رد: من هم أهل السنة والجماعة يا أعضاء المنتدى
21-05-2008, 01:20 PM
17 - ابن جيش الرقي المؤذن
ومنهم الشيخ الصالح المقرئ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان ابن جيش بن علي الدمشقي المؤذن حضر على القاضي سليمان وسمع من أبي بكر بن احمد بن عبد الدائم وعيسى المطعم وهذه الطبقة أجاز له في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة جماعة من شيوخ دمشق ومصر ذكره الإمام أبو العباس بن حجي في معجم شيوخه ترجم الشيخ تقي الدين بشيخ الإسلام فيما سمعه منه النور علي بن محمد بن أيدغدي فيما وجدته بخطه.
18 - ابن الحريري
ومنهم الشيخ الإمام قاضي قضاة مصر والشام وأحد أعيان الاعلام شمس الدين مفتي المسلمين مفيد الطالبين ابو عبد الله محمد ابن الشيخ صفي الدين ابي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن عبد الوهاب الأنصاري الحنفي ابن الحريري.
ولد سنة ثلاث وخمسين وستمائة وتوفي يوم السبت رابع جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة كان يقول إن لم يكن ابن تيمية
شيخ الإسلام فمن وقال مرة لبعض أصحابه أتحب الشيخ تقي الدين قال نعم قال والله لقد أحببت شيئا مليحا حكى ذلك عن قاضي القضاة ابن الحريري المذكور الحافظ العلامة أبو الفداء إسماعيل بن كثير في تاريخه فيمن توفي سنة ثمان وعشرين من الأعيان.
19 - ابن شكر
ومنهم الشيخ الإمام العالم الفقيه الفاضل المحدث المفيد شمس الدين ابو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله بن شكر النبحاني نزيل دمشق الحنبلي ذو التصانيف الجمة التي منها كتاب نصيحة الأمة في عقائد الأئمة في مجلدين سمع من محمد بن اسماعيل بن الخباز وخلق من المتأخرين حتى من اقرانه من المحدثين ومن دونهم من المسندين ذكره الامام ابو العباس احمد بن حجي في معجم شيوخه مولده فيما وجدته بخطه سنة خمس وعشرين وسبعمائة وكان يترجم الشيخ تقي الدين ابن تيمية بشيخ الإسلام ويعظمه كثيرا .
20 - ابن اليونانية البعلبكي
ومنهم الشيخ الإمام العلامة الصالح البركة أقضى القضاة شمس الدين مفتي المسلمين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي الحسن علي بن احمد بن اليونانية البعلبكي الحنبلي قاضي بعلبك حدث عن أحمد بن أبي طالب الحجار وكان من القضاة الأخيار والعلماء الأعلام وترجم الشيخ تقي الدين غير ما مرة بشيخ الإسلام.
21 - ابن حمزة الحسيني
ومنهم السيد الشريف الإمام العالم العفيف الحافظ الناقد ذو النصانيف شمس الدين جمال المحدثين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن ابن حمزة بن أبي المحاسن [ محمد ابن ناصر بن علي بن الحسين بن اسماعيل بن الحسين بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ] الحسيني الدمشقي الشافعي ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة في شعبان وسمع من خلق منهم احمد بن علي الجزري وابو الفتح الميدومي وزينب ابنة الكمال وغيرهم من الاعيان وخرج لنفسه معجما يشتمل على خلق كثير وكان اماما حافظا مؤرخا له قدر كبير ومن مصنفاته الفاخرة كتاب الذرية الطاهرة سماه العرف الذكي في النسب الزكي وكتاب الاكتفا في الضعفا وكتاب أسامي رجال الائمة الستة ومسند احمد بن حنبل وكتاب التاريخ وغير ذلك من مختصر ومطول ومنه كتاب الإلمام في آداب دخول الحمام وكان حسن الخلق رضي النفس من الثقات الاثبات وجدت بخطه في غير ما موضع من مؤلفاته سمي فيها ابن تيمية شيخ الاسلام توفي رحمة الله في شهر رمضان سنة خمس وستين وسبعمائة.
22 - الزملكاني
ومنهم الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة كمال الدين جمال المناظرين أبو المعالي محمد بن أبي الحسن [ بن ] علي بن عبد الواحد بن خطيب زملكا أبي محمد عبد الكريم بن خلف [ ابن سلطان ابن خليل بن حسن ابن سعد بن ] نبهان الانصاري الشافعي ابن الزملكاني مولده في ليلة الاثنين ثامن شوال سنة ست وقيل سنة سبع وستين وستمائة وتوفي ليلة السبت السادس عشر من شهر رمضان سنة سبع وعشرين وسبعمائة بمدينة بلبيس وحمل إلى القاهرة فدفن بها تولى مناظرة شيخ الاسلام ابن تيمية غير ما مرة ومع ذلك فكان يعترف بإمامته ولا ينكر فضله ولا بره قال مرة عن الشيخ تقي الدين كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع انه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن احدا لا يعرف مثله.
وقال الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب في طبقاته وبلغني من طريق صحيح عن ابن الزملكاني انه سئل عن الشيخ يعني ابن تيمية فقال لم ير من خمسمائة سنة أو قال أربعمائة سنة والشك من الناقل وغالب ظنه انه قال من خمسمائة سنة احفظ منه انتهى .
وقد روى واشتهر وذكر وانتشر ما كتبه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني على كتاب بيان الدليل على بطلان التحليل تأليف ابن تيمية وهو ما نصه
من مصنفات [ سيدنا ] وشيخنا وقدوتنا الشيخ الإمام العالم العلامة الاوحد البارع الحافظ الزاهد الورع القدوة الكامل العارف تقي الدين شيخ الإسلام سيد العلماء قدوة الأئمة الفضلاء ناصر السنة قامع البدعة حجة الله على العباد راد أهل الزيغ والعناد أوحد العلماء العاملين آخر المجتهدين أبي العباس احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن عبد الله ابن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني حفظ الله على المسلمين طول حياته وأعاد عليهم من بركاته إنه على كل شيء قدير وكتب الشيخ كمال الدين بن الزملكاني أيضا بخطه على كتاب رفع الملام عن الائمة الأعلام ما نصه
تأليف الشيخ الامام العالم العلامة الأوحد الحافظ المجتهد الزاهد العابد القدوة إمام الائمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الانبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين بركة الاسلام حجة الاعلام برهان المتكلمين قامع المبتدعين محي السنة ومن عظمت به لله علينا المنة وقامت به على أعدائه الحجة واستبانت ببركته وهديه المحجة تقي الدين أبو العباس احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني أعلى الله مناره وشيد به من الدين أركانه ثم ذكر أبياتا منها
هو حجة لله باهرة % هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخلق ظاهرة % أنوارها أربت على الفجر
وقال الشيخ كمال الدين بن الزملكاني أيضا عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها وله اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين حكاه عن ابن الزملكاني الحافظ علم الدين أبو محمد القاسم بن البرزالي وحكاه أيضا الحافظ ابو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي فقال في كتابه طبقات الحفاظ في ترجمة الشيخ تقي الدين وهي خاتمة تراجم الطبقات .
وقال العلامة كمال الدين ابن الزملكاني كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع انه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم ان احدا لا يعرف مثله وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك ولا يعرف أنه ناظر أحدا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من علوم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين اليه.
وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين.
وقال ابن عبد الهادي ايضا في ترجمة الشيخ تقي الدين المفردة وقد سئل عنه الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني فقال هو بارع في فنون عديدة من الفقه والنحو والاصول ملازم لانواع الخير وتعليم العلم حسن العبارة قوي في دينه صحيح الذهن قوي الفهم.
23 - ابن دقيق العيد
ومنهم الشيخ العلامة الامام أحد شيوخ الاسلام قاضي قضاة المسلمين تقي الدين عمدة الفقهاء والمحدثين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب ابن مطيع ابن أبي الطاعة القشيري المنفلوطي المالكي الشافعي ابن دقيق العيد
المتوفي سنة اثنتين وسبعمائة روى عن ابن المقير وابن الجميزي وابن رواج وآخرين وعنه المزي والقطب الحلبي وغيرهما من المحدثين .
وكان إماما حافظا فقيها ذا تحرير مالكيا شافعيا ليس له نظير وكان يفتي بالمذهبين ويدرس فيهما بمدرسة الفاضل على الشرطين وله اليد الطولى في معرفة الأصلين ومن مؤلفاته كتاب الإلمام في الأحكام وكتاب الأربعين في الرواية عن رب العالمين.
لما قدم التتار خذلهم الله تعالى سنة سبعمائة إلى أطراف البلاد الشامية وكانت العساكر المصرية قد خرجت لقتالهم ثم قوي عليهم المطر وشدة البرد فرجعوا متوجهين إلى مصر فبلغ [ ذلك ] الشيخ تقي الدين ابن تيمية فركب على البريد من دمشق وساق ليلحق السلطان قبل دخوله إلى مصر فسبقه الجيش ودخل إلى القاهرة فدخلها الشيخ تقي الدين ابن تيمية في اليوم الثامن من خروجه من دمشق وكان دخوله مع دخول بعض العساكر إلى القاهرة يوم الاثنين حادي عشر جمادى الاولى سنة سبعمائة فاجتمع بالشيخ اعيان البلد ومنهم تقي الدين ابن دقيق العيد فسمع كلام الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقال له بعد سماع كلامه ما كنت أظن أن الله تعالى بقي يخلق مثلك وسئل الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد بعد انقضاء ذلك المجلس عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية فقال هو رجل حفظة فقيل له فهلا تكلمت معه فقال هذا رجل يحب الكلام وأنا أحب السكوت وقال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد أيضا لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد.
24 - ابن المنجا التنوخي
ومنهم الشيخ الامام الفقيه الصالح مفتي المسلمين علم المدرسين شرف الدين أبو عبد الله محمد بن أبي البركات المنجا ابن العز أبي عمرو عثمان بن وجيه الدين أبي المعالي أسعد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي المعري الأصل ثم الدمشقي ولد سنة خمس وسبعين وستمائة وسمع بإفادة والده الكثير من المسلم بن علان وطبقته وتفقه وأفتى ودرس وكان ذا صيانة وتقوى وديانة من خواص أصحاب الشيخ تقي الدين ابن تيمية وملازميه حضرا وسفرا توفي رحمه الله في رابع شوال سنة أربع وعشرين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون من دمشق.
24 - اليونيني
ومنهم الشيخ العالم الفقيه المؤرخ تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الامام قطب الدين أبي الفتح موسى بن الحافظ الفقيه تقي الدين أبي عبد الله ابن أبي الحسين احمد بن عبد الله بن عيسى بن احمد بن علي بن محمد بن محمد بن احمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب الهاشمي العلوي الحسيني اليونيني توفي يوم الاحد ثالث ذي الحجة سنة خمس وستين وسبعمائة وكان رضي النفس حسن الخلق كثير الأدب قليل الكلام يحمل حاجته من السوق في ذيله وهو أحد الأعلام الذين سموا ابن تيمية شيخ الاسلام.
25 - ابن السند
ومنهم الشيخ الامام العالم الحافظ الناقد المفيد شمس الدين عمدة المحدثين أبو عبد الله محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي الدمشقي الشافعي جد في طلب هذا الشأن واجتهد وحرر رجاله واسماءهم وانتقى وانتقد وخرج لنفسه ولغيره فأتقن وكتب بخطه كثيرا فأجاد وأحسن سمع من الذهبي واحمد بن المظفر النابلسي ومحمد بن الخباز وآخرين وكان حافظا عالما من المتقنين توفي سنة إحدى وتسعين وستمائة وكان يسمي ابن تيمية شيخ الاسلام كغيره من المعدلين.
26 - ابن سعد
ومنهم العالم الفاضل المحدث البارع المؤرخ المفيد شمس الدين جمال المخرجين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ المسند الكبير أبي زكريا يحيى ويقال له أسعد ابن الشيخ الفقيه الفاضل الاديب البارع الكاتب الوزير الصالح ابي عبد الله محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح ابن هبة الله بن نمير الانصاري المقدسي الاصل ثم الدمشقي الصالحي الشهير بابن سعد سمع الكثير بواسطة أبيه وطلب بنفسه فأكثر ذكره الذهبي في معجمه المختص بالمحدثين فقال المحدث الفاضل المفيد شمس الدين ولد سنة ثلاث وسبعمائة وبكر به والده فسمع كثيرا وهو حاضر وسمع من القاضي ومن والده وابن عبد الدائم والمطعم وخلق كثير وطلب بنفسه سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وكتب ورحل وخرج للشيوخ وتميز واصحابنا يثنون عليه انتهى كتب للشيخ تقي الدين ابن تيمية شيخ الاسلام غير ما مرة منها ما وجدته بخطه في طبقة سماع لجزء الحسن بن عرفة صورتها سمع جميع هذا الجزء وهو جزء ابن عرفة علي المشايخ الاربعة والعشرين الشيخ الامام العالم العلامة الاوحد البارع الحجة الحافظ الزاهد العابد الورع شيخ مشايخ الاسلام بقية الائمة الاعلام امام الائمة قدوة الامة علامة الزمان فريد الدهر والأوان بحر العلوم تقي الدين أبي العباس احمد بن الشيخ الامام العلامة شهاب الدين عبد الحليم ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية وأخيه الصدر العدل زين الدين أبي محمد عبد الرحمن وذكر باقي المشايخ وطرقهم الى ابن كليب راوي الجزء ثم قال بقراءة الشيخ الامام العالم العلامة الحافظ الناقد البارع مؤرخ الشام علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد ابن يوسف بن محمد بن البرزالي حرسه الله تعالى صاحب الجزء الشيخ الامام العالم المحدث الفاضل المتقن المفيد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن غنائم ابن المهندس وذكر جماعة كثيرين ثم قال وكاتب السماع محمد ابن يحيى بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد المقدسي عفا الله عنه وآخرون تفوق عدتهم ثمانية نفر مذكورين على نسخة صلاح الدين العلائي وصح ذلك وثبت في يوم الجمعة بعد الصلاة الخامس عشر من شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بجامع دمشق وأجاز الشيوخ كلهم ما لهم روايته.
27 - ابو حيان الأندلسي
ومنهم الشيخ الامام العلامة علم القراء استاذ النحاة والأدباء جمال المفسرين أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن
حيان النفزي الأندلسي الجياني ثم الغرناطي ثم المصري الظاهري .
ولد بمطخشارش من غرناطة قاعدة بلاد الأندلس في العشر الاخير من شوال سنة أربع وخمسين وستمائة ارتحل في أول سنة تسع وسبعين وحج فيها ولقي الشيوخ وأجاز له خلق منهم الخطيب يوسف بن ابراهيم ابن أبي ريحانة الاندلسي وهو أقدم من أجاز له ومنهم أبو الحسن علي بن البخاري وتوفي في الثاني والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة بعد أن أضر في آخر عمره.
قال القاضي أبو العباس أحمد بن أبي المفضل يحيى بن فضل الله العمري ولما سافر ابن تيمية على البريد إلى مصر سنة سبعمائة نزل عند عمي شرف الدين رحمه الله وحض أهل مصر على الجهاد في سبيل الله وأغلظ في القول للسلطان والامراء ثم رتب له في مدة مقامه بالقاهرة في كل يوم دينار ومخفية وجاءته بقجة قماش فلم يقبل من ذلك شيئا قال
وحضر عنده شيخنا أبو حيان وكان علامة وقته في النحو فقال ما رأت عيناي مثل ابن تيمية ثم مدحه على البديهة في المجلس
لما اتينا تقي الدين لاح لنا % داع إلى الله فرد ماله وزر
على محياه من سيما الألى صحبوا % خير البرية نور دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حبرا % بحر تقاذف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا % مقام سيد تيم إذ عصت مضر
فاظهر الحق إذ آثاره درست % وأخمد الشر إذ طارت له شرر
كنا نحدث عن حبر يجيء فها % أنت الامام الذي قد كان ينتظر .
قال ثم دار بينهما كلام فيه ذكر سيبويه فقال ابن تيمية فيه كلاما نافره عليه ابو حيان وقطعه بسببه ثم عاد من اكثر الناس ذما له واتخذه له ذنبا لا يغفر انتهى .
وهذه الابيات كتبها الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بخطه ونقلها من خطه المحدث أبو نصر محمد بن طولوبغا وبخطه وجدتها ووجدتها أيضا بخط الحافظ أبي عبد الله الذهبي لكن البيت الخامس منها
فاظهر الحق إذ آثاره درس % وأخمد الشر إذ طارت به الشرر
وباقي الابيات سواء قال الشيخ زين الدين ابن رجب في كتابه الطبقات عن هذه الابيات قال ويقال إن أبا حيان لم يقل أبياتا خيرا منها ولا أفحل. انتهى .
ووجدتها أيضا بخط شيخنا الحافظ أبي بكر محمد بن المحب وقرأها على أبي حيان عرضا فإن شيخنا لما حج في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة إجتمع بأبي حيان بمكة زادها الله شرفا وسمع من لفظه جزءا من فوائده في أوله اناشيد غزلية من نظمه أخر ابو حيان قراءتها أولا ثم قرأها آخر الجزء واعتذر عن قراءتها فيما قاله شيخنا في تلك البقعة الشريفة مما لا عذر له فيه إلا من جنس عذره لنظمه لذلك .
وقرأ شيخنا أيضا على ابي حيان أحاديث عدة من مروياته في يوم الأحد سادس ذي الحجة من السنة.
وأوقف أبا حيان على هذه الأبيات التي مدح بها الشيخ تقي الدين عرضها عليد فقال قد كشطتها من ديواني ولا أثني عليه بخير وقال ناظرته فذكرت له كلام سيبويه فقال يفشر سيبويه قال يعني ابا حيان وهذا لا يستحق الخطاب انتهى .
وهذه القصة ذكرها الحافظ العلامة أبو الفداء اسماعيل بن كثير في تاريخه وهي أن أبا حيان تكلم مع الشيخ تقي الدين في مسألة في النحو فقطعه ابن تيمية فيها وألزمه الحجة فذكر ابو حيان كلام سيبويه فقال ابن تيمية يفشر سيبويه أسيبويه نبي النحو أرسله الله به حتى يكون معصوما سيبويه أخطأ في القرآن في ثمانين موضعا لا تفهمها أنت ولا هو هذا الكلام أو نحوه على ما سمعته من جماعة أخبروا به عن هذه الواقعة
وقد كان ابن تيمية لا تأخذه في الحق لومة لائم وليس عنده مداهنة وكان مادحه وذامه عنده في الحق سواء انتهى.
لكن بعد موت الشيخ تقي الدين رحمة الله عليه رثاه بعض المصريين بقصيدة وعرضها على أبي حيان فسمعها منه وأقره عليها قال ابن عبد الهادي في ترجمة الشيخ تقي الدين المفردة حين ذكر مراثيه قال ومنها قصيدة لرجل جندي من أهل مصر أرسلها وذكر أنه عرضها على الامام أبي حيان النحوي وهي هذه
خطب دنا فبكى له الاسلام % وبكت لعظم بكائه الايام
وذكر القصيدة ومنها
بحر العلوم وكنز كل فصيلة % في الدهر فرد في الزمان إمام
ومنها
والسنة البيضاء أحيا ميتها % فغدت عليها حرمة وزمام
وأمات من بدع الضلال عوائدا % لا يستطيع لدفعها الصمصام
فلئن تأخر في القرون لثامن % فلقد تقدم في العلوم أمام.
قلت وناظم هذه القصيدة يقال له بدر الدين ابن عز الدين المغيثي رحمه الله تعالى وأراه محمد بن عبد العزيز بن كمال الدين عبد الرحيم المارديني الصفار وكان والده عز الدين من خواص أصحاب الشيخ تقي الدين وكتب ابنه بدر الدين المذكور مصنف الشيخ في الرد على الرافضي في ست مجلدات هي عندي بخطه يترجم الشيخ في أوائل كل جزء بترجمة بليغة من ذلك قوله في حاشية الجزء الاول فيما وجدته بخطه تأليف شيخ
الاسلام والمسلمين القائم ببيان الحق ونصر الدين الداعي الى الله ورسوله المجاهد في سبيله الذي اضحك الله به من الدين ما كان عابسا وأحيا من السنة ما كان دارسا والنور الذي أطلعه الله في ليل الشبهات فكشف به غياهب الظلمات وفتح به من القلوب مقفلها وأزاح به عن النفوس عللها فقمع به زيغ الزائغين وشك الشاكين وانتحال المبطلين وصدقت به بشارة رسول رب العالمين بقوله صلى الله عليه وسلم إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها وبقوله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
وهو الشيخ الامام العلامة الزاهد العابد الخاشع الناسك الحافظ المتبع تقي الدين ابو العباس احمد ابن الشيخ الامام العلامة شيخ الاسلام أبي المحاسن عبد الحليم ابن شيخ الاسلام مفتي الفرق علامة الدنيا مجد الدين عبد السلام ابن الشيخ الامام العلامة الكبير شيخ الاسلام فخر الدين عبد الله ابن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني قدس الله روحه ونور ضريحه ثم كتب ابن عز الدين المذكور مقابل الترجمة نقلت هذه الترجمة من خط محمد ابن قيم الجوزية انتهى.
28 - ابن قيم الجوزية
ومنهم الشيخ الامام العلامة شمس الدين أحد المحققين علم المصنفين نادرة المفسرين أبو عبد الله محمد ابن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الاصل ثم الدمشقي ابن قيم الجوزية وتلميذ الشيخ تقي الدين ابن تيمية له التصانيف الانيقة والتآليف التي في علوم الشريعة والحقيقة مولده سنة إحدى وتسعين وستمائة سمع من القاضي سليمان بن حمزة وعيسى المطعم وطبقتهما ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية وأخذ عنه علما جما وكان ذا فنون من العلوم وخاصة التفسير والاصول من المنطوق والمفهوم ومن مصنفاته زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم في أربع مجلدات وكتاب سفر الهجرتين وباب السعادتين مجلد .
حدث عنه الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب وغيره توفي ليلة الخميس ثالث عشر شهر رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ودفن بمقبرة الباب الصغير من دمشق عند والديه رحمهما الله وكانت جنازته مشهورة [ قال شيخنا الحافظ أبو بكر محمد بن المحب فيما وجدته بخطه قلت إمام شيخنا المزي ابن القيم في درجة ابن خزيمة فقال هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه ] ترجم شيخه غير ما مرة بشيخ الاسلام منها ما تقدم قريبا ومنها قوله وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة قال وكان اذا صلى الفجر يجلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار جدا وكان اذا سئل عن ذلك يقول هذه غدوتي ولو لم اتغد هذه الغدوة سقطت قواي وكان يقول لما خلق الله حملة العرش قالوا ربنا لم خلقتنا قال خلقتكم لتحملوا عرشي قالوا ربنا ومن يطيق حمل عرشك وعليه عظمتك قال قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله وكان يكثر ان يقول انا المكدي وابن المكدي وهكذا كان ابي وجدي وكان يقول بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين وكان يقول لا بد للسالك الى الله من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وقال العارف يسير الى الله عز وجل بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس وكان يتمثل كثيرا
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى % وصوت إنسان فكدت أطير
وكان يتمثل أيضا
وأخرج من بين البيوت لعلني % أحدث عنك النفس في السر خاليا.
29 - تاج الدين الحميري
ومنهم الشيخ المسند الكبير الامام العالم المؤرخ المفيد تاج الدين ابو العباس أحمد ابن الشيخ نجم الدين أبي عبد الله محمد بن بهاء الدين أبي محمد عبد الله بن الحسن بن الحسين بن اسماعيل بن أبي الطاهر وهب بن محبوب
الحميري المعري الأصل البعلي ثم الدمشقي الشافعي مولده فيما وجدته بخطه ثامن عشر شعبان سنة إحدى وسبعمائة أسند الكثير وسمع منه جم غفير منهم أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي وعلي بن أبي بكر الهيثمي وعلي بن البناء ومحمد بن سند وغير واحد من العلماء لقي الشيخ تقي الدين وسمع منه وروى غير مرة عنه من ذلك ما قال انشدنا شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى فذكر بيتين.
ومازال الكثير الكثير فأين إجماعك المزعوم
مازال:
التعديل الأخير تم بواسطة جمال البليدي ; 21-05-2008 الساعة 01:25 PM