حديث الصباح.. قانون"هانسن"و مستقبل الأجيال
06-01-2018, 08:24 AM
تحول الجيل الثالث من المهاجرين إلى مصدر تخوف لدى الدول المستقبلة و بخاصة أمريكا، فأن تصبح أمريكيا مثلا عند العنصريين لا يعني إتقان اللغة الإنجليزية فقط، بل نبذ لغة و ثقافة الأبوين كذلك، و لهذا تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى"عولمة الثقافة" الهدف و محو آثار الخصوصية الثقافية، و اعتناق الشعوب نمط ثقافي موحد، فالعديد من أنصار التعددية الثقافية من ذهبوا إلى الحديث عن الثقافة في بلاد الهجرة ، و دور المثقف في الحفاظ على هوية الأجيال، و قد صاغ أحد مؤرخي الهجرة في عام 1937 و هو ماركوس لي هانسن Marcus Lee Hansen من جنسية أمريكية قانونا متعلقا بالأجيال، و قد أجرى دراسة حول مشكل الجيل الثالث من المهاجرين The Problem of the Third Generation Immigrant، يقول هانسن: " أن الجيل الأول من المهاجرين، و لأنهم مثقلين بهموم مادية، فهم لا يبدون اهتماما كبيرا بثقافة العالم القديم الذي جاءوا منه، و هو ما دفع بالجيل الثاني إلى تبنّي ثقافة النسيان، و الهروب من عادات الأسرة و الدين، بيد أن الجيل الثالث من الأبناء الذين ولدوا في بلاد الغربة ( أمريكا أو فرنسا أو في دولة أخرى) و تعلموا لغتها ، يتذكرون جذورهم و تراثهم المشترك، و هذا الجيل حسب هانسن، هو الذي يغذي اليوم بعث الهوية الثقافية و الحماسة للتعددية الثقافية، و من ثم فهم لا يعانون من أيّ مشاعر النقص، طالما يحملون جنسية البلد الذي ولدوا فيه ، و يقيمون فيه، و بها أصبحوا مواطنين و لهم كل الحقوق المدنية و السياسية، حيث راح البعض إلى جعل من الثقافة كعلم يدرس، و وضعوا لها قواعد و آليات، و منهم الإنتروبولوجي ليزلي وايت الذي صاغ في عام 1959 مصطلح "علم الثقافة" culturologie باعتبارها سلوك إنساني.
و إن كانت الثقافة مركز الثقل الحقيقي في عملية البناء و النهضة، و تنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري الذي تزخر به الأمة العربية، فمن شأنها أن تعمق الحوار والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب و تعزز منظومة القيم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية، والمثقف في هذا الإطار يشكل نقطة تواصل بين الأجيال، غير أنه في ظل التحولات و التغيرات، أصبح هذا الأخير يرى كل شيئ ثقافة، و يرى نفسه أنه مطالب بإرضاء الجميع و تلبية رغباتهم، و يرى أن كل شيئ يمكن أن يكون ثقافة و حتى الذوق العام، و إن كان الذوق العام نظاما ثقافيا كما يقول الإنتروبولوجي كليفورد جيرت Clifford Geertz ، فالخطأ و الخطر كله هو أن ينظر المثقف إلى كل جماعة باعتبارها ثقافة، و لهذا اختلط الأمر بين دور السياسي و المثقف، و الدليل على ذلك، أنه يصعب اليوم فهم العلاقة بين ثقافتين أو أكثر، بعدما أضحت تستورد في إطار التبادل الثقافي، اللوم طبعا يقع على"المثقف" الذي لم يفرض وجوده في الساحة، و كان سببا في تراجع الثقافة، و لم يضع رؤية واضحة تغذي التنوع الثقافي، و ترك جماعة تبحث عن الربح السريع ، تتلاعب بالمنظومة الثقافية ، ما جعل البعض ينعتون الثقافة، و من التحديات التي ينبغي أن يرفعها المثقف و النخبة لتحقيق تطلعات المجتمع و تؤصل إبداعات أفراده، هي تأسيس الوعي الثقافي المعرفي العام، و خلق إطار فكري حرّ و مبدع، الأمر هنا متعلق بقيام إجماع فكري بين جميع التيارات الثقافية الفكرية وحتى السياسية منها حول قضايا و أهداف وطنية و قومية تفرضها الظروف الراهنة ككل، فعندما تتوحد الأفكار و توضع في إطارها الصحيح، يستطيع الكثير المتعدد الثقافات كما قال إدوارد سعيد أن يصنع" أمة " منسجمة .
و إن كانت الثقافة مركز الثقل الحقيقي في عملية البناء و النهضة، و تنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري الذي تزخر به الأمة العربية، فمن شأنها أن تعمق الحوار والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب و تعزز منظومة القيم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية، والمثقف في هذا الإطار يشكل نقطة تواصل بين الأجيال، غير أنه في ظل التحولات و التغيرات، أصبح هذا الأخير يرى كل شيئ ثقافة، و يرى نفسه أنه مطالب بإرضاء الجميع و تلبية رغباتهم، و يرى أن كل شيئ يمكن أن يكون ثقافة و حتى الذوق العام، و إن كان الذوق العام نظاما ثقافيا كما يقول الإنتروبولوجي كليفورد جيرت Clifford Geertz ، فالخطأ و الخطر كله هو أن ينظر المثقف إلى كل جماعة باعتبارها ثقافة، و لهذا اختلط الأمر بين دور السياسي و المثقف، و الدليل على ذلك، أنه يصعب اليوم فهم العلاقة بين ثقافتين أو أكثر، بعدما أضحت تستورد في إطار التبادل الثقافي، اللوم طبعا يقع على"المثقف" الذي لم يفرض وجوده في الساحة، و كان سببا في تراجع الثقافة، و لم يضع رؤية واضحة تغذي التنوع الثقافي، و ترك جماعة تبحث عن الربح السريع ، تتلاعب بالمنظومة الثقافية ، ما جعل البعض ينعتون الثقافة، و من التحديات التي ينبغي أن يرفعها المثقف و النخبة لتحقيق تطلعات المجتمع و تؤصل إبداعات أفراده، هي تأسيس الوعي الثقافي المعرفي العام، و خلق إطار فكري حرّ و مبدع، الأمر هنا متعلق بقيام إجماع فكري بين جميع التيارات الثقافية الفكرية وحتى السياسية منها حول قضايا و أهداف وطنية و قومية تفرضها الظروف الراهنة ككل، فعندما تتوحد الأفكار و توضع في إطارها الصحيح، يستطيع الكثير المتعدد الثقافات كما قال إدوارد سعيد أن يصنع" أمة " منسجمة .
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..