تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري

> هذه هي السلفية التي لا تعجب الكثير.

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد2
محمد2
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 18-03-2007
  • الدولة : التاريخ الإسلامي الحافل بالبطولة.
  • المشاركات : 1,065
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • محمد2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد2
محمد2
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية محمد2
محمد2
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 18-03-2007
  • الدولة : التاريخ الإسلامي الحافل بالبطولة.
  • المشاركات : 1,065
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • محمد2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية محمد2
محمد2
عضو متميز
رد: هذه هي السلفية التي لا تعجب الكثير.
16-05-2007, 09:24 PM
قال رسول صلى الله عليه وسلم ( من قال حين يصبح >>لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير<< كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل . و حط عنه عشر خطيئات ، ، ورفع له عشر درجات ، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي ، وإذا أمسى فمثل ذلك حتى يصبح )رواه ابن ماجه وانظر صحيح ابن ماجه 2/331 .وانظر كتيب حصن المسلم .
  • ملف العضو
  • معلومات
محب الخير
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 15-04-2007
  • المشاركات : 90
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • محب الخير is on a distinguished road
محب الخير
عضو نشيط
رد: هذه هي السلفية التي لا تعجب الكثير.
16-05-2007, 10:13 PM
محاضرة قيمة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى وضح فيها الكثير من أصول منهج السلف الصالح


وجوب التثبت في الاخبار واحترام العلماء وبيان مكانتهم في الامة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخاتم انبيائه ورسله نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى اله واصحابه وازواجه الطيبين الطاهرين وعلى التابعين ومن تبعهم واهتدى بهديهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين‏.‏ امّا بعد‏:‏

يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَاَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ اِذْ كُنتُمْ اَعْدَاء فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ اِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَاَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مِّنكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَاَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ اَكْفَرْتُم بَعْدَ اِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ‏}‏ ‏[‏ال عمران/ 102 -106‏]‏

في هذا الايات الكريمة يامر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين لانهم هم الذي يمتثلون اوامر الله سبحانه وتعالى، ويصغون لندائه‏:‏ ‏{‏اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}‏‏.‏

معنى التقوى‏:‏

التقوى معناها في اللغة‏:‏ ‏"‏ ان تتخذ بينك وبين ما تكره وقاية وحائلًا يحول بينك وبين ما تكره ‏"‏ كما يتخذ الانسان الثياب يتقي بها البرد والحر، ويتخذ الدروع ليتقي بها سهام الاعداء، ويبني الحصول ليتحصن بها من كيد الاعداء كما يلبس على رجليه ما يقيهما من حر الرمضاء ومن الشوك والحفاء‏.‏ من فعل ذلك فقد اتقى هذه المحاذير ولكن تقوى الله لا تكون لا باللباس ولا بالحصون ولا بالسلاح ولا بالجنود، وانما تكون تقوى الله عز وجل بطاعته وامتثال اوامره واجتناب ما نهى عنه سبحانه‏.‏

فتقوى الله معناها‏:‏ ان تفعل ما امرك سبحانه وتعالى به ورجاء ثوابه، وان تترك معصية الله خوفًا من عقابه‏.‏ و ‏{‏حَقَّ تُقَاتِهِ‏}‏ معناها‏:‏ ان الانسان لا يترك شيئًا مما امر الله به الا وَفَعَلَه‏,‏ وان لا يفعل شيئًا مما نهى الله عنه بان يتجنب كل ما نهى الله عنه‏.‏

تفسير ابن مسعود لحق تقاته‏:‏

ولهذا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏ اتقوا الله حق تقاته، ان يُطَاعَ فلا يُعْصَى، وان يُذْكَر فلا يُنْسَى، وان يُشْكَرَ فَلاَ يُكْفَر ‏"‏ (20) من فعل ذلك فقد اتقى الله حقا تقاته‏.‏

التقوى بحسب الاستطاعة‏:‏

ولكنّ احدًا لن يستطيع ان يقوم بهذا، لن يستطيع ان يفعل كل ما امر الله به ولا يترك شيئًا، وان يتجنب كل نما نهى الله عنه‏.‏ لذلك اشكلت هذه الاية على بعض الصحابة‏.‏ فانزل الله سبحانه وتعالى قوله‏:‏ ‏{‏فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‏}‏ ‏[‏التغابن/ 16].‏

فكانت هذه الاية مبينة لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}‏، فاذا قام الانسان بما يستطيع فقد اتقى الله حق تقاته لان الله سبحانه لا يكلف نفسًا الا وسعها وهذا من رحمته سبحانه وتعالى بعباده‏.‏ انه لا يكلفهم ما لا يطيقون‏.‏

فالانسان اذ بذل وسعه في طاعة الله عز وجل وتجنب ما نهى الله عنه فان الله يعفو عن ما لا يستطيعه الانسان‏.‏ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم، ما نهيتكم عنه فاجتنبوه‏)‏ (21)‏‏.‏ فالاوامر ياتي الانسان منها بما يستطيع، اما النواهي فالانسان يتجنبها كلها لان الاجتناب سهل على الانسان‏.‏

الحرص على الاسباب المؤدية لحسن الخاتمة‏:‏

‏{وَلاَ تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَاَنتُم مُّسْلِمُونَ‏}‏ ‏[‏ال عمران / 102].‏

هذا امر من الله سبحانه وتعالى بان المؤمن لا يموت الا وهو مسلم متمسك بدينه‏.‏

وهل الانسان يملك ان يموت مسلمًا او انّ هذا بيد الله سبحانه وتعالى هذا بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن معنى قوله‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَاَنتُم مُّسْلِمُونَ}‏، اي اثبتوا على الايمان وعلى الاسلام ومن ثبت على الايمان وعلى الاسلام فانه قد فعل السبب الذي يُسَبّبُ ان الله جل وعلا يُحْسن له الخاتمة لان من عاش على شيء مات عليه‏.‏

فهذا فيه حث للانسان ان يتمسك بدينه وان يصبر عليه من اجل ان لا تاتيه منيته وهو على المعاصي فيختم له بخاتمة السوء ومن عاش على شيء فانه يُخْتَمُ له به‏.‏

فمن عاش على الطاعة ومحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فانه قد فعل السبب الذي يُسَبّب له حسن الخاتمة‏.‏

واما من ارتكب المعاصي والمخالفات فانه قد فعل السبب الذي سبب له سوء الخاتمة - ليحذر الانسان من هذا -‏.‏

الدعوة الى الاعتصام بشرع الله وكتابه‏:‏

ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا‏}‏ ‏[‏ال عمران/ 103 ‏]‏، هذا امر من الله لنا ان نعتصم بحبل الله بمعنى ان نتمسك بشرع الله‏.‏

وحبل الله هو القران ويُرَادُ به ايضًا الاسلام - ويُرَادُ به العهد - فحبل الله يراد به الاسلام والقران واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

فاذا تمسك به الانسان نجا، كالغريق، اذا كان في لُجّة الماء وتمسك بالحبل الذي ينجو به من الغرق فانه قد فعل السبب‏.‏ كذلك نحن في حياتنا وفي معترك الفتن والشرور اذا تمسكنا بحبل الله نجونا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فان يَعِشْ منكم فَسَيَرَى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعَضّوا عليه بالنواجذ، واياكم ومحدثات الامور‏)‏ (22).‏

واخبر صلى الله عليه وسلم انه ستكون فتن‏.‏ قالوا‏:‏ وما المخرج منها يا رسول الله ‏؟‏‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏كتاب الله‏)‏ (23)‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏انني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي - كتاب الله وسنتي‏)‏ (24).‏ وهذا هو حبل الله‏.‏

وجوب الاجتماع على الاعتصام بالكتاب والسنة‏:‏

وقوله‏:‏ ‏{‏جميعًا}‏، ولاحظوا كلمة جميعًا فان الله يطلب منّا ان نجتمع على كتاب الله وان يكون لنا هو الهادي والمرشد الذي نسير عليه وان نترك الاهواء والمخالفات والاراء ونتمسك بحبل الله عز وجل مجتمعين فجماعة المسلمين كلها مرجعها شيء واحد هو كتاب الله عز وجل‏.‏

ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ان الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وان تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وان تناصحوا من ولاّه الله امركم، ويكره لكم ثلاثًا‏:‏ القيل والقال، وكثرة السؤال، واضاعة المال‏)‏ ‏(25)‏

الامر باصلاح العقيدة ‏:‏

هذه الثلاث التي يكرهها الله لنا‏.‏‏.‏ فقوله صلى الله عليه وسلم ‏(‏ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا‏)‏ هذا فيه اصلاح العقيدة من الشركيات والبدع والخرافات التي ما انزل الله بها من سلطان‏.‏ لا يكون هناك منهاج غير الكتاب والسنة‏,‏ ولا يكون لنا طرق لا يكون لنا متبعون غير الكتاب والسنة‏,‏ يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اَطِيعُواْ اللَّهَ وَاَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاُوْلِي الاَمْرِ مِنكُمْ فَاِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ اِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ اِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَاَحْسَنُ تَاْوِيلاً}‏‏.‏ ‏[‏النساء / 59 ‏]‏

نرجع الى كتاب الله وسنة رسوله نرجع اليهما ونصدر عنهما‏.‏

اتباع الكتاب والسنة طريق للاجتماع ‏:‏

وهذا ضمان من الاختلاف والتفرق اما اذا احدثنا مناهج وطرقًا وسننًا مخالفة للكتاب والسنة فاننا نهلك‏.‏ كم قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَاَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏‏.‏ ‏[‏الانعام / 153‏]‏

(وقد خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًا مستقيمًا وخط عن يمينه وشماله خطوطًا معوجة - وقال للمستقيم ‏:‏هذا سبيل الله‏.‏ وقال للمعوجة ‏:‏هذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو الناس اليها) (26)‏

هذا توضيح من النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الايات الكريمة وبيان واضح ان من ترك الاعتصام بكتاب الله فانه يذهب مع الشياطين ومع الطرق المعوجة‏.‏

سبب نزول قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الاية‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ اِذْ كُنتُمْ اَعْدَاء فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ اِخْوَانًا‏}‏ ‏[‏ال عمران/ 103‏]‏‏.‏

هذه الاية نزلت في حادثة وقعت بين الانصار بسبب افساد اليهود كان بين الانصار قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة حروب طاحنة فقد كانت بينهم حرب بعاث التي استمرت اكثر من مائة سنة وهي بين الاوس والخزرج وهم اولاد عم وفي بلد واحد‏.‏

فلما هاجر اليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وامنوا بالله ورسوله طفئت هذه الحرب واصبحوا اخوانا متحابين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وكانوا يجتمعون ويتحادثون محادثة مودة‏.‏

حرص اليهود على اثارة الفتنة بين المسلمين ‏:‏

فلما راي اليهود ذلك غاظهم فجاء شيطان منهم وجلس بين الانصار وهم يتحادثون فيما بينهم‏,‏ فجعل يذكر لهم الحروب التي كانت بينهم في الجاهلية والثارات وجعل ينشد الاشعار التي يقولها بعضهم في بعض‏,‏ من اشعار السب والشتم‏.‏

فعند ذلك دبت الفتنة بين الانصار بسبب هذا اليهودي الذي اثار بينهم نعرة الجاهلية وصار في نفوس بعضهم على بعض ثم تثاور الحيان وامروا باحضار الاسلحة وتواعدوا في الحرة من الغد‏,‏ فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ بذلك جاء اليهم وجلس بينهم وقال صلى الله عليه وسلم ‏(‏ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم ‏)‏‏,‏ ثم انزل الله تعالى هذه الاية‏:‏ ‏{‏اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَاَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ اِذْ كُنتُمْ اَعْدَاء فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ اِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَاَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‏}‏ ‏[‏ال عمران / 102 ‏,‏103‏]‏‏).‏

فعند ذلك اذهب الله ما في قلوب الانصار من الحقد والبغضاء فيما بينهم وقام بعضهم وسلم على بعض وتعانقوا وذهب ما بينهم الذي اثاره هذا اليهودي (27).‏

حرص الاعداء على تفريق جماعة المسلمين ‏:‏

فانظروا يا عباد الله ماذا يصنع بنا الاعداء قديمًا وحديثًا يريدون ان يفرقوا جماعتنا‏,‏ يريدون ان يشتتوا شملنا - يريدون ان لا نجتمع على كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏

هذا ما يريده لنا الاعداء‏.‏

وهذه الحادثة التي سمعتم شيئًا منها وسمعتم ما انزل الله فيها من قران فيها عبرة لنا في ان العداء يغيظهم اذا اجتمعنا على كتاب الله وعلى سنه رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فالاعداء يحاولون ان يلقوا بيننا العداوة والبغضاء وان يفرقوا جماعته وان يشتتوا شملنا وان يعيدوا بيننا النخوة الجاهلية‏.‏ فلنحذر من ذلك ولهذا قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ‏}‏‏,‏ فالتفرق شر وبلاء وفتنة ولا يحسم ذلك الشر الا بالرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم‏.‏

‏"‏ الامور التي يتحقق بها الاجتماع والقوة والائتلاف للمسلمين ‏"‏

وفي الحديث الذي سمعتم قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا‏,‏ وان تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا‏,‏ وان تناصحوا من ولاء الله امركم‏)‏ (28)‏.‏

هذا الحديث امرنا فيه صلى الله عليه وسلم‏.‏‏,‏ بثلاثة اشياء‏:‏ -

بوحدة العقيدة‏:‏ في قوله‏:‏ ‏(‏ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا‏)‏‏.‏

وبوحدة المرجع والمصدر الذي نرجع اليه في حل مشاكلنا في قوله‏:‏ ‏{‏اعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ‏}‏‏.‏

وبوحدة القيادة في قوله‏:‏ ‏(‏وان تناصحوا من ولاه الله امركم‏)‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏(‏الدين النصيحة ‏)‏‏,‏ قلنا‏:‏ لمن يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ (لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم)‏ (29).‏

مناصحة ولاة الامور والنصيحة لهم وطاعتهم في المعروف‏.‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اَطِيعُواْ اللَّهَ وَاَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاُوْلِي الاَمْرِ مِنكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء /95‏]‏‏.‏

هذا مما يحصل به الاجتماع والائتلاف والقوة للمسلمين‏.‏

فهذه الامور الثلاثة‏:‏ وحدة العقيدة‏,‏ ووحدة المصدر‏,‏ ووحدة القيادة اذا تجمعت للمسلمين فانه قد اجتمع لهم الخير كله‏.‏‏.‏ وهذه الثلاث والحمد لله مجتمعة لنا الان‏,‏ عقيدتنا عقيدة التوحيد‏,‏ شهادة ان لا اله الا الله ‏,‏وان محمدًا رسول الله‏.‏

كون هذه البلاد بلاد التوحيد الخالص‏:‏ -

عقيدتنا عقيدة التوحيد الخالص فليس عندنا والحمد لله شيء من مظاهر الشرك التي توجد في البلاد الاخرى -بلادنا بلاد التوحيد وبلاد العقيدة وبلاد الدعوة كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ ولا تزال ان شاء الله‏.‏

وكذلك عندنا وحدة المصدر وهو كتاب الله وسنته رسولنا صلى الله عليه وسلم على الصغيرة والكبيرة نطبق الحدود‏,‏ ونقيم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وننفذ الحدود‏.‏ وهذه نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالي‏.‏

قيادتنا والحمد لله مسلمة قامت على الكتاب والسنة وعلى الدعوة الى الله عز وجل لا اقول باننا قد كملنا من كل الوجوه‏.‏

علاج الخلل والنقص الموجود في مجتمعنا ‏:‏

عندنا نقص وعندنا خلل ولكن هذا يمكن اصلاحه بالتعاون على البر والتقوى والرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏,‏والتناصح والعمل بقوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ‏(‏الدين النصيحة‏,‏ قلنا لمن يا رسول ‏؟‏ قال‏:‏ لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم‏)‏ (30).‏

ومعني ذلك ان نتمسك بهذه النعمة وان نشكر عليها وان نعمل على بقائها وتنميتها وان نصلح ما يحصل فيها من الخلل بالطرق الصحيحة السليمة‏,‏ بطرق العلاج السليمة الصحيحة التي ارشد اليها نبينا‏,‏ هذه النعمة نعمة عظيمة فلنحافظ عليها وان لم نتمسك بها وان لم نحرص عليها فانها سوف تضيع من بين ايدينا‏.‏

‏"‏ اسباب التفرق ‏"‏

والتفرق له اسباب كثيرة من اعظمها ‏:‏

اولًا‏:‏ مخالفة منهج السلف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعهم فالسلف لهم منهج يسيرون عليه‏,‏ منهج في الاعتقاد ومنهج في الدعوة‏,‏ ومنهج في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر‏,‏ ومنهج في الحكم بين الناس‏,‏ وهذا المنهج كله متوحد على كتاب الله وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكانت هذه البلاد والحمد لله تسير على هذا النهج كما يعرف هذا القاصي والداني لا ينكره الا مكابد‏,‏ كانت هذه البلاد تسير على منهج سليم‏,‏ تسير على منهج السلف الصالح في العقيدة‏,‏ وفي الدعوى الى الله عز وجل‏,‏ وفي الامر بالمعرف والنهي عن المنكر وفي الحكم بين الناس بما انزل الله‏,‏ كل هذا موجود ولا يزال ولله الحمد في هذه البلاد لا ينكر ذلك الا مكابر‏.‏

خطورة المناهج المستوردة المخالفة للكتاب والسنة‏:‏ -

لكن اذا تنكرنا لهذا المنهج الذي كان عليه سلفنا الصالح واستوردنا مناهج من هنا وهناك تفرقنا وصار كل جماعة لها منهج يخالف منهج الجماعة الاخرى وكل جماعة تخطيء الجماعة الاخرى‏.‏

لماذا هذا يا عباد الله ‏؟‏‏!‏‏!‏‏!‏ السنا امة واحدة‏.‏

اليس ديننا الاسلام ‏؟‏ اليس منهجنا هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم‏,‏ وصحابته ‏؟‏ اليس دليلنا ومرجعنا هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏ اذن لماذا نستورد المبادئ والمناهج من هنا وهناك ‏,‏والواجب علينا ان نصدر هذا المنهج السليم الذي نحن عليه في بلاد العالم ‏,‏كما قال الله تعالى ‏{‏كُنتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ‏}‏ ‏[‏ال عمران /110‏]‏‏.‏

تعدد المناهج سبب للتفرق ‏:‏

اما اذا تفرقنا فان هذا يرضي اعدائنا‏.‏ كما قال سبحانه‏:‏ ‏{‏اِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ اِنَّمَا اَمْرُهُمْ اِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ‏}‏ ‏[‏الانعام / 159‏]‏‏.‏

وقال سبحانه تعالى‏:‏ ‏{‏فَتَقَطَّعُوا اَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ‏}‏‏.‏ ‏[‏المؤمنون / 53‏]‏‏.‏

ان الله لا يرضي لنا هذا‏,‏ ورسولنا صلى الله عليه وسلم لا يرضي لنا هذا ‏,‏وكذلك سلفنا الصالح وائمتنا لا يرضون لنا هذا‏.‏

لا يليق بنا الا ان نكون جماعة واحدة متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏ الجماعات الاسلامية في خارج بلادنا ‏,‏لا يفسد شبابنا لا يزيل هذه النعمة التي نعيش فيها‏.‏

السبب الثاني من اسباب التفرق‏:‏ الاستماع الى الاكاذيب ونحوها ‏:‏

ثانيًا‏:‏ ومن اسباب هذا التفرق وهذا الاختلاف الاستماع الى الاكاذيب والى الوشايات والارجافات والترويجات التي يروجها بيننا ضعاف الايمان او المنافقون او المغرضون الذين لا يريدون لنا ان نجتمع على عقيدة واحدة وعلى دين واحد‏.‏

فالواجب علينا التثبت وعدم التسرع والله سبحانه امرنا بالتثبت فينا يختص بالعامة من الامة وجعل امور السلم والحرب والامور العامة جعل المرجع فيها الى ولاة الامور والى العلماء خاصة‏,‏ ولا يجوز لافراد الناس ان يتدخلوا فيها لان هذا يشتت الامر ويفرق الوحدة ويتيح الفرصة لاصحاب الاغراض الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر‏.‏

فهناك امور هي من اختصاص ولاة الامور ومن اختصاص علماء الامة اما افرادنا فانه لا ينبغي لهم ان يتدخلوا فيها لانها ليست من شؤونهم واذا تدخل فيها كل احد فسدت‏.‏

يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَاِذَا جَاءهُمْ اَمْرٌ مِّنَ الاَمْنِ اَوِ الْخَوْفِ اَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ اِلَى الرَّسُولِ وَاِلَى اُوْلِي الاَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ اِلاَّ قَلِيلاً‏}‏‏.‏ ‏[‏النساء /83‏]‏‏.‏

الرجوع فيما يشكل على الناس من امور الامن والخوف والحرب والسلم الى اولي الامر واهل الحل والعقد ‏:‏

فامور الامن وامور الخوف وامور الحرب والسلم والمعاهدات هذه من شؤون ولاة امور المسلمين‏,‏ ومن شؤون اهل الحل والعقد هم الذين يدرسونها وهم الذين يتولونها وفيهم الكفاية ولله الحمد ‏,‏اما اذا صارت مباحة لكل احد وتدخل فيها كل احد فان هذا مما يفسد الامر ومما يبلبل الافكار ومما يشغل الناس بعضهم ببعض ومما يفقد الثقة بين المسلمين وبين الراعي والرعية وبين الافراد والجماعات وتصبح شغل الناس الشاغل وفي النهاية لا يتوصلون الى شيء وهذا ما يريده الاعداء‏.‏

كذلكم الله جل وعلا امرنا بالتثبت حينما يبلغنا شيء عن جماعة من الجماعات او عن قبيلة من القبائل او عن فئة من المسلمين اذا بلغنا خبر سيئ يقتضي قتال هذه الجماعة‏,‏ امرنا الله جل وعلا ان لا نتسرع في هذا الامر حتى نتثبت‏.‏

يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ فَتَبَيَّنُوا اَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ‏}‏‏.‏ ‏[‏الحجرات / 6‏]‏‏.‏

يعني ان بلغكم خبر عن جماعة او قوم او عن قبيلة او عن فئة من الناس انها فعلت فعلًا تستحق به ان تقاتل فلا تتعجلوا في الامر ولا تعلنوا الحرب عليهم ‏,‏ولا تداهموهم حتى تتاكدوا من صحة الخبر‏.‏

سبب قوله تعالى‏:‏ ‏{‏اِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الاية ‏:‏

وسبب نزول هذه الاية كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله وغيره ‏[‏نزلت هذه الاية في الوليد بن عقبة بن ابي معيط حين بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم‏,‏ على صدقات بني المصطلق وقد روي ذلك من طرق ومن احسنها ما رواه الامام احمد في مسنده من طريق الحارث بن ابي ضرار والد جويرية بنت الحارث ام المؤمنين رضي الله عنها‏.‏(31)

انها نزلت في بني المصطلق قبيلة دخلت في الاسلام وارسل النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ اليهم من يجبي الزكاة منهم كغيرهم من المسلمين ولكن جاء الخبر ان هذه القبيلة منعت الزكاة وابت ان تسلمها لمندوب الرسول صلى الله عليه وسلم ‏,‏ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم‏,‏ لم يتسرع في الامر ولم يداهم القوم حتى انزل الله هذه الاية‏.‏

ثم جاء رئيس القبيلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ معتذرًا وبين للرسول صلى الله عليه وسلم ان مندوبه لم يصل اليهم واستبطئوه ‏,‏والله جل وعلا حمى نبيه صلى الله عليه وسلم ‏,‏ان يتعجل وان يتسرع وان يداهم القوم وهم لا ذنب لهم وانما الذي ارسل اليهم لم يصل اليهم لسبب من الاسباب الله اعلم به ‏,‏فهم لم يمتنعوا من اداء الزكاة وما خالفوا امر الله ورسوله‏,‏ وهذه الاية ليست مقصودة على هذه الحادثة لان العبرة بعموم اللفظ لا بخوص السبب فهي قاعدة يسير عليها المسلمون الى يوم القيامة‏.‏

وجوب التثبت‏:‏ -

فالتثبت واجب اذا بلغنا عن قوم او عن جماعة انهم ارتكبوا ما يستحقون به القتال - والله امر ولي الامر ومن بيده الحل والعقد ان يتثبت من شان هؤلاء لعل لهم عذرًا‏,‏ ولعله لم يصح ما نسب اليهم‏.‏ ولهذا قال تعالي ‏{‏اِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الاية

تعريف الفاسق ومفهومه عند اهل السنَّة ‏:‏

والفاسق معناه‏:‏ هو الخارج عن طاعة الله

لان الفسق في اللغة هو‏:‏ الخروج عن طاعة الله‏.‏

والفاسق عند اهل السنَّة والجماعة‏:‏ هو من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب دون الشرك فهو يسمى فاسقا ساقط العدالة‏,‏ لا تقبل شهادته ولا يقبل خبره‏.‏

وهو ليس بكافر بل هو مؤمن ولكنه ناقص الايمان‏,‏ لا تقبل شهادته ولا يعتبر عدلًا حتى يتوب الى الله عز وجل مما ارتكب ثم تعود اليه العدالة‏,‏ كما قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَاْتُوا بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً اَبَدًا وَاُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ اِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَاَصْلَحُوا فَاِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة النور اية رقم 4‏,‏ 5‏]‏‏.‏

حرص علماء الامة على التثبت في الرواية وقبولها ‏:‏

ولهذا كان علماء المسلمين وعلماء الرواية يقبلون الرواية الا ممن توفرت فيه شروط العدالة والضبط والاتقان‏.‏ فهم لا يقبلون الرواية من المجروح او المجهول الحال‏,‏ هذا من باب التثبت في اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

هذا شان هذه الامة‏:‏ التثبت في الرواة‏,‏ التثبت في المخبرين لان المخبر قد يكون فاسقًا لا يهمه الصدق‏,‏ او قد يكون كافرًا يريد الايقاع بين المسلمين ‏,‏او منافقًا‏,‏ او يكون رجلًا صالحًا ولكن فيه نزعة التسرع وشدة الغيرة فيبادر بالاخبار قبل ان يتثبت‏.‏ فالواجب علينا ان نتثبت من الخبر حتى ولو كان الذي جاء به من الصالحين‏.‏

هذا في حق ما يبلغنا عن الجماعات من المسلمين والقبائل‏.‏

وكذلك بالنسبة في حق الافراد يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏

‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ اَلْقَى اِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ اِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء اية 94‏]‏‏.‏

سبب نزول قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الاية ‏:‏

هذه الاية نزلتن بسبب ان جماعة من الصحابة خرجوا للجهاد فالتقوا براعي غًنيمة يرعى غَنَمَه فلما راهم قال لهم‏:‏ السلام عليكم‏,‏ ولكنهم لم قبلوا منه السلام وقلتوه واَخذوا غُنَيْمَتَه وظنوا انه انما القى اليهم السلام من اجل ان يتستر على نفسه، وان يسلم على دمه وغنمه وانه ما القى عليهم السلام لانه مسلم وانما قال هذا من باب التستر‏.‏ (32).‏

فلله جل وعلا عاتبهم على ذلك‏.‏ وقال ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏‏.‏ يعني للجهاد ‏(‏فتبينوا‏)‏‏.‏ يعني تثبتوا‏.‏

‏{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ اَلْقَى اِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا‏}‏ ‏[‏النساء /94‏]‏‏.‏

وما الذي يدركم انه ليس مؤمنًا ما دام انه اظهر الايمان واظهر الاسلام وسلم بتحية الاسلام، فالواجب ان تتثبتوا ولا تتعجلوا عليه بالحكم وتقولون‏:‏ ‏{‏لَسْتَ مُؤْمِنًا‏}‏‏.‏ فما الذي ادراكم انه ليس بمؤمن‏.‏ هل شققتم عن قلبه‏؟‏‏.‏‏.‏

هذا التسرع لا يقره الله سبحانه وتعالى حتى من افضل خلقة بعد الانبياء وهم الصحابة رضوان الله عليهم لما تسرعوا عاتبهم الله‏.‏

قاعدة في عدم التسرع في الامور وان الحكم في الامور يكون بالظاهر‏:‏ وهذه قاعدة لهذه الامة الى ان تقوم الساعة انهم لا يتسرعون في الامور والاحكام ولا يحكمون على الانسان انه ليس بمسلم اذا اظهر الاسلام‏,‏ من الذي يدري‏؟‏‏!‏‏!‏ الله هو الذي يعلم، اما نحن فليس لنا الا الظاهر‏,‏ فمن اظهر لنا الخير تقبلناه منه ونكل باطن امره الى الله عز وجل ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم ‏(‏امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الاَّ بحقها وحسابهم على الله‏)‏ (33)

فلا يحكم على من اظهر الاسلام انه ليس مسلمًا الاَّ اذا تبين منه ما يدل على عدم صحة اسلامه من قول او فعل يقتضي الردة عن الاسلام‏.‏ وقيل ان هذه الاية نزلت في شان اسامة بن زيد رضي الله عنه وعن ابيه، وذلك ان اسامه طلب رجلًا من الكفار ليقتله فلما ادركه قال الكافر‏:‏ اشهد ان لا اله الاَّ الله‏,‏ ولكن اسامة رضي الله عنه تسرع فقتله بعدما قال لا اله الاَّ الله‏.‏

فلما عَلِمَ النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ بذلك انكر عليه وشدّد الانكار‏.‏ وقال له‏:‏ ‏(‏اقتلته بعدما قال لا اله الا الله‏.‏‏.‏‏.‏ وما زال يكررها فقال‏:‏ يا رسول الله انما قالها يتستر بها او يتقي بها السيف فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل شققت عن قلبه‏؟‏ فما زال يكررها ويقول‏:‏ اقتلته بعد ما قال لا اله الاَّ الله‏؟‏ وماذا تفعل بلا اله الاّ َالله اذا جاءت يوم القيامة فعند ذلك ندم اسامة ندمًا شديدًا، وقال‏:‏ تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم‏)‏ (34)

وهذا درس عظيم للامة بانهم لا يتسرعون في الامور حتى يتثبتوا وحتى يتبين لهم الحق‏.‏

اثر التسرع ونتائجه بالنسبة للدماء والاعراض‏.‏ مثال ذلك قصة الافك ‏:‏

ما التسرع دائمًا فانه يؤدي الى الندم والى ما لا تحمد عقباه هذا بالنسبة للدماء وكذلك بالنسبة لاعراض المسلمين لا يجوز لنا ان نتسرع في قبول الشائعات وقبول الاخبار الكاذبة‏.‏ ولهذا يقول سبحانه وتعالى في حادث الافك الذي قَصّه الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه لما اتَّهم المنافقون عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها مما براها الله سبحانه وتعالى منه، قال الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏لَوْلا اِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِاَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا اِفْكٌ مُّبِينٌ لَوْلا جَاؤُو عَلَيْهِ بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاِذْ لَمْ يَاْتُوا بِالشُّهَدَاء فَاُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ‏}‏ ‏[‏النور/ 12‏.‏13‏]‏

الى قوله تعالى ‏{‏وَلَوْلا اِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا اَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمُ اللَّهُ اَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ اَبَدًا اِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏النور/16‏,‏ 17‏]‏‏.‏

الاصل في المسلم العدالة‏,‏ والاصل في المسلم النزاهة فلا نتسرع اذا رماه احد بسوء او بارتكاب الفاحشة لا نتسرع بقبول ذلك نتثبت غاية التثبت‏.‏

وقصة الافك الكذب فيها ظاهرة جدًا لانه لا يمكن ان تكون زوجه نبي الله‏,‏ بهذا الوصف لان الله لا يختار لنبية الاّ الطيبات كما قال تعالى ‏{‏الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ اُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ‏}‏ ‏[‏النور/26‏]‏

فالكذب في قصة الافك ظاهرة ولذلك يقول الله‏:‏ ‏{‏لَوْلا اِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِاَنفُسِهِمْ خَيْرًا‏}‏ ‏[‏النور/12‏]‏‏.‏

قيل معناها ان نفوس المؤمنين كالنفس الواحدة فاذا سمعت في اخيك شائعة فاعتبر هذا كانه فيك انت‏,‏ لان المسلمين امة واحدة وجسد واحد‏.‏ (35).‏

كما في قوله تعالى‏:‏‏{ولا تقتلون انفسكم}‏‏[‏النساء/29‏]‏

يعني لا يقتل بعضكم بعضًا‏.‏ وقال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏فَسَلِّمُوا عَلَى اَنفُسِكُمْ‏}‏ ‏[‏النور/61‏]‏

يعني يسلم بعضكم على بعض فاعتبر المؤمنين كالنفس الواحدة‏,‏ وقيل معناه والله اعلم‏:‏ اذا سمع المؤمن هذه الشائعة فليطبقها على نفسه هل يرضى لنفسه ان يقال فيها هذا وهل يرضى هذا لنفسك فكيف ترضاه لغيرك من اخوانك المسلمين‏.‏

هذا بالنسبة لاغراض المسلمين، يجب ان تصان وان تُصدّق فيها الشائعات والاخبار من غير تثبت حتى لو ثبت ان مسلمًا صدرت منه جريمة او وقع في جريمة فعلًا فانه يجب الستر عليه وعدم اشاعة ذلك بين الناس لان المسلمين كالجسد الواحد فكيف والخبر كله كذب ولكه بهتان‏.‏

السبب الثالث من اسباب التفرق‏:‏ تنقص المسلم وسوء الظن ‏:‏

ثالثًا‏:‏ تنقص المسلم الذي هو دون الافك لا يجوز‏.‏

ولا يجوز سوء الظن بالسلم قال الله تعالى ‏{‏يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى اَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى اَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا اَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الاِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ اِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ اِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَن يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ اِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏.‏ ‏[‏الحجرات/11 ‏,‏12‏]‏‏.‏

هذا كله نهي عن تنقص المسلمين وعن استماع ما ينتقصهم بالغيبة او النميمة او غير ولهذا حرم الله جل وعلا الغيبة فقال سبحانه ‏{‏وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا‏}‏

تعريف الغيبة ‏:‏

الغيبة كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ‏(‏اتدرون ما الغيبة‏؟‏ قالوا الله ورسوله اعلم، قال‏:‏ ذكرك اخاك بما يكره قيل افرايت ان كان في اخي ما اقول‏؟‏ قال‏:‏ ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لك يكن فيه فقد بهته‏)‏ (36).‏

تعريف النميمة ‏:‏

والنميمة هي‏:‏ نقل الحديث بين الناس على وجه الافساد بينهم يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ‏}‏ ‏[‏القلم/10 ‏,‏11‏]‏‏.‏

واشد ذلك كله الذي يسعى بين طلبة وبين الدعاة من اجل افساد ما بينهم ومن اجل تشتيت الجماعة المسلمة ومن اجل ان يحقد بعضهم على بعض، الذي يفعل هذا نمام، وقد نهي الله عن تصديقه وعن طاعته حتى ولو حلف بقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ‏}‏ ‏[‏القلم 10 ،11‏]‏‏.‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏(لا يدخل الجنة نمام)‏ (37)

وفي الاثر ان النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة‏.‏ والنميمة من السحر‏,‏ لان السحر يفسد بين الناس ويوقع العداوة بين الناس كما قال تعالى ‏{‏فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة اية رقم 102‏]‏‏.‏

يعني السحر - فالسحر يفرق بين القلوب ويحدث البغضاء‏,‏ وكذلك النميمة هي اشد من السحر ربما تقوم حروب طاحنة بسبب نمام‏,‏ وربما يتفرق المسلمون ويتباغضون ويتفرقون بسبب نمَّام‏.‏

فعلينا ان نتقي الله عز وجل وان نحذر من النمامين‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين قال‏:‏ ‏(انهما ليعذبان في كبير بلى انه كبير‏.‏ اما احدهما فكان يمشي بالنميمة واما الاخر فكان لا يستبرئ من بوله)‏ (38)

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ‏(‏لا يدخل الجنة نمام‏)‏ تقدم تخريجه - وفي رواية ‏(‏لا يدخل الجنة قتات‏)‏ (39)‏‏.‏والقتات هو النمام‏.‏

وقال تعالى ‏{‏وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا‏}‏ ‏[‏سورة الحجرات اية رقم 21‏]‏‏.‏

هذا كله من اجل بقاء صلاح الجماعة وصلاح المسلمين وعدم تفرقتهم‏.‏ السخرية‏,‏ الهمز‏,‏ اللمز‏,‏ التنابز بالالقاب‏,‏ سوء الظن بالمسلمين‏,‏ التجسس على عوراتهم بغير حق‏,‏ الغيبة كل هذه من الافات الاجتماعية التي تفرق جماعة المسلمين‏,‏ والله امرنا بالاجتماع والاعتصام بحبله عز وجل‏.‏

السبب الرابع ‏:‏

رابعًا‏:‏ التهاجر بين المسلمين‏,‏ والهجرة معناه‏:‏ الترك والابتعاد هو ابتعاد الشخص عن الاخر وعدم مكالمته مع مقاطعته‏.‏

‏ "‏ متي يجوز الهجر ومتى ما لا يجوز ‏"‏

حكم الهجر في حق الكافر والمشرك ‏:‏

اما الكافر والمشرك فيجهران هجرًا تاما‏,‏ كما قال الله سبحانه وتعالى ‏{‏وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً‏}‏ ‏[‏سورة المزمل اية رقم 10‏]‏‏.‏

وقال سبحانه وتعالى ‏{‏وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ ‏[‏سورة المدثر اية رقم 5‏]‏‏.‏

والرجز هو الاصنام واهلها ‏[‏قاله ابن عباس رضي الله عنه عنهما‏:‏ ومجاهد‏:‏ وعكرمة‏:‏ وقتادة‏,‏ وغيرهم‏.‏ انظر ‏"‏ تفسير ابن كثير ‏"‏ ‏(40).‏

فالله امر نبيه ان يهجر الاصنام واهلها وعبدتها بان يتركهم فالكافر والمشرك يهجر هجرًا تاما الى ان يسلم ويدخل في دين الله عز وجل‏.‏

حكم الهجر في حق المسلم العاصي ‏:‏

والمسلم اذا ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ولم تجد فيه النصيحة واستمر على المعصية وكان الهجر فيه علاج له وفيه رجاء لتوبته فانه يهجر لان النبي صلى الله عليه وسلم هجر بعض اصحابه فقد هجر الثلاثة الذين خلفوا هجرتهم خمسين ليلة وامر الناس بهجرهم حتى تاب الله عليهم‏,‏ كما قال تعالى ‏{‏وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى اِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الاَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ اَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ اَن لاَّ مَلْجَاَ مِنَ اللَّهِ اِلاَّ اِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ اِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة اية رقم 118‏]‏‏.‏

فاذا كان هجر العاصي مصلحة راجحة بان يتوب ويخجل ويرجع عن ذنوبه فان الهجر مطلوب‏.‏

اما اذا كان هجرة لا يزيد الا شرًا ولا يزيده الا معصية فان الهجر حينئذ لا يجوز بل تواصل معه النصحية‏.‏ والمجالسة لعل الله ان يهديه او يخفف من شره على الاقل‏.‏

هجرة المؤمن المستقيم ‏:‏

وام هجر المؤمن المستقيم هذا حرام‏.‏ اذا لم تصدر منه معصية ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر والتقاطع فقال ‏(‏لا تحاسدوا‏,‏ ولا تقاطعوا‏,‏ ولا تدابروا‏,‏ وكونوا عباد الله اخوانًا‏,‏ ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثٍ‏)‏ (41)

يعني ان كان لا بد ليكن الى ثلاثة ايام وما زاد عليها لا يجوز اذا كان الهجر من اجل امور الدنيا‏,‏ مثل انسان اخذ شيئًا من مالك‏,‏ او اعتدى عليك بشيء من امور الدنيا فغضبت عليه ان الذي ينبغي ان تدفع بالتي هي احسن‏,‏ وان كان ولابد فانك تهجره الى ثلاثة ايام ثم بعد ذلك يحرم عليك ان تهجر اكثر من ذلك لانه مسلم‏.‏

فالهجرة اذن منه‏:‏ هجر دائم وهو هجر المشرك‏.‏

وهجر بقدر الحاجة وهو هجر العاصي حتى يتوب وهجر لا يجوز وهو هجر المسلم من اجل امر من امور الدنيا لان المطلوب من المسلمين هو الاجتماع والتعاون على البر والتقوى والتالف على الخير‏.‏

والتهاجر انما يقع بسبب شياطين الجن والانس يوقعونه بين المسلمين لتشتيت جماعتهم وتفريق كلمتهم‏.‏

حوادث من السيرة فيما دروس وعبر

فائدة في الذب عن عرض المسلمين قصة كعب بن مالك وتخلفه في غزوة تبوك ‏:‏

حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ بعض الحوادث فيما عبرة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في غزوة تبوك وتخلف كعب بن مالك رضي الله عنه سال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ تبوك فقال رجل‏:‏ يا رسول الله حبسه براده والنظر في عطفيه او غير ذلك من الكلمات التي فيها تجريح لهذا الصحابي فقام رجل من المسلمين وقال منكرًا على هذا‏:‏ بئس ما قلت‏.‏ والله يا رسول الله ما علمنا عليه الاّ َخيرًا - من قصة كعب بن مالك رضي الله عنه وتخلفه عن غزوة تبوك ‏,(42)‏

فهذا الرجل دفع عن عرض لاخيه وذب عنه فاقره النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ على ذلك وكهذا ينبغي للمسلم ان يدفع عن عرض اخيه وان يذب عنه‏.‏

وهذا من المواقف المشرفة‏,‏ ولو ان المسلمين اخذوا بهذا وصاروا يدفعون ويذبون عن اعراض اخوانهم لارتدع النمامون وارتدع الذين ينتهزون الفرض لزرع الشر والعداوة بين الناس‏.‏

ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرض من قال لا اله الا الله يبتغي وجه الله‏:‏ -

وحادثة اخري وهي‏:‏ ان النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ خرج لزيارة بعض اصحابه ومعه جماعة من اكابر الصحابة فلما جلسوا عند المزور قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اين فلان ‏؟‏ فقال بعض الحاضرين‏:‏ انه منافق لا يحب اله ورسوله‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله‏)‏‏.‏

فالنبي صلى الله عليه وسلم دفع عن عرض صحابي لانه يشهد ان لا اله الا الله‏,‏ ويبتغي بذلك وجه الله لم يقلها نفاقًا‏.‏ وانما قالها عن صدق واخلاص فان الله حرمه على النار ولا يجوز لاحد ان يتكلم في حق من كان كذلك من المسلمين‏.‏

وقصة اخري ‏:‏

وهي‏:‏ انه جيء برجل يشرب الخمر فامر النبي صلى الله عليه وسلم بجلده واقامة الحد عليه وتكرر هذا منه حتى قال رجل من الحاضرين‏:‏ اللهم العنة‏,‏ ما اكثر ما يؤتي به‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم منكرًا عليه‏:‏ ‏(‏لا تلعنه‏,‏ فوالله ما علمت انه يحب الله ورسوله‏)‏‏.‏

يعني انه مؤمن، وان كان ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ولكن فيه الايمان. فالمؤمن له مكانته وله منزلته فلا يجوز لاحد ان ينال منه ولو كان عاصيًا. هذه كلها دروس تعطي المسلم ان يحترم اعراض اخوانه المسلمين.

اية من كتاب الله تحل على خطر الوقيعة في العلماء:

واتم تقرؤون هاتين الايتين وهي قوله تعالى : {وَلَئِن سَاَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ اَبِاللَّهِ وَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ . لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ اِيمَانِكُمْ} [التوبة 65 -66]

اتدرون فيمن نزلتا؟ نزلتا في جماعة كانوا يضحكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسخرون منهم وينتقصونهم ويقولون : ما راينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونًا ولا اكذب السنًا، ولا اجبن عند اللقاء – يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه – فانزل الله هاتين الايتين وجاءوا يعتذرون للرسول صلى الله عليه وسلم، بانهم لم يقصدوا ما قالوا وانما ارادوا المزح وتقطيع السفر كما حكى الله عنهم في الاية في قوله : {وَلَئِن سَاَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} [التوبة/65].

فالله جل وعلا ردّ عليهم بقوله : {قُلْ اَبِاللَّهِ وَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ}[التوبة/ 65]. (43)

ويقول سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏اِنَّ الَّذِينَ اَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ امَنُوا يَضْحَكُونَ وَاِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَاِذَا انقَلَبُواْ اِلَى اَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ‏}‏‏.‏‏[‏ المطففين/29 - 31‏]‏‏.‏

ويقول سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ‏}‏‏.‏ ‏[‏ الهمزة /1‏]‏‏.‏

فالحاصل ان المسلم له حق على اخيه المسلم وله مكانة عند الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم ‏(‏ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا‏,‏ الا هل بلغت‏.‏ اللهم فاشهد ‏)‏‏.‏ (44).‏

الحاصل من هذا كله ان المسلمين يجب ان يكونوا جماعة واحدة وان يكون مصدرهم واحدًا وان تكون قيادتهم واحدة‏,‏ كما انهم يجتمعون على عقيدة واحدة وهي عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له‏.‏ هذه هي جماعة المسلمين‏.‏ واذا دب فيهم تباغض وهجر او وجد فيهم منافقون فان الامر خطير جدًا‏.‏

عظمة مكان العلماء وخطورة الكلام في اعراضهم او انتقاصهم‏:‏ لا سيما واننا نسمع في زماننا هذا من يتكلم في اعراض العلماء ويتهمهم بالغباوة والجهل وعد ادراك الامور وعدم فقه الواقع كما يقولون وهذا امر خطير‏.‏

فانه اذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الامة الاسلامية ‏؟‏ ومن يرجع اليه الفتاوى والاحكام‏؟‏ واعتقد ان هذا دس من اعدائنا وانه انطلي على كثير من الذين لا يدركون الامور او الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل فاخذوه ماخذ الغيرة وماخذ الحرص على المسلمين لكن الامر لا يكون هكذا‏.‏ اعز شيء في الامة هم العلماء فلا يجوز ان ننتقصهم او نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة او نسميهم علماء السلاطين او غير ذلك؛ هذا خطر عظيم يا عباد الله‏,‏ فلنتق الله من هذا الامر ولنحذر من ذلك‏,‏ كما يقول الشاعر ‏:‏

علماء الدين يا ملح البلد ** ما يصلح الزاد اذا الملح فسد

الطريقة الصحيحة للتعامل مع العلماء عند ظن خطاهم ‏:‏

نعم انا لا اقول ان العلماء معصومون وانهم لا يخطئون‏.‏ العصمة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‏,‏ والعلماء يخطئون ولكن ليس العلاج اننا نشهر بهم واننا نتخذهم اغراضًا في المجالس‏,‏ او ربما على بعض المنابر او بعض الدروس لا يجوز هذا ابدًا‏.‏ حتى لو حصلت من عالم زلة او خطا فان العلاج يكون بغير هذه الطريقة‏.‏ قال تعالى ‏{‏اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ امَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَاَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏}‏‏.‏‏[‏ النور/19‏]‏

نسال الله العافية والسلامة‏.‏ فالواجب ان نتنبه لهذا الامر وان يحترم بعضنا بعضا ولا سيما العلماء ورثة الانبياء ولو كان فيهم ما فيهم‏.‏

اثر فقد العلماء وما يترتب عليه ‏:‏

اتدرون ما اثر فقد العلماء وما الذي يترتب عليه‏؟‏

ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال‏:‏ كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعًا وتسعين نفسًا‏,‏ فجاء يطلب من يفتيه هل له توبة ‏؟‏ وجواب هذا السؤال لا يقدر عليه الا عالم‏.‏ لكنهم دلوه على عابد مجتهد في العبادة والورع والزهد لكنه جاهل فتعاظم الامر وقال‏:‏ ليس لك توبة‏,‏ فقتله الرجل فكمل به المائة‏.‏ ثم سال عن عالم فدلوه على عالم فساله‏,‏ انه قتل مائة نفس فهل من توبة ‏؟‏‏!‏

قال له‏:‏ نعم ومن يحول بينك وبين التوبة ‏؟‏

ولكن ارضك ارض سوء فاذهب الى ارض كذا وكذا‏,‏ فان فيها اناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك‏.‏

تاب الرجل وخرج مهاجرًا الى الارض الطيبة وحضرته الوفاة وهو في الطريق فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب‏.‏ فانزل الله ملكًا في صورة ادمي ليحكم بينهم فقال‏:‏ قيسوا ما بين البلدتين فوجوده الى البلدة الطيبة اقرب بشبر فقبضته ملائكة الرحمة ‏(45)‏

وفي رواية اخري انه لما حضرته الوفاة ناي بصدره الى الارض الطيبة لما عجز عن المشي برجليه صار ينوء بصدره وذلك بسبب الحرص وصدق التوبة‏.‏

هذا كان بسبب العالم وبسبب فتواه الصحيحة المبينة على العلم‏.‏ ارايتم لو بقي على فتوى ذلك العابد الجاهل لصار يقتل الناس ويستمر في القتل وربما مات من غير توبة بسبب الفتوى الخاطئة‏.‏

وكذلك قوم نوح لما صورت الصور ونصبت على المجالس وكان العلماء موجودين لم تعبد هذه الصور؛ لان العلماء ينهون عن عبادة غير الله فلما مات العلماء وفقد العلم جاء الشيطان وتسلط على الجهال وقال‏:‏ ان اباءكم ما نصبوا هذه الصور الا ليسقوا بها المطر وليعبدوها‏.‏ ‏(46)‏

فعبدوها وحينئذ وقع الشرك في الارض‏,‏ وذلك كله بسبب فقد العلم وموت العلماء‏.‏

حال الامة عند فقد علمائها

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ انه قال‏:‏ ‏(‏ان الله لا يقبض هذا العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقيض العلم بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالًا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا‏)‏ (47).‏

ارايتم ان فقدت هذه الامة علماءها ماذا تكون الحال ‏!‏‏!‏‏؟‏

ان الذين يسخرون من العلماء يريدون ان يفقدوا الامة علماؤها‏,‏ حتى ولو كانوا موجودين على الارض ما دام انها قد نزعت الثقة منهم فقد فقدوا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ ولا حول ولا قوة الا بالله‏.‏

المثقفون والمتحمسون لا يعوضون عن العلماء

ان وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الامة من علمائها وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏انه في اخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء‏)‏ (48)

وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء‏.‏ فاطلاق لفظ العلماء على هؤلاء اطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالالقاب فكثير من يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه‏.‏

والذي يكشف هؤلاء انه عندما تحصل نازلة يحتاج الى معرفة الحكم الشرعي فيها فان الخطباء والمتحمسين تتقاصر افهامهم وعند ذلك ياتي دور العلماء‏.‏ فلننتبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ونعرف قدرهم وفضلهم وننزل كلًا منزلته اللائقة به‏.‏

قال ابن رجب رحمه الله‏:‏ وقد ابتلينا بجهله من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتاخرين انه اعلم ممن تقدم‏,‏ فمنهم من يظن في شخصه انه اعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله‏.‏

ومنهم من يقول‏:‏ هو اعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين وهذا يزم منه ما قبله‏.‏ لان هؤلاء الفقهاء المشهورين المتبوعين اكثر قولًا ممن كان قبلهم فاذا كان من بعدهم اعلم منهم لاتساع قوله كان اعلم ممن اقل منهم قولًا بطريق الاولي كالثوري والاوزعي والليث وابن المبارك وطبقتهم وممن قبلهم من التابعين والصحابة ايضًا‏.‏ فان هؤلاء كلهم اقل كلامًا ممن جاء بعدهم‏.‏ وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح واساءة ظن بهم ونسبة لهم الى الجهل وقصور العلم‏.‏ ولا حول ولا قوة الا بالله‏,‏ وقد صدق ابن مسعود في قوله في الصحابة‏:‏ انهم ابر الامة قلوبًا واعمقها علومًا واقلها تكلفًا وروي نحوه عن ابن عمر ايضًا وفي هذه اشارة الى من بعدهم اقل عمومًا واكثر تكلفًا‏,‏ وقال ابن مسعود ايضًا‏:‏ انكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وسياتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه‏.‏ انتهي‏.‏

‏"‏ فائدة مهمة تفسير الشيخ ابن سعدي رحمه الله ‏"‏

قال تعالى الله ‏{‏وَاِذَا جَاءهُمْ اَمْرٌ مِّنَ الاَمْنِ اَوِ الْخَوْفِ اَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ اِلَى الرَّسُولِ وَاِلَى اُوْلِي الاَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ اِلاَّ قَلِيلاً‏}‏ ‏[‏النساء /83‏]‏‏.‏

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسير هذه الاية ‏"‏ هذا تاديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق‏,‏ وانه ينبغي لهم اذا جاءهم امر من الامور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالامن سرور المؤمنين او بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم ان يتثبتوا ولا يستعجلوا باشاعة ذلك الخبر‏.‏ بل يردونه الى الرسول والى اولي الامر منهم اهل الراي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الامور ويعرفون المصالح وضدها‏,‏ فان راوا في اذاعته مصلحة ونشاطًا للمؤمنين وسرورًا لهم وتحرزًا من اعدائهم فعلوا ذلك ‏,‏وان راوا ما فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه‏.‏ ولهذا قال تعالى ‏{‏لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}‏‏,‏ اي يستخرجونه بفكرهم وارائهم السديدة وعلومهم الرشيدة‏.‏ وفي هذا دليل لقاعدة ادبية وهي‏:‏ انه اذا حصل بحث في امر من الامور ينبغي ان يولي من هو اهل لذلك ويجعل الى اهله ولا يتقدم بين ايديهم فانه اقرب الى الصواب واحرى للسلامة من الخطا‏.‏ وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الامور من حين سماعها والامر بالتامل قبل الكلام والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الانسان ام لا فيحجم عنه‏.‏ ثم قال تعالى ‏{‏وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}‏‏.‏ اي في توقيفكم وتاديبكم وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون‏.‏

‏{‏لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ اِلاَّ قَلِيلاً‏}‏‏,‏ لان الانسان بطبعه ظالم جاهل فلا تامره نفسه الا بالشر‏,‏ فاذا لجا الى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك لطف به ربه ووفقه لكل خير وعصمه من ‏"‏ الشيطان الرجيم ‏"‏ - انتهى
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 09-04-2007
  • المشاركات : 327
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • tahriri is on a distinguished road
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
رد: هذه هي السلفية التي لا تعجب الكثير.
17-05-2007, 10:31 AM
السلام عليكم أخي محب الخير
لعلك تعرف أن كون الشخص عالماً لا يعني على الإطلاق أنه تقي، وبالتالي لا بد من التحذير من علماء السوء والسلاطين...فهناك العالم التقي الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، وهناك العالم الفاسق الآمر بالمنكر الناهي عن المعروف، ومن أجل هذا الثاني اخترت لكم هذا الموضوع.

بئس العلماء على أبواب السلاطين
بقلم الأستاذ / سعيد عبد الله الصالح


الحمد لله القائل في محكم التنزيل : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } البقرة/159-160
ويقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : " إن أناسا من أمتي يستفقهون في الدين ويقرؤون القرآن ويقولون : نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا. ولا يكون ذلك : كما لا يُجتنى من القتاد إلا الشوك، كذلك لا يُجتنى من قربهم إلا الخطايا " .

أيها الإخوة الكرام : أصبحنا اليوم في زمن بُدلت فيه المفاهيم وشوهت فيه الأفكار, كما وانقلبت فيه الموازين والأحكام , نعم : فهو زمن الرويبضات وحاشيتهم وبطانتهم من علماء السوء المأجورين .

الإخوة الأكارم : في كل يوم يظهر حكم شيطاني جديد , وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ! فكيف بالله عليكم لو أفتى أحد العامة بفتوى شاذة غريبة ؟! سأقطع يقيناً أن الناس سيقومون عليه ويضربونه , ولربما يَدمى وجهُه بنعالهم أجلكم الله.

نعم : فتوى شاذة غريبة كتلكَ التي أفتى بها مجموعة ممن انتسبوا للعلم زوراً وبهتانا , نعم مجموعة من العلماء , كما سمُّوا أنفسهم , أو قل هكذا سمَّاهم أسيادهم , فهم يدعون العلم على الله وعلى الأمة , وقد قدموا أنفسهم على اعتبار أنهم من علماء المسلمين , تجرؤوا على الله فأفتوا بحرمة الدفاع عن المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان , وهؤلاء العلماء أصدروا في حينه فتوى مفادها : أنه لا يجوز شرعاً الدفاع عن المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان ! بذريعة واهية مجرمة , رفعوا بها ودعوا من خلالها لطائفية مقيتة محرمة , أحيوا بها مواتاً , بدل أن يدعوا للقضاء عليها , ومنع الترويج إليها , واجتثاثها من جذورها . فقال هؤلاء المأجورون علماء السلاطين : بأن الذين يقاتلون في جنوب لبنان ما هم إلاَّ شيعة تحرم نصرتهم , أو الدفاع عنهم ! ولا تجوز مؤازرتهم ! والقتال معهم ! وكأن لسان حالهم يقول : يجب أن نترك اليهود والأمريكان يسحقونهم !!!
فلو كان في مجلسهم حين يفتون إنسان مسلم يخشى الله ويتقهِ فخاطبهم قائلاً : إنزلوا أيها العلماء , يا من تدعون العلم , إنزلوا للأمة في أماكنهم وشوارعهم وتجمعاتهم وأعيدوا عليهم ما افتريتم به , وسترون بأم أعينكم كيف سيكون الرد عليكم من قبل الأمة , وكيف ستجيبكم على هذه الفتاوى الشاذة , حقيقة ستسمعون ما لا تحبون , وسترون ما لم تتوقعون ,
نعم : إنزلوا إلى شوارع عواصم بلاد المسلمين وأفتوا بهذا الكلام أمام الأمة , ثم انظروا كيف ستصنع الأمة ؟!! وماذا سيكون ردها ؟! لن ترفع لكم بعد اليوم صوتاً , وليُقدِّمنَّ عنكم وعليكم من ترضى الأمة ممن يرضي الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفتي بين الناس بالحكم الشرعي , فتاوى من هنا وهناك ما أنزل الله من سلطان , فتوى شرعية ! تمنع المسلمين من الدفاع عن المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان !! لماذا ؟ هذه الفتوى ليس لها من مبرر لا من الكتاب ولا من السنة , وإنما مبررها الوحيد أن هؤلاء يتلقون الأوامر من الحكام فيفتون على مزاجهم , ويضربون على وترهم , ويُغنون من أجل طربهم , ويَلبسُون ما حيك لهم , يسبحون بحمدهم , ويسمعونهم ما يحبون , فتاواهم مخالفة للشرع ! موافقة لأسيادهم , وأسياد أسيادهم من أمريكان وأوروبيين ويهود !!
هذه حقيقتهم , حتى تتعلم الأمة ممن يؤخذ الفقه , وممن تؤخذ الفتوى , ومن أي العلماء نستمع , ومن نتبع ونأخذ ديننا , حتى نعرف ونفهم , وقد قلنا مراراً وتكرارا : ليس كل إنسان يؤخذ منه الدين , وتؤخذ منه الفتوى , إلاَّ أن الكثير من الناس قد انبهر بأمثال هؤلاء المتفيقهين سنوات وسنوات , واعتبروهم ثقاتا ! وقالوا : هؤلاء العلماء حفظوا القرآن غيباً , وحفظوا السنة , حتى أضحى الواحد منهم معجماً في الفقه , وترجماناً في السيرة , ولرأيته محيطاً بالأصول ! ولو تكلم لوجدته معجما في أسماء الرجال , والجرح والتعديل , ولوجدته قاموساً في اللغة ! ومكتبة تمشي على الأرض , ففي كل مناسبة تراهم على الفضائيات , حتى إذا وضعتهم في ميزان الإسلام وجدتهم خطراً عليه بفتاواهم المنكرة , وتأويلهم للآيات والأحاديث , ولكن الله جلَّ وعلا كشف اللثام عنهم وأراكم حقيقتهم , فالتقوى عندهم معدومة ! وهؤلاء هم الذين عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم قال : ( العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان فإذا خالطوا السلطان ، فقد خانوا الرسل فاحذروهم، واعتزلوهم ).

نعم أيها الإخوة الكرام : إن التقوى معدومة عندهم ! ولذلك تخرج هذه الفتاوى من أفواههم بحرمة الدفاع عن المسلمين ! في كل مكان وحين , وهذه لعمري فتاوى باطلة , مهما علت منزلة قائلها , أو رضي بها العامة ! فما هي إلاَّ فتاوى سلطانية . لم ينشد صاحبها تقوى الله فيها , وإنما مرضاة السلطان .

وعليه أيها الإخوة الأكارم : فإن سكتم على مثل هذه الفتاوى المنكرة ! فانتظروا فتاوى مقبلة قادمة لا قدر الله عندما ترفض الحركات الجهادية في فلسطين مبادرة السلام العربية التي أصدرتها السعودية , لتكون الفتوى المقبلة أن هؤلاء المقاتلة -خارجين عن الصف الوطني !حسب زعمهم ـ وجب قتالهم وقتلهم !! ووجب تركهم ليهود حتى تسحقهم .
فلا تستغربوا إخوتي في الله ولا تعجبوا : فهناك فتاوى مشابهه ! فقد شارك شيخ في الفضائيات , في أحلك الأوقات , بصياغة فتوى أصدرها كبار علماء المسلمين بتاريخ 10ـ 10ـ 2001 فأجازوا للجنود المسلمين في القوات الأمريكية محاربة الطالبان بذريعة وجوب طاعة ولي الأمر !!! وللعلم فقد كان عدد المسلمين في الجيش الأمريكي حين اجتياح أفغانستان من الذين شاركوا الجريمة الكبرى ! بناءً على هذه الفتوى المجرمة !! ما يفوق الخمسة عشر ألفاً من المقاتلة .
وفي بلد آخر هناك من أفتى بأن العمليات الجهادية في فلسطين عمليات انتحارية ! وأردف ببهتان مبين حين زعم : أن فاعلـَهَا لن يدخل الجنة !!! لأن الله توعد قاتل نفسه بجهنم , وقال : إن المنتحر في النار !!! الله أكبر, هكذا أفتوْا , ومن داخل بيت الله الحرام , كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاَّ كذبا .
والآن لماذا هذه الفتاوى المنكرة : ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟! لأننا في حالة حرب مع أعدائنا , وهذا ما يجب أن يكون عليه الأمر بيننا وبينهم , لأن الحرب بيننا وبين الكفار دائمية ما بقي إسلام وكفر, ولكن حالة الإشتباك التي هي الحالة الطبيعية الصحية , التي يجب أن تبقى قائمة بين المسلمين وبين الكفار , في كل بلاد المسلمين ما بقيت الحياة الدنيا . وحالة الإشتباك هذه تهدد عروشهم , وتقض مضاجعهم .
ويشهد بذلك أحد أزلام حكام العرب ـ عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ـ حين قال : في إحدى المقابلات على قناة الجزيرة وقد تحدث يومها عن الأحداث التي تجري في لبنان , والاجتياح الصهيوني الحاقد , ورغم طغيان يهود وبطشهم بالمسلمين , وعمليات القتل الجماعية وسفك الدماء البريئة المعصومة , من أطفال ونساء وشيوخ ومواطنين آمنين , فقد كان همُّه أن أي حالة عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط ستؤدي إلى تغيير الحكومات .هذا همهم وشغلهم الشاغل , الحفاظ على مكتسبات الكفار !

نعم إخوة الإيمان : فإن حالة الاشتباك هذه بين المسلمين وبين الكفار تزعزع وتزلزل عروش هؤلاء الحكام الظلاَّم , ولذلك فإن المطلوب منا أن نخنع , وأن نركع , وأن نستسلم ! ولذلك وُظـِّف هؤلاء العلماء المرتزقة حتى يُصدروا مثل هذه الفتاوى بوجوب ترك السلاح , والتخلي عن المقاومة حتى يَسحقها اليهود الملاعين , فيكونوا بذلك قد حاربوا الله في دينه , ووقفوا مع صف الحكام , وجعلوا من أنفسهم بوقاً للحكام الأنذال , يزينون أعمالهم , ويحسنون أقوالهم , والمطلوب أن نسبح بحمدهم , ونرضى بحكمهم , والأدهى من ذلك كله والأمر! أنهم يطلبون منا طاعة ولاة أمورنا مع مخالفتهم للنصوص القطعية , ليس بتعطيل الجهاد وحسب , بل وبتحريمه حرصاً على المحتلين والغزاة المستعمرين , ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم .
ووالله إن هذا الأمر لشيء عجيب , وأمر غريب , وهذي الفتاوى التي مرَّت علينا , وعشنا زمانها , وما كانت قد مرَّت على آبائنا , ولا سمعنا بها في الأولين , الله أكبر ما أجرأهم على الله , وما أحلم الله عليهم .

إخوتي في الله وأحبتي : إن ما نراه أن الأمة رضيت بهذا مكرهة , رضيت الأمة بخنوعهم , ورضيت الأمة بسكوتهم , نعم , رضيت الأمة بتآمرهم سراً عن كراهة , أما المجاهرة بالخيانة والمجاهرة بمناصرة الكفار والمجاهرة بالدفاع عن أمريكا ويهود ! فهذا الأمر لن ترضى به الأمة أبدا , وأصوات المنكرين اليوم عالية , ولكن ثرثرة علماء الفضائيات وصيحاتهم هنا وهناك تعمل على طمس الحق , ومنع بزوغ الفجر الذي أوشك أن ينبلج , ولم تعد تنطلي على هذه الأمة الخيرية , إذ بدأت تتحرك فيها حمية الإسلام , وتتحرق شوقاً للخلاص منهم . ولم يعودوا يطيقون حكامهم رغم تزيين الباطل .
ثم ما هي المبررات ؟ التي أخذ بها هؤلاء وقد قال غير واحد من العلماء ومن الحكام كذلك أننا لن ننصرهم لأنهم شيعة ! ونحن نشهد الله أننا نترفع عن هذه التسميات كلها لأننا كلنا مسلمون , وما لنا عليهم إلاَّ أنهم شهدوا بأنه : لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله , وأنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان وكذلك فإننا نلتقي وإياهم في بيت الله الحرام على صعيد واحد , نقوم سوياً بمناسك الحج جميعها ولله الحمد والمنة , ثم هم لم ينكروا شيئاً مما نعلمه يخرجهم من الملة , إلاَّ من شذ منهم وكفر بقول أو فعل أو شك أو إنكار مما هو معلوم من الدين بالضرورة , أو أن ينكر أصلاً من أصول العقيدة معتقداً بذلك قولاً أو فعلاً , وليس مما تفرع عنها.
ولا يجوز أن نطلق عليهم جميعاً صفة الكفر بسبب من شذ منهم .
ولذلك فهم مسلمون عند الله شاء هؤلاء العلماء أم أبوا !

ثمَّ إذا كان من مبرراتهم أو من حججهم الواهية , ودعواهم الباطلة , أنهم شيعة ! فسؤالي لكل متنطع منهم : لماذا تركت الساحة وتقاعست عن نصرة إخوانك السنة ؟ فلم تحرض الأمة أو أهل القوة والمنعة فيها لترد الغاصبين , ولا أخالُ هؤلاء العلماء يفعلون ذلك لأنهم مشتركون في الإثم : من الدعوى الطائفية , وفتاواهم الضالة المضللة بجواز دخول الأمريكان وحلفائهم بلاد الحجاز مخالفين هديه عليه السلام وقد قال : (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان ) وقال : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب )
وهؤلاء العلماء لم يكتفوا بصمتهم ! بل أباحوا قتل مئات الألاف من المسلمين على يد الكفار المستعمرين الذين دكوا البلاد , وأهلكوا العباد , ومن أين ؟ من جزيرة العرب ! فكل نفس معصومة قتلت , وكل نقطة دم أزهقت , وكل بيت هدم , وكل مسجد خرب , يحمل وزره هؤلاء العلماء كأسيادهم سواء بسواء .
وسؤالٌ آخر وهو مطروح على هؤلاء العلماء حيث أنهم هم الذين رفعوا هذه الدعوة البغيضة : أين طائرات ودبابات وصواريخ حكام السعوديةوباقي الحكام في العالم الإسلامي؟ وأنتم تعلمون يقيناً أنهم يمتلكون أكبر ترسانة للأسلحة ليس بمنطقة الشرق الأوسط وحدها ! بل ويفوق ما تملكه جميع الدول العربية قاطبة , وللعلم فقط فقد أبرمت السعوديه قبل شهور خلت ما يسمى بصفقة العصر, بعقدها صفقة مع بريطانيا بما يفوق السبعين مليار دولار مقابل 72 طائرة ! مع أنها اشترت في العام الماضي أسلحة بقيمة 18 مليار , ومن الصين 13 مليار ! وكذلك المليارات من الدولارات من فرنسا وحتى من أمريكا ! ولا تـُعرض إلاَّ في المعارض , وبعد حين تباع خردة ! وما الإيواكس عنكم ببعيد ! فأين جيوشكم ؟ وأين عدتكم وعتادكم ؟ وأين هي تلك الطاقات العلمية التي تصدرت الفتيا من الجهاد من قبل ومن بعد ؟ أين أنتم من تحرير فلسطين والدفاع عن العراق والثأر للمسلمين من أثيوبيا الصليبية وقد احتلت الصومال المسلم , وأين أنتم من أفغانستان وكذلك السودان , وأفطاني والشيشان وغيرها الكثير الكثير؟؟؟ أين أنتم لتهبوا هبة رجل واحد من أجل تحرير بلاد المسلمين من الغاصبين المحتلين , ولا تنسوا المسلمين الذين خذلتموهم من قبل : أهل البوسنة والهرسك وقد اقتصر دعمكم لهم على فتح صناديق التبرعات للمواطنين في حينها , ولمَّا أصاب أمريكا جائحة ... فتحتم الخزائن كلها على مصراعيها من أموال المسلمين .
فأين ذهبت مئات المليارات التي أنفقتها دول الخليج على هؤلاء الضيوف ! الذين أفتى كبير علمائكم بوجوب إكرامهم , لأن الإسلام حثَّ على إكرام الضيف ؟؟!! أي منطق هذا ؟؟ فقد أجازوا للكفار قتل المسلمين , وصموا وعموا عن يهود , ويا ليتهم سكتوا على ذلك ! لا بل , حرموا نصرة أهل لبنان , من هذا الطغيان . فجُرمهم أكبر وأفظع من جور يهود وظلم الأمريكان
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : (ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) .
فهذه المبررات كلها ليس لها محل في شرع الله سبحانه وتعالى , بل وكما أسلفنا فإنها تخالف نصوصه القطعية , بوجوب الوحدة , والنصرة , والتعاضد , وتحريم خذلان أي مسلم يَعتدي عليه علج حقير .
وليس لها محل أيها الإخوة الكرام في السنة المطهرة , سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يا من تزعمون أنكم تحاربون البدع ؟؟!!
فقد أخرج الحاكم وصححه عن معيقيب ونعيم بن حماد عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا "لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمقامع. قلت يا رسول الله: ما التمايز؟ قال: عصبية يظهرها الناس بعدي في الإسلام. قلت: فما التمايل؟ قال: تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها. قلت: فما المقامع ؟ قال: تسير الأحبار بعضها إلى بعض تختلف أعناقها في الحرب".
فنسأله تعالى أن يعجل بإذنه بتميز الخبيث عن الطيب , وأن يعجل بقيام دولة الخلافة لتوحد المسلمين في كافة أصقاع الدنيا , وإن يعجل بإخراج ما يكره ويخاف هؤلاء الحكام , وما يكره ويخاف هؤلاء العلماء , ونسأله أن يعجل بخروج ما يخافه الكفار من يهود ونصارى , اللهم انصر المسلمين المجاهدين في كل مكان , اللهم أعل بفضلك كلمة الحق والدين , وعجل اللهم بقيام دولة الخلافة , اللهم اخلع عنا حكام العرب والمسلمين , اللهم اجعل نار اليهود والأمريكان ومن ناصرهم وشايعهم , اجعلها اللهم برداً وسلاما على المجاهدين في كل مكان وحين , اللهم اكسر شوكة الكفار جميعاً , اللهم إن المغضوب عليهم والضالين قد أظهروا قوتهم علينا فأرنا مولانا قوتك فيهم , خذهم أخذ عزيز مقتدر , واجعلهم عبرة لأمثالهم ، ووفقنا مولانا لنغزوا ديارهم , ونحمل دعوتك إليهم , ونشهدهم على أنفسهم , واجعلنا ربنا نشهد يوم ظهور الإسلام على الدين كله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الأنبياء والمرسلين , المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه إلي يوم الدين,
اللهم آمين , اللهم آمين , اللهم آمين ربي , رب العالمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 09-04-2007
  • المشاركات : 327
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • tahriri is on a distinguished road
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
رد: هذه هي السلفية التي لا تعجب الكثير.
17-05-2007, 12:56 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد2 مشاهدة المشاركة
فما كنت دجالا ولا كذابا وما أتيت بجديد ، بل هو كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
[ افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وإحدى وسبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة وثنتين وسبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم قال : هم الجماعة ] . ( صحيح ) .
فما معنى الجماعة ؟
الجماعة يا أحبابي هي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه بدليل الرواية الأخرى للحديث وفيها (ما أنا عليه و أصحابي)
......
وبهذا يتبين أن الجماعة هي الفرقة الناجية وأن السلفية هي نفسها الجماعة لأنها على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه.
فالسلفية ليست بدعة جديدة وإنما هي مصطلح للحق الذي جانبته كل الفرق الإسلامية فبما أنها كلها تدعي الإسلام وأنها هي أهل السنة والجماعة وغيرهم في النار. كان لزاما على أهل الحق أن يتميزوا بلقب يعرفون به ويعرف الحق به، فإن كل الفرق تتميز بأنها تدعي الإنتساب والأخذ من الكتاب والسنة إلا السلفية فإنها زادت عليهم كلمة (على فهم السلف الصالح) ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (ما أنا عليه و أصحابي) في حديث الفرق فكلمة أصحابي هم الصحابة الذين هم السلف الصالح الذي أنزل عليه الوحي الكتاب والسنة وبلغتهم ونحن لا يمكننا فهم ما جاء في الوحي إلا وفق فهم الصحابة لهما.
حقيقة مفهوم أهل السنة والجماعة في ضوء الكتاب والسنة

أهل السنة والجماعة مصطلح َكُثرَ مستخدميهِ في هذه الأيام، وأطلق كثير من الناس على أنفسهم بأنهم أهل سنة وجماعة وكثير منهم لا يعلمون معناه، ولا يعون دقائقه (وبخاصة السلفيين ومنهم محمد2 هداه الله في هذا المنتدى)، فرأيت أن أبينه لهم، مؤسساُ كلامي على كتاب الله وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم، حتى تتم الفائده لنا ولهم باذن الله، فأقول :
1- السُنَةُ هي كل ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير، ويترتب على هذا سؤال من هم أهل السنة؟، هل هم الذين اشتغلوا بعلوم الحديث؟ أم أن أهل السنة هم الذين يطبقونها على أنفسهم؟ وأظن أنه لاحاجة لمناقشة أن الرأي الثاني وهو الصواب، فعليه، أهل السنة هم المطبقون لها، والذين يقيمونها في شعائرهم .

2- أما الجماعة فإنها لفظ كثر استخدامه في السنة والآثار، فمما ورد في السنن:
- حديث ابن عباس المتفق عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميته جاهلية)).
- وحديث أبي هريرة عند مسلم والنسائي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة، فمات، مات ميتةً جاهلية)).
- وأخرج أحمد من حديث فضاله بن عبيد الانصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال((ثلاثة لا تسأل عنهم، رجل فارق الجماعة، وعصى إمامه، ومات عاصيا....)).
- وعند أحمد أيضاً حديث النعمان بن بشير قال صلى الله عليه وسلم ((...والجماعة رحمة، والفرقة عذاب)).
- وأخرج مسلم عن عرفجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريدُ ان يَشُقَ عصاكم، ويفرق جماعتكم فأقتلوه)).
- وعند مسلم أيضا من حديث حذيفه بن اليمان من حديث السؤال عن الخير والشر(( كان الناس يسألون الرسول عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني...دعاة على أبواب حهنم من استجاب لهم قذفوه فيها، فقلت يا رسول الله: وما تأمرني إن أدركني ذلك، فقال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ...)).
- وعن عمر عند النسائي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((...، فمن أحبَ منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)).
- وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وأبو داوود، عن الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال((وأنا آمركم بخمسٍ الله أمرني بهن، بالجماعة، والسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع رَبِقَةَ الاسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثى جهنم . قالوا يا رسول الله، وإن صام وصلى ؟؟؟ قال وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)).

فلفظ الجماعة الوارد في هذه الأحاديث، ورد مقيداً أما بالألف واللام، وإما بالاضافة إلى المسلمين، وإما إلى الضمير العائد إليهم،
فَوَرَدَ ((الجماعة))، ((جماعة المسلمين))، ((جماعتكم))، ولم يرد على لسان الرسول عليه السلام لفظ ((الجماعة)) إلا مقيداً غير مطلق.
وهو وإن ورد على لسان بعض الصحابة مطلقا فإنه يُحمل على المقيد، كما تنص على ذلك القاعدة الشرعية، كقول سعيد بن زيد الذي يرويه الطبري(...كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة).
وكلام علي الذي أخرجه البخاري(اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الخلافَ، حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي).
هذا وإن ورد مطلقا إلا أن آخرين من الصحابة والتابعين كانوا يستعملونه مقيداً، كما روى ابن عبد البر في التمهيد عن أبي الدرداء قال(كان يقال خمسٌ كان عليها أصحاب محمد والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله).

فحيث ما ورد لفظ ((جماعة)) مطلقا غير مقيد، فإنه يحمل على المقيد، من باب القاعدة الشرعية.
وعلى هذا فإن "الجماعة" التي أمر الرسول بالإلتزام بها ليست مطلق جماعة، لأن النصوص تصرح بجماعة مقيدة، أي جماعة معهودة مقيدة، ذات مواصفات خاصة، لا مطلق جماعة. وهنا مسألة:
ما هي مواصفات هذه الجماعة التي أمر الرسول بها وكيف نعرفها ؟؟

نعود إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لتحدد لنا مواصفات وتعريف هذه الجماعة:
- فحديث عرفجه السابق الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريدُ أن يَشُقَ عصاكم، ويفرق جماعتكم فأقتلوه))، وحديث حذيفه الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)). قرن الرسول الجماعة بالإمام.
- وحديث ابن عباس المتفق عليه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( من رأى من أميره شيئاَ فكرهه، فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت، إلا مات ميتهً جاهلية))، فعدم الصبر على الأمير وخلع طاعته مفارقهٌ للجماعة.
-وحديث ابي هريره قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة)) فالخروج من طاعة الإمام، مفارقهٌ للجماعة.
- وحديث فضاله((رجل فارق الجماعة وعصى إمامه))، فعصيان الإمام مفارقة للجماعة.

فكل هذه الأحاديث تدل دلالة واضحة على أن الجماعة المطلوبة شرعا (هي الجماعة على الإمام).
ويؤيد هذا إجماع الصحابة على تسميه عام 41 للهجرة عام الجماعة لأن الناس اجتمعوا على معاوية.
فالمطلوب شرعا أن يكون المسلمون جميعاً أو جماعة على رجل واحد هو الإمام، لأن المطلوب كما أسلفنا جماعة معهودة، مقيدة، لا مطلق جماعة، وإلا فإنه يجوز أن نطلق على مجموعة من الناس في طائرة، والقبيلة المجتمعة على رجل تصدر عن راية جماعة، والحزب الذي يجتمع على رجل يطيعونه جماعة، وهذا مخالف للنصوص أعلاه، فالمطلوب ليس مطلق جماعة، بل جماعة محددة مقيدة، معهودة، هي الجماعة على الامام في دار العدل. وهنا مسألة أخرى:
ما هو الحكم الشرعي في وجود هذه الجماعة؟؟

معلوم عند أكثر الفقهاء أن مجرد الأمر والطلب في الأدلة لا يفيد الوجوب والفرض، بل لابد من قرائن تصرف الأمر والطلب إلى الفرض والوجوب، والرسول في هذه الأحاديث أمر بالإلتزام بالجماعة، ونصوص هذه الأحاديث ورد فيها مايلي:
1) في حديث ابن عباس قوله عليه السلام((إلا مات ميتة جاهلية)).
2) في حديث فضاله قوله عليه السلام((لا تسأل عنهم)).
3) في حديث النعمان قوله عليه السلام((والفرقة عذاب)).
4) في حديث عرفجه قوله عليه السلام((فأقتلوه)).
5) في حديث الحارث قوله عليه السلام((فقد خَلَعَ رَبِقَةَ الإسلام من عنقه)).
فهذه كلها قرائن على أن الطلب في الأحاديث للجماعة طلب جازم، فالرسول عليه السلام:لايصف ميتة لمسلم بالجاهلية، ويصف فرقته بأنها عذاب، ويأمر بعدم السؤال عنه، ويأمر بقتله، ويقول عنه أنه خلع ربقة الإسلام من عنقه، إلا إذا كان هذا المسلم قد ارتكب حراما أو ترك فرضا، أما تارك المندوب فلا يوصف بهكذا أوصاف.
فالخلاصة أن الإلتزام بجماعة المسلمين فرض، وتارك هذا الفرض آثم شرعا، ولا خلاف. وبقيت لي مسألة أخيرة:
أين هي جماعة المسلمين اليوم ؟؟؟

لا يوجد للمسلمين جماعة لأنه لا إمام لهم ولا خليفة، منذ أن ألغيت الخلافـة ضاعت الجماعة، وأين هذا الإمام الذي يحكم المسلمين جميعا بالإسلام ؟؟ غير موجود... والواقع يدلل على هذا، ولا خلاف، إلا عند من كابر الحس،
فيا لي ويا للمسلمين، من فرض لله غير قائم...،
أما علم المسلمون بعد هذا أن لزوم الجماعة فرض ...، ولكن لا جماعة اليوم ...!!
أفما علم المسلمون أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؟؟ فإيجاد الجماعة قطعا فرض من هذا الباب...
أين المسلمون من أمر سول الله ...؟؟؟ أين هم من فرض الله بإيجاد الجماعة على الإمام المبايع... ثم كيف يدعون أنهم أهل سنة وجماعة وهذه سنة المصطفى معطلة،
أليست الدولة الاسلاميه غائبة...؟؟
أليست هذه من سنة المصطفى ؟؟
أين الذين يقولون أنهم أهل السنة من هذا؟؟
وأين هم أهل الجماعة الذين لا جماعة لهم في هذه الأيام؟؟
فالجماعة على الإمام غير موجوده؟؟ بل كيف يدعون أنهم أهل الجماعة وهم متنكبون عن العمل لإيجاد جماعتهم؟؟؟؟!!!!!!!
لماذا يتنكبون عن فرض إيجاد الجماعة، جماعة المسلمين على الإمام، جماعتهم .
************
أخي محمد2 ليست السلفية هي جماعة المسلمين، وليس حزب التحرير جماعة المسلمين، بل هما جماعتان من المسلمين:
حيث أن السلفية لا تعمل لإيجاد جماعة المسلمين بإيجاد الإمام والخليفة الذي هو رئيس دولة الخلافـة الإسلامية...بل هي ترى أن هؤلاء الحكام أئمة تجب طاعتهم؟؟؟ رٌغم أنهم لا يحكمون بما أنزل الله، ويحاربون الذين يعملون لإيجاد جماعة المسلمين بإيجاد الخلافـة، وحزب التحرير من هؤلاء الذين يعملون لإقامة الخلافـة.
أما حزب التحرير فإن غايته إقامة الخلافـة لإيجاد جماعة المسلمين باتباعه لطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو لا يرى في أي واحد من هؤلاء الحكام إمام أو خليفة شرعاً وهو يدعو لعصيانهم لأنهم يحكمون بالكفر، وعزلهم لإقامة خليفة واحد للمسلمين جميعاً.

وأخيراً أذكر الكلام الجامع المانع في هذه القضيه كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه(يا معشر العريب: الأرض، الأرض، إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمام، ولا إمام إلا بطاعة).
فاللهم اجعلنا من أهل الإسلام والإمام والطاعة.
اللهم إني قد بلغت لـ"محمد2" اللهم فاشهد...

والسلام عليكم ورحمة الله.
التعديل الأخير تم بواسطة tahriri ; 18-05-2007 الساعة 08:05 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 09-04-2007
  • المشاركات : 327
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • tahriri is on a distinguished road
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 09-04-2007
  • المشاركات : 327
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • tahriri is on a distinguished road
الصورة الرمزية tahriri
tahriri
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو عائشة
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 19-05-2007
  • المشاركات : 11
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • أبو عائشة is on a distinguished road
أبو عائشة
عضو مبتدئ
رد: هذه هي السلفية التي لا تعجب الكثير.
19-05-2007, 03:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tahriri مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

لمن يريد أن يطلع على حقيقة السلفية (الوهابية) عليه بالرابط التالي فهو هام جداً:


والسلام عليكم


www.sunna.info


هههههههههههه سبحان الله ...أكثرتم علينا ببدعكم الأشعرية

الموقع هدا الدي وضعته في صفحته الرئسية يجيز الاحتفال بالمولد النبوي

ياله من موقع بدع و خرافات


رحم الله شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب الذي حارب بدعكم





هههههههههههههههههههههه أضف على ذلك هذا الموقع يحذر من حزب التحرير هههههههههههههههههههههههه و الله أضحكتني

أردت الباطل فأبطل أعمالك.......... أفلست يا اخواني


رحم الله الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب
من مواضيعي
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
بمناسبة يوم النصر : النص الكامل لإنفاقيات إيفيان
مدخل للعلوم القانونية السداسي الاول لطلاب السنة الاولى
موضوع خوصصة المؤسسات في الجزائر
قامووس لمصطلحات الكمبيوتر .. ومعانييها ..
الساعة الآن 06:14 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى