دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
13-05-2012, 02:25 AM
دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية الجزائرية و تأكيد الهزيمة الساحقة التي مني بها الإسلاميون انطلقت الصحف الصفراء و إعلام الرمل كما هو متوقع بحملة شرسة على البرلمان الجزائري المنتخب من التشكيك و الطعن و تهم التزوير ، وهذا طبعا بدعاوى الخوف على المواطن و الحرص على رغبته بالتغيير وباقي الهراء المعتاد...و السؤال هنا أين كان كل هذا الحرص و الخوف حين تعلق الأمر بالبرلمان المصري ، فهو كما البرلمان الجزائري شابته بعض الخروقات لكننا لم نرى أي من هذا التهويل الحاصل حاليا حوله ، إن لم نقل أننا رأينا العكس حيث تم التطبيل و التزمير له على أنه أعظم برلمانات الأرض ديمقراطية ، هذا مع أن البرلمان الجزائري من الناحية الموضوعية أكثر مصداقية من البرلمان المصري و بمقارنة بسيطة يمكن اكتشاف هذا .
لو قارننا بين البرلمانين المصري و الجزائري من الناحية الإجرائية لوجدنا مثلا انه في عدد الطعون المقدمة أن البرلمان الجزائري رفع عليه حولي 60 طعن منها 12 جنائية ، في المقابل فالبرلمان المصري يعاني من طعون فى 90% من نوابه .
أما في مسائل خروقات الدعاية و توظيف المال السياسي التي اتهمت بها الحملة الانتخابية ، ففي مصر لم يكن الأمر أحسن حالا إن لم نقل أنه كان أسوء فالإخوان و السلفيون مارسوا الدعاية خارج أوقاتها الرسمية بل و داخل مراكز التصويت ، عدى إستعمالهم هم أيضا للمال السياسي من رشاوى للمواطنين كتوزيع السكر و الزيت على البسطاء للتصويت لهم ( هذا بدون التوضيح حول مصادر تلك الأموال و هناك إتهامات كثيرة حول كونها قادمة من دول خارجية خليجية على وجه التحديد )
أما في قضية تضخيم أعداد المصوتين التي طرحت في الجزائر كالقول أن الجيش صوت وهو مجدر إدعاء ، فحتى وإن حصل فإنه يمكن حصره في حوالي مليون صوت ، بينما نجد في مصر أن هناك قضية مرفوعة بوجود خرق ب 9 مليون صوت ، وهذا أضعاف ما يشاع حول البرلمان الجزائري بمرات عدة .
الأمر الأخر حول قضية تلفيق القوانين لتراعي حزب معين وهو أمر حاصل عموما ، فيمكن القول أنها حجة غير مبررة .. فالأحزاب المشاركة في الإنتخابات كانت لديها القدرة على المقاطعة مبدئيا لتوجيه إنذار حول هذا الوضع ، بدل أن تشارك ثم تتباكى على اللبن المسكوب ، لكن ومع هذا فالأمر حصل أيضا في مصر ، بل و بشكل أكثر حقارة فقد كانت الصفقة مفضوحة بين الإخوان و المجلس العسكري الذي لفق لهم قانون يحقق لهم الأغلبية في البرلمان مقابل خدمت بضرب أي قوى شبابية ثورية يمكن أن تدخل البرلمان وتدفع بما لا يخدم مصالح الطغمة العسكرية الحاكمة ، أي أن الإسلاميين بصريح العبارة قتلوا الثورة المصرية ، على عكس الجزائر التي جرت فيها إنتخابات روتينية ، ومع هذا لم نرى أي حديث يذكر حول هذا الأمر .
و السؤال هنا ..لماذا هذه الوسائل الإعلامية التي ينفطر قلبها الأيروسي على كل صوت مهدور للمواطن المسكين الذي ضاع حلمه في التغيير ، لماذا لم تهتم بالمساكين المصريين وبرلمانهم المطعون فيه ، فهل المصريون ارخص من أن يهتم لهم هذا الإعلام ، أم أن تضحياتهم من أجل الديمقراطية اقل من أن ينظر لها مع أن المصريين في الواقع قاموا بثورة من اجل الحرية والديمقراطية ودفعوا من أجلها الكثير ، على عكس الجزائريين الذي لم يحركوا ساكنا
هل الجواب مثلا أن المصريون لا يستحقون برلمان ديمقراطي حقيقي بسبب خلل فيهم ، أم أنهم في الواقع لا يحتاجونه ما دام الإسلاميون وصلوا اليه بحيث بات لا حاجة لكثرت الحديث حول هذا الأمر ففي النهاية هدف الإعلام الرملي الأساسي هو إيصال الطابور الخامس لسدة الحكم كي يحق أهداف أصحاب هذه الوسائل ، و ماداموا قد وصلوا فلا داعي حينها للتدقيق حول الطريقة التي وصلوا بها . وعموما معروف أن شهادة المصداقية للديمقراطية الحقيقية التي تمنحها هذه الوسائل لا تكون إلا إذا وصل الطابور الخامس للبرلمان ، وهو ما لم يحصل الجزائر ما يعني أنه من البديهي أن نرى كل ذلك الهجوم و الطعن و التشكيك على هذا البرلمان ففي النهاية لن يرضى عليك الاسلاميون و أسيادهم إلا إذا إنبطحت لهم .
يمكن القول انه حتى لو قبلنا بكل ما يشاع حول البرلمان الجزائري من أقاويل فإنه سيبقى أكثر مصداقية بأشواط من البرلمان المصري ، ما يعني أن على هذا الوسائل أن تخرس و تتوقف عن إصدار ضجيجها التعيس عن حقوق المواطن و كرامة المواطن ، فهذه النغمة باتت لا تطرب فالسؤال الأساسي المطروح قبل التفكير في تصديق أي من هذه الدوغما التي تروج.. هو لماذا لم يهتم أحد بالبرلمان المصري و جبال الطعون التي تلاحقه في مقابل كل هذا التكالب العصابي على البرلمان الجزائري الذي لا يصل في تجاوزاته إلى عشر ما تم في مصر ؟. .
أخيرا و بخصوص التغيير الذي بات يتخذ شماعة لاختراق أي مجتمع مستقر و العبث به ، فالجزائريون نعم يريدون التغيير و يسعون له ، لكن هذا ليس نحو أناس من تلك الطينة فهم ليسوا بحاجة الى نواب يسنون لهم قوانين لزواج الأطفال ، او لنكاح الموتى ، أو حتى ليقودوا له قوافل في المناطق النائية لختان الإناث ، فالجزائري مهما تردت أوضاعه و ملكاته العقلية فلن يصل إلى تلك الهمجية و التخلف ، وهو حين سيبحث عن التغيير فسيبحث عن التغيير الايجابي نحو الأفضل ، لا نحو العودة مئات السنين إلى الوراء ، أما حول النغمة المعتادة عن الإسلامي الشريف العفيف ، و الباقين الفاسدين ، فالبرلمان الجزائري ورغم تعفنه إلا انه يبقى أزهد من من يأكل بتكلفة 1.5 مليون جنيه على جلسات (قرابة مليارين ) كما فعل السادة الإسلاميون في مصر ، ما يعني أن الجزائريين وهم في أسوء حالتهم ، فهم مع هذا يبقون أحسن حالا من الآخرين هذا حتى و إن لم ينالوا ما يريدون من التغيير الايجابي تماما ، فالأمور لا تأتي بالضرورة مرة واحدة .
ملاحظة : الكلمات باللون الازرق فيها روابط تظهر بعض الضغط عليها .
سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتاب… كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من تَفَتُّح عُشْبَةٍ ... لا القُوَّةُ انتصرتْ ولا العَدْلُ الشريدُ ...سأَصير يوماً ما أُريدُ ..
درويش .
درويش .
من مواضيعي
0 قل ليتني شمعة في الظلام
0 التفكير في زمن التكفير .
0 معاداة العلم .
0 مشروع النهضة الإسلامية "خرافة"
0 ملاحظات حول العلمانية و العلمانيين العرب .
0 دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
0 التفكير في زمن التكفير .
0 معاداة العلم .
0 مشروع النهضة الإسلامية "خرافة"
0 ملاحظات حول العلمانية و العلمانيين العرب .
0 دجل مفضوح ، ومحاولات غسيل سمعة للقذارة .
التعديل الأخير تم بواسطة طاهر جاووت ; 13-05-2012 الساعة 01:38 PM












