قال ابن خلدون : (( وليس ثناء أحد على هؤلاء – يقصد ابن عربي وأضرابه من القائلين بالوحدة - حجّة ، ولو بلغ المُثني ما عسى أن يبلغ من الفضل ، لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلا وشهادة من كل أحد )) .
هذا القول من ابن خلدون رحمه الله من أبلغ ما قيل ، فلا داعي للتكثّر بأقوال المُثنِين على ابن عربي ،فهم إمّا على شاكلته وأخوه بلِبَان أمه ، وإمّا من الذين جهلوا حاله ولم يطلعوا على مصنفاته وأحسنوا الظن به بناءً على ما ذُكر عنه من زهد وصلاح !!. وطرف آخر متذبذب متحرّج من كفريات ابن عربي فمرة يتأوّل أقواله ويصرفها عن ظواهرها، وتارة يزعُمُ أنها مدسوسة عليه !!. وممّا سبق يتبين لكل ذي عينين وفق للقاعدة المشهورة التي تقول أن الجرح مقدم على التعديل - لاسيما إذا كان الجرح مفسرا- أن ابن عربي ضال قائل بوحدة الوجود.
ولو أردنا المراء لغرض المراء لشحنّا هذه الصفحة من المنتدى بعشرات الصفحات من الكتب معزوةً إلى مصادرها مع التلوين والتزويق في إثبات ضلالات ابن عربي، كما يفعل البعض ممن ينقل مالا يفهم لاسيما إذا رأيته يحسب الذم مدحًا!!، ولا يدري ما وحدة الوجود التي عليها مدار النقاش حول عقيدة ابن عربي وهي أُسّ وأساس هذا الأمر، فحال هذا يذكرني بقصة الذي نقل من كتاب "الموضوعات" لابن الجوزي ، ولكن الذي يحجزُنا عن ذلك أن اللبيب يغنيه قليلُ الإشارة عن كثيرِ العبارة .
سنذكر بعض الإشارات في كشف أباطيل ابن عربي التي لا سبيل لتأويلها مطلقا ولو استعانوا بجميع قحطان ومعد ابن عدنان :
الرب حقّ والعبد حقّ *** ياليت شعري من المُكلَّف
إن قلتُ عبدٌ فذاك ميتٌ *** أو قلتُ ربُّ أنى يُكَلَّف.
وقوله:
فوقتًا يكون العبد ربًّا بلا شك *** ووقتًا يكون العبد عبداً بلا إفك.
وقوله:
فالحقّ عينُ العبد ليس سواهُ***والحقّ غير العبدِ لستَ تراه.
وقوله:
فيحمدني وأحمده *** ويعبدني وأعبده.
مقصوده بـ"الحق" هو " الله " وهذا معروف في اصطلاح الصوفية عدولهم عن ذكر لفظ الجلالة "الله" واقتصارهم على لفظ "الحق" ، ومن ذلك قول ابن عربي :
(( فإن العارف من يرى الحقَّ في كل شيء، بل يراه عينَ كل شيء)).
وأنوه أنه بخصوص "دعوى الدس" على ابن عربي في كتابه " الفصوص" الذي لا تكاد تخلو صفحة من تقرير عقائده الباطلة فهل دس عليه كُلّ الكتاب وهو من أعظم ما مُدح به من مُريديه؟!! ،مع شهرة نسبة الكتاب إليه إضافة إلى كتاب "الفتوحات"، ومن هنا يتبين أن هذه الدعوى ساقطة وأوهى من بيت العنكبوت.
من لديه دليل على "دعوى الدس" فنحن نتحداه أن يثبته، ونقول له دون ذلك خرط القتاد، وإلى ذلك الحين إنّا مُنتظروه بصحبة العنقاء المُغرِب .