رد: إلى المدام "فيمينيست"
09-05-2012, 01:22 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في انتظار الجواب...
|
مرحبا الأخت الكريمة رحيل
أولا انا اعتذر على تجاهل الرد ، لكن بصراحة بعد قراءة رد الأخت ازيرا شعرت بلاجدوى الإجابة ، لكن و قد كلفتي نفسك عناء أعادة إحياء الموضوع فسأجيب .
بخصوص سؤالك يجب التنبيه أولا إلى أن بعض الفقهاء قد قالوا أن هناك من النسوة من كن رسولات ، مثل مريم بنت عمران ، ومع أن هذا الأمر فيه خلاف ، إلا أن هذا وحده يدلل و إن لم يكن جازما ان التاريخ البشري عرف رسولات ، فمنهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص .
لكن عموما... عن نفسي لا اعتقد انه كان هناك رسولات ولا أريد الرد على سؤالك بهذه الطريقة ، فالمسألة لا تنظر من هذا الجانب ، المنظار الصحيح بنظري هو "هل يمكن اعتبار النبوّة داعي لترفيع الذكورة عن الأنوثة ام لا " ؟
بالنسبة لي لا أرى انه يمكن قبول هذا .. فالله عادل ، و عليه وبحكم كونه عادلا فلا يمكن القول انه قد خص كائنا بشيء على حساب الأخر بحيث يكون هذا داعيا للعلو والرفعة بينهما ، ( هذا الأمر شبيه بالقول ان خص المرأة بالقدرة على الحمل ، ترفيع للمرأة على الرجل ، وطبعا هذا كلام هزلي )
القضية من وجهة نظري أن هذا التقسيم ، تقسيم وظيفي ، أما عن حكمه ..فهو عند الله و الله اعلم ، يبقى فقط أن نقول انه لا يجوز استعماله باي حال من الأحوال لادعاء الرفعة للرجل على حساب المرأة بما بخدم تموقعا معينا يأتي على حسابها ، فهنا سيتحول الأمر إلى توظيف للدين لخدمة أهواء شخصية ، وهذا شائن فهذا الأمر عملية مفضوحة لاستغلال إيمان النساء و تقواهن لجعلهن يرضين بأوضاع غير عادلة بذريعة ان الله العادل لا يظلم البشر و أن على المرأة هكذا تقبل موقعها مهما بدا ظالما مادامت هذه إرادة الله ، بينما كان المفروض أن العكس هو الصحيح فإرادة الله العادلة هي ما يفرض إيجاد شرائع تراعي عدله ، لا شرائع تبرر ظلمها بنسب نفسها لعدله .
وهنا نقطة مهمة أتمنى أن تنتبه لها كل سيدة ، "الخديعة التي تحصل للمرأة المسلمة أن الرجل يبدأ بالقول أن الله عادل ، وعليه فكل تشريع منه عادل حتى ولو بدى ظالما ، بينما الأصح هو " أن الله عادل و عليه فكل تشريع غير عادل ينسب له فهو ليس منه "
وهذه النقطة حساسة في فهمها لهذا أتمنى الانتباه ، فهي تقلب مفهوم حقوق المرأة في الإسلام رأسا على عقب .
نظريا من المفروض ان يكون الإسلام آو بالأحرى الشريعة الإسلامية عادلة (الشريعة بما هي الفهم المستقى من القران والسنة) ، وهذا لان الله عادل وعليه فشريعته لا يجب أن يكون فيها ظلم ، لا أن يدّعى ان الشريعة الإسلامية عادلة بالضرورة فقط لأنها فقط منسوبة للإسلام .
(و معلوم طبعا أن التفسير في الواقع خاضع بطريقة او بأخرى لأهواء المفسر ، بحيث يمكنه تحريف التفسير لخدمة أغراض شخصية كما نرى حاليا من محاباة للذكورة و إنتهاك لحقوق النساء ، هذا على عكس أن يوضع هذا التفسير في ميزان العدالة )
وبالمناسبة هذا الأمر هو ما يجعل اغلب النساء اللاي يتعرضن للحجم الأكبر من الظلم هن من التقيات الورعات ، فهن يخدعن ليرضين بواقع مزري بدعوى التدين ، وتجدهن للأسف يتحملن اشد صنوف العذاب في سبيل التقرب الى الله ، وهو أيضا للأسف ما يجعل الحركة النسوية و دعاة المساواة في موقف سلبي ، فأغلب النساء الناشطات في الحركة هن نساء غير الملتزمات ما يلقي بظلال سلبية على واقع دعاة حقوق المرأة ، بينما كان الأصح ان على النساء الأكثر ورعا و الأكثر تقوى أن يكن هن الرائدات في الحركة النسوية المطالبة بالمساواة والعدالة ، و هذا من واقعهم إيمانهن الديني الذي يدعوا لإحقاق الحق و العدالة و أيضا من واقع إيمانهن بحقوقهن و كرامتهن كنساء ،
كان المفروض في الواقع أن تكون الحركة النسوية حركة دينية بالأساس تعمل على ترسيخ المساواة و العدل تماما كما هي بدأت مع رائدات الحركة النسوية الأوائل ، لا أن نجد العكس حيث يستعمل الدين لتبرير القمع والاستبداد وظلم المرأة .
هذا الأمر بنظري هو ما يجعلنا للأسف نعيش في هذه البلبلة ، فالمفاهيم مقلوبه ، و إعادة تسويتها تحتاج للكثير من الجهد والعمل ، فهناك تحدي قلب ثقافة كاملة قد ترسخت على مدى قرون .
مودتي ..
سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتاب… كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ... لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ ...سأَصير يوماً ما أُريدُ ..
درويش .
التعديل الأخير تم بواسطة طاهر جاووت ; 09-05-2012 الساعة 01:29 AM