أبو الحسن الأشعري ومدرسته.
25-03-2015, 09:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يا آل الشروق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أودّ أن أكتب هذه المرة عن مدرسة تكلم عنها البعض.
فرأيت أن أكتب عنها بموضوعية.
وأقول.
إن المدرسةَ الأشعريّةَ لها من الأتباع معظم الأمة الإسلامية، في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، كما أن لتلك المدرسة من الأتباع حتى خارج العالم الإسلامي من المسلمين الذي استوطنوا الغرب.
وليس معنى هذا أنها جاءت بأمرٍ أو معتقدٍ جديدٍ.
ولكنها جاءت بمنهجٍ جديدٍ.
كما أن صاحب هذه المدرسة لم يبحث عن الموضوعِ وإنّما وُجّه لذلك الموضوعِ.
فإذا نظرنا إلى أبي الحسن الأشعري الذي وُلد في سنة 260هـ ، كما أنه توفي سنة 324هـ.
وإذا ألقى المرء بنظرة على ذلك الزمن الذي عاش فيه الإمام الأشعري يجده زمن توالت فيه صراعات كبيرة، كانت فيه الفرق الإسلامية قد غلب عليها الصراع فيما بينها.
تُرى لو تساءل إنسانٌ. أي هذه الفرق ينال رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وبه ينال رضى الله عز وجلّ؟
وخصوصًا أن كلّ فرقة تصارع الأخرى زاعمة لأنها تريد أن تفوز بالجنة.
ودون الخوض في أي فرقة هي على " حقٍّ ".
أبقى بالحديث عن الإمام أبي الحسن الأشعري.
فإن موجهه الأول هي أسرته.
تحكي لنا المصادر التاريخية
أن أباه /إسماعيل بن أبي بشر ـــ وقبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى ـــ يأخذه إلى جامع المنصور ثم يقدمه إلى الإمام زكريا الساجي ثم يقول له:
علّم ابني، حفظه القرآن، وعلّمه الحلال والحرام، وفقهه في الدين.
قيكون أول ما بدأ به أبو الحسن الأشعري ـــ وسنه لا يتعدى عشر سنوات ـــ يتعلمه هو القرآن الكريم، وليس كما زعم بعض الناس في عصرنا هذا، حين غالطوا الناس أن الأشعري أول ما تعلمه علم الكلام وفلسفة اليونان.
وأن بداية الناس بتعلم القرآن هي العادة التي كانت جارية عند العرب الاقحاح، رغم أن البصرة وبغداد في ذلك الوقت كانتا موطن صراعٍ، حيث أن القيادة كانت لفرقة أدخلت الناس إلى الاختبار لدرجة الفتنة في دينهم.
تلك الفرقة كانت قد فرضت على الرعية فكرًا واحدًا، وطريقًا واحدًا تلك الفرقة هي فرقة المعتزلة.
وعوضًا من أن تأخذ طريق الإقناع، بل سلكت طريق العنف، وبدأت تحاكم الرعية على معتقداتهم، لتوصلَ الناس إلى ما تريد بالعنف.
بينما أن العنف لا ينجح صاحبه أبدًا للوصول إلى المبتغى المُراد له
كونوا في الموعد فالحديث ـــ بإذن الله ـــ سوف يطول.