."(4/228)

....وذكر شيخه – شيخ الإسلام العلم الإمام : أن الواجب على الزوج إشباع زوجته منه، في إعراب معرب ومعبر . وقيّد هذا بقدرته وحاجتها . نسأل الله تعالى أن يسبل علينا ستره في الدارين، ويسدل علينا إيمانا ذا يقين، وطهارة إلى يوم الدين، ويحشرنا في زمرة الطيبين المطيبين . أمين .
....
([4]) الخنذع : القليل الغيرة على أهله، وهو الديوث، مثل القُنذُع . "لسان العرب" (4/229)

([5]) في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله تعالى – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال : "هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله . قالوا : نعم . قال : ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا فعلت كذا . فسكتوا

....ثم أقبل على النساء فقال : هل منكن من تحدث؟ فسكتن .

....فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها فقالت : يا رسول الله إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن

....فقال : هل تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه ..." "صحيح الجامع.." بقم (7037)

....وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة – وفي رواية - إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامةالرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " رواه الإمام مسلم وانظر "المشكاة" برقم(3190)

([6]) فإن عجزا عن بيان للمقام، فلا أقلّ من أن يشطرا اللفظ المطابق للحال ( نكاح ) ويتشاطراه.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:53 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى