الإسلاميون ما بين المحاببة والمخالبة...وما بين قدسية المبدأ وإغراءات السياسة
29-10-2009, 11:49 AM
مما لاشك فيه أن التيار الإسلامي من أقدم المدارس السياسية والمذاهب الإيديولوجية في منطقتنا وعلى رغم أن دوره تراجع في فترات معينة بفعل ظروف ذاتية متعلقة به وعوامل داخلية مرتبطة بتفاعلات البيئة التي ينشط فيها وأخرى خارجية إلا أنه بقي إحدى القوى الفاعلة في مجتمعاتنا...وتعد حقبة التمانينات الفترة الذهبية لهذا التيار حيث استطاع أن يبرز للعلن كقوة أساسية في التجاذبات الجارية في المنطقة وكان نجاح الثورة الإسلامية بإيران والجهاد الأفغاني أبرز ملامحها.
وربما لا أبالغ إن قلت أن الفترة الحالية تعد من أسوء المراحل التي عاشها هذا التيار في تقديري...والتي لاحت بوادرها في 1992 بعد تناحر الفصائل المجاهدة المنتصرة في أفغانستان من جهة والإنقلاب الإجرامي الذي حصل في الجزائر وأجهض انتصار الجبهة الإسلامية في الإنتخابات والذي أدى بدوره إلى تحول جزء من أنصارها إلى خيار ذات الشوكة في مقارعة النظام.
كل هذا ساهم في طفو الخلافات بين الإسلاميين على السطح بطريقة أكثر حدة من قبل وانقسم التيار الإسلامي إلى مدارس ورايات متباينة بل وحتى متناقضة في بعض الأحيان ليس في الوسائل فقط بل حتى في الأهداف المعلنة...فكل جماعة لها تصورها الخاص للدولة الإسلامية المزمع إقامتها كما أن كلا منها لها آلياتها الخاصة في الوصول إلى ذلك.
هذا يجعلنا نقسم الأحزاب والتنظيمات والجماعات ذات الخلفية الإسلامية حاليا إلى 4 أقسام قياسا على رؤيتها وممارستها للسياسة:
وربما لا أبالغ إن قلت أن الفترة الحالية تعد من أسوء المراحل التي عاشها هذا التيار في تقديري...والتي لاحت بوادرها في 1992 بعد تناحر الفصائل المجاهدة المنتصرة في أفغانستان من جهة والإنقلاب الإجرامي الذي حصل في الجزائر وأجهض انتصار الجبهة الإسلامية في الإنتخابات والذي أدى بدوره إلى تحول جزء من أنصارها إلى خيار ذات الشوكة في مقارعة النظام.
كل هذا ساهم في طفو الخلافات بين الإسلاميين على السطح بطريقة أكثر حدة من قبل وانقسم التيار الإسلامي إلى مدارس ورايات متباينة بل وحتى متناقضة في بعض الأحيان ليس في الوسائل فقط بل حتى في الأهداف المعلنة...فكل جماعة لها تصورها الخاص للدولة الإسلامية المزمع إقامتها كما أن كلا منها لها آلياتها الخاصة في الوصول إلى ذلك.
هذا يجعلنا نقسم الأحزاب والتنظيمات والجماعات ذات الخلفية الإسلامية حاليا إلى 4 أقسام قياسا على رؤيتها وممارستها للسياسة:
1-تيار المحاببة
ونقصد به تلكم الأحزاب التي تنتسب للتيار الإسلامي تاريخا وفكرا ولكنها في نفس الوقت ارتأت التحالف مع السلطات القائمة عبر المشاركة في تلكم الحكومات والإدعاء أن ذلك هو السبيل الأمثل للتغيير والإصلاح وللأسف فبعض هذه الأحزاب دخلت لتغير فإذا بها تتغير فأضاعت بوصلتها وانحرفت عن مبادئها وهو ما جعل الأستاذ راشد الغنوشي يعقب على ممارسات هذه الفئة بقوله " الإستبداد مطلوب تغييره لا إضفاء الشرعية عليه عبر المشاركة في فتاته" ونضرب هنا مثلا بحركة مجتمع السلم الجزائرية وقد وصل الحال ببعض عينات هذه الفئة إلى تأييد حكومات عينها الإستعمار كما حدث مع الحزب الإسلامي العراقي.
2-المخالبة
ونقصد بها التنظيمات التي اعتنقت الخيار المسلح واعتقدت أن التغيير لا يكون إلا بإسقاط الأنظمة والذي لا يكون بدوره إلا بمحاربتها عسكريا والذي لا يمكن شرعنته هو الآخر إلا بتكفيرها وإنزال حكم الردة على أفرادها وللأسف فهذه الفئة وقعت في أخطاء فضيعة وارتكبت خطايا عديدة كان من نتاجها سفك الدماء وانتهاك المحرمات...يعني انها حاولت تغيير الطواغيت فإذا بها تمكن لهم أكثر فبدل أن يزول حكمهم إزداد رسوخا وتباثا ومن أمثلة هذه الفئة الجماعات المسلحة بالجزائر والجماعة الإسلامية والجهاد المصريتين وتنظيم القاعدة بمختلف فروعه.
3-المغالبة
ونعني بها الأحزاب الإسلامية التي ترى أن الخيار السلمي هو الحل المتاح والأنجع للتغيير وفي نفس الوقت ترفض أن ترتمي في أحضان السلطات وتجاهر بمعارضتها لها ومن أمثلته البارزة جماعة الإخوان بمصر وتيار جاب الله بالجزائر والنهضة بتونس والجماعة الإسلامية بباكستان....ويؤخذ على هذه الفئة ان بعض الأحزاب صارت كأسطوانة مشروخة تكرر وتجتر ما قيل سابقا دون اقتراح البديل ولا الإتيان بالجديد فهي تعارض من أجل المعارضة وكفى.
4-لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
هناك جماعات أخرى تختلف في مرجعياتها وتلتقي في استنكارها لممارسة السياسة من جهة والصدام المسلح من جهة أخرى كالسلفيين-ما يصطلح عليه اعلاميا بالسلفية الإعلامية- والصوفيين...فشعار بعضهم من السياسة ترك السياسة ويتجهون صوب منهجي التصفية والتربية والإعداد الروحي والنفسي...ولا يتوان بعضهم في تبديع إخوانه ممن ينشطون في الميدان السياسي ويتهم الكثيرون هذا التيار بكونه مقرب من السلطات فهي لذلك ترعاه وتدعمه.
بعد كل ما سبق لم نعد نستغرب إذا حجم التكفير والتبديع بل والتقاتل الذي ميز الفترة الأخيرة من مسيرة الإسلاميين فيما بينهم.
ولهذا فأبناء التيار الإسلامي قادة وجندا...شيوخا وأتباعا مدعوون لإعادة التفكير والإعتبار من المرحلة الماضية عبر معالجة الأخطاء وترقية النقد الذاتي البناء بعيدا عن الإفراط والتفريط.
****************************************
وما رأي الإخوة في حصيلة الإسلاميين في الجزائر خصوصا وبقية البلاد عموما
وما مستقبل هذا التيار في ظل التحديات التي تواجهه هنا وفي الخارج.
بعد كل ما سبق لم نعد نستغرب إذا حجم التكفير والتبديع بل والتقاتل الذي ميز الفترة الأخيرة من مسيرة الإسلاميين فيما بينهم.
ولهذا فأبناء التيار الإسلامي قادة وجندا...شيوخا وأتباعا مدعوون لإعادة التفكير والإعتبار من المرحلة الماضية عبر معالجة الأخطاء وترقية النقد الذاتي البناء بعيدا عن الإفراط والتفريط.
****************************************
وما رأي الإخوة في حصيلة الإسلاميين في الجزائر خصوصا وبقية البلاد عموما
وما مستقبل هذا التيار في ظل التحديات التي تواجهه هنا وفي الخارج.
يا من يذكرني بعهد أحبتي طاب الحديث عنهم و يطيب
أعد الحديث علي من جنباته إن الحديث عن الحبيب حبيب
ملأ الضلوع و فاض عن أجنابها قلب إذا ذَكَرَ الحبيبَ يذوب
icon36
أعد الحديث علي من جنباته إن الحديث عن الحبيب حبيب
ملأ الضلوع و فاض عن أجنابها قلب إذا ذَكَرَ الحبيبَ يذوب
icon36
من مواضيعي
0 والله عيب...الشعب الليبي يستنجد بنا ولا مجيب
0 هل مازالت المؤسسة العسكرية تحكم في الجزائر
0 الإسلاميون ما بين المحاببة والمخالبة...وما بين قدسية المبدأ وإغراءات السياسة
0 إقحام الدين في الرياضة....نموذج مصر والجزائر
0 إستطلاع ما رأيكم في إدراج الدين في الرياضة...نموذج مصر والجزائر
0 لماذا المبالغة في تضخيم لاعبينا المحترفين....
0 هل مازالت المؤسسة العسكرية تحكم في الجزائر
0 الإسلاميون ما بين المحاببة والمخالبة...وما بين قدسية المبدأ وإغراءات السياسة
0 إقحام الدين في الرياضة....نموذج مصر والجزائر
0 إستطلاع ما رأيكم في إدراج الدين في الرياضة...نموذج مصر والجزائر
0 لماذا المبالغة في تضخيم لاعبينا المحترفين....
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الدين القسام ; 29-10-2009 الساعة 11:57 AM