رمضان ,, فسحة للروح .." وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ورحمة "
10-06-2016, 08:27 AM
رمضان فسحة للرّوح وفضاء للإنسان ..
بقدوم شهر رمضان تحلّ نسائم عليلة من البركة والخير الكثير و تتعاظم النّعم الجليلة التي تحيط بنا هديّة من عند رب العالمين، إذ يصوم المسلمون خاصة من دون البشرية، شهرا كاملا متمثّلين لأوامر الله سبحانه و تعالى و منفذين لثاني ركن من أركان الإسلام هذا الأخير الذي جعله الله موسميا، محطّة سنوية أو وقفة يقف فيها المرء مع نفسِه، يداري فيها روحه، مكتفيا بإيمانِه عن شهوتي البطن و الفرج، تاركا طينه مرتقيا إلى سمو الرّوح منفلتا من عالمه المادي، متحرّرا من روابط الحاجة العضوية واللهث وراءها لوقت كبير ..
رمضان وقفة للإنسانية والشعور بالآخر..
إن شهر رمضان الكريم في رسالته المبثوثة لكل صائم مسلم لينطوي على حكم عديدة يقف عليها المرء محاولا إدراك كنهها و معرفة مقاصدها، ليحاول تطبيقها امتثالا لتعاليم هذا الركن الأساسي من ديننا الحنيف، إذ يعتبر شهر رمضان الكريم فرصة كونية لتساوي الناس في تقاسم الجوع والعطش ومنحة وجدانية للشعور بالآخر واقتسام المعاناة التي قد يتحملها الفقراء والمحتاجين في لباسهم لباس الجوع وهو أهون ما يمكن تقاسمه، من آلام وأوجاع يتخبّط فيها عالم اليوم وتثقل كاهل البسطاء والمساكين من حروب و دمار وأمراض و أوبئة ..
إنه فرصة للإنسانية أن تتوحد شعوريا، و للفرد الصائم أن يحِس بإخوانه بمختلف الأقطار والأمصار، علينا أن نتدبّر هذه المعاني جيّدا وأن ننفض عن الإنسان فينا، فمن للثكالى في بلدان طالها الخراب و نكّلت بها الحروب أيّما تنكيل، ومن للأيامى ومن لليتامى إذ ضاقت بهم الأرض بما رحبت، وتبددت بهم السبل في البلدان العديدة ؟ ..
إن قلوبنا و نخوتنا و مروءتنا و انسانيتنا تسعها و إسلامنا يحتويها ولا خير فينا إن لم نكن كذلك، كلّ حسب استطاعتِه ان بالفعل أو القول أو بقلوب تلهج بالدعاء و ذلك أضعف الإيمان ..
إن شهر رمضان الكريم لهو فرصة حقيقية للإنسان أن يعرف نفسهُ وينزوي إلى أناهُ، فسحة للروح أن تظهر وأن يبين الجانب الدّاخلي بكل مواصفاته الخيّرة، هو دعوة للتأمل في الحياة و مساراتِها، الأفعال و مآلاتِها، بعيدا عن ملهاة الدنيا وبهرجتِها، إننا إذ نصوم هذا الشهر نكون أمام وقفة للرّوح خاصّة، نصِل المسلم فينا بمغذياتِه الرّوحية الدينية، منفصلا بذلك عن مغذياتِه العضوية، هي بالمقابل فرصة للتخلّص من أمراض القلوب من حسد وبغضاء و الانعتاق من أدران الحقد وما يتّصل بصراعات المادة البغيضة، إن رمضان لفرصة لعلاج الرّوح حقّا بما يحمله هذا الشهر من قيم نتمثّلها داخليا، ومن أشكال و مظاهر روحية، تتّسق بهذا الحدث الديني ..
فالمسلم الصائم الحق يبتعد عن مبطلات الصيام من ممارسات لا أخلاقية، و ما يعتبر من المنكرات التي قد يتساهل معها الفرد في باقي الإيام، ينضاف إليه الإقبال على الطاعات الفردية والجماعية؛ ككثرة التصدّق ومساعدة المحتاج و التواصل الاجتماعي فيما يسمى بصلة الرحم، فالمسلم ميّال للخير في هذا الشهر بفطرة وانسياب مرتبطين بموجبات الأجر والثواب الذي يتضاعف وهذا الشهر، كما أن قراءة القرءان و انكباب المرء على التدبّر في معاني آياتِه والتأثّر بسماعِه والعبرة منه متنفّس للروح وفرجة للخاطر، و تطهير نادر يقوى فعله في هذا الشهر الفضيل ..
إن رؤية مواكب المصلين و صفوف الساجدين في صلاة التراويح، وغدو الناس ورواحهم فرادى وجماعات نحو المساجِد لمِن المشاهِد التي تحرّك النّفس وتبعثُ على الانسجام الرّوحي و الشعور الجمعي بين المسلمين، وتساهم تعميق للشعور الفردي بالانتماء الروحي والعقدي لجماعة المسلمين وتعزّز الرابطة الروحية العقدية بين أفراد المجتمع الواحد، الأمر الذي يداوي الكثير من الأمراض الاجتماعية التي لا تنفك تؤثّر على سير الأمّة تعطّل تطوّرها، وتبوءها مكانها الخاص بين الأمم، فالرّوح هي أساس الانطلاق و ركيزة التقدّم، ورمضان هو وقود هذه الرّوح و حيّزها ومتّكأها الزمني الطبيعي ، إنه فسحة للرّوح لتظهر ..
و رمضان كريم وصحّ فطوركم ..
يوسف بن عومر
بقدوم شهر رمضان تحلّ نسائم عليلة من البركة والخير الكثير و تتعاظم النّعم الجليلة التي تحيط بنا هديّة من عند رب العالمين، إذ يصوم المسلمون خاصة من دون البشرية، شهرا كاملا متمثّلين لأوامر الله سبحانه و تعالى و منفذين لثاني ركن من أركان الإسلام هذا الأخير الذي جعله الله موسميا، محطّة سنوية أو وقفة يقف فيها المرء مع نفسِه، يداري فيها روحه، مكتفيا بإيمانِه عن شهوتي البطن و الفرج، تاركا طينه مرتقيا إلى سمو الرّوح منفلتا من عالمه المادي، متحرّرا من روابط الحاجة العضوية واللهث وراءها لوقت كبير ..
رمضان وقفة للإنسانية والشعور بالآخر..
إن شهر رمضان الكريم في رسالته المبثوثة لكل صائم مسلم لينطوي على حكم عديدة يقف عليها المرء محاولا إدراك كنهها و معرفة مقاصدها، ليحاول تطبيقها امتثالا لتعاليم هذا الركن الأساسي من ديننا الحنيف، إذ يعتبر شهر رمضان الكريم فرصة كونية لتساوي الناس في تقاسم الجوع والعطش ومنحة وجدانية للشعور بالآخر واقتسام المعاناة التي قد يتحملها الفقراء والمحتاجين في لباسهم لباس الجوع وهو أهون ما يمكن تقاسمه، من آلام وأوجاع يتخبّط فيها عالم اليوم وتثقل كاهل البسطاء والمساكين من حروب و دمار وأمراض و أوبئة ..
إنه فرصة للإنسانية أن تتوحد شعوريا، و للفرد الصائم أن يحِس بإخوانه بمختلف الأقطار والأمصار، علينا أن نتدبّر هذه المعاني جيّدا وأن ننفض عن الإنسان فينا، فمن للثكالى في بلدان طالها الخراب و نكّلت بها الحروب أيّما تنكيل، ومن للأيامى ومن لليتامى إذ ضاقت بهم الأرض بما رحبت، وتبددت بهم السبل في البلدان العديدة ؟ ..
إن قلوبنا و نخوتنا و مروءتنا و انسانيتنا تسعها و إسلامنا يحتويها ولا خير فينا إن لم نكن كذلك، كلّ حسب استطاعتِه ان بالفعل أو القول أو بقلوب تلهج بالدعاء و ذلك أضعف الإيمان ..
إن شهر رمضان الكريم لهو فرصة حقيقية للإنسان أن يعرف نفسهُ وينزوي إلى أناهُ، فسحة للروح أن تظهر وأن يبين الجانب الدّاخلي بكل مواصفاته الخيّرة، هو دعوة للتأمل في الحياة و مساراتِها، الأفعال و مآلاتِها، بعيدا عن ملهاة الدنيا وبهرجتِها، إننا إذ نصوم هذا الشهر نكون أمام وقفة للرّوح خاصّة، نصِل المسلم فينا بمغذياتِه الرّوحية الدينية، منفصلا بذلك عن مغذياتِه العضوية، هي بالمقابل فرصة للتخلّص من أمراض القلوب من حسد وبغضاء و الانعتاق من أدران الحقد وما يتّصل بصراعات المادة البغيضة، إن رمضان لفرصة لعلاج الرّوح حقّا بما يحمله هذا الشهر من قيم نتمثّلها داخليا، ومن أشكال و مظاهر روحية، تتّسق بهذا الحدث الديني ..
فالمسلم الصائم الحق يبتعد عن مبطلات الصيام من ممارسات لا أخلاقية، و ما يعتبر من المنكرات التي قد يتساهل معها الفرد في باقي الإيام، ينضاف إليه الإقبال على الطاعات الفردية والجماعية؛ ككثرة التصدّق ومساعدة المحتاج و التواصل الاجتماعي فيما يسمى بصلة الرحم، فالمسلم ميّال للخير في هذا الشهر بفطرة وانسياب مرتبطين بموجبات الأجر والثواب الذي يتضاعف وهذا الشهر، كما أن قراءة القرءان و انكباب المرء على التدبّر في معاني آياتِه والتأثّر بسماعِه والعبرة منه متنفّس للروح وفرجة للخاطر، و تطهير نادر يقوى فعله في هذا الشهر الفضيل ..
إن رؤية مواكب المصلين و صفوف الساجدين في صلاة التراويح، وغدو الناس ورواحهم فرادى وجماعات نحو المساجِد لمِن المشاهِد التي تحرّك النّفس وتبعثُ على الانسجام الرّوحي و الشعور الجمعي بين المسلمين، وتساهم تعميق للشعور الفردي بالانتماء الروحي والعقدي لجماعة المسلمين وتعزّز الرابطة الروحية العقدية بين أفراد المجتمع الواحد، الأمر الذي يداوي الكثير من الأمراض الاجتماعية التي لا تنفك تؤثّر على سير الأمّة تعطّل تطوّرها، وتبوءها مكانها الخاص بين الأمم، فالرّوح هي أساس الانطلاق و ركيزة التقدّم، ورمضان هو وقود هذه الرّوح و حيّزها ومتّكأها الزمني الطبيعي ، إنه فسحة للرّوح لتظهر ..
و رمضان كريم وصحّ فطوركم ..
يوسف بن عومر