أختلاف آراء العلماء المسلمين
في محي الدين ابن عربي الآندلسي
تقديم :
اختلفت أراء العلماء حول محيي الدين ابن عربي الحاتمي ونظرياته الخاصة في التصوف الإسلامي كوحدة الوجود ، و تباينت مواقفهم تبعا لفهم كل واحد منهم لكلام ابن عربي ، المنميز بالغموض و الاعتماد على أسلوب الكناية كما هو اسلوب المتصوفة ، الأمر الذي يجعل عامة القراء غير العارفين بها لا يفهمون مقاصده و عمق مراميه ، كما يقول كثير من العلماء الآجلاء ، و الذي سيتبين فيما يلي من عرض آرائهم .
و إن العلماء المسلمين يفرقون بين معنى (وحدة الوجود) عند النصارى ، و الذي يقصدون منه أن الله يحل في خلقه و العياذ بالله من ذلك .. تعالى الله علوا كبيرا عما يصفون ,و بين المعنى الاسلامي لوحدة الوجود و التي يقصد بها أن الله هو الموجد لخلقه كافة ، و أن إلا وجود لشيء لا بارادة الله و قدرته سبحانه .
· و قبل عرض آراء العلماء السابقين في ابن عربي ، أنبه إلى أنه هناك شيخين يتشابهان في الاسم :
· الأول هو محي الدين ابن عربي الحاتمي ، و هو الذي تثار حوله اختلاف العلماء ، منهم المؤيد و منهم المعارض المكفر و منهم الساكت عنه ’كما سيأتي .
· أما الثاني فهو الحافظ والقاضي أبو بكر بن العربي المعرف بـ (أل) و هو العالم الامام المالكي الصالح ، و الذي يجله كل علماء الأمة صاحب كتاب (العواصم من القواصم) في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي، يبحث فيه مسألة العصمة، من وجهة نظر أهل السنة والجماعة،و مؤكدا (أن العصمة لا تكون إلا للأنبياء،ولكن ذلك لا يعني أن يطعن بأصحاب النبي،فالطعن بأصحاب النبي هو طعن بالنبي ذاته ).
· و كان تأليف الكتاب بسبب الخلاف الدائر بين السنة والشيعة،حيث يدافع المؤلف عن الصحابةويذكر مناقبهم وكراماتهم، فسمى الدعوة"قاصمة" والرد عليها"عاصمة" حتى وصل في ردوده إلى العصر العباسي
المؤيدون له :
- ابن حجر الهيتمي :
- الشافعي، حيث قال: «الذي أثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الحكماء الذين يُستسقى بهم الغيث، وعليهم المعوّل وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات، أن الشيخ محي الدين بن عربيمن أولياء الله العارفين ومن العلماء العاملين، وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه، بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً، وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى، وإمام لا يغالط ولا يمارى، وأنه أورع أهل زمانه وألزمهم للسنّةوأعظمهم مجاهدة.
- أحمد المقري المغربي:
- «والذي عند كثير من الأخيار في أهل هذه الطريقة التسليم، ففيه السَّلاَمة. وهي أحوط من إرسال العِنَان وقولٍ يعود على صاحبه بالملامة. وما وقع لابن حجر، وأبي حيان في "تفسيره"، من إطلاق اللسان في هذا الصديق وأنظاره، فذلك من غَلَس الشيطان. والذي أعتقده ولا يصح غيره، أنه الإمام ابن عربيولي صالح، وعالم ناصح، وإنما فَوَّق إليه سهامَ الملامة من لم يفهم كلامه، على أن دُسّت في كتبه مقالات قَدْرُهُ يجلّ عنها. وقد تعرض من المتأخرىن وَلِي الله الرَّباني سيدي عبد الوهاب الشعرانينفعنا الله به لتفسير كلام الشيخ على وجه يليق، وذكر من البراهين على ولايته ما يثلج صدور أهل التحقيق، فليطالع ذلك من أراده، والله ولي التوفيق.
- ابن كمال باشا ( مفتي الدولة العثمانية ):
- حيث قال: «أيها الناس، اعلموا أن الشيخ الأعظم المقتدى الأكرم قطب العارفين وإمام الموحدين، محمد بن علي بن العربي الطائي الأندلسي، مجتهد كامل ومرشد فاضل، له مناقب عجيبة وخوارق غريبة وتلامذة كثيرة مقبولة عند العلماء والفضلاء، فمن أنكره فقد أخطأ، وإن أصرَّ في إنكاره فقد ضلَّ، يجب على السلطان تأديبه، وعن هذا الاعتقاد تحويله، إذ السلطان مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وله مُصنّفات كثيرة، منها: "فصوص حكمية" و"فتوحات مكيّة". وبعض مسائلها معلوم اللفظ والمعنى، وموافق للأمر الإلهيّ والشرع النبوي، وبعضها خفي عن إِدراك أهل الظّاهر دون أهل الكشف والباطن، فمن لم يطلع على المعنى المرام يجب عليه السكوت في هذا المقام، لقوله تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كان عَنْهُ مَسْئولاً.
- عبد الوهاب الشعراني :
- إِن الشيخ(ابن عربي) من كمّل العارفين بإِجماع أهل الطريق، وكان جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام
- ابن العماد الحنبلي:
- «وقع له (ابن عربي) في تضاعيف كتبه كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها، وكانت سبباً لإعراض كثيرين ممن لم يحسنوا الظن به، ولم يقولوا كما قال غيرهم من الجهابذة المحققين والعلماء العاملين والأئمة الوارثين: إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد، وإنما المراد أمور اصطلح عليها متأخرو أهل الطريق؛ غَيْرةً عليها حتى لا يدعيها الكذابون، فاصطلحوا على الكناية عنها بتلك الألفاظ الموهمة خلافَ المراد غير مبالين بذل؛ لأنه لا يمكن التعبير عنها بغيرها
- الشوكاني :
- وقد كان من المنتقدين للشيخ ابن عربيبل والمكفرين له فرجع عن قوله في آخر حياتة، فقال رداً على سؤال وجّه له بخصوص الحلاج وابن عربي (فأجبت عن هذا السؤال برسالة في كراريس سميتها الصوارم الحداد القاطعة لعلائق مقالات أرباب الاتحاد، وكان تحرير هذا الجواب في عنفوان الشباب وأنا الآن أتوقف في حال هؤلاء وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم وأفعالهم مخالفاً لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام).
- محمد صديق خان :
- حيث قال مجاوباً عن سؤال وجّه له في الشيخ ابن عربي: «والذهب الراجح فيه على ماذهب إليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوك "السكوت في شأنه"، وصرف كلامه المخالف لظاهر الشرع إلى محامل حسنة، وكف اللسان عن تكفيره وتكفير غيره من المشائخ الذين ثبت تقواهم في الدين، وظهر علمهم في الدنيا بين المسلمين، وكانوا ذروة عليا من العمل الصالح، ومن ثم رأيت شيخنا الإمام العلامة الشوكانيفي الفتح الرباني مال إلى ذلك، وقال: «لكلامه محامل»، ورجع عما كتبه في أول عمره بعد أربعين سنة. وأقول في هذا الكتاب: إن الصواب ماذهب إليه الشيخ أحمد السرهنديمجدد الألف الثاني، والشيخ الأجل مسند الوقت أحمد ولي الله المحدث الدهلوي، والإمام المجتهد الكبير محمد الشوكانيمن قبول كلامه الموافق لظاهر الكتاب والسنة، وتأويل كلامه الذي يخالف ظاهرهما، تأويله بما يستحسن من المحامل الحسنة، وعدم التفوه، فيه بما لا يليق، بأهل العلم والهدى، والله أعلم بسرائر الخلق وضمائرهم»
- علاء الدين محمد بن علي الحصكفي(الفقيه الحنفي)
- «وفي المعروضات المذكورة ما معناه: أن من قال عن فصوص الحِكم للشيخ محيي الدين بن عربيإنه خارج عن الشريعة وقد صنفه للإضلال ومن طالعه ملحد ماذا يلزمه؟ أجاب: نعم فيه كلمات تباين الشريعة وتكلف بعض المتصلفين لإرجاعها إلى الشرع لكنّا تيقنا أن بعض اليهودافتراها على الشيخ قدس الله سرّه فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات، وقد صدر أمر سلطاني بالنهي فيجب الاجتناب من كل وجه».
- ابن عابدين الحنفي :
- قال في حاشيته على الدر المختار عند قوله "لكن الذي تيقنته": «وذلك بدليل ثبت عنده، أو لسبب عدم اطلاعه على مراد الشيخ فيها، وأنه لا يمكن تأويلها، فتعيَّن عنده أنها مفتراة عليه، كما وقع للشيخ الشعرانيأنه افترى عليه بعض الحساد في بعض كتبه أشياء مكفرة، وأشاعها عنه، حتى اجتمع بعلماء عصره، فأخرج لهم مسودة كتابه التي عليها خطوط العلماء فإِذا هي خالية عما افتُرِي عليه».
- وقال أيضاً عند قوله "فيجب الاحتياط": «لأنه إِن ثبت افتراؤها فالأمر ظاهر، وإِلا فلا يفهم كل أحد مراده فيها، فيُخشى على الناظر فيها من الإِنكار عليه، أو فهم خلاف المراد".
- الفيروزآبادي:
- صاحب القاموس، حيث سئل عن الشيخ ابن عربيفقال: «اللهم نطقنا بما فيه رضاك الذي أعتقده وأدين الله به إنه كان شيخ الطريقة حالاً وعلمًا وإمام الحقيقة حقيقةً ورسماً ومحيي رسوم المعارف فعلاً واسماً إذا تغلغل فكر المرء في طرف من علمه غرقت فيه خواطره عباب لا تكدر الدلاء وسحاب تتقاصى عنه الأنواء كانت دعوته تخرق السبع الطباق وتفرق بركاته فتملأ الآفاق وإني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أني ما أنصفته»
- سراج الدين المخزومي :
- «كيف يسوغ لأحد من أمثالنا الإنكار على ما لم يفهمه من كلامه في "الفتوحات" وغيرها، وقد وقف على ما فيها نحو من ألف عالم وتلقوها بالقبول، وأطال في هذا الكتاب في مدحه ومدح كتبه ونقل الثناء عليه من غير ما واحد من العلماء المتبحرين كشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني والشيخ تقي الدين السبكي، وذكر أنهما رجعا عن الإنكار عليه حين تحققًا كلامه وتأويل مراده، وندما على تفريطهما في حقه في البداية، وسلما له الحال فيما أشكل عليهما عند النهاية».
- أحمد السرهندي:
- «والذين يردون الشيخ في خطر والذين يقبلونه ويقبلون كلامه أيضا في خطر، ينبغي أن يقبل الشيخ وينبغي أن لا يقبل كلماته المخالفة، هذا هو طريق الوسط في قبول الشيخ وعدم قبوله الذي هو اختيار هذا الفقير والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال.
- العز بن عبد السلام :
- حيث قال السيوطي في رسالته "تنبيه الغبي بتبرئة ابن عربي": «وعن الشيخ عز الدين بن عبد السلام فيه - أي ابن عربي - كلامان ، ووصفه بأنه القطب، والجمع بينهما بما أشار إليه الشيخ تاج الدين بن عطاء اللهفي لطايف المنن أن الشيخ عز الدين كان في أول أمره على طريقة الفقهاء من المسارعة إلى الإنكار على الصوفية، فلما حجّ الشيخ أبو الحسن الشاذلي ورجع، جاء إلى الشيخ عز الدين وأقرأه السلام من النبي صلى الله عليه وسلم، فخضع الشيخ عز الدين لذلك ولزم مجلس الشاذلي وصار يبالغ في الثناء على الصوفية لما فهم طريقهم على وجهها وصار يحضر معهم مجالس السماع ، ثم يقول السيوطي: وحكي عن خادم الشيخ عز الدين قدس الله روحه أنه دخل مع الشيخ إلى الجامع بدمشق، فقال الخادم للشيخ عز الدين: أنت وعدتني أنك تريني القطب. فقال له: ذلك القطب، وأشار إلى ابن عربي وهو جالس والخلق حلقة حوله. فقال له: يا سيدي فأنت تقول فيه ما تقول؟ فقال له: هو القطب، فكرر عليه القول وهو يقول له ذلك
- عفيف الدين اليافعي ( من أئمة الشافعية ) :
- حيث قال في كتابه الإرشاد: «اجتمع الشيخان العارفان الإمامان المحققان الربانيان الشيخ شهاب الدين السهرورديوالشيخ محيي الدين ابن عربي، فأطرق كل واحدمنهما ساعة، ثم افترقا من غير كلام فقيل لابن عربي: ما تقول في الشيخ شهاب الدين ؟
- فقال : (حلو سنه من قرنه إلى قدمه ).
- وقيل للسهروردي ما تقول في ابن عربي؟
- فقال ( بحر الحقائق)
- السيوطي :
- (والقول الفصل عندي في ابن عربيطريقة لا يرضاها فرقة أهل العصر ممن يعتقده ولا ممن ينكر عليه، وهي اعتقاد ولايته، ويحرم النظر في كتبه، فقد نقل عنه أنه قال: "نحن قوم يحرم النظر في كتبنا" وذلك أن الصوفيةتواطئوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة منها بين الفقهاء).
- صفي الدين ابن أبي منصور:
- (رأيت بدمشق الشيخ الإمام العالم العامل محيي الدين بن عربي وكان من أكابر علماء الطريق، جمع بين سائر العلوم الكسبية وما وهب له من العلوم الوهبية، وشهرته عظيمة وتصانيفه كثيرة، وكان غلب عليه التوحيد علماً وخَلقاً)
· و هناك علماء آخرون معروفون بمراتبهم العلمية و ورعهم و صلاحهم أثنوا عليه منهم :
- أبو عبد الله محمد بن سلامة التوروزي المغربي:
- وقد كان فاضلاً في الأصول والفقه، توفي سنة 800 هـ
- شمس الدين محمد بن أحمد الصوفي، المعروف بابن نجم، توفي سنة 801 هـ.
- نجم الدين الباهي، من أفضل الحنابلة في الديار المصرية، وأحقهم بولاية القضاء (كما وصفه ابن حجر العسقلاني،) توفي سنة 802 هـ
- إسماعيل بن إبراهيم الجرني ثم الزبيدي، قال عنه ابن حجر العسقلانيأنه كان خيّراً عابداً حسن الصمت، توفي سنة 806 هـ
- مجد الدين الشيرازي، صاحب القاموس
- علاء الدين أبو الحسن بن سلام الدمشقي الشافعي، أحد أئمة الشافعية بالشام ومصنفهم، توفي سنة 829 هـ
- شمس الدين السنباطي المالكي
- ابن عطاء الله السكندري، من أئمة المالكية.
- عبد الغني النابلسي، الذي قال مادحاً كتب ابن عربي:
كتبه النور لمن يبصرها ** وهي تروي كل صادي القلب
ري من كتاب الله والسنة قد ** خرجت تختال في أبهى حلي
المخالفون له :- ابن خلدون، حيث قال: «هؤلاء المتأخرين من المتصوفية المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس توغلوا في ذلك فذهب الكثير منهم إلى الحلول والوحدة كما أشرنا إليه وملأوا الصحف منه مثل الهروي في كتاب المقامات له وغيره وتبعهم أبن عربي وابن سبعين وتلميذها أبن العفيف وابن الفارض.
- أبو زرعة العراقي،:«لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك " فتوحاته المكية"، فإن صحّ صدور ذلك عنه، واستمر عليه إلى وفاته : فهو كافر مخلد في النار بلا شك» ؟؟؟
- تقي الدين السبكي: ومن كان من هؤلاء الصوفية كابن عربي وابن سبعين وغيرهما فهؤلاء ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلامفضلا عن العلماء
أبو حيان الأندلسيقال في تفسيره: ومن بعض اعتقاد النصارىاستنبط من أقر بالإسلامظاهرا، وانتمى إلى الصوفيةحلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم بدمشق، وابن الفارض، وأتباع هؤلاء كابن سبعين -وعد جماعة ثم قال: "وإنما سردت هؤلاء نصحا لدين الله، يعلم الله ذلك، وشفقة على ضعفاء المسلمين، وليحذروا، فهم شر من الفلاسفة الذين يكذبون الله ورسله، ويقولون بقدم العالم وينكرون البعث، وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء، وادعائهم أنهم صفوة الله".
قال عنه ابن حجر :(قال أقوالا منكرة. ثم قال بعد أن ذكر سيرته وما يعتقده فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مائة كتاب، أو عمل مائة خلوة ... وقد اغتر بالمحيي ابن عربي أهل عصره... كان ظاهري المذهب باطني الاعتقاد)
الساكتون عنه :
- شرف الدين المناوي:
- سئل عن الشيخ ابن عربيفأجاب: «أن السكوت عنه أسلم، وهذا هو اللائق بكل ورع يخشى على نفسه
- الحافظ الذهبي، قال عن ابن عربي: «صنف التصانيف في تصوف الفلاسقة وأهل الوحدة، فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقاً وزندقة، وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين، وعدها طائفة من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان، وأنه صحيح في نفسه كبير القدر. وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال إنه مات عليه، فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب إلى الله، فإنه كان عالماً بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم. وقولي أنا فيه: أنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت وختم له بالحسنى، فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم تبين له الحق في خلاف قولهم"
- و له قول آخربعد أن نقل كلاما من كتب ابن عربي -واعتبرهكفرا ويدل على وحدة الوجود - " تعالى اللَّه عمَّا يَقُولُ عُلوًّا كبيرا. أستغفرُ اللَّه، وحاكي الكفرِ ليسَ بكافرٍ". فاعتبر كلامه كفرا صريحا.
- ابن تيمية:
- قال: «ابن عربيصاحب فصوص الحِكَموهي مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الإسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذي يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه.
___________________________
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و اجنبنا اتباعه
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 15-09-2017 الساعة 12:00 PM