حوار مع الزميل القاص سعدي الصباح
25-09-2007, 04:28 AM
ها نحن في هذا العدد الثاني من حوار الشهر بعد القاص محمد دلومي نقدم لكم العضو الكريم الذي انضم الينا مؤخرا ألا وهو الزميل القاص سعدي الصباح من مدينة عين وسارة.كنا بصدد محاورته الا أن الوقت داهمنا (خوفا أن ينقضي سبتمبر ) ونكون قد خالفنا ما وعدناكم به سنكتفي هذه المرة بالحوار الذي اجرته معه الزميلة الكاتبة عقيلة رابحي منذ اسبوعين.لا يسعنا في هذا المقام الا ان نشكر الكاتبة عن الجهد التي قامت به نيابة عنا.
بطاقة فنية للقاصّ سعدي صبّاح :
من طلعة الإبداع القصصي التي تزخر بها الجلفة يتطلع هذا الوجه القصصي يلملم ما جادت به الطبيعة وينهل من نقاء الرومانسية المتنافية وواقعية المجتمع،هو نموذج إبداعي متميّز يعايش الطفولة يتذكر مرابع تسكنه تسمى الحبيل تأخذه إلى رحابة الكتابة القصصية ،فيقتنص بطلات قصصه من ملامح ضباء الدشرة الجميلات ، ولم تخرج أعماله إلى النور إلا مع بداية التسعينيات حيث احتضنته كل الجرائد الوطنية ، فهو عاشق للأسفار فراشة تتنقل بالمحافل الأدبية له جمهور جزائري وعربي من خلال النت : مو قع القصة العربية ، موقع القصة السورية ، شبكة الذاكرة الثقافية ، موقع منتديات شروق الإعلامي ، وموقع مجلة أقلام الثقافية ومواقع ومجلات أخرى ... متحصل على الجائزة الوطنية الثانية بالسفير ،له مجموعة قصصية بعنوان " عرس الشيطان " التي فازت بالجائزة الأولى على هامش الملتقى الوطني السادس بالجلفة يومي 29/30نوفمبر 2006م ، حضرت له في كثير من المناسبات الأدبية والأمسيات القصصية وشاءت الصدفة لألتقيه متوّجا بالنجاح ومازال يكتب القاص سعدي صبّاح الذي كانت لنا معه هذه الدردشة :
س1* كيف تقيّم تجربتك في ميدان الكتابة القصصية ؟
ج1* فيما يتعلق بسؤالكم الأول أعتقد ذلك من مهام الدارس والقارئ المتبصّر وإذا كنتُ أستطيع الحديث أطلب الكلمة من هؤلاء القراء الذين يحبوننا وبعض الذين كتبوا انطباعاتهم التي ربما لا تدخل في عداد النقد وأعتقد أن تقييم نصوصي كان من قبل القراء الأوفياء وكذا مشرفين على الجرائد الوطنية والمواقع العربية واللجنة التي رشّحت نصوصي للنجاح سابقا واللجنة التي أعلنت بنجاح مجموعتي القصصية " عرس الشيطان " وكل هؤلاء لم أعرفهم ولم ألتقيهم وإلى اليوم ، كما يمكن تقييم نصوصي من خلال الملتقيات الوطنية وأعتقد أن إعادة دعوتي خير دليل وبحمده كانت صداقتي من خلال الأدب وليس العكس وهذا لا أنفي وجود صداقة حقيقية والتي لا تُبنى على المصلحة أو على تكريس الرداءة مثلا ،وأنوي أنني أصل أو قد وصلتُ بأخطائي لأنني أعتبر الخطأ جزءا منّي ومن قصصي والقصص التي تشبهنا هي حبلى ببذور إجهاضها أو تلحيدها والحمد لله لقد كانت أعمالي تشبهني لكنني أكتب القصص لا حكاية حياتي المعجة بالورد والشوك فأنا بدوي في العمق ومن ينكر تأثيره بالمكان فهو ينوي تقليد الآخر .
س2* هل تؤمن بالمجايلة أو التقسيم الزمني للأجيال ؟
ج2 *قبل الإجابة يجب أن نعرف لماذا المعري وإلى اليوم ولماذا أبو الطيب هذا الذي يقول : " وما الدهر إلا من رواد قصائدي إذا قلتُ شعرا أصبح الدهر منشدا " فهذا هو الشاعر الذي أضحت الحياة تنشد له أشعار ولماذا الشابي الذي كان وكان خلوده عير الزمن .. ميخائيل نعيمة .. جبران .. فهل مات جبران مثلا أدبيا ومن أي جيل نعيمة ... ومن البعض هو معنا حيّ يرزق يطلّ علينا كل يوم عبر الجرائد أو في التلفاز أو على المنبر لكنه ميّت موتة الموت وهو لا يدري لكن الاختلاف رحمة بين الأجيال وحتى القرآن تأسس على الاختلاف وليس على غيره ... أنا كقارئ جيّد على الأقل أرفض المجايلة في الأدب إنني معجب بما كتبه المنفلوطي مثلما أنا معجب بما كتبته غادة السمّان وأيضا خناثة بنونة كما أحبُّ أن أقرأ لجنّات بومنجل والروائيّة المغمورة فاطمة العقون والحديث قياس ، ربما المجايلة في مجال آخر أما في الإبداع فلا لكن يبقى دائما مجرد رأي
س3* كيف تنظر إلى الجيل الجديد الذي يكتب القصّة ؟ .
ج3* توجد طاقات إبداعية على المستوى الوطني ساعدتها الثقافة على تفجير الموهبة وبرزت على الساحة في وقت قصير لكن أرجو منهم اللغة السليمة لأن القارئ بحاجة إلى قصّة يفهمها فقط مشكلتهم في تبويب أعمالهم لو صنّفت لمرّت العملية بسلام منهم من نسمّي عمله النص المفتوح والآخر القصة الطويلة والآخر القصّة الحالة والآخر يلجأ إلى الومضة ربّما هدفه تكسير الزمن بينه وبين المتلقي ، كما أعجبتُ لكتّاب هذا الجيل لثقته بنفسه لا أحد يمكن أن يشكل له عقدة في تطوير الكتابة تراه يزاحم الكبار بحجّة التجربة
بعد آخر ومعظمهم يكتبون هكذا دون أن تقيّدهم شروط القصّة منتهجين قول الناقد ويت برينيت :" خير أن يكون لديك ما تقوله دون تقنيات أفضل أن تكون لك تقنيات ولا تجد ما تقوله " ، صحيح هناك كم هائل من الكتابات القصصية لكن البعض منها ما هي إلا خواطر قصصية لا تدخل في موجة القصة القصيرة هذه الأخيرة التي لم يتّفق النقّاد والروّاد على شروطها بعد هناك من يكتبون دون إجهاد أنفسهم في التفريق بين الخاطرة والقصّة وبين الأقصوصة والقصة القصيرة والقصة القصيدة .. إلخ .. ولجوء الشباب إلى كتابة القصة القصيرة تجيب عنه الناقدة الأمريكية برولكس : " إن القصة القصيرة تتطلب اهتماما أكثر من الرواية لكنها اختيار المبتدئين بسبب إيجازها ومظهرها الودود لكنها مثل الشعر ينسب إليه الكثير ويبدع فيه القليل ."
كما يلاحظ البعض يخضعون إلى مقاس الصحيفة الذين ينشرون فيها علما أن القصة القصيرة لها عدد معيّن من الكلمات إذا زاد أصبحت رواية وإذا نقص سميت جنسا آخر من الإبداع الأدبي .
س4* هل توافق الذين يطلقون مصطلح الأدب الاستعجالي على الأعمال الإبداعية التي كتبت في العشرية الدامية ؟ .
ج4* أنا لا أحبّذ تقسيم الأدب إلى استعجالي وغير استعجالي وهذا سياسي والآخر إيديولوجي فقط لستُ مع الذين توهّموا أنهم أخمدوا النار بأقلامهم وما إلى ذلك وفي واقع الأمر أن الكتابة التي كتبت على الإرهاب بهدف سحقه من الأفضل أن تجعل العقل الإرهابي في المخبر كما قد أشاروا ذوي العقول الراجحة ، أحيانا وقع لهم ما وقع للذين كانوا يمهّدون للثورة الزراعية ثم وجّهت لهم أصابع الاتهام من قِبل بعض النقاد والمحللين ودفعوا ثمن توهّمهم بأن الثورة الزراعية سوف تصنعهم كتّابا مشهورين لكن الكاتب دون الموهبة ينطفئ لا محالة والواقع الثقافي في الجزائر بعد التسعينات تغيّر كثيرا بحكم التقلّبات الكبرى التي شهدتها البلاد ، فظهرت أسماء على السّاحة كأنّها تريد دخول المعركة بطابعها الفكري أو السياسي وإذا هناك أدب استعجالي نادرا ما نجد المبدع يكتب بلغته لا بلغة الشخصية والقصّة في نظري ليست مطيّة لتبليغ أيّة رسالة فالمتعة دائما عندي في المقام الأول لكن انتاجات تلك الفترة تقريري فهو نتاج ثالث بعلاقة بين كاتب عاش الحدث من اغتيالات وحواجز مزيّفة وخراب .. إلخ ، لكن هناك لا أنفي بروز كتّاب موهوبين صادقين أنجبتهم الأزمة وقد تأثّروا بالأحداث فتحوّلت تلك المادّة وذلك الفيض إلى مادّة أدبية يرى من خلالها ملامح حقّـا مؤسفة دون الكلام على بعض الكتابات الجافّة التي تسرّبت إلى القارئ عبر بعض الجرائد التي لا يهمها إلا ملئ الصفحات ، في الحقيقة هي فترة قاسية ماتت فيها الرومانسية وحلّت محلها وضعية صعبة . كان كلّ كاتب من أبناء سنين الدمار إنتاجه قاتم وحزين.
س5* ما هي الأسباب التي تجعل النقد عاجزا عن مواكبة الحركة الإبداعية ؟ .
ج5* للجواب عن سؤالكم يجب أن نطرح سؤالا : " ما هو النقد ؟ " .. فالنقد هو إبداع وهناك علاقة بين النقد والإبداع القصصي مثلا والنقد الذي لا يواكب الأعمال القصصية فهو مقصّر وضحل والكاتب الذي يضع الناقد أمامه لحظة الكتابة فهو ميّت لا محالة ومن جملة الأمور التي تجعل النقد عاجزا عن مواكبة الحركة النقدية كثيرة ومتشعّبة منها عدم تأثر الناقد الحقيقي بالعمل الأدبي وربّما الأعمال الإبداعية في هذه الفترة لم ترقى إلى مستوى المتابعة ومنها كذلك عدم احترام دور الناقد في الحياة الأدبية والناقد في نظري الذي يلفت انتباه القارئ فهو غائب أصلا إلا القلّة القليلة ومن جملة الأسباب أيضا هي رفض وجهة نضر الناقد من طرف القرّاء ، والناقد الحديث تأكدَ من أنّه لا يستطيع تغيير العالم الأدبي مهما قال ومهما سيقول ولا يستطيع تغيير درب فنّان سكنته محنة الكتابة ونحن نتساءل اليوم منذ عهد حوحو إلى يومنا هذا :" هل من نقّاد اتفقوا على أدب ما ؟ .. " طبعا لا فالناقد أدرك أن المسألة مسألة قرّاء ليس أكثر إذن فالناقد يجب أن يكون ككل القرّاء أو ينسحب إلا إذا أراد أن يحلّل ويبدع النصّ ثانية . أحيانا النقاد هم الذين تعمّدوا هذا العجز النقدي إيمانا منهم بأنّ هناك ناقد أكبر حنكة ألا وهو الزمن وأخيرا نأمل ناقدا مبدعـــا حقيقيـاً يساهم في
إثراء شجرة الإبداع حتى نزيح من القاموس : " الناقد كاتب فاشل " هذا الاسم الذي أطلقوه على بعض الانتقاديين أما الناقد الذي نترجّاه هو ذلك الموهوب المتطلّع الذي يفكك بنية القصّة حتى لا تسيطر الرّداءة على الساحة بما فيها النقد الرديء .
س6* هل كنتَ تتوقع فوز مجموعتك القصصية " عرس الشيطان " بالمسابقة ؟
ج6* في الحقيقة بعيدا عن تزكية أعمالي لقد كنتُ متفائلا كثيراً خاصّة وأنني أحسستُ بملامح الجديّة في هذا الملتقى أكثر من الملتقيات السابقة ، ثانيـة لثقتي في أعمالي القصصية التي وجدت إقبالا بالعالم العربي من خلال القراء والمتتبعين وتوّجت والحمد لله بآراء مكتوبة وانطباعات لا تخفى على أحد.
من مواضيعي
0 للذكرى
0 بالدم والدموع
0 نساء الثورة.
0 العبور
0 فردوس مليندا المفقود
0 le quai de mes chagrins
0 بالدم والدموع
0 نساء الثورة.
0 العبور
0 فردوس مليندا المفقود
0 le quai de mes chagrins