اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
شكرا للأخوين الفاضلين:" المهلهل" و:" علمدار" على حسن تجاوبهما مع مقالي، وأحمد الله على توفيقه لي فيما كتبته، فكان ثناء أخوينا عليه مشجعا لمواصلة الحوار الهادئ الهادف البناء لتضييق زاوية الخلاف فيما اختلفنا فيه، وهذه الآن تعليقات يسيرة على ما تفضلا به، فأقول:
الأخ:" المهلهل":
بالنسبة لما وصفته بالمغالطة الأولى في مقالي، وتضمنها:
قولك:{ هذه طامة كبرى ...أن يتم التبرير للدولة...}، بعد ضربك للمثل بما لو فشت في الشعب منكرات عديدة ك:" الشرك والسحر والشعودة والسرقة وغيرها"، وذلك تعليقا منك على قولي:{ وأغفل شيئا هاما جدا في طرحه، وهو:" أن الدولة لو لم تجد شعبا يعشق شرب الخمور: لما توسعت في بناء مصانعه؟؟؟}. "
التعليق: أخانا:" المهلهل": أنت تعلم يقينا بأن أخاك:" أمازيغي مسلم" ليس من الصنف الذي يبرر للظالم ظلمه، ولا للعاصي عصيانه؟؟؟، وقد قلتها أكثر من مرة، وفي هذا المقال بالذات أن:{ كل ما كتبته مؤخرا: إنما كتبته نصحا لإخواني وأخواتي: امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام:" الدين النصيحة"، وقد صرحت أكثر من مرة أنني لم أكتب:" تطبيلا لفلان، أو تزميرا لعلان؟؟؟"، بل:" نصحا للأصحاب والخلان}."
لو تأملت أخانا:" المهلهل" في قولي الذي اقتبسته وعلقت عليه لوجدت في آخره ثلاث علامات استفهام، والغرض منه هو:" الإنكار"، وهو أسلوب بلاغي معروف، قصدت من خلاله:" الإنكار على الشعب: توسعه في شرب الخمر، وعلى الدولة: توسعها في بناء مصانعه"، ومن غير المعقول أن: أبرر للعاصي عصيانه، وإلا كنت مشاركا له في الحكم؟؟؟.
وهناك لفتة لغوية أخرى، وهي استعمالي لحرف:" لو" المتبوع بحرف النفي والجزم:" لم"، والمعروف عند اللغويين أن:" لو": حرف امتناع لامتناع، وهو ما قصدته من استعمالي لها، أي:" لو امتنع الشعب عن شرب الخمر: لامتنعت الدولة عن التوسع في بناء مصانعه"، وهذا تعبير لغوي سليم لا يحتمل تبريرا بأي وجه من الوجوه، وفي الوقت ذاته تضمن إشارة إلى وجوب تغيير ما بأنفسنا نحن الشعب حتى يغير الله أحوالنا، ومن ذلك حال حكامنا: مصداقا لقوله تعالى:[ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ].
قولك:{ فما فائدة كثرة الدعاة إلى الله بدون وجود يد السلطان الرادعة لمن تعدى حدود الله}.
التعليق: لا شك أن:" اجتماع كلمة اللسان، ويد السلطان: أبلغ في التمكين لشريعة الرحمن"، ولكن ماذا يفعل الإنسان إذا غابت يد السلطان؟؟؟، هل يبقى مربوط اللسان؟؟؟، وقد قال سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام:" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فبقلبه، وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان" . رَوَاهُ مُسلم.
نعم أخانا:" المهلهل": إن لكثرة الدعاة إلى الله فوائد كثيرة، وأنت قرأت ورأيت ثمار أعمالهم في أزمنة عديدة – رغم غياب يد السلطان؟؟؟-.
وهناك قاعدة تقول:" ما لا يدرك كله: لا يترك جله ".
بالنسبة لمسألة:" التشريع والاستحلال" هي: مسألة طويلة الذيول، واسعة المباحث، قد نبحثها في موضوع مستقل، فهذا المختصر لن يوفيها حقها ومستحقها.
أما بالنسبة للنقطة الثانية، وهي المتعلقة بنقلي عن أحد الدعاة قوله:{ كثيرا جدا ما يسألني الشباب عن حكم الموت في سبيل الله، ولكن لم يسألني أحد عن حكم العيش في سبيل الله؟؟؟}.
فعلقت على ذلك أخانا:" المهلهل" قائلا:{ جاءت بعد الصحوة التي سادت جزيرة العرب بعد الغزو الأمريكي للعراق، وهناك من الدعاة غفر الله لهم مارسوا التضليل للحؤول بين المرء ودينه، فجاءت هذه المقولة أو المغالطة التي طار بها الكثير سامحهم الله، فهذه المغالطة لا تصح}.
التعليق: أخانا:" المهلهل": أظن بأنك قد أخطأت في نسبة المقولة لزمن قولها، وبالتالي لقائلها، وأخطأت تبعا لهذا وذاك في: فهم قصد قائلها، وإليك البيان:
الذي أذكره وأحفظه أن قائل المقولة هو: الشيخ:" محمد الغزالي" رحمه الله، وقد قالها فيما أذكر في: أوج فترة الجهاد الأفغاني لمحاربة الملاحدة الشيوعيين السوفييت، ولعله رحمه الله لمس اندفاعا شديدا للشباب العرب آنذاك للموت في سبيل الله: قتالا في ساحات المعارك مع تركهم لمساحات جهادية أخرى في قطاعات واسعة من الأمة، فقال تلك الحكمة نصحا للأمة على المنظور البعيد، وصدق رحمه الله في قوله، لأن الجهاد الشرعي ليس محصورا في القتال، بل يشمل:" جهاد العلم والدعوة والمال والعمل الخيري"، قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في شأن جهاد الدعوة:[ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا]، أي: وجاهدهم بعون الله وتوفيقه، أَو بالقرآن، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال عليه الصلاة والسلام في نفس سياق جهاد الدعوة:" مَا من نَبِي بَعثه الله فِي أمة قبلي إِلَّا كَانَ لَهُ من أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ" . رَوَاهُ مُسلم.
وقال عن جهاد التعليم:" مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يعلِّمه كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ...".
وقال تعالى في شأن جهاد المال إلى جانب الجهاد بالنفس:[ وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذالِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ].
وقال عليه الصلاة والسلام في شأن جهاد العمل الخيري:" السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمَسَاكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ"، وقال أيضا:" أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة، والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله".
الأخ:" علمدار":
فيما يخص موافقتك الأخ:" المهلهل" في النقطة الأولى، فقد قرأت جوابي المفصل عليها.
وأما فيما يخص بقية مشاركتك، فأنا أوافقك على ما قررته.
بارك الله فيكما، وشكرا لكما لحسن تفاعلكما.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وبارك الله فيك على الرد الجميل أخي المسلم أمازيغي .
إذن نحن متفقان ولله الحمد ... وكنت أعلم ذلك عنك فما خاب ظني فيك ... ولتعلم أخي أن كلامي جاء مكملا لكلامك ...مسلطا الضوء على جانب تم إغفاله وتغافله لدى الكثير ...
هو محاولة إصلاح الرعية دون الإهتمام لامر الراعي ...فكان لزاما علي تسليط الضوء على هذا الجاني للقراء ... وعليه فإن بسط شريعة الرحمان يحتاج إلى تصفية وتربية ... للرعية من قبل الدعاة ...ونصح وتوجيه للراعي حتى تكتمل مهمة تأدية الأمانة التي أبت الجبال أن يحملنها ... وهي أمانة الدعوة والصدع بالحق ...فبارك الله فيك ونفع بك ...
النقطة الثانية نعم أخطأت في المقولة ... لكنني مررت على ما يشابهها عند الكثير من الدعاة إبان الغزو الأمريكي للعراق ...ربما أعيد استنساخها بقالب آخر ...وهي كالتالي ...:" الحياة في سبيل الله أصعب وأعظم من الموت في سبيل الله " .... وجاءت في ضرف عصيب عرف صحوة إسلامية ردت كيد أمريكا في نحرها وولت الأدبار ...
والمقام كان فيها مقام قتال وجهاد وصد لصولة العدو ولم يكن ضرف سلم ودعة ....
وشكرا لك على الرد وجزاك الله خيرا ...