كتاب الفتاوي السهمية في بن تيمية
16-05-2008, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إنطلاقا من حقي في الدفاع عن السنة والجماعة
إليكم إخواني الرأي الصحيح لعلماء أهل السنة و الجماعة في الشيخ بن تيمية الحراني زعيم الوهابية أو من يحبون أن يسمو أنفسهم السلفية
طبعا العناوين اللماعة يحبها كل الناس لكن الحقيقة يكرهها كل الناس إلا العقلاء الصافية قلوبهم من درن النفاق
الفتاوى السهمية
في ابن تيمية
أجاب عنها جماعة من العلماء هم
الإمام المحقق المدقق شيخ الإسلام
تقي الدين الحصني الشافعي الدمشقي
وقاضي القضاة الإمام العلامة
نجم الدين أبو الفتوح عمر بن حجي
وقاضي القضاة الإمام العالم
برهان الدين ابن خطيب عذراء
ومعه
ختام الفتاوى السهمية للمحقق
جميع الحقوق محفوظة
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله خمن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ونصلي ونسلم على خاتم الرسل والأنبياء والمبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد:
ونصلي ونسلم على خاتم الرسل والأنبياء والمبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد:
فقد تبين لنا أثناء تحقيقنا لكتاب » دفع شبه من شبه وتمرد « للإمام تقي الدين الحصني ؛ أن لمؤلفه فتوى مختصرة في ابن تيمية وآرائه ، قد يكون كتبها قبل هذا الكتاب .
وتابعه على هذه الفتوى وأيدها عالمان كبيران من أكابر فقهاء عصره كما سيتضح من ترجمتهما، وهما:
وتابعه على هذه الفتوى وأيدها عالمان كبيران من أكابر فقهاء عصره كما سيتضح من ترجمتهما، وهما:
نجم الدين عمر بن حجي.
وأبو إسحاق برهان الدين إبراهيم بن محمد المعروف بابن خطيب عذراء.
ويعنينا من أمرهما- مثلما فعلنا مع الإمام الحصني- :
أولا: اتصافهما بالأمانة والورع والمجاهرة بالحق.
وثانياً: العلم الراسخ والتحرّي ودقة الفهم.
وثانياً: العلم الراسخ والتحرّي ودقة الفهم.
والفتوى التالية للإمام الحصني وصاحبيه مسايرة لما ذكره في دفع الشبه في مضمونها ودلالاتها.
وزيادة في الفائدة فقد ألحقنا بالفتاوى السهمية بعض آراء العلماء في ابن تيمية ومنهم من صحبه فترة كالذهبي، حتى يتضح أن الإمام الحصني لم ينفرد بآرائه التي ذكرها فيه.
نسأل الله تعالى أن يرحمهم وينوّر مراقدهم ويعلي في الجنة منازلهم، إنه سميع مجيب.
نسأل الله تعالى أن يرحمهم وينوّر مراقدهم ويعلي في الجنة منازلهم، إنه سميع مجيب.
وصف المخطوط
المخطوط الأول للفتوى، وسنرمز له بالرمز (م)
وهو الخاص بالفتوى الملحقة بنهاية الكتاب ويحمل اسم (الفتاوي السهمية في ابن تيمية) وهو من محفوظات مكتبة صاحب الفضيلة الإمام العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمه الله بمجموعة (33) دولاب (15) وقد تم تصويرها من معهد المخطوطات العربية بالقاهرة.
ويقع في 11 لوحة كل منها صفحتان وخطها نسخي جميل ومسطرتها 23 سطر بمتوسط 10 كلمات في السطر وقد اعتبرناه أصلا للفتوى ورمزنا له بالرمز (م) وقد ذكر ناسخها أنه نقلها من خط المؤلف رحمه الله.
ويقع في 11 لوحة كل منها صفحتان وخطها نسخي جميل ومسطرتها 23 سطر بمتوسط 10 كلمات في السطر وقد اعتبرناه أصلا للفتوى ورمزنا له بالرمز (م) وقد ذكر ناسخها أنه نقلها من خط المؤلف رحمه الله.
المخطوط الثاني للفتوى وسنرمز له بالرمز (ن)
وهو ضمن مجموع من ورقة (11) إلى ورقة (17) وهذا المجموع موجود في مكتبة حادي بشير أغا التابعة للمكتبة السليمانية ورقمه 142 ذكره بروكلمان في ذيل تاريخ الأدب العربي 2/112 وقد حصلنا على صورة له من مكتبة برلين بألمانيا وتتكون كل ورقة من عمودين كل عمود به 37 سطرا بكل سطر متوسط 7 كلمات بخط مقروء وقد رمزنا لها بالرمز (ن).
وذكر ناسخها أنه نقلها من خط من نقل من خط المؤلف أي أنه يوجد ناسخ بينه وبين المصنف رحمه الله وبملاحظة وجود بعض العبارات في النسخة الأولى (م) غير ثابتة في الثانية (ن) فهما من طريقان مختلفان.
وذكر ناسخها أنه نقلها من خط من نقل من خط المؤلف أي أنه يوجد ناسخ بينه وبين المصنف رحمه الله وبملاحظة وجود بعض العبارات في النسخة الأولى (م) غير ثابتة في الثانية (ن) فهما من طريقان مختلفان.
وصلى الله وسلم وبارك على سيد الخلق نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
هذا الرجل المسئول عنه في الاستفتاء كان عالما متعبداً، ولكنه ضلّ في مسائل عديدة عن الطريق المستقيم والمنهج القويم، لا جرم سجن بسجن الشرع الشريف بعد الترسيم وأفضى به إعجابه بنفسه إلى الجنوح إلى التجسيم الذي ابتدعه اليهود الذين أشركوا بالواحد الأحد المعبود.
وتغالى فيه أصحابه وأتباعه حتى قدموه على جميع الأئمة وعلى علماء الأمة ، وهجر مذهب الإمام أحمد الذي أتباعه بالإجماع أولى وأحمد، ورد عليه العلماء المحققون.
وسجنه حكام الشريع الأقدمون ونودي بدمشق أن لا ينظر أحدٌ في كلامه وكتبه وهرب كلٌّ من أتباعه ومَن هو على مذهبه واعتقاده.
والعجب كل العجب من جُهَّال حنابلة هذا الزمان يغضبون إذا قيل لهم: (أخطأ ابن تيمية)، وربما اعتقد بعضهم أن قائل ذلك ملحد، ولا يغضبون إذا قيل لهم: أخطأ الشافعي وأبو حنيفة ومالك والإمام أحمد.
اللهم اشهد أني برئ من كل مجسم ومشبه ومعطل وإباحي وحلولي واتحادي وزنديق وملحد ومن كل من خالف اعتقاد أهل السنة والجماعة.
وبرئ من كل من منع من زيارة قبر سيدنا رسول الله ومن شد الرحل إليه ومن زيارة قبور الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين.
اللهم وإني أسألك وأتوسل إليك بسيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين والأولياء والصالحين أن تحييني على الإسلام وتميتني على الإيمان على اعتقاد أهل السنة والجماعة سالما من اعتقاد أهل الزيغ والضلال والبدع والإضلال.
ونفعنا والمسلمين ببركة سيدنا الشيخ [ الإمام ] الرباني المجيب عن هذا السؤال. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
كتبه عمر بن حجي الشافعي
وهو ثقتي
كتبه عمر بن حجي الشافعي
وهو ثقتي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين([1]).
[ نص السؤال ]
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين أجمعين، في رجل يقال له أحمد بن تيمية الحراني سئل عن شد الرحال إلى زيارة قبر النبي وإلى زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقال: » هو معصية بالإجماع، مقطوع « ([2]) بها ولا يجوز قصر الصلاة في هذا السفر.
وسئل عن الأحاديث الواردة في زيارة قبر رسول الله كقوله » من زار قبري وجبت له شفاعتي « . فقال: كلها ضعيفة باتفاق أهل العلم بل هي موضوعة لم يرو أحدٌ من أهل السنن المعتمدين شيئاً منها.
وسئل عن الأحاديث الواردة في زيارة قبر رسول الله كقوله » من زار قبري وجبت له شفاعتي « . فقال: كلها ضعيفة باتفاق أهل العلم بل هي موضوعة لم يرو أحدٌ من أهل السنن المعتمدين شيئاً منها.
وأن السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله ، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين.
فمن اعتقد ذلك قربة أو عبادة([3]) وفعلها فهو مخالف للسنة وإجماع([4]) الأمة « .
وسئل عمن توسل بغائب أو ميت ما حكمه؟ فقال: »من استغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد و[ الكربات ] ([5]) ويطلب منه قضاء الحاجات، فيقول »يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك أو في جوارك«. أو يقول عند هجوم العدو عليه: سيدي فلان أنا في حسبك أو في جَوارك [ أوْ يقول عند هجوم العدو » يا سيدي فلان « يستوحيه أو يستغيث به ] ([6]) أو يقول نحو ذلك عند مرضه وفقره، وغير ذلك من حاجاته فهو ظالم [ ضال ] ([7]) مشرك عاصي لله تعالى باتفاق المسلمين؛ فإنهم متفقون على أن الميت لا يسأل ولا يدعى ولا يطلب منه شيء سواء كان نبياً أو شيخاً أو غير ذلك « .
وسئل عمن توسل بغائب أو ميت ما حكمه؟ فقال: »من استغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد و[ الكربات ] ([5]) ويطلب منه قضاء الحاجات، فيقول »يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك أو في جوارك«. أو يقول عند هجوم العدو عليه: سيدي فلان أنا في حسبك أو في جَوارك [ أوْ يقول عند هجوم العدو » يا سيدي فلان « يستوحيه أو يستغيث به ] ([6]) أو يقول نحو ذلك عند مرضه وفقره، وغير ذلك من حاجاته فهو ظالم [ ضال ] ([7]) مشرك عاصي لله تعالى باتفاق المسلمين؛ فإنهم متفقون على أن الميت لا يسأل ولا يدعى ولا يطلب منه شيء سواء كان نبياً أو شيخاً أو غير ذلك « .
والمسئول من الأئمة أن يذكروا لنا بعد ذلك ما وقع له مع العلماء الشاميين والمصريين؟ وأين مات؟ وما نودي عليه؟ أرشدونا إلى الحق المبين([8]) فقد فُتِنَ بابن تيمية خلق كثير باعتبار أنه محق وغيره مُبطل. وبينوا لنا وجه الصواب الذي نلقي الله تعالى به وهو راض عنا أثابكم الله تعالى وهداكم، آمين.
والحمد لله رب العالمين([9]) [2-أ ] .
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فأجاب شيخنا وسيدنا ومولانا الإمام العارف الورع العابد الزاهد المحقق المدقق شيخ الإسلام ومفتي الأنام وعلم الأعلام الربّاني والصدر النوراني منقح الألفاظ ومحقق المعاني بحر العلوم والمبرز عن ذوي الفهوم داعي الخلق للحق الناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، بقية السلف وزين الخلف شافعي زمانه وسيبويه أوانه، القطب الكبير والغوث الشهير والعلم المنير والعلامة النحرير والمجتهد الخير، البحر الزاخر والسيف الباتر زبدة المتقدمين وعمدة المتأخرين، كعبة الزهاد ومفزع العباد وحجة الله على العباد، وصمصامة أهل الزيغ والفساد، رحلة وقته ووحيد عصره وفريد دهره، ونسيج وحده، جامع أشتات العلوم والفضائل، والقائم في نصر الحق بالبراهين والدلائل، قدوة أهل الأصول والفروع، وناثر فوائد المعقول والمسموع، الحسيب النسيب، والمتصل في الدين بالمصطفى الحبيب الشيخ: تقي الدين أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن سعيد بن داود بن قاسم بن علي بن علوي بن ناشيء بن جوهر بن علي بن أبي القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمر بن موسى بن يحيى بن علي الأصغر بن محمد التقي بن حسن العسكري بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب الحسني الشافعي الأشعري الحصني قدّس الله روحه ونوّر ضريحه وجعل من الرحيق المختوم غبوقه وصبوحه وضاعف له جزيل هباته وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاته ونفعنا بعلومه الجمة وفوائده كما حلّى أجياد الدهر بقلائد فرائده آمين بجاه سيد الأولين والآخرين:
[ جواب الإمام تقي الدين الحصني]
[ أ- الزيارة: ]
الحمد لله مستحق الحمد. زيارة قبر سيد الأولين والآخرين محمد وكرّم ومجّد من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين، وهي سنة من سنن المسلمين ومجمع عليها [2-ب ] عند الموحدين، ولا يطعن فيها إلا من في قلبه خبث ومرض المنافقين وهو من أفراخ السامرة واليهود وأعداء الدين من المشركين.
ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شد الرحال إليه([10]) على ممر الأزمان من جميع الأقطار والبلدان سواء في ذلك الزرافات والوحدان، والعلماء والمشايخ والكهول والشبان. حتى ظهر في طيز الزمان، في السنين الخداعة مبتدع من حران، لبّس على أتباع الدجال ومن شابههم من شين الأفهام والأذهان، وزخرف لهم من القول غروراً كما صنع إمامه الشيطان، فصدهم بتمويهه عن سبل أهل الإيمان، وأغواهم عن الصراط السوي إلى بُنيات الطريق ومدرجة الشيطان فهم بتزويقه في ظلمة الخطأ والإفك يعمهون، وعلى منوال بدعته يهرعون، صم بكم عمي([11]) فهم لا يعقلون.
قال القاضي عيــاض في أشهر كتبه وهو ( الشفاء ) : » فصل في حكم [ زيارة ] ([12]) قبره عليه الصلاة والسلام وفضيلة من زاره وكيف يسلم عليه ويدعو: وزيارة قبره عليه الصلاة والسلام من سنن المسلمين مجمع([13]) عليها ومرغب فيها، روى([14]) عن ابن عمر قال قال رسول الله : ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ( .
وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( من زارني محتسباً كان في جواري وكنت له شفيعاً يوم القيامة ) .
وفي حديث آخر (من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ) انتهى.
هذا لفظه بحروفه وكذا ذكر هبة الله في كتاب (توثيق عرى الإيمان) وهو كتاب نفيس مشتمل على تعظيم النبي وهو من أجلاء العلماء وفضلائهم، فهذا نقل الإجماع على خلاف على ما نقله.
وأما غير هذين الإمامين ممن نقل الندب إلى زيارة قبره عليه الصلاة والسلام فخلق لا يحصون وأذكر نبذة يسيرة منهم إذ لو وسّعت الباع في ذلك لجاء([15]) مجلداً ضخماً، وسأذكر كلامهم مختصراً وإن كان في الطول فوائد لأن الغرض موضع الاستشهاد وبيان فجوره وقلب [3- أ ] حقائق الشريعة وهو كفر.
قال القاضي أبو الطيب من أصحاب الشافعي ومن أجلِّهم: »يستحب أن يزور قبر النبي بعد أن يحج ويعتمر « .انتهي.
وكيف يزور من غير سفر سواء كان راكباً أو ماشياً ؟! وقال المحاملي في كتاب التجريد: » ويستحب للحاج إذا فرغ من مكة شرفها الله تعالى أن يزور قبر النبي « .انتهى.
وقال الحليمي في (المنهاج) عند ذكر تعظيم النبي وذكر جملة ثم قال: »وهذا كان من الذين رزقوا مشاهدته وصحبته فأما([16]) اليوم فمن التعظيم بيان تعظيمه وزيارته« . انتهى.
وقال الماوردي في كتابه([17]) الحاوي :
وقال الماوردي في كتابه([17]) الحاوي :
أما زيارة قبر النبي فمأمور بها ومندوب إليها . وقال في الأحكام السلطانية في باب الولاية على الحج([18]) وذكر كلاما متعلقا بأمير الحاج ثم قال: فإذا قضى الناس الحج أمهلهم الأيام التي جرت عادتهم بها فإذا رجعوا سار بهم على طريق مدينة النبي ليجمع لهم بين حج بيت الله عز وجل وزيارة قبر النبي رعاية لحرمته وقياماً بحقوق طاعته وذلك وإن لم يكن من فروض الحج فهو من مندوبات الشرع المستحبة وعبادات الحج المستحبة([19]) . انتهى. وقال الإمام الجليل المتفق على علمه ودينه وورعه وزهده الشيخ أبو إسحق الشيرازي: يستحب زيارة قبر النبي .وذكر القاضي حسين نحوه. كذلك([20]) (الرّوياني) فقال: يستحب إذا فرغ من حجه أن يزور قبر النبي.
ولا حاجة إلى الإطالة([21]) بذكر من قال بمثل ذلك من أصحاب الشافعي مع كثرتهم ومن جملتهم : السيد الجليل أبو زكريا يحيى النووي قال في مناسكه وغيرها: فصل في زيارة قبر النبي سواء كان ذلك طريقه أم([22]) لا فإن زيارته عليه الصلاة والسلام من أهم القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات. فهذه نصوص هذه الأئمة . فمن جعل المستحب والمندوب ونحوهما معصية فقد كفر قطعاً [ بل ] ([23]) من جعل المباح حراماً فضلاً عن المطلوب شرعاً لأنه قلب لحقائق الشريعة المطهرة .
وأتبرع بزيادة على ذلك ليتحقق فجوره وزندقته: فمن ذلك ما قاله [3-ب ] الأئمة الحنفية([24]) قدس الله تعالى أرواحهم أن زيارة قبر النبي من أفضل المندوبات والمستحبات بل تقرب من درجة الواجبات وممن صرح منهم بذلك أبو منصور محمد الكرماني([25]) في مناسكه، ومنهم عبد الله بن محمود في (شرح المختار)، ومنهم أبو العباس السروجي فإنه قال: فإذا انصرف الحاج من مكة شرفها الله تعالى فليتوجهوا إلى طيبة مدينة رسول الله وزيارة قبره الشريف فإنها من أنجح المساعي. ولا نطول بذكر من ذكر نحو ذلك من أئمة الحنفية وعن إمامهم .
وأتبرع بزيادة على ذلك وأقتصر بعد استحضارك ما تقدم من قول القاضي عياض وغيره أن الإجماع على أن زيارة قبره عليه الصلاة والسلام سنة من سنن .
ومرغب([26]) المسلمين فيها. فأقول في كتاب (تهذيب الطالب) لعبد الحق الصقلي عن أبي عمران المالكي أن زيارة قبر النبي واجبة وهو فقه([27]) حسنٍ لأن تعظيمه عليه أفضل الصلاة والسلام واجبٌ بالإجماع ومن جملة التعظيم الزيارة وشد الرحال([28]) وذلك من أظهر أنواع التعظيم .
وقال عبد الحق في هذا الكتاب: رأيت في بعض المسائل التي سئل عنها أبو محمد بن زيد([29]) قيل له في رجلٍ استؤجر بمالٍ ليحج به وشرطوا عليه الزيارة فلم يستطع تلك السنة أن يزور لعذر منعه. فقال: يرد من الأجرة بقدر مسافة تلك الزيارة.وفي كتاب (النوادر) لابن زيد فائدة أخرى، فإنه بعد أن حكى في زيارة القبور من كلام بن حبيب المجموعة([30]) عن مالك ومن كلام القرْطبي([31]) – بإسكان الراء والطاء المهملة – ثم قال عقبه: ويأتي قبور الشهداء بأحد ويسلم عليهم كما يسلم على قبر النبي([32]) وعلى صحبه . وفي الكتاب المذكور: ويدل على التسليم على أهل القبور ما جاء في السنة في التسليم على النبي وأبي بكر وعمر مقبورين .
قال العبدي المالكي في شرح الرسالة : أن المشي إلى المدينة لزيارة قبر النبي أفضل من المشي إلى الكعبة [4-أ ] وبيت المقدس .
وهو فقهٌ حسنٌ لأن الموضع الذي ضمّ ذاته الشريفة أفضل بقاع الأرض بلا نزاع وبالإجماع وكلام أئمة المالكية y وعن إمامهم كثير ومطول .
وكذا الحنابلة الذين هم خلف الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه عنهم: قال أبو الخطاب محفوظ الكلوماذي الحنبلي في كتابه الهداية في آخر باب صفة الحج استحب له زيارة قبره وصاحبيه. وقال ابن أحمد الحنبلي في (الرعاية الكبرى): ويسنُ لمن فرغ من نسكه زيارة قبر النبي وقبر صاحبيه رضي الله عنهما وذلك بعد فراغ حجه وإن شاء قبل([33]). وعقد الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (مثير الغرام([34]) الساكن) باباً في زيارة قبره ([35]) واستدل لذلك بحديث ابن عمر وأنس y. وأما ابن قدامة فذكر في المغني فصلاً في ذلك فقال: يستحب زيارة قبر النبي . واستدل بحديث ابن عمر وأبي هريرة y . وقد اقتصرت لأنه اللائق بالفتاوى .
فهذه نقول ونصوص أئمة الدين من جميع المذاهب الذي مدار الإسلام عليهم وعلى أئمتهم فليت شعري دعواه هذه الخبيثة [ أن هذه معصية ] ([36]) من أين له ذلك ومن هم الذين عني عنهم الإجماع والقطع بذلك؟! قاتله الله تعالى([37]) وأتباعه الجهال الجمادات أنى يؤفكون وبأي وجه يلقونه عليه الصلاة والسلام في عرصات القيامة وله العظمة التامة آدم فمن دونه تحت لوائه والله أعلم.
فهذه نقول ونصوص أئمة الدين من جميع المذاهب الذي مدار الإسلام عليهم وعلى أئمتهم فليت شعري دعواه هذه الخبيثة [ أن هذه معصية ] ([36]) من أين له ذلك ومن هم الذين عني عنهم الإجماع والقطع بذلك؟! قاتله الله تعالى([37]) وأتباعه الجهال الجمادات أنى يؤفكون وبأي وجه يلقونه عليه الصلاة والسلام في عرصات القيامة وله العظمة التامة آدم فمن دونه تحت لوائه والله أعلم.
وأما قوله أن الأحاديث في زيارة قبر النبي فكلها ضعيفة باتفاق أهل العلم بالحديث فهذا من البهتان والافتراء جريا على عادته في القدح في الشيء الذي لا غرض له فيه فإن الذين رووا أحاديث الزيارة من أعيان أئمة الحديث منهم الدارقطني والبيهقي والعقيلي وابن عساكر والبزار وابن عدي وأبو داود الطيالسي وابن خزيمة وأبو الفتح الأزدي وغيرهم من أئمة الحديث المشهورين بالحفظ والإتقان ومنهم الإمام العلامة أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن وألفاظ هذه الأحاديث مختلفة ويحصل من مجموع طرقها أنها بمنزلة الصحيح أو الحسن [4-ب ] ولفظ الحديث الذي ذكره ابن السكن »من جاءني زائراً لا يُعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة « .
وفي رواية » من جاءني زائراً لم ينزعه حاجة إلا زيارتي .. « .وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ذكره في صحاحه ومقتضى قاعدته فيه وشرطه أن هذا الحديث صحيح قطعاً ورواه أيضاً الطبراني في معجمه الكبير والدراقطني في أماليه وغيرهم.
ثم أنه لم تخمد نار خبثه وطويته بقوله أنها كلها ضعيفة حتى أردفها([38]) بقوله أنها موضوعة . أي كذب [ كذبها ] ([39]) هؤلاء الأئمة على رسول الله !! . فهذا شيء لم يقله أحدٌ قبله ولا في عصره لا من برٍ ولا فاجر وفي قوله (موضوعة)([40]) رمز إلى أن هؤلاء الأئمة كفار لأن من قاعدته أن من كذب على النبي متعمداً فهو كافر ومن كفر أحداً من هذه الأئمة فهو الكافر.
وقوله (وأن السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين . ولا أمر بها رسول الله ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين فمن اعتقد ذلك عبادة([41]) أو قربة وفعلها فهو مخالف للسنة وإجماع الأمة..)([42]) هذه عادته يأتي بمثل ذلك ليروج على أتباع([43]) الدجال وأصحاب الأذهان الجامدة، فقوله أن السفر إلى قبور الأنبياء عليهم السلام يشمل([44]) قبر إبراهيم ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام .
ما قبر إبراهيم عليه السلام فلم يزل الناس يزورونه بشد الرحل وغيره سلفاً وخلفاً من غير نكير بل يرون ذلك من أعظم المساعي وأنجح القرب. ولما عمل ابن قيم الجوزية مجلس وعظ في القدس الشريف وقال أن السفر إلى زيارة قبر الخليل معصية وها أنا أرجع من هنا ولا أزوره وقال في نابلس كذلك في زيارة قبر رسول الله فأجمع المسلمون على كفره وأرادوا أن يضربوا عنقه فطلع إلى الصالحية بخفية([45]) واستسلمه محمد بن مسلم الحنبلي.
ما قبر إبراهيم عليه السلام فلم يزل الناس يزورونه بشد الرحل وغيره سلفاً وخلفاً من غير نكير بل يرون ذلك من أعظم المساعي وأنجح القرب. ولما عمل ابن قيم الجوزية مجلس وعظ في القدس الشريف وقال أن السفر إلى زيارة قبر الخليل معصية وها أنا أرجع من هنا ولا أزوره وقال في نابلس كذلك في زيارة قبر رسول الله فأجمع المسلمون على كفره وأرادوا أن يضربوا عنقه فطلع إلى الصالحية بخفية([45]) واستسلمه محمد بن مسلم الحنبلي.
وهذا بلال مؤذن رسول الله سار([46]) من الشام إلى المدينة لزيارة قبر رسول الله وممن ذكر ذلك الحافظ [5-أ ] بن عساكر وذكره الحافظ عبد الغني [المقدسي([47]) ] في كتابه (الكمال) في ترجمة بلال وقال فيه: ولم يؤذن لأحد بعد النبي فيما روى إلا مرة واحدة في قدمةٍ قدمها المدينة لزيارة قبر النبي طلب([48]) الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك فأذن لهم ولم يتم([49]) الآذان وقيل أنه أذن لأبى بكر في خلافته.
وممن ذكر ذلك إمام الأئمة([50]) في الحديث أبو الحجاج الشهير بالمزي وسبب سفر بلال لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام أنه رأى في منامه النبي فقال له ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني([51]) يا بلال فانتبه من نومه حزينا وجلا خائفا فقعد على راحلته وأتى قبر رسول الله فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنها إليه وجعل([52]) يضمهما ويقبلهما فقالا له يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كانت تؤذّن لرسول الله في المسجد فعلا سطح المسجد ووقف موقفه الذي كان يقفه فلما قال الله أكبر ارتجت المدينة فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله ازدادت رجتها فلما قال أشهد أن محمداً رسول الله خرجن([53]) العواتق من خدورهن و[ قلن ] ([54]) بعث([55]) رسول الله فما رؤى يوما أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله من ذلك اليوم .
فهذا بلال من سادات الصحابة رضي الله عنهم قد شد رحله وسافر لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام وأعلم بذلك الحسن والحسين وطار ذلك في المدينة([56]) وكان في خلافة عمر ولم ينكره أحد من الصحابة ولو كان السفر مخالفا للكتاب والسنة وإجماع الأمة لما سكتوا له([57]) لأنهم ينكرون الأشياء التي هي نذرة في الدين ولا سيما عمر بن الخطاب .
وهذا عمر بن عبد العزيز كان يبعث من يزوره من الشام ويبرد البريد لذلك ويقول لمن يرسله: (سلم على رسول الله ) وممن ذكر ذلك القاضي عياض في أشهر كتبه وهو الشفاء وكذا الإمام هبة الله في كتابه توثيق عرى الإيمان وكذا الإمام العلامة بن الجوزي في كتابه [5-ب ] (مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن) وذكره غيرهم وكان ذلك في صدر التابعين ولم([58]) ينكر ذلك أحد.
ولم يزل أهل التوحيد المعظمين للأنبياء من العلماء وغيرهم يزورون الأنبياء في مشارق الأرض ومغاربها ويرون ذلك([59]) مما يترجون([60]) فيه الفضل والمغفرة والتقرب إلى الله عز وجل بزيارتهم حتى جاء هذا الزنديق يهدم عليهم ذلك لدسيسة في اعتقاده.
فمن تتبع كتبه المدخرة عند متبعيه رأى ذلك وغيره من الخبائث التي لو أظهروا بعضها لحرّقوهم فضلا عن ضرب رقابهم وفي صحيح مسلم من حديث بُريدة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) زاد بن ماجه: (فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة)(1) وهو من رواية بن مسعود وهو مطلق يشمل القريب والبعيد .
وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام) رواه جماعة(2) وصححه عبدالحق .
فمن تتبع كتبه المدخرة عند متبعيه رأى ذلك وغيره من الخبائث التي لو أظهروا بعضها لحرّقوهم فضلا عن ضرب رقابهم وفي صحيح مسلم من حديث بُريدة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) زاد بن ماجه: (فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة)(1) وهو من رواية بن مسعود وهو مطلق يشمل القريب والبعيد .
وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام) رواه جماعة(2) وصححه عبدالحق .
ورُوى أنه عليه الصلاة والسلام قال: أسرّ([61]) ما يكون الميت إذا زاره من كان يحبه في دار الدنيا) .
وفي حديث أخر: (ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده ، إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم) رواه ابن أبي الدنيا(3) [62]
ورواه ابن عبد البر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه ورواه عبد الحق الإشبيلي وصححه .
ففي زيارة القبور فضيلة للزائر والمزور والأحاديث في ذلك كثيرة جداً.
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ومن يضلل الله أي ببدعته فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون والله أعلم .
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ومن يضلل الله أي ببدعته فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون والله أعلم .
[ ب – التوسل والاستغاثة ]
وأما قوله » من استغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد والكربات ويطلب منه قضاء الحاجات فيقول يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك أو في جــوارك أو يقول عند هجوم العدو عليـــه سيدي فلان [ أنا في حسبك أو في جوارك أو يقول عند هجوم العدو يا سيدي فلان ]([63]) يستوحيه أو يستغيث به أو يقول نحو ذلك عند مرضه وسفره وغير ذلك من حاجاته فهو ظالم ضال مشرك عاصي لله تعالى باتفاق المسلمين فإنهم متفقون على أن الميت لا يسأل ولا يدعى [6-أ ] ولا يطلب منه سواء كان شيخاً أو نبياً أو غير ذلك « .
وأنت أرشدك الله تعالى إذا تأملت هذا الكلام اقشّعر جلدك وقضيت العجب مما فيه من الخبائث والفجور وما فيه من ادعاء اتفاق المسلمين(1) وما فيه من الرمز إلى الزندقة وتكفير الأنبياء عليهم الصلاة السلام وغيرهم. فقوله (سواء كان شيخا أو نبيا) قال الإمام أبو الحسن السبكي: (هذا كفر بيقين لأنه حطّ رتبة الأنبياء عليهم السلام وسّوى([64]) بينهم وبين غيرهم) وصدق وأحسن في هذا المأخذ اللطيف لأنه([65]) من حط رتبة نبي مما([66]) يجب له كفر بلا نزاع وفي قوله: (شيخاً كان أو نبيا) عثرة عظيمة وهو أن آدم عليه السـلام ضال مشرك لتوسله بالنبي وكذا موســــى عليه الصلاة والسلام [ فإنه ] ([67]) لما قحط بنو إسرائيل فاستسقى لهم مراراً فلم يُسقوا فقال: (يا رب إن خَلُقَ جاهي عندك فأسألك بجاه محمد عندك إلا ما سقيتنا) إلى ما ذكره أبو الفرج بن الجوزي في([68]) (اللفظ الرائق).
وأنت أرشدك الله تعالى إذا تأملت هذا الكلام اقشّعر جلدك وقضيت العجب مما فيه من الخبائث والفجور وما فيه من ادعاء اتفاق المسلمين(1) وما فيه من الرمز إلى الزندقة وتكفير الأنبياء عليهم الصلاة السلام وغيرهم. فقوله (سواء كان شيخا أو نبيا) قال الإمام أبو الحسن السبكي: (هذا كفر بيقين لأنه حطّ رتبة الأنبياء عليهم السلام وسّوى([64]) بينهم وبين غيرهم) وصدق وأحسن في هذا المأخذ اللطيف لأنه([65]) من حط رتبة نبي مما([66]) يجب له كفر بلا نزاع وفي قوله: (شيخاً كان أو نبيا) عثرة عظيمة وهو أن آدم عليه السـلام ضال مشرك لتوسله بالنبي وكذا موســــى عليه الصلاة والسلام [ فإنه ] ([67]) لما قحط بنو إسرائيل فاستسقى لهم مراراً فلم يُسقوا فقال: (يا رب إن خَلُقَ جاهي عندك فأسألك بجاه محمد عندك إلا ما سقيتنا) إلى ما ذكره أبو الفرج بن الجوزي في([68]) (اللفظ الرائق).
وأما توسل آدم عليه السلام فمشهور([69]) جدًا فمن ذلك ما حكاه أبو محمد مكي وأبو الليث السمرقندي وغيرهما أن آدم عليه السلام عند اقترافه قال (اللهم بحق محمد عليك اغفر لي ويروى فقيل، فقال الله عز وجل: من أين عرفت محمداً؟
قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويروى محمد عبدي ورسولي فعلمت أنه أكرم خلقك عليك فتاب الله عليه وغفر له) وهذا عند قائله تأويل قوله تعالى » فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه « أي تجاوز عنه وفي رواية الحافظ الآجري (فقال آدم عليه السلام لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظمَ قدراً عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله عز وجل إليه وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك) وخرّج الحاكم في مستدركه على الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك [6-ب ] ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تُضِفْ إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلىّ وإذ سألتني بحقه قد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك) قال الحاكم صحيح الإسناد ورواه الطبراني أيضاً وزاد (وهو آخر الأنبياء من ذريتك) توسلت يا ربي إليك بحقه لتغفر زلاتي وتقبل توبتي.
ولما ناظر أبو جعفر المنصور مالكا في مسجد رسول الله فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله عز وجل أدب قوما فقال لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي « ومدح قوما فقال » إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله « الآية وذم أقواما فقال } إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون { الآية وإن حرمته ميتا كحرمته حيا، فاستكان لها أبو جعفر وقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله r؟ فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم. إلى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به يشفعك الله قال الله تعالى }ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوك { الآية. كذا ذكر هذه القصة القاضي عياض في أشهر كتبه وهو (الشفاء) ساقها بسنده وممن ساق هذه القصة الإمام العلامة هبة الله في كتابه (توثيق عرى الإيمان) وذكرها غيرهما وهي قصة مشهورة ولم يطعن فيها أحد إلا هذا الخبيث الطوية وهذا شأنه إذا جاء إلى شيء لا غرض له يطعن فيه ولا عليه من الله ولا من غيره كما طعن في رواة الأحاديث في الزيارة كما تقدم وقد تتبعت مواضع مما فيها تعظيم النبي فلم أجده يَلْوِي عليها بل ولا يذكرها ألبتة، أو يطعن فيها!!(1) وهذا يدل على أن في قلبه ضغينة لهذا السيد الكريم([70]) الممجد المعظم قال القاضي عياض في كتابه الشفاء الفصل الثاني في حرمته بعد وفاته: » وأما حرمة النبي وتوقيره وتعظيمه فهو لازم كما كان في حياته وذلك عند ذكره عليه الصلاة السلام وذكر حديثه وسنته وسماع اسمه [7-أ ] وسيرته ومعاملته آله وتعظيم أهل بيته وصحابته واجب على كل مؤمن متى ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر [ ويسكن ] ([71]) من حركته ويأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذه بعينه لو كان بين يديه ويتأدب بما أدبنا الله تعالى به انتهى.
وقال جبريل عليه السلام (قلبّت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد أكرم على الله عز وجل من محمد) وقال بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى »لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون « : (ما خلق الله تعالى نفسا أكرم عليه من محمد وما أقسم الله تعالى بحياة أحد إلا بحياته) قيل أقسم الله عز وجل في الأزل بحياته ليظهر شرفه وعلو قدره وسنوّ([72]) مرتبته ليتوسل المتوسلون به إليه قبل بروزه إلى الوجود وبعد وجوده وفي حياته وبعد وفاته وفي عرصات القيامة.
وقال جبريل عليه السلام (قلبّت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد أكرم على الله عز وجل من محمد) وقال بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى »لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون « : (ما خلق الله تعالى نفسا أكرم عليه من محمد وما أقسم الله تعالى بحياة أحد إلا بحياته) قيل أقسم الله عز وجل في الأزل بحياته ليظهر شرفه وعلو قدره وسنوّ([72]) مرتبته ليتوسل المتوسلون به إليه قبل بروزه إلى الوجود وبعد وجوده وفي حياته وبعد وفاته وفي عرصات القيامة.
وهذا وغيره لم يزل أهل الإيمان يتوسلون به في حياته وبعد وفاته من غير نكير بل أهل الذمة من أهل الكتاب كانوا يتوسلوا به قبل وجوده فيستجاب لهم كما قال تعالى }وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا{ الآية وقال ابن عباس رضي الله عنهما (كانت أهل خيبر تقاتل غطفان كلما التقوا هزمت غطفان يهود فعاذت يهود بهذا الدعاء اللهم إنا نسألك بحق هذا النبي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم وكانوا([73]) إذا التقوا ودعوا بهذا الدعاء فتهزم يهود غطفان فلما بعث النبي كفروا به فأنزل الله عز وجلّ } وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا{ أي يدعون بك يا محمد إلى قوله تعالى } فلعنة الله على الكافرين { .
وإذا كان عز وجل يستجيب لأعدائه بالتوسل به إليه مع علمه عز وجل بأنهم يكفرون به ويؤذونه ولا يتبعون النور الذي أنزل معه قبل بروزه إلى الوجود فما الظن بمن يؤمنون به ويعزرونه أي يعظمونه ويوقرونه ويكرمونه ويتبعون النور الذي أنزل معه وهو القرآن العظيم مع بروزه إلى الوجود وإرساله رحمة للعالمين وإذا كان رحمة للعالمين فكيف لا [7-ب ] يُتوسل به ويستشفع به وهو الشافع([74]) المشفع، فمن أنكر التوسل به والتشفع به بعد وفاته فقد أعلم الناس ونادى على نفسه أنه أسوأ حالا من اليهود الذين توسلوا به قبل بروزه إلى الوجود وأن في قلبه نزغة([75]) هي أخبث النزغات([76]) ومن قال بأن جاهه زال بموته فلا يقال: يا جاه محمد يا جاه رسول الله يا جاه المصطفى ونحو ذلك فهو من أعظم الزنادقة على أنواع فرقها وجاحد للربوبية فإن جاهه هو الله عز وجل فكأن هذا القائل يقول: لا تقولواْ يا الله وهو كفر محقق ومخالفة([77]) لما عليه هذه الأمة في جميع الأزمان في سائر الأقطار والبلدان وهي نزغة([78]) حاكمية حكمية فنسأل الله تعالى [ العافية] ([79]) من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن .
[ حـ : محاكمة ابن تيمية وسجنه ]
وما ذكر المستفتي من أن نذكر([80]) لهم ما وقع لابن تيمية مع علماء الشاميين والمصريين([81]) وأين مات وما نودى [ عليه ] ([82]) فقد، ذكر أهل التواريخ([83]) ومنهم صاحب عيون([84]) التواريخ محمد بن شاكر أن([85]) في سنة خمس وسبعمائة عُقد مجلس بالفقهاء والقضاة لأجل ابن تيمية بحضرة نائب السلطان بدمشق بالقصر الأبلق فُسئل ابن تيمية عن عقيدته فأملى شيئاً منها ثم أحضرت عقيدته([86]) الواسطية وقرئت في المجلس ووقع بحوث كثيرة وبقى [ 6/أ ] مواضع أخر إلى مجلس ثاني .
ثم اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر شهر([87]) رجب وأحضر([88]) ابن تيمية وحضر المجلس صفي الدين الهندي وبحثوا معه وسألوه عن مواضع ثم اتفقوا([89]) على أن تكون المناظرة بين ابن تيمية وبين كمال الدين بن الزملكان([90]) فألزمه ابن الزملكان ببعض كلامه فعلم ابن تيمية أنه إن بحث وقع تحت الخطر وترتب محظور عظيم فأشهد على نفسه في المجلس أنه يعتقد ما يعتقده الشافعي وأنه شافعي المذهب فرضوا منه بذلك وانصرفوا ثم إن أتباع([91]) ابن تيمية أشاعوا أن الحق ظهر مع شيخنا([92]) فأحضر القاضي جلال الدين القزويني واحدًا منهم وصفعه ورسم بتعزيره وكذا الحنفي فعل باثنين وجرت([93]) أمور لا نطول بذكرها .
ثم ورد كتاب من مصر/ بتجهيز القاضي ابن صصري وإحضار ابن تيمية فبادر النائب إلى ذلك.
وفي سابع شوال دخل([94]) بريدي إلى دمشق وأخبر بوصلهما إلى القاهرة وأنه عقد مجلس بقلعة الجبل بالقاهرة([95]) وحضر القضاة والعلماء والأمراء فتكلم شمس الدين بن عدلان([96]) الشافعي وادعى دعوى شرعية على ابن تيمية في أمر العقيدة وذكر منها فصولا فقام ابن تيمية وحمد الله تعالى وأراد أن يتكلم فمنعوه وقالوا أنت في دعوى أجب عنها فأعاد ذكر الخطبة فمنعوه وقالوا هذا الذي تقول نعرفه أجب فلم يفعل وكرروا عليه القول فلم يزدهم على إعادة أن يريد أن يخطب وطال الأمر على الدولة فحكم القاضي المالكي بحبسه وحبس أخويه معه عبد الله وعبد الرحمن في برج من أبراج القلعة قلعة الجبل فتردد إليه جماعة من الأمراء فبلغ ذلك القاضي فاجتمع بالأمراء وعاتبهم في ذلك وقال يجب التضييق عليه إذا لم يقتل وإلا فقد وجب قتله وثبت كفره ثم نقلوه إلى جُبِّ البرج ثم في ست وسبعمائة وصل الأمير حسام الدين إلى القاهرة واجتمع بالسلطان فأكرمه وخلع عليه وزاد في إكرامه فخاطب السلطان في ابن تيمية فأجابه فحضر حسام الدين بنفسه إلى الجب وأخرجه فلما سمع الشيخ ابن عطاء وشيخ الخانقاه بذلك [ اجتمعا] واجتمع معهما من الصوفية أكثر من خمسمائة نفس وطلعوا إلى القلعة وانضاف [ 6-ب ] إليهم خلق كثير فلما رأتهم الدولة قالوا لهم ما([97]) مرادكم فقالوا ابن تيمية يتكلم في مشايخ الصوفية([98]) وأنه وقع في أمر عظيم من جهة الجناب الرفيع وأنه لا يستغاث به وسألوا أن يعقد لهم وله مجلس فردوا الأمر إلى قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ففوضه إلى المالكي الزواوي فرده إلى الحبس ثم بعد ذلك أرسلوه إلى الإسكندرية([99]) فحبس في برج شرقي الإسكندرية ثم لم يزل ينقل من حبس إلى حبس وآخر ما حبس في قلعة دمشق ووصل القاضي ابن صصري وجلس [ يوم الجمعة ] ([100]) في الشباك الكمالي وحضر القراء والمنشدون وكان قد وصل معه كتب لم يعرضها على نائب/ السلطنة فلما كان بعد أيام عرضها عليه فرسم له بقراءتها والعمل بما فيها امتثالا للمراسيم السلطانية وكانوا قد بيّتوا على جميع الحنابلة بأن يحضروا إلى مقصورة([101]) الخطابة بعد الصلاة فلما كان بعد الصلاة حضر القضاة والأمراء والفقهاء وخلق كثير فقرئ المرسوم وفيه ما يتعلق بمخالفة ما يعتقده ابن تيمية وإلزام الناس بذلك خصوصا الحنابلة مع التوعد الشديد عليهم والعزل من المناصب والحبس وأخذ المال والروح وفي الكتاب إفتاء الأئمة الأربعة بكفره وفي الكتاب كلام كثير .
وفي سابع شوال دخل([94]) بريدي إلى دمشق وأخبر بوصلهما إلى القاهرة وأنه عقد مجلس بقلعة الجبل بالقاهرة([95]) وحضر القضاة والعلماء والأمراء فتكلم شمس الدين بن عدلان([96]) الشافعي وادعى دعوى شرعية على ابن تيمية في أمر العقيدة وذكر منها فصولا فقام ابن تيمية وحمد الله تعالى وأراد أن يتكلم فمنعوه وقالوا أنت في دعوى أجب عنها فأعاد ذكر الخطبة فمنعوه وقالوا هذا الذي تقول نعرفه أجب فلم يفعل وكرروا عليه القول فلم يزدهم على إعادة أن يريد أن يخطب وطال الأمر على الدولة فحكم القاضي المالكي بحبسه وحبس أخويه معه عبد الله وعبد الرحمن في برج من أبراج القلعة قلعة الجبل فتردد إليه جماعة من الأمراء فبلغ ذلك القاضي فاجتمع بالأمراء وعاتبهم في ذلك وقال يجب التضييق عليه إذا لم يقتل وإلا فقد وجب قتله وثبت كفره ثم نقلوه إلى جُبِّ البرج ثم في ست وسبعمائة وصل الأمير حسام الدين إلى القاهرة واجتمع بالسلطان فأكرمه وخلع عليه وزاد في إكرامه فخاطب السلطان في ابن تيمية فأجابه فحضر حسام الدين بنفسه إلى الجب وأخرجه فلما سمع الشيخ ابن عطاء وشيخ الخانقاه بذلك [ اجتمعا] واجتمع معهما من الصوفية أكثر من خمسمائة نفس وطلعوا إلى القلعة وانضاف [ 6-ب ] إليهم خلق كثير فلما رأتهم الدولة قالوا لهم ما([97]) مرادكم فقالوا ابن تيمية يتكلم في مشايخ الصوفية([98]) وأنه وقع في أمر عظيم من جهة الجناب الرفيع وأنه لا يستغاث به وسألوا أن يعقد لهم وله مجلس فردوا الأمر إلى قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ففوضه إلى المالكي الزواوي فرده إلى الحبس ثم بعد ذلك أرسلوه إلى الإسكندرية([99]) فحبس في برج شرقي الإسكندرية ثم لم يزل ينقل من حبس إلى حبس وآخر ما حبس في قلعة دمشق ووصل القاضي ابن صصري وجلس [ يوم الجمعة ] ([100]) في الشباك الكمالي وحضر القراء والمنشدون وكان قد وصل معه كتب لم يعرضها على نائب/ السلطنة فلما كان بعد أيام عرضها عليه فرسم له بقراءتها والعمل بما فيها امتثالا للمراسيم السلطانية وكانوا قد بيّتوا على جميع الحنابلة بأن يحضروا إلى مقصورة([101]) الخطابة بعد الصلاة فلما كان بعد الصلاة حضر القضاة والأمراء والفقهاء وخلق كثير فقرئ المرسوم وفيه ما يتعلق بمخالفة ما يعتقده ابن تيمية وإلزام الناس بذلك خصوصا الحنابلة مع التوعد الشديد عليهم والعزل من المناصب والحبس وأخذ المال والروح وفي الكتاب إفتاء الأئمة الأربعة بكفره وفي الكتاب كلام كثير .
ثم نودي على رؤوس الأشهاد من كان على عقيدة ابن تيمية فليجدد الإسلام وأشاعوا ذلك خوفا على العامة من([102]) أن يكونوا على عقيدته فيلقوا الله تعالى على غير دين أهل التوحيد لما تضمنته كتبه من التشبيه والتجسيم والازدراء بالأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وأرادوا أن يضربوا عنقه فقال لهم المالكي بلغني أن أهل الذمة شنعوا على علماء المسلمين وقالوا للعوام [ انظروا ] ([103]) علماء المسلمين كيف يضل([104]) بعضهم بعضا فلو كان دينهم حقا لما اختلف علماؤهم وأمر بحبسه فمات في سجن الكفر باتفاق إفتاء العلماء من الشاميين والمصريين على ما بلغني والأمر على ما([105]) أفتوا به بل يجزئه مما هو موجود في فتاويه وفي مصنفاته هو كفر بيقين لا يشك فيه من له أدنى أدنى دراية [ 7-أ] بالعلم.
[ د: وفاة ابن تيمية ]
واختلف([106]) النقل في كيفية هلاكه فقيل هلك حتف أنفه.
وقيل قتل بسيف الشرع([107]).
وقيل قتل بسيف الشرع([107]).
وقيل لما علم أتباعه أنه مقتول لا محالة دسوا عليه من قتله مخافة أن يشتهر قتله([108]) بسيف الشرع فيبطل اعتقاد أتباعه بسبب ذلك.
وهذا شئ لم يسمع بمثله في مبتدع.
ولهذا ترى أتباعه في الغاية من التعصب والدعاء إلى اعتقاده مع ما يلقونه من الإهانة والضرب بالأسياط وغيرها.
وكان من أكبر أتباعه:
× ابن قيم الجوزية
× وإسماعيل بن كثير
× ابن قيم الجوزية
× وإسماعيل بن كثير
وكانا يفتيان بأن الطلاق الثلاث واحدة وضربا على ذلك وجُرِّصا على باب الجوزية فعل العلماء ذلك/ صيانة للأبضاع.
ثم إن ابن كثير طُلب على شيء عظيم وهو أنه ضُبط عليه أن التوراة لم تبدل، فأرادوا ضرب عنقه.
وهو كان من الغلاة في ابن تيمية وأطنب([109]) في الثناء عليه
فما وجدتموه في تاريخه فلا يلتفت([110]) إليه.
وقد أدركته وهو وأولاده أحمد وعبد الوهاب يرتكبون عظائم.
فنسأل الله العظيم العافية من كل ما يبعد عنه([111]) ويورث غضبه([112]) وغضب رسوله([113]) .
فما وجدتموه في تاريخه فلا يلتفت([110]) إليه.
وقد أدركته وهو وأولاده أحمد وعبد الوهاب يرتكبون عظائم.
فنسأل الله العظيم العافية من كل ما يبعد عنه([111]) ويورث غضبه([112]) وغضب رسوله([113]) .
اللهم كما جعلتنا نبات نعمك فلا تجعلنا حصائد نقمك واحشرنا في زمرة من تستنزل الرحمة بذكرهم وترتجى([114]) المغفرة والخيرات بشكرهم وكشفت لهم عن سر بعض تحقيق توحيدك فشاهدتهم بعض الملكوتيات وذلك من بعض الكرامات وأشهدتهم بعض أنوار قدسك فلاح لهم بعض التجليات، إنك مجيب الدعوات وكاشف الكربات وراحم العبرات يا من عمت رحمته الأحياء والأموات.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد([115]) صاحب المعجزات الظاهرات والآيات الباهرات وسلم تسليما كثيرا.
والله تعالى أعلم.
والله تعالى أعلم.
وكتب هذه المعاني([116]) أبو بكر بن([117]) محمد الحسيني الحصني الشافعي.
وهذا آخر ما وجد بخطه وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه بمحمد وآله ونفعنا به في الدنيا والآخرة.
وهذا آخر ما وجد بخطه وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه بمحمد وآله ونفعنا به في الدنيا والآخرة.
[ صورة ما وجد بخط قاضي القضاة نجم الدين بن حجي ] *
تغمده الله تعالى برحمته([118]) الله الهادي للصواب
تغمده الله تعالى برحمته([118]) الله الهادي للصواب
هذا الرجل المسئول عنه في الاستفتاء كان عالما متعبداً، ولكنه ضلّ في مسائل عديدة عن الطريق المستقيم والمنهج القويم، لا جرم سجن بسجن الشرع الشريف بعد الترسيم وأفضى به إعجابه بنفسه إلى الجنوح إلى التجسيم الذي ابتدته([119]) اليهود الذين أشركوا بالواحد الأحد المعبود.
وتغالى فيه أصحابه وأتباعه حتى([120]) قدموه على جميع([121]) الأئمة وعلى علماء الأمة./ [9-ب ].
وهجر مذهب الإمام أحمد الذي أتباعه بالإجماع أولى وأحمد، ورد عليه العلماء المحققون.
وسجنه حكام الشريع([122]) الأقدمون ونودى بدمشق أن لا ينظر أحدٌ في كلامه وكتبه وهرب كلٌّ من أتباعه ومَن هو على مذهبه واعتقاده([123]).
وسجنه حكام الشريع([122]) الأقدمون ونودى بدمشق أن لا ينظر أحدٌ في كلامه وكتبه وهرب كلٌّ من أتباعه ومَن هو على مذهبه واعتقاده([123]).
والعجب كل العجب من جُهَّال حنابلة هذا الزمان يغضبون إذا قيل لهم: (أخطأ ابن تيمية)، وربما اعتقد بعضهم أن قائل ذلك ملحد، ولا يغضبون إذا قيل لهم: أخطأ الشافعي وأبو حنيفة ومالك والإمام أحمد.
اللهم اشهد أني برئ من كل مجسم ومشبه ومعطل وإباحي وحلولي واتحادي وزنديق وملحد ومن كل من خالف اعتقاد أهل السنة والجماعة.
وبرئ من كل من منع من زيارة قبر سيدنا رسول الله ومن شد الرحل إليه ومن زيارة قبور الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين.
اللهم وإني أسألك وأتوسل إليك بسيد الأولين والآخرين ورسول([124]) رب العالمين([125]) والأولياء والصالحين أن تحييني على الإسلام وتميتني على الإيمان على اعتقاد أهل السنة والجماعة سالما من اعتقاد أهل الزيغ والضلال والبدع والإضلال([126]).
ونفعنا والمسلمين ببركة سيدنا الشيخ [ الإمام ] ([127]) الرباني المجيب عن هذا السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
ونفعنا والمسلمين ببركة سيدنا الشيخ [ الإمام ] ([127]) الرباني المجيب عن هذا السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
كتبه عمر بن حجي الشافعي
[ صورة ما وجد بخط الشيخ برهان الدين بن خطيب عذراء ]
رحمه الله تعالى ورضي عنه ([128]) *
رحمه الله تعالى ورضي عنه ([128]) *
الحمد لله وحده وصلواته على خير خلقه.
وقفت على ما أفتى به سيدنا الشيخ الإمام العلامة الرباني المقبل على الله المعرض عن الدنيا القائم بعظيم مآثر سيدنا([129]) رسول الله والحاث على ذلك.
وجوابي فيما أفتى به سيدنا المشار إليه فيما يتعلق بزيارة قبر سيدنا رسول الله كجوابه فزيارة قبره والتوسل به إلى ربه هو اعتقادي عليه أحيا وعليه أموت فإن ذلك من جملة تعظيمه [10-أ ] ومن أخل بتعظيمه في محياه ومماته فهو([130]) محروم شفاعته يوم القيامة وهو إما خبيث الباطن أو جاهل بمقدار سيدنا رسول الله عند ربه وجاهل بكلام العلماء وما نقلوه في([131]) ذلك.
فمن ذلك ما رأيته في تفسير الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى أن جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله فقال([132]) يا أخي يا محمد كنت الساعة خلف جبل قاف رأيت([133]) ملكا من ملائكة([134]) الله تعالى كنت أعرفه في السماء الرابعة وفي خدمته أربعمائة ألف ملك رأيته مكسور الأجنحة ملقى خلف جبل قاف فسألته ما السبب في ذلك فقال يا أخي يا جبريل مرّ علىّ محمد رسول الله([135]) ليلة الإسراء ما قمت له فصيرني إلى هذه الحالة فقال رسول الله يا أخي يا جبريل أما أشفع له إلى ربه ليعيده؟ فقال: الأمر إليك فشفع له فأعاده إلى منزلته.
ورأيت في أوائل الشفاء للقاضي عياض رحمه الله([136]) عن وهب بن منبه أنه قال قرأت سبعين كتابا فكلها أجد فيها أن عقول الخلائق بالنسبة إلى عقل محمد([137]) كرملة بين رمال الدنيا فمن أكرمه ربه بذلك كيف لا يتوسل به إليه؟
انظر إلى من كانت له حاجة عند مخلوق وأحب قضائها فإنه يتوسل إليه بمن يحبه وقد ورد:
» اللهم إني أتوسل إليك بكتابك الذي أنزلت [ ونبيك ]([138]) الذي أرسلت « .
وقد توسل به آدم وغيره إلى ربه قبل وجوده في الظاهر فما ظنك بعد بروزه إلى الوجود؟
وقد توسل عمر بعمه العباس عام الرمادة([139]) حين استسقى فما رجعوا حتى خاضوا الغدران .
وفي الأحكام السلطانية للماوردي أنه قال » من [ زار قبري ] وجبت له شفاعتي « كما قاله الشيخ المجيب أولا وتخريجه كما قاله أيضاً .
وحكى العُتبي قال كنت عند قبر رسول الله فأتاه أعرابي فقال يا رسول الله إني وجدت الله تعالى([140]) يقول ولو أنهم [10- ب ] إذ ظلموا أنفسهم الآية وقد جئت مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى([141]) ربي ثم أنشد الأبيات المعروفة وهي:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
نفـسى الفداء لقـبر أنت ساكنه
انظر إلى من كانت له حاجة عند مخلوق وأحب قضائها فإنه يتوسل إليه بمن يحبه وقد ورد:
» اللهم إني أتوسل إليك بكتابك الذي أنزلت [ ونبيك ]([138]) الذي أرسلت « .
وقد توسل به آدم وغيره إلى ربه قبل وجوده في الظاهر فما ظنك بعد بروزه إلى الوجود؟
وقد توسل عمر بعمه العباس عام الرمادة([139]) حين استسقى فما رجعوا حتى خاضوا الغدران .
وفي الأحكام السلطانية للماوردي أنه قال » من [ زار قبري ] وجبت له شفاعتي « كما قاله الشيخ المجيب أولا وتخريجه كما قاله أيضاً .
وحكى العُتبي قال كنت عند قبر رسول الله فأتاه أعرابي فقال يا رسول الله إني وجدت الله تعالى([140]) يقول ولو أنهم [10- ب ] إذ ظلموا أنفسهم الآية وقد جئت مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى([141]) ربي ثم أنشد الأبيات المعروفة وهي:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
نفـسى الفداء لقـبر أنت ساكنه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
فيـه العفـاف وفيه الجود والكرم
زاد([142]) الشيخ تقي الدين الحصني في بعض كتبه هذين البيتين .
وفيه كل خصال الخير قد جمعت
وهـو الـذي نـرتجي في كل نائبة
فيـه العفـاف وفيه الجود والكرم
زاد([142]) الشيخ تقي الدين الحصني في بعض كتبه هذين البيتين .
وفيه كل خصال الخير قد جمعت
وهـو الـذي نـرتجي في كل نائبة
فلذ به فهو من تدعى له الذمم
وفي المعـاد إذا زلـت بنـا القـدم
ثم ركب راحلته وانصرف قال العتبي تعقبت([143]) إغفاءه فرأيت رسول الله يقول يا عُتبي إلحق الأعرابي وأخبره أن الله تعالى غفر له .
والكلام في مثل ذلك لا يحصى ولا يعد وقصد الشيخ المجيب من([144]) ذلك الرد على أتباع ابن تيمية والتحذير من الاغترار بأقوالهم وإلا فهو قد انقضى وأفضى إلى ما قدم وجهل أتباعه وخطأهم أظهر من أن تنصب([145]) عليهم دليلا .
وقد ذكر البغوي في أوائل تفسيره أن الكفر على أربعة أقسام:
كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق.
وهذا الأخير هو أن يقر باللسان ولا يعتقد بالقلب وباقي الأقسام معروفة.
وقد استوفى المجيب أولا أبقاه الله تعالى ولا حاجة إلى الزيادة عليه والله تعالى أعلم.
وكتبه([146]) إبراهيم بن الخطيب الشافعي.
والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله. أهل بيته الطيبين الطاهرين ورضي الله تعالى عن السادة الصحابة أجمعين.
وفي المعـاد إذا زلـت بنـا القـدم
ثم ركب راحلته وانصرف قال العتبي تعقبت([143]) إغفاءه فرأيت رسول الله يقول يا عُتبي إلحق الأعرابي وأخبره أن الله تعالى غفر له .
والكلام في مثل ذلك لا يحصى ولا يعد وقصد الشيخ المجيب من([144]) ذلك الرد على أتباع ابن تيمية والتحذير من الاغترار بأقوالهم وإلا فهو قد انقضى وأفضى إلى ما قدم وجهل أتباعه وخطأهم أظهر من أن تنصب([145]) عليهم دليلا .
وقد ذكر البغوي في أوائل تفسيره أن الكفر على أربعة أقسام:
كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق.
وهذا الأخير هو أن يقر باللسان ولا يعتقد بالقلب وباقي الأقسام معروفة.
وقد استوفى المجيب أولا أبقاه الله تعالى ولا حاجة إلى الزيادة عليه والله تعالى أعلم.
وكتبه([146]) إبراهيم بن الخطيب الشافعي.
والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله. أهل بيته الطيبين الطاهرين ورضي الله تعالى عن السادة الصحابة أجمعين.
ختام الفتاوى السهمية للمحقق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين وبعد:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين وبعد:
فإن هناك كثيرين آخرين ذهبوا إلى كفر ابن تيمية أو على الأقل وصفوا بعض آراءه ومعتقداته وفتاويه بأنها كفريات مخرجة من الملة وإن لم يخرج القائل بها لعذر مّا، ونصُّوا على ذلك، منهم:
1- الإمام تقي الدين السبكي
والمطالع لكتابه الدرة المضية والاعتبار ببقاء الجنة والنار وغيرهما يجد ذلك في كلامه وقد سبق نقل مقدمة الدرة المضية، وأثناء كلامه فيها أثبت إجماع الأمة على وقوع الطلاق المعلق ثم ذكر أن من العلماء من ذهبوا إلى كفر الخارج على الإجماع وجلالة الإمام السبكي ورفعة قدره معلومة بما يغني عن ذكرها ملحق نموذج لرده عليه في موضوع طلاق الثلاث.
أما بعد فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد بعد أن كان مستتراً بتبعية الكتاب والسنة مظهراً أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة فخرج عن الاتباع إلى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدسة وأن الافتقار إلى الجزء ليس بمحال وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى وأن القرآن محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب الخلوقات وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم (والتزامه ) بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديماً ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الأمة ولا وقف به مع أمة من الأمم همة، وكل ذلك وإن كان كفراً شنيعاً مما نقل جملته بالنسبة إلى ما أحدث في الفروع فإن متلقي الأصول عنه وفاهم ذلك منه هم الأقلون والداعي إليه من أصحابه هم الأرذلون وإذا حوققوا في ذلك أنكروا وفروا منه كما يفرون من المكروه، ونبهاء أصحابه ومتدينوهم لا يظهر لهم إلا مجرد التبعية للكتاب والسنة والوقوف عند ما دلت عليه من غير زيادة ولا تشبيه ولا تمثيل.
وأما ما أحدثه في الفروع فأمر قد عمت به البلوى وهو الإفتاء في تعليق الطلاق على وجه اليمين بالكفارة عند الحنث وقد استروح العامة إلى قوله وتسارعوا إليه وخفت عليهم أحكام الطلاق وتعدى إلى القول بأن الثلاث لا تقع مجموعة إذا أرسلها الزوج على الزوجة وكتب في المسألتين كراريس مطولة ومختصرة أتى فيها بالعجب العجاب وفتح من الباطل كل باب.
وكان الله تعالى قد وفق لبيان خطئه وتهافت قوله ومخالفته لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة، وقد عرف ذلك خواص العلماء ومن يفهم من عوام الفقهاء، ثم بلغني أنه بث دعاته في أقطار الأرض لنشر دعوته الخبيثة وأضل بذلك جماعة من العوام ومن العرب والفلاحين وأهل البلاد البرانية وليس عليهم مسألة اليمين بالطلاق حتى أوهمهم دخولها في قوله تعالى } لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم { الآية وكذلك في قوله تعالى } قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم { الآية فعسر عليهم الجواب وقالوا هذا كتاب الله سبحانه وبقى في قلوبهم شبه من قوله حتى ذاكرني بذلك بعض المشايخ ممن جمع علماً وعملا وبلغ من المقامات الفاخرة الموصلة إلى الآخرة أملا ورأيته متطلعاً إلى الجواب عن هذه الشبهة وبيان الحق في هذه المسألة على وجه مختصر يفهمه من لم يمارس كتب الفقه ولا ناظر في الجدل فكتبت هذه الأوراق على وجه ينتفع به من نور الله قلبه وأحب لزوم الجماعة وكره تبعية من شذ من الشياطين وبالله أستعين وعليه توكلت وهو حسبي ونعم الوكيل.
وقد رتبت الكلام على ثلاثة فصول:
الفصل الأول في بيان حكم هذه المسألة.
الفصل الثاني: في كلام إجمالي يدفع الاستدلال المذكور.
الفصل الثالث: في الجواب عن ذلك الاستدلال بخصوصه تفصيلا.
وقد رتبت الكلام على ثلاثة فصول:
الفصل الأول في بيان حكم هذه المسألة.
الفصل الثاني: في كلام إجمالي يدفع الاستدلال المذكور.
الفصل الثالث: في الجواب عن ذلك الاستدلال بخصوصه تفصيلا.
الفصل الأول:
اعلم أن الطلاق يقع على وجه محرم ويسمى طلاق البدعة كالطلاق في الحيض، وعلى وجه غير محرم ويسمى الطلاق السني، وقد أجمعت الأمة على نفوذ الطلاق البدعي كنفود السني إلا ما يحكى في جمع الثلاث على قولنا أنه بدعي فإذا طلق امرأته على الوجه المنهي عنه وهذا ليس فيه بين الأمة خلاف يعتبر إلا أن الظاهرية الذين يخالفون الإجماع في مسائل من الطلاق وغيره خالفوا في هذه المسألة وهم محجوجون بالإجماع والحديث فقد طلق ابن عمر رضي الله عنهما امرأته وهي حائض فسأل عمر رسول الله عن ذلك فقال مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء وهو في الصحيحين وفي لفظ قال ابن عمر فطلقها وحسبت لها التطليقة التي طلقها وهو في الصحيح مع أن أهل الظاهر يقولون لو طلقها في الحيض ثلاثاً نفذ وكذلك لو طلقها في طهر مسها فيه، والقصد أن الطلاق في الحيض على وجه البدعة نافذ على ما دل عليه الحديث المذكور، وما ورد في بعض روايات هذا الحديث أن عبد الله بن عمر قال فردها علي ولم يرها شيئاً متأول عند العلماء ومحمول على معنى الرواية الأخرى وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما من غير وجه الاعتداد بتلك الطلقة وإنفاذها عليه وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز } يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن { يعني لقبل عدتهن وقد قرئ كذلك والمراد أن يوقع الطلاق على وجه تستقبل المرأة العدة بعده وإذا وقع الطلاق في الحيض لم تعتد المرأة بأيام بقية الحيض من عدتها فتطول عليها العدة وقيل ليطلق في الطهر فربما كان الطلاق في الحيض لعدم حل الوطء فيه وقد جاء في بعض ألفاظ هذا الحديث » فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء « يعني في هذه الآية فقد دل الكتاب والسنة على أن الطلاق في الحيض محرم ومع ذلك فقد قضي النبي بنفوذه والاعتداد به وإن كان قد خالف الوجه الذي شرع الطلاق فيه فرأينا الشرع أوقع بدعة الطلاق كما أوقع سنته وما ذلك إلا لقوة الطلاق ونفوذه وكذلك إذا جمع الطلقات الثلاث في كلمة فهو مخالف لوجه السنة في قول جماعة من السلف بل أكثرهم ومع ذلك يلزمونه الثلاث.
وقد أتى ابن العباس رجل فقال أن عمي طلّق امرأته ثلاثاً فقال إن عمك عصى الله فأندمه الله ولم يجعل له مخرجاً وعن أنس قال كان عمر إذا أتى برجل طلق امرأته ثلاثاً في مجلس واحد أوجعه ضربا وفرق بينهما، وعن عمران بن حصين أنه سئل عن رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس قال: (أثم وحرمت عليه امرأته)، وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (من طلق امرأته ثلاثاً فقد عصى ربه وبانت منه امرأته).
فهذه أقوال الصحابة في إثم من جمع الطلقات الثلاث لمخالفته السنة ومع ذلك يوقعونها عليه وما ذلك إلا لقوة الطلاق ونفوذه وقد قال النبي »ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة « فجعل هزل الطلاق جداً ولم نعرف بين الأمة خلافاً في إيقاع طلاق الهازل وما ذلك إلا لأنه أطلق لفظ الطلاق مريداً معناه ولكنه لم يقصد حل قيد نكاح امرأته بذلك ولا قصد إيقاع الطلاق عليها بل هزل ولعب ومع ذلك فلم يعتبر الشارع قصده وإنما ألزمه موجب لفظه الذي أطلقه وواخذه به وما ذلك إلا لقوة الطلاق ونفوذه.
ثم إن الطلاق يكون منجزاً ويكون معلقاً على شرط فالمنجز كقوله أنت طالق والمعلق كقوله إذا جاء رأس الشهر فأنت طالق وإن دخلت الدار فأنت طالق، وقد أجمعت الأمة على وقوع المعلق كوقوع المنجز فإن الطلاق مما يقبل التعليق، لم يظهر الخلاف في ذلك إلا عن طوائف من الروافض، ولما حدث مذهب الظاهرية المخالفين لإجماع الأمة المنكرين للقياس خالفوا في ذلك فلم يوقعوا الطلاق المعلق ولكنهم قد سبقهم إجماع الأمة فلم يكن قولهم معتبراً لأن من خالف الإجماع لم يعتبر قوله وقد سبق إجماع الأمة على وقوع الطلاق المعلق قبل حدوث الظاهرية، وإنما اختلف العلماء إذا علق الطلاق على أمر واقع أو مقصود كقوله إذا جاء رأس الشهر فأنت طالق هل يتنجز الطلاق من حين علق ولا يتأخر إلى وقوع الشرط وهو مجئ رأس الشهر فيه قولان فيه للعلماء مشهوران لأنه لمّا علق على شرط واقع فقد قصد إيقاع الطلاق ورضي به فتنجز من وقته.
وهذا ابن تيمية لم يخالف في تعليق الطلاق وقد صرح بذلك فليس مذهبه كمذهب الظاهرية في منع نفوذ الطلاق المعلق، ثم إن الطلاق المعلق منه ما يعلق على وجه اليمين ومنه ما يعلق على غير وجه اليمين فالطلاق المعلق على غير وجه اليمين كقوله إذا جاء رأس الشهر فأنت طالق أو إن أعطيتني ألفاً فأنت طالق، والذي على وجه اليمين كقوله إن كلمت فلاناً فأنت طالق أو إن دخلت الدار فأنت طالق وهو الذي يقصد به الحث أو المنع أو التصديق فإذا علق الطلاق على هذا الوجه ثم وجد المعلق عليه وقع الطلاق وهذه المسألة التي ابتدأ ابن تيمية بدعته وقصد التوصل بها إلى غيرها إن تمت له وقد اجتمعت الأمة على وقوع الطلاق المعلق سواء كان على وجه اليمين أو لا على وجه اليمين هذا مما لم يختلفوا فيه وإجماع الأمة معصوم من الخطأ وكل من قال بهذا من العلماء لم يفرق بين المعلق على وجه اليمين أو لا على وجه اليمين بل قالوا الكل يقع .
وقد لبس ابن تيمية بوجود خلاف في هذه المسألة وهو كذب وافتراء وجرأة منه على الإسلام وقد نقل إجماع الأمة على ذلك أئمة لا يرتاب في قولهم ولا يتوقف في صحة نقلهم فممن نقل ذلك الإمام الشافعي وناهيك به فإنه الإمام القرشي الذي يملأ طبق الأرض علماً، وثناء إمام هذا المبتدع الذي ينتسب إليه وهو برئ من بدعته- وهو الإمام أحمد - على الشافعي معروف وتبعيته له ومشيه في ركابه وأخذه عنه مشهور، وممن نقل الإجماع على هذه المسألة الإمام المجتهد أبو عبيد وهو من أئمة الاجتهاد كالشافعي وأحمد وغيرهما وكذلك نقله أبو ثور وهو من الأئمة أيضاً، وكذلك نقل الإجماع على وقوع الطلاق الإمام محمد بن جرير الطبري وهو من أئمة الاجتهاد أصحاب المذاهب المتبوعة.
وكذلك نقل الإجماع الإمام أبو بكر بن المنذر ونقله أيضاً الإمام الرباني المشهور بالولاية والعلم محمد بن نصر المروزي ونقله الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاببه » التمهيد « و »والاستذكار « وبسط القول فيه على وجه لم يبق لقائل مقالا ونقل الإجماع الإمام ابن رشد في كتاب » المقدمات « له ونقله الإمام الباجي في »المنتقي « وغير هؤلاء من الأئمة ،
وأما الشافعي وأبو حنيفة ومالك وأتباعهم فلم يختلفوا في هذه المسألة بل كلهم نصوا على وقوع الطلاق وهذا مستقر بين الأمة والإمام أحمد أكثرهم نصاً عليها فإنه نص على وقوع الطلاق ونص على أن يمين الطلاق والعتاق ليست من الأيمان التي تكفر ولا تدخل فيها الكفارة وذكر العتق وذكر الأثر الذي استدل به ابن تيمية فيه وهو خبر ليلى بنت العجماء الذي بني ابن تيمية حجته عليه وعلله ورده وأخذ آخر صح عنده وهو أثر عثمان بن حاضر وفيه فتوى ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وجابر رضي الله عنهم بإيقاع العتق على الحانث في اليمين به ولم يعمل بأثر ليلي بنت العجماء ولم يبق في المسألة إلباساً بل كان قصده الحق.
وكذلك نقل الإجماع الإمام أبو بكر بن المنذر ونقله أيضاً الإمام الرباني المشهور بالولاية والعلم محمد بن نصر المروزي ونقله الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاببه » التمهيد « و »والاستذكار « وبسط القول فيه على وجه لم يبق لقائل مقالا ونقل الإجماع الإمام ابن رشد في كتاب » المقدمات « له ونقله الإمام الباجي في »المنتقي « وغير هؤلاء من الأئمة ،
وأما الشافعي وأبو حنيفة ومالك وأتباعهم فلم يختلفوا في هذه المسألة بل كلهم نصوا على وقوع الطلاق وهذا مستقر بين الأمة والإمام أحمد أكثرهم نصاً عليها فإنه نص على وقوع الطلاق ونص على أن يمين الطلاق والعتاق ليست من الأيمان التي تكفر ولا تدخل فيها الكفارة وذكر العتق وذكر الأثر الذي استدل به ابن تيمية فيه وهو خبر ليلى بنت العجماء الذي بني ابن تيمية حجته عليه وعلله ورده وأخذ آخر صح عنده وهو أثر عثمان بن حاضر وفيه فتوى ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وجابر رضي الله عنهم بإيقاع العتق على الحانث في اليمين به ولم يعمل بأثر ليلي بنت العجماء ولم يبق في المسألة إلباساً بل كان قصده الحق.
وإذا كانت الأمة مجمعة على وقوع الطلاق لم يجز لأحد مخالفتهم فإن الإجماع من أقوى الحجج الشرعية وقد عصم الله هذه الأمة عن أن تجتمع على الخطأ فإن إجماعهم صواب.
وقد أطلق كثير من العلماء القول بأن مخالف إجماع الأمة كافر وشرط المفتي أن لا يفتي بقول يخالف أقوال العلماء المتقدمين وإذا أفتى بذلك ردت فتواه ومنع من أخذ بقوله، ودل الكتاب والسنة على أنه لا يجوز مخالفة الإجماع قال الله تعالى }ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً { فقد توعد على مخالفة سبيل المؤمنين واتباع غير سبيلهم بهذا الوعيد العظيم، ومخالف إجماع الأمة متبع غير سبيل المؤمنين فكيف يعتبر قوله، وقال تعالى }وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس « والوسط الخيار والشهداء على الناس العدول عليهم فلا يحتمعون على الخطأ، وقال تعالى }كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر { وهذا يدل على أن مجموعهم يأمرون بكل معروف([147]) وينهون عن كل منكر فلو أجمعوا على الخطأ لأمروا ببعض المنكر ونهوا عن بعض المعروف ومحال أن يتصفوا بذلك وقد وصفهم الله بخلافه.
وقد ورد في الأحاديث ما يدل مجموعه على عصمة جماعتهم عن الخطأ والضلال والمسألة مبسوطة مقررة في موضعها والقصد هنا أن الأمة مجتمعة على وقوع هذا الطلاق فمن خالفهم فقد خالف الجماعة وخالف النبي في أمره بلزوم الجماعة وكان الشيطان معه فإن الشيطان مع الواحد .
ثم إن هذا المبتدع ابن تيمية ادعى أن هذا القول قال به طاووس واعتمد على نقل شاذ وجده في كتاب ابن حزم الظاهري »عن مصنف عبد الرزاق « ولم ينقل هذا القول عن أحد بخصوصه في الطلاق إلا عن طاووس كما ذكر وعن أهل الظاهر.
ثم إن هذا المبتدع ابن تيمية ادعى أن هذا القول قال به طاووس واعتمد على نقل شاذ وجده في كتاب ابن حزم الظاهري »عن مصنف عبد الرزاق « ولم ينقل هذا القول عن أحد بخصوصه في الطلاق إلا عن طاووس كما ذكر وعن أهل الظاهر.
أما طاووس فقد صح النقل عنه بخلاف ذلك وقد أفتى بوقوع الطلاق في هذه المسألة ونقل ذلك عنه بالسند الصحيح في عدة مصنفات جليلة منها كتاب » السنن « لسعيد بن منصور ومنها » مصنف عبد الرزاق « الذي ادعى المخالف أن النقل عنه بخلاف ذلك وقد وضح كذبه في هذا النقل فإن المنقول في مصنف عبد الرزاق عن طاووس خلاف هذا الذي نسبه إليه ابن تيمية والأثر الذي نقله عن طاووس إنما ذكره عبد الرزاق في طلاق المكره فلبَّسَ ابن حزم الظاهري النقل وتبعه هذا المبتدع.
وعن كلام طاوس- لو صح عنه أجوبة- كثيرة غير هذا مبينة في كتابنا ( الرد على ابن تيمية) .
وعن كلام طاوس- لو صح عنه أجوبة- كثيرة غير هذا مبينة في كتابنا ( الرد على ابن تيمية) .
وأما أهل الظاهر فيقولون أن الطلاق المعلق كله لا يقع ولم يقل ابن تيمية بذلك وهم مخالفون للإجماع لا يعتبر قولهم، ويقولون أن الطلاق المعلق على وجه اليمين لا كفارة فيه ولم يقل ابن تيمية بذلك فهو مخالف لهم في بدعته متمسك بقولهم الذي لا يعتبر، وقد قال ابن حزم أن جميع المخالفين له لا يختلفون في أن اليمين.
وقال هذا المبتدع أن هذه المسألة لم يتكلم فيها الصحابة لأنه لم يكن يحلف بالطلاق في زمانهم: ثم بعد هذا القول نسب إلى الصحابة رضوان الله عليهم أنهم يقولون بقوله فكذب أولاً وآخراً .
أما كذبه أولاً فإنه قال أن الصحابة لم تتكلم في هذه المسألة وليس كذلك ففي صحيح البخاري فتوى ابن عمر رضي الله عنهما بالإيقاع قال البخاري قال نافع طلق رجل امرأته ألبتة إن خرجت فقال ابن عمر إن خرجت فقد بانت منه وإن لم تخرج فليس بشيء .
وهذه فتوى ظاهرها في هذه المسألة بإيقاع الطلاق ألبتة إن خرجت وهو وقوع المعلق عليه وبه يحصل الحنث فأوقع ابن عمر الطلاق على الحالف به عند الحنث في يمينه.
ومن مثل ابن عمر رضي الله عنهما في دينه وعلمه وزهده وورعه وصحة فتاويه، ولا يعرف أحد من الصحابة خالف ابن عمر في هذه الفتوى ولا أنكرها عليه، وقد قضى علي في يمين بالطلاق بما يقتضي الإيقاع فإنهم رفعوا الحالف إليه ليفرقوا بينه وبين الزوجة بحنثه في اليمين فاعتبر القضية فرأى فيها ما يقتضي الإكراه فرد الزوجة عليه لأجل الإكراه وهو ظاهر في أنه يرى الإيقاع لو لا الإكراه .
وفي » سنن البيهقي « بسند صحيح عن ابن مسعود في رجل قال لامرأته إن فعلت كذا وكذا فهي طالق ففعلته قال هي واحدة وهو أحق بها فأوقع الطلاق واحدة عند الحنث بمقتضى اللفظ ولم يوجب كفارة.
ومن مثل عبد الله بن مسعود الذي قال النبي » كنيف ملئ علما« وقال » من أراد أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد « ولم يخالفه أحد من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك.
وقول الصحابة حجة شرعية في قول جمهور العلماء وقد أخبر النبي أنهم كالنجوم يهتدى بهم فلا هدى أتم من هديهم.
وقول الصحابة حجة شرعية في قول جمهور العلماء وقد أخبر النبي أنهم كالنجوم يهتدى بهم فلا هدى أتم من هديهم.
وأما كذبه ثانيا فلأنه قال لم يكن يحلف بالطلاق في عهد الصحابة وهذه وقائع فيها الحالف بالطلاق ونقلت أيضاً حكومة أخرى وقعت عند علي في رجل حلف بالطلاق أنه لا يطأ امرأته حتى يعظم ولده، بل نقل عن بعض الصحابة أنه حلف بالطلاق وهو أبو ذر لما سألته امرأته عن الساعة التي يستجاب الدعاء فيها يوم الجمعة وأكثرت فقال لها: (زيغ الشمس) يشير إلى ذراع (فإن سألتني بعدها فأنت طالق) فحلف عليها بالطلاق أن لا تعاود المسألة، وفي ذلك آثار كثيرة غير هذا مذكورة في المصنف المبسوط،
وأما كذبه آخراً فلأنه نسب إلى الصحابة رضوان الله عليهم القول بأن الطلاق لا يقع وأنه تجب الكفارة مع اعترافه أن ذلك لم يقع في عهدهم وهذه مكابرة قبيحة وكذب صريح .
وقد قالت عائشة رضي الله عنها: (كل يمين وإن عظمت ليس فيها طلاق ولا عتاق ففيها كفارة يمين) فاستثنت يمين الطلاق ويمين العتاق من الكفارة ، وهذا الأثر نقله ابن عبد البر في »التمهيد« وفي »الاستذكار« بهذا اللفظ مسنداً، ونقله هذا المبتدع فأسقط منه قوله: (ليس فيها طلاق ولا عتاق) ليوهم أن عائشة رضي الله عنها تقول بالكفارة في يمين الطلاق والعتق.
فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون!
فهذا عصر الصحابة لم ينقل فيه إلا الإفتاء بالوقوع وأما التابعون رضي الله عنهم فأئمة العلم منهم معدودون معروفون وهم الذين تنقل مذاهبهم وفتاويهم ولم ينقل هذا المبتدع عن أحد منهم بعينه نصاً في هذه المسألة غير مانسبه إلى طاووس مع أنه يدعي إجماعهم على قوله مكابرة كما فعل في الصحابة، وقد نقلنا من الكتب المعروفة الصحيحة كجامع عبد الرزّاق« و »مصنف ابن أبي شيبة« و »سنن سعيد بن منصور« و» السنن الكبرى للبيهقي« وغيرها فتاوى التابعين أئمة الاجتهاد وكلهم بالأسانيد الصحيحة أنهم أوقعوا الطلاق بالحنث في اليمين ولم يقضوا بالكفارة وهم: سعيد بن المسيب أفضل التابعين والحسن البصري وعطاء والشعبي وشريح وسعيد بن جبير وطاووس ومجاهد وقتادة والزهري وأبو مخلد والفقهاء السبعة فقهاء المدينة وهم: عروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وخارجة بن زيد وأبو بكر بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله بن عمر، وسليمان بن يسار، وهؤلاء إذا اجمعوا على مسألة كان قولهم مقدماً على غيرهم، وأصحاب ابن مسعود السادات وهم: علقمة والأسود ومسروق وعبيدة السلماني وأبو وائل شقيق بن سلمة وطارق ابن شهاب وزر بن حبيش وغير هؤلاء من التابعين مثل ابن شبرمة وأبو عمرو الشيباني وأبو الأحوص وزيد بن وهب والحكم وعمر بن عبد العزيز وخلاص بن عمرو .
كل هؤلاء نقلت فتاويهم بإيقاع الطلاق لم يختلفوا في ذلك.
ومن هم علماء التابعين غير هؤلاء !
فهذا عصر الصحابة وعصر التابعين كلهم قائلون بالإيقاع ولم يقل أحد أن هذا مما يجري به الكفارة.
وأما من بعد هذين العصرين فمذاهبهم معروفة مشهورة كلها تشهد بصحة هذا القول كأبي حنيفة وسفيان الثوري ومالك والشافعي وأحمد وإسحق وأبي عبيد وأبي ثور وابن المنذر وابن جرير الطبري .
وأما من بعد هذين العصرين فمذاهبهم معروفة مشهورة كلها تشهد بصحة هذا القول كأبي حنيفة وسفيان الثوري ومالك والشافعي وأحمد وإسحق وأبي عبيد وأبي ثور وابن المنذر وابن جرير الطبري .
وهذه مذاهبهم منقولة بين أيدينا ولم يختلفوا في هذه المسألة فإذا كان الصدر الأول وعصر الصحابة رضي الله عنهم وعصر التابعين لهم بإحسان بعدهم وعصر تابعي التابعين لم ينقل عنهم خلاف في هذه المسألة.
وهذا المبتدع يسلم أن بعد هذه الأعصار الثلاثة لم يقل إمام مجتهد بخلاف قولنا فكيف يسوغ مخالفة قول استقر من زمن النبي وإلى الآن بقول مبتدع يقصد نقض عرى الإسلام ومخالفة سلف الأمة.
أكان الحق قد خفي عن الأمة كلها في هذه الأعصار المتتابعة حتى ظهر هذا الزائغ بما ظهر به! هيهات .
أكان الحق قد خفي عن الأمة كلها في هذه الأعصار المتتابعة حتى ظهر هذا الزائغ بما ظهر به! هيهات .
وهذا واضح لذوي البصائر وأرباب القلوب المنورة بنور اليقين.
} أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين { .
ولكن قد عميت البصائر والناس سراع إلى الفتنة راغبون في المحدثات وقد قال النبي » كل محدثة ضلالة «.
2- الإمام علاء الدين محمد بن محمد بن محمد البخاري([148])
يقول السخاوي عنه في (الضوء اللامع) ج11/292- 293:
» ثم بعد ذلك سنة أربع وثلاثين أو قبلها تحول إلى دمشق فقطنها وصنف رسالته فاضحة الملحدين بين فيها زيف ابن عربي وقرأها عليه شيخنا العلاء القلقشندي هناك في شعبان سنة أربع وثلاثين ثم البلاطنسي وآخرون وكذا اتفقت له حوادث بدمشق منها أنه كان يسأل عن مقالات التقي بن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم أمره عنده فصرح بتبديعه ثم تكفيره ثم صار يصرح في مجلس بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر واشتهر ذلك فانتدب حافظ الشام الشمس بن ناصر الدين لجمع كتاب سماه (الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على بن تيمية أنه شيخ الإسلام كافر) .
جمع فيه كلام من أطلق عليه ذلك من الأئمة الأعلام من أهل عصره من جميع أهل المذاهب سوى الحنابلة وذلك شيء كثير وضمنه الكثير من ترجمة ابن تيمية وأرسل منه نسخة إلى القاهرة فقرظه من أئمتها شيخنا والعلم البلقيني والتفهني والعيني والبساطي ولكي يتضح وجهة نظر المعارضين له ننقل بعض كلام أحدهم (البساطي) وهو من خصوم علاء الدين البخاري يقول البساطي موجهاً كلامه للبخاري:
» … لو فرضنا أنك اطلعت على ما يقتضي هذا في حقك فما مستندك في الكلام الثاني وكيف تصلح لك هذه الكلية المتناولة لمن سبقك ولمن هو آت بعدم إلى يوم القيامة؟ وهل يمكنك أن تدعي أن الكل اطلعوا على ما اطلعت أنت عليه ؟!… « الخ انظر الضوء اللامع.
وواضح من ذلك أنه لم ينكر عليه اجتهاده ورأيه في تكفير ابن تيمية رغم عدم موافقته له فيما يبدو، بل كان اعتراضه منصبا على تبرئة من وصف ابن تيمية بأنه شيخ الإسلام والاعتذار به بأنه لم يطلع على مخالفاته المكفرة او على وجه الخطأ فيها ومداه، وهو محق في ذلك.
لكن من تتلمذ على ابن تيمية وشرب آراءه واتبرى للدفاع عنها مثل ابن القيم مثلا لا شك في أنه يشمله نفس حكم ابن تيمية أيا كان نوع الحكم.
وعلى جميع الحالات فآراء ابن تيمية المشكلة وسلوكه المشين كانا وراء وضعه في هذا الموقف الصعب ووراء تمزيق الأمة إلى يومنا هذا فعليه وزر ضلاله وضلال متبعيه وليس العلاء البخاري- وإمامته ليست محل شك- بالذي يلقي الكلام على عواهنه أو يخبط خبط عشواء على الأقل في تقييمه لأفكار ابن تيمية وآرائه نسأل الله السلامة في الدين والبعد عن كل من يشق عصا المؤمنين ويتبع غير سبيلهم .
3- الإمام على القاري الحنفي
نقلنا عنه من شرحه على (الشفا) للقاضي عياض قوله في تكفير من قال بتحريم ما أجمع العلماء على استحبابه وأنه أقرب وآكد من تكفير من حرم المباح وقد سبق ذكره في تعليقنا على دفع الشبه.
وكل هذا بناء على تحليل أسلوبه الذي ينم عن تلاعبه بالشريعة وليس مجرد اجتهاد في الرأي فالاجتهاد في الرأي لا يبيح لصاحبه الكذب في نقل الإجماع في مسائل ويكون الإجماع في الحقيقة على خلافها أو ليس فيها إجماع أصلا !.
والاجتهاد لا يبيح لصاحبه أن يروى الأحاديث ويبتر منها ما يدل على عكس مراده الخ وإذا لم يكن هذا رغبة في نشر الباطل- الذي يعلم أنه باطل- بين المسلمين ، فماذا نسميه؟ هذا السلوك موجود في فتاويه في :
أ- التوسل.
ب- زيارة قبر النبي .
ج) الطلاق المعلق وطلاق الثلاث.
نسأل الله الهداية لمن خدعوا ببعض أفكاره أو أفكار أتباعه ونناشد علماء الأمة غربلة كل ما دخل من آرائه في حياة المسلمين منعا للفتنة وسداً لبابها وعدم اعتباره بعد الآن قدوة يتبع في أحكام الدين وعقائده فجمهور الأمة المعصومة قد أغنانا الله بهم عن ذلك والحمد لله أولا وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المهتدين وأتباعه إلى يوم الدين.
يقول السخاوي عنه في (الضوء اللامع) ج11/292- 293:
» ثم بعد ذلك سنة أربع وثلاثين أو قبلها تحول إلى دمشق فقطنها وصنف رسالته فاضحة الملحدين بين فيها زيف ابن عربي وقرأها عليه شيخنا العلاء القلقشندي هناك في شعبان سنة أربع وثلاثين ثم البلاطنسي وآخرون وكذا اتفقت له حوادث بدمشق منها أنه كان يسأل عن مقالات التقي بن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم أمره عنده فصرح بتبديعه ثم تكفيره ثم صار يصرح في مجلس بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر واشتهر ذلك فانتدب حافظ الشام الشمس بن ناصر الدين لجمع كتاب سماه (الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على بن تيمية أنه شيخ الإسلام كافر) .
جمع فيه كلام من أطلق عليه ذلك من الأئمة الأعلام من أهل عصره من جميع أهل المذاهب سوى الحنابلة وذلك شيء كثير وضمنه الكثير من ترجمة ابن تيمية وأرسل منه نسخة إلى القاهرة فقرظه من أئمتها شيخنا والعلم البلقيني والتفهني والعيني والبساطي ولكي يتضح وجهة نظر المعارضين له ننقل بعض كلام أحدهم (البساطي) وهو من خصوم علاء الدين البخاري يقول البساطي موجهاً كلامه للبخاري:
» … لو فرضنا أنك اطلعت على ما يقتضي هذا في حقك فما مستندك في الكلام الثاني وكيف تصلح لك هذه الكلية المتناولة لمن سبقك ولمن هو آت بعدم إلى يوم القيامة؟ وهل يمكنك أن تدعي أن الكل اطلعوا على ما اطلعت أنت عليه ؟!… « الخ انظر الضوء اللامع.
وواضح من ذلك أنه لم ينكر عليه اجتهاده ورأيه في تكفير ابن تيمية رغم عدم موافقته له فيما يبدو، بل كان اعتراضه منصبا على تبرئة من وصف ابن تيمية بأنه شيخ الإسلام والاعتذار به بأنه لم يطلع على مخالفاته المكفرة او على وجه الخطأ فيها ومداه، وهو محق في ذلك.
لكن من تتلمذ على ابن تيمية وشرب آراءه واتبرى للدفاع عنها مثل ابن القيم مثلا لا شك في أنه يشمله نفس حكم ابن تيمية أيا كان نوع الحكم.
وعلى جميع الحالات فآراء ابن تيمية المشكلة وسلوكه المشين كانا وراء وضعه في هذا الموقف الصعب ووراء تمزيق الأمة إلى يومنا هذا فعليه وزر ضلاله وضلال متبعيه وليس العلاء البخاري- وإمامته ليست محل شك- بالذي يلقي الكلام على عواهنه أو يخبط خبط عشواء على الأقل في تقييمه لأفكار ابن تيمية وآرائه نسأل الله السلامة في الدين والبعد عن كل من يشق عصا المؤمنين ويتبع غير سبيلهم .
3- الإمام على القاري الحنفي
نقلنا عنه من شرحه على (الشفا) للقاضي عياض قوله في تكفير من قال بتحريم ما أجمع العلماء على استحبابه وأنه أقرب وآكد من تكفير من حرم المباح وقد سبق ذكره في تعليقنا على دفع الشبه.
وكل هذا بناء على تحليل أسلوبه الذي ينم عن تلاعبه بالشريعة وليس مجرد اجتهاد في الرأي فالاجتهاد في الرأي لا يبيح لصاحبه الكذب في نقل الإجماع في مسائل ويكون الإجماع في الحقيقة على خلافها أو ليس فيها إجماع أصلا !.
والاجتهاد لا يبيح لصاحبه أن يروى الأحاديث ويبتر منها ما يدل على عكس مراده الخ وإذا لم يكن هذا رغبة في نشر الباطل- الذي يعلم أنه باطل- بين المسلمين ، فماذا نسميه؟ هذا السلوك موجود في فتاويه في :
أ- التوسل.
ب- زيارة قبر النبي .
ج) الطلاق المعلق وطلاق الثلاث.
نسأل الله الهداية لمن خدعوا ببعض أفكاره أو أفكار أتباعه ونناشد علماء الأمة غربلة كل ما دخل من آرائه في حياة المسلمين منعا للفتنة وسداً لبابها وعدم اعتباره بعد الآن قدوة يتبع في أحكام الدين وعقائده فجمهور الأمة المعصومة قد أغنانا الله بهم عن ذلك والحمد لله أولا وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المهتدين وأتباعه إلى يوم الدين.
4- شمس الدين محمد الذهبي (النصيحة الذهبية)
(عن أصل منقول بخط الفقيه ابن قاضي شهبة عن خط البرهان بن جماعة التي كتبها من نسخة الحافظ الصلاح العلائي المأخوذة من خط الذهبي نفسه)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ذلتي يا رب ارحمني وأقلني عثرتي. واحفظ علي إيماني. وآحزناه على قلة حزني. وآأسفاه على السنة وذهاب أهلها. وآشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء. وآحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيران. آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس.
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتباً لمن شغله عيوب الناس عن عيبه. إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع علمك بنهي الرسول : » لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا « . بلى أعرف إنك تقول لي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام ولا عرفوا ما جاء به محمد وهو جهاد.
بلى والله عرفوا خيراً مما إذا عمل به العبد فقد فاز وجعلوا شيئاً كثيراً مما لا يعنيهم و: » من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه «.
يا رجل بالله عليك كف عنا فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام.
إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: » أن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان« ، وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام فكيف إذا كان في العبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب؟ والله قد صرنا ضحكة في الوجود. فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية لنرد عليها بعقولنا.
يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات، وبكثرة استعمال السموم يدمن عليها الجسم وتكمن والله في البدن.
واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر، وخشية بتذكر، وصمت بتفكر، وآها لمجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، لا عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما ! بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأساً من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله أن في القلوب شكوك أن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد .
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا، لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك، بحاله وقلبه فهل معظم اتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن أو غريب واجم قوي بالمكر، أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل، يا مسلم أٌدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها وتزدري بالأبرار؟ إلى كم تعظمها وتصغر العباد؟ إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد؟ إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا مدح بها والله أحاديث الصحيحين، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف، والأهدار، أو بالتأويل والأنكار.
أما آن لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب؟ أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟، بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت. فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام ولا تزال تنتصر حتى أقوالك: والبتة سكتت .
فإذا كان حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد، فكيف يكون حالك عند أعدائك، وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سراً » رحم الله امرء أهدى إلى عيوبي «، فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
(عن أصل منقول بخط الفقيه ابن قاضي شهبة عن خط البرهان بن جماعة التي كتبها من نسخة الحافظ الصلاح العلائي المأخوذة من خط الذهبي نفسه)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ذلتي يا رب ارحمني وأقلني عثرتي. واحفظ علي إيماني. وآحزناه على قلة حزني. وآأسفاه على السنة وذهاب أهلها. وآشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء. وآحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيران. آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس.
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتباً لمن شغله عيوب الناس عن عيبه. إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس مع علمك بنهي الرسول : » لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا « . بلى أعرف إنك تقول لي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام ولا عرفوا ما جاء به محمد وهو جهاد.
بلى والله عرفوا خيراً مما إذا عمل به العبد فقد فاز وجعلوا شيئاً كثيراً مما لا يعنيهم و: » من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه «.
يا رجل بالله عليك كف عنا فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام.
إياكم والأغلوطات في الدين، كره نبيك المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال: » أن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان« ، وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام فكيف إذا كان في العبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب؟ والله قد صرنا ضحكة في الوجود. فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية لنرد عليها بعقولنا.
يا رجل قد بلعت سموم الفلاسفة ومصنفاتهم مرات، وبكثرة استعمال السموم يدمن عليها الجسم وتكمن والله في البدن.
واشوقاه إلى مجلس فيه تلاوة بتدبر، وخشية بتذكر، وصمت بتفكر، وآها لمجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، لا عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما ! بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها رأساً من الضلال قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله أن في القلوب شكوك أن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد .
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، ولا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا، لكنه ينفعك ويجاهد عنك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك، بحاله وقلبه فهل معظم اتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل أو عامي كذاب بليد الذهن أو غريب واجم قوي بالمكر، أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل، يا مسلم أٌدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها وتزدري بالأبرار؟ إلى كم تعظمها وتصغر العباد؟ إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد؟ إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا مدح بها والله أحاديث الصحيحين، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف، والأهدار، أو بالتأويل والأنكار.
أما آن لك أن ترعوي؟ أما حان لك أن تتوب وتنيب؟ أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟، بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت. فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات وتقطع لي أذناب الكلام ولا تزال تنتصر حتى أقوالك: والبتة سكتت .
فإذا كان حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد، فكيف يكون حالك عند أعدائك، وأعداؤك والله فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سراً » رحم الله امرء أهدى إلى عيوبي «، فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
([1]) في ن: صورة فتيا رفعت للشيخ تقي الدين الحصني في ابن تيمية فأجاب ونقلت هذه مِن خط مَنْ مِن خطِّه نقل:
([2]) في ن: مقطوعاً.
([3]) في ن: عبادة أو قربة.
([4]) في ن: لإجماع الأمة.
([5]) في م: الكرامات وهو خطأ من الناسخ.
([6]) في م: سقطت عبارة [ أو يقول عند هجوم … يستغيث به ].
([7]) في م: سقطت كلمة (ضال).
([8]) في ن: البيِّن.
([9]) من هنا (وصلى الله … ) وحتى بداية كلام الإمام الحصني غير موجود في النسخة ن.
([10]) في ن : سقطت (إليه).
([11]) في ن : سقطت (عمى).
([12]) في م : سقطت (زيارة).
([13]) في ن: وجمع.
([14]) في ن : وروى.
([15]) في ن : جاء.
([16]) في ن: وأما.
([17]) في ن: كتاب.
([18]) في ن: الحجيج.
([19]) في ن: المستحسنة.
([20]) في ن : وذكر.
([21]) في م: في صلب الصفحة (الإحاطة) وأشار إليها في الهامش بأنها (الإطالة).
([22]) في ن: أو.
([23]) في س: سقطت ( بل).
([24]) في ن: الأئمة من الحنفية.
([25]) في ن: الرماني.
([26]) في ن: (مرغب) بدون واو العطف.
([27]) في ن: وهو من فقه.
([28]) في ن: زيارته وشد الرحال.
([29]) في م: رند.
([30]) في ن: ومن المجموعة …
([31]) في ن: القرطبي.
([32]) في ن: قبره .
([33]) في ن: قبله.
([34]) في ن: العزم.
([35]) في ن: عليه الصلاة والسلام.
([36]) في م: سقطت (أن هذه معصية).
([37]) في ن : عز وجل.
([38]) في ن: أردف ذلك بأنها.
([39]) في م: كذب.
([40]) في ن: أنها موضوعة.
([41]) في ن: عباة سقطت منها الدال.
([42]) في ن: ولإجماع هذه الأمة.
([43]) في ن: تباع.
([44]) في ن: ليشمل.
([45]) في ن: خفية.
([46]) في ن: سافر.
([47]) في س: النابلسي وهو خط من الناسخ.
([48]) في ن: طلب إليه الصحابة.
([49]) في ن: فأذن لهم ولم يتمم.
([50]) في ن: الإمام.
([51]) في ن: تزرني.
([52]) في ن: فجعل.
([53]) في ن: خرجت.
([54]) في م : قالوا.
([55]) في ن: أبعث.
([56]) في ن: ذلك بالمدينة.
([57]) في م : في طلب الصفحة (عليه) وأشار لتصحيحها بالهامش لتصير (له).
([58]) في ن: فلم.
([59]) في ن: أن ذلك.
([60]) في ن: يرجون.
([61]) في ن: آنس.
---------------------
(1) انظر صحيح مسلم كتاب (الجنائز) باب (زيارة القبور)، سنن ابن ماجة كتاب (الجنائر) باب (ما جاء في زيارة القبور) وإسناد ابن ماجة حسن كما نص عليه الحافظ البوصيري.
(2) منهم الخطيب في تاريخه وابن عساكر وابن أبي الدنيا وزاد (وإن لم يعرفه رد عليه السلام) وذكره صاحب (الفردوس) موقوفاً على أبي هريرة. وقد اعترف ابن القيم بأن هذا الحديث نص في أن الميت يعرف الزائر بنفسه ويرد عليه السلام.
(3) في كتاب القبور من حديث عائشة رضي الله عنها. يقول الحافظ العراقي في تخريج أحاديث (الإحياء): » … وفيه عبد الله بن سمعان ولم أقف على حاله ورواه ابن عبد البر في التمهيد من حديث ابن عباس نحوه وصححه عبد الحق الإشبيلي « أ.هـ. بقول الإمام مرتضى الزبيدي في الإتحاف: » إن كان هو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى لقبه سحبل واسم أبيه سمعان فهو ثقة وهو الظاهر فإنه ينسب إلى جده… « إلى أن قال: » ويحتمل أن يكون هو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي المدني وهو أحد الضعفاء المشهورين اتهمه أبو داود بالكذب وقد روى له أبو داود في المراسيل وابن ماجه… « إلى أن حكى قول الذهبي فيه: (تركوه) كل ذلك في حديث عائشة عند ابن أبي الدنيا في كتاب (القبور) ثم قال العلامة الزبيدي: =
([2]) في ن: مقطوعاً.
([3]) في ن: عبادة أو قربة.
([4]) في ن: لإجماع الأمة.
([5]) في م: الكرامات وهو خطأ من الناسخ.
([6]) في م: سقطت عبارة [ أو يقول عند هجوم … يستغيث به ].
([7]) في م: سقطت كلمة (ضال).
([8]) في ن: البيِّن.
([9]) من هنا (وصلى الله … ) وحتى بداية كلام الإمام الحصني غير موجود في النسخة ن.
([10]) في ن : سقطت (إليه).
([11]) في ن : سقطت (عمى).
([12]) في م : سقطت (زيارة).
([13]) في ن: وجمع.
([14]) في ن : وروى.
([15]) في ن : جاء.
([16]) في ن: وأما.
([17]) في ن: كتاب.
([18]) في ن: الحجيج.
([19]) في ن: المستحسنة.
([20]) في ن : وذكر.
([21]) في م: في صلب الصفحة (الإحاطة) وأشار إليها في الهامش بأنها (الإطالة).
([22]) في ن: أو.
([23]) في س: سقطت ( بل).
([24]) في ن: الأئمة من الحنفية.
([25]) في ن: الرماني.
([26]) في ن: (مرغب) بدون واو العطف.
([27]) في ن: وهو من فقه.
([28]) في ن: زيارته وشد الرحال.
([29]) في م: رند.
([30]) في ن: ومن المجموعة …
([31]) في ن: القرطبي.
([32]) في ن: قبره .
([33]) في ن: قبله.
([34]) في ن: العزم.
([35]) في ن: عليه الصلاة والسلام.
([36]) في م: سقطت (أن هذه معصية).
([37]) في ن : عز وجل.
([38]) في ن: أردف ذلك بأنها.
([39]) في م: كذب.
([40]) في ن: أنها موضوعة.
([41]) في ن: عباة سقطت منها الدال.
([42]) في ن: ولإجماع هذه الأمة.
([43]) في ن: تباع.
([44]) في ن: ليشمل.
([45]) في ن: خفية.
([46]) في ن: سافر.
([47]) في س: النابلسي وهو خط من الناسخ.
([48]) في ن: طلب إليه الصحابة.
([49]) في ن: فأذن لهم ولم يتمم.
([50]) في ن: الإمام.
([51]) في ن: تزرني.
([52]) في ن: فجعل.
([53]) في ن: خرجت.
([54]) في م : قالوا.
([55]) في ن: أبعث.
([56]) في ن: ذلك بالمدينة.
([57]) في م : في طلب الصفحة (عليه) وأشار لتصحيحها بالهامش لتصير (له).
([58]) في ن: فلم.
([59]) في ن: أن ذلك.
([60]) في ن: يرجون.
([61]) في ن: آنس.
---------------------
(1) انظر صحيح مسلم كتاب (الجنائز) باب (زيارة القبور)، سنن ابن ماجة كتاب (الجنائر) باب (ما جاء في زيارة القبور) وإسناد ابن ماجة حسن كما نص عليه الحافظ البوصيري.
(2) منهم الخطيب في تاريخه وابن عساكر وابن أبي الدنيا وزاد (وإن لم يعرفه رد عليه السلام) وذكره صاحب (الفردوس) موقوفاً على أبي هريرة. وقد اعترف ابن القيم بأن هذا الحديث نص في أن الميت يعرف الزائر بنفسه ويرد عليه السلام.
(3) في كتاب القبور من حديث عائشة رضي الله عنها. يقول الحافظ العراقي في تخريج أحاديث (الإحياء): » … وفيه عبد الله بن سمعان ولم أقف على حاله ورواه ابن عبد البر في التمهيد من حديث ابن عباس نحوه وصححه عبد الحق الإشبيلي « أ.هـ. بقول الإمام مرتضى الزبيدي في الإتحاف: » إن كان هو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى لقبه سحبل واسم أبيه سمعان فهو ثقة وهو الظاهر فإنه ينسب إلى جده… « إلى أن قال: » ويحتمل أن يكون هو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي المدني وهو أحد الضعفاء المشهورين اتهمه أبو داود بالكذب وقد روى له أبو داود في المراسيل وابن ماجه… « إلى أن حكى قول الذهبي فيه: (تركوه) كل ذلك في حديث عائشة عند ابن أبي الدنيا في كتاب (القبور) ثم قال العلامة الزبيدي: =
---------------------
وأما حديث ابن عباس الذي رواه ابن عبد البر في التمهيد فلفظه » ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام « وقد رواه كذلك في الاستذكار، وهذا الذي صححه عبد الحق في العاقبة، وروى نحو ذلك من حديث أبي هريرة »ما من رجل يزور قبر أخيه فيسلم عليه ويقعد عنده إلا ردّ عليه السلام وأنس به حتى يقوم من عنده« رواه أبو الشيخ والديلمي « .
فالميت مدرك لزائره مستأنس بمن يحبه منهم والشواهد على ذلك كثيرة فقد ثبت في السنة:
1- أن الميت بعد دفنه يسمع نعال مشيعيه.
2- لما وقف رسول الله ينادي قتلى المشركين بعد دفنهم في القليب في بدر، وسأله عمر : (يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا) وذلك لمرور ثلاثة أيام بعد قتلهم قال : »والله ما أنتم بأسمع لما أقول منهم … « الحديث رواه مسلم.
3- يقول عمرو بن العاص لأهله لما حضرته الوفاة: » فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي … « صحيح مسلم- كتاب الإيمان- باب كون الإسلام يهدم ما قبله حديث رقم (314).
([63]) في س: سقط ما بين المعقوفتين.
([64]) في س: وغيرهم وسوى … وهو خطأ من الناسخ.
([65]) في ن: لأن من حط.
([66]) في ن: فيما.
------------------
(1) ذكر الطبرى في تاريخه أحداث معركة اليمامة وفيها أن خالدين الوليد: » … وقف بين الصفين ودعا البراز، ، وقال: أنا ابن الوليد العود أن ابن عامر وزيد ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ: يا محمداه، وجعل لا يبرز له أحد إلا قتله… « أ.هـ وتناقل المؤرخون هذا الخبر ولم يتهموا سيدنا خالد أو بقية الصحابة والمسلمين في هذه المعركة بالشرك بل رواها ابن كثير تلميذ ابن تيمية في تاريخه ولم يعلق عليها ولم يتهم أحدًا بشرك أو غيره !!
([67]) في س: سقطت ( فإنه ).
([68]) في ن: في كتابه اللفظ …
([69]) في ن: (فمشور) بإسقاط الهاء وهو خطأ من الناسخ.
([70]) في ن: المكرم.
-----------------------
(1) أي إذا ذكرها.
([71]) سقطت من م.
([72]) في ن: (ودتو) وهو خطأ من الناسخ.
([73]) في ن: فكانوا.
([74]) في ن: الشفيع.
([75]) في ن: نزعة.
([76]) في ن: النزعات.
([77]) في ن: ومخالفة.
([78]) في ن: نزعة.
([79]) سقطت من م.
([80]) في ن: أذكر.
([81]) في ن: الشاميين وأين مات..
([82]) في م: سقطت كلمة [ عليه ].
([83]) في ن: التاريخ.
([84]) في م: عون، وهو خطأ من الناسخ.
([85]) في ن: سقطت ( أن ).
([86]) في ن: عقيدة.
([87]) في ن: سقطت كلمة شهر.
([88]) في ن: حضر ابن تيمية.
([89]) في ن: ثم إنهم اتفقوا.
([90]) في ن: الزملكاني.
([91]) في ن: تباع.
([92]) في ن: شيخهم.
([93]) في ن: جرى.
([94]) في ن: وصل.
([95]) في ن: قلعة القاهرة.
([96]) في ن: عدنان وهو خطأ.
([97]) في ن: إيش مرادكم.
([98]) في ن: الطريقة.
([99]) في ن: الإسكندرية.
([100]) في م: سقطت ( يوم الجمعة ).
([101]) في ن: مقطورة وهو خطأ من الناسخ.
([102]) في ن: سقطت ( من ).
([103]) في م: سقطت كلمة (انظروا).
([104]) في م: يضلوا وهو خطأ من الناسخ.
([105]) في ن: والأمر كما أفتوا.
([106]) في م: واختلف العلماء.
([107]) في ن: الشريعة.
([108]) في أ: إن اشتهر قتل.
([109]) في ن: فأطنب.
([110]) في ن: تلتفتوا.
([111]) في ن: عنك.
([112]) في ن: غضبك.
([113]) في ن: رسولك.
([114]) في ن: ترجى.
([115]) على صاحب المعجزات…
([116]) في ن: وكتبه أبو بكر.
([117]) في ن: سقطت (بن).
* قال عنه ابن قاضي شهبة في طبقاته:
عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد، الإمام العالم، المفنن، ناصر السنة، وقامع الظلمة والمبتدعة، قاضي القضاة نجم الدين أبو الفتوح ابن العلامة فقيه الشام، علاء الدين أبي محمد، السعدي، الحسباني، الدمشقي. مولده سنة سبع- بتقديم السين- وستين وسبعمائة، وحفظ التنبيه في ثمانية أشهر، وحفظ غيره من المختصرات، وأسمعه أخوه من جماعة من مشايخه وغيرهم، واستجاز له وسمع هو بنفسه من خلق بمصر والشام والحجاز وغيرها، وأخذ العلم عن أخيه، وعن المشايخ الموجودين في ذلك العصر، منهم شهاب الدين الزهري، وشرف الدين ابن الشريشي، ونجم الدين ابن الجابي، وشرف الدين الغزي؛ ورحل إلى القاهرة سنة تسع- بتقديم التاء- وثمانية، وأخذ عن المشايخ بها: الشيخ سراج الدين البلقيني وزين الدين العراقي وسراج الدين ابن الملقن وبدر الدين الزركشي وغيرهم . وأجازه ابن الملقن بالتدريس، وكتب بخطه من مصنفات البلقيني وغيره. ولازم الشيخ شرف الدين الأنطاكي مدة طويلة، وانتفع به كثيراً في النحو وكان هو أجل علومه، وطالع شرح المحصول للأصفهاني وكتب منه أجوبة أسئلة ذكرها الإسنوي في شرحه، ولم يتعرض لأجوبتها- كذا حكاه لي رحمه الله تعالى. وحج سنة ست وثمانين مع أخيه. وولي إفتاء دار العدل في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين، ثم ولي مشيخة خانقاه عمر شاه.
ووقع بينه وبين جماعة من معاصريه من النياب والقضاة وغيرهم فتن وشرور، وحصل له بذلك محن، وأوذى فصبر، وأظهر من الشجاعة وثبات الجأش ما يعجز عن مثله، وكل ذلك والله ينصره على أعدائه، ويرفع كلمته عليهم. وقد درس بالشاميتين، والركنية، والظاهرية، والغزالية. وفي أواخر عمره في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ولي كتابة السر بالديار المصرية، فباشرها دون سنة.
وكان حسن التصرف في العلوم إلى الغاية، جيد الذهن، حادّ القريحة، ذكياً، فصيحاً، يلقي الدروس بتأنٍ وتؤدة، ويرد على من يبحث معه بالعلم، لا بالقوة.
وكان يعتني بدروسه كثيراً. وكان حسن الملتقى للناس، كثير المباسطة لهم، محسناً للغرباء والواردين عليه، كثير المباسطة لهم، وكان قامعاً للظلمة والمبتدعة، لا يهاب أحداً منهم ولا يبالي، والله ينصره ويؤيده، وحصل للفقهاء به عز ورفعة. وكان يعتقد الفقراء والصالحين ويكرمهم ويزورهم. ومحاسنه جمة، ومناقبه كثيرة، وعليه مآخذ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة. قتل بمنزله بين الربوة. =
([118]) في ن: وكتب قاضي القضاة نجم الدين بن منجي.
بالإضافة إلى أن هذه الفتوى أتت عقب فتوى قاضي القضاة برهان الدين بن خطيب عذراء في نسخة ألمانيا.
([119]) في ن: ابتدعه.
([120]) في ن: حين.
([121]) في ن: سقطت كلمة (جميع).
-------------------------
= والنيرب أماكن في ضواحي دمشق- في ذي القعدة سنة ثلاثين وثمانمائة، ودفن إلى جانب أخيه- رحمهما الله تعالى- عن ثلاث وستين سنة وكسر. ورئيت له منامات حسنة تدل على سعادته في الآخرة، كما كان في الدنيا- إن شاء الله تعالى « أ. هـ بتصرف واختصار من طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/95-98.
ووصفه الإمام ابن حجر العسقلاني في (إنباء الغمر) بأنه كان قليل الاستحضار لكنه جيد الذهن حسن التصرف وأنه كان ذكيا فصيحا حسن الملتقى والمباسطة يلقي الدروس بتأن وتؤدة، انظر جـ8/129- 131 وذكر الحافظ السخاوي في (الضوء اللامع) جـ/78 أنه كان حاكماً صارماً مقداماً رئيساً ذا حرمة ومهابة كما وصفه السخاوي وابن حجر رحمهما الله أنه كان حاد الطباع متقلبا… والذي يعنينا في موضوع فتواه المنقولة هو الوثوق من:
أ- علمه وتحريه ودقة فهمه وقد شهدوا له بذلك.
ب- ورعه وأمانته وتقواه بما يمنعه من الكذب في العزو أو التزوير في النقول كما فعل ابن تيمية.
([122]) في ن: الشريعة.
([123]) في ن: على اعتقاده ومذهبه.
([124]) في ن: والآخرين رسول ..
([125]) في ن: رسول رب العالمين محمد وسائر الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين…
([126]) في م: والإظلال وهو خطأ من الناسخ.
([127]) في م: الإيمان وهو خطأ من الناسخ.
([128]) في ن: وكتب تحت هذه الفتيا القاضي برهان الدين بن خطيب عذراء.
* ترجم له ابن قاضي شهبة فقال: إبراهيم بن محمد بن عيسى بن عمر بن زياد العجلوني الدمشقي الإمام العالم، قاضي القضاة، برهان الدين، أبو إسحاق، المعروف بابن خطيب عذارء. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، حفظ المنهاج، واشتغل على مشايخ ذلك الوقت، ولازم الشيخ علاء الدين حجي كثيراً، وفضل في الفقه، وأنهاه ابن خطيب يبرود بالشامية البرانية بغير كتابة، شهد له باستحقاق ذلك الشيخ جمال الدين بن قاضي الزبداني، ثم توجه إلى حلب أيام الشيخ شهاب الدين الأذرعي، فأقام بها مدة طويلة وصحب الخطيب ابن عشائر وغيره. وحكى لي الشيخ شهاب الدين ابن حجي تغمده الله برحمته أن الشيخ برهان الدين كان في زمن الأذرعي يستحضر الروضة بحيث أنه إذا أفتى الأذرعي بشيء يعترضه، ويقول: المسألة في الروضة في الموضع الفلاني. ودرس بحلب بجامع منكلي بغا. ولما عاد البلقيني من حلب أثنى عليه ثناء حسنا، ووصفه بالفضل والاستحضار. ثم ولي قضاء صفد في حياة الملك الظاهر بواسطة الشيخ محمد المغيربي وغيره، ثم عزل، وولي بعد الفتنة مرتين أو ثلاثاً. ثم قدم دمشق في رمضان سنة ست وثمانمائة، وهو سليم الخاطر، سهل الانقياد ، وكان شكلاً حسناً، بهياً وقد كتب شرحاً على المنهاج في أجزاء، غالبه مأخوذ من الرافعي، وفيه فوائد غريبة، ولم يكن له اعتناء بكلام المتأخرين، ولا يد له في شيء من العلوم سوى الفقه توفى في المحرم سنة خمس وعشرين وثمانمائة، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان بالقرب من المسجد الذي هناك على جادة الطريق على يمين المتوجه إلى باب شرقي- رحمه الله تعالى « أ.هـ. طبقات ابن قاضي شهبة 4/72-74 وذكره الإمام ابن حجر العسقلاني في (إنباء الغمر) فقال في ترجمته: تصدى للقاضي شهاب الدين ابن أبي الرضى حتى أخذ عليه في ثلاثين فتيا أخطأ فيها حتى نسبه في بعضها لمخالفة الإجماع مع شدة ذكاء ابن أبي الرضي إذ ذاك. وكان البلقيني يفرط في تقريظه والثناء عليه « ثم ذكر واقعة له مع الإمام البلقيني تدل على ذلك فقال: » وقرر (ابن منكلي بغا) له في جامع والده بحلب تدريسا وذلك في سنة ثلاث وتسعين، فاتفق حضور الشيخ سراج الدين البلقيني صحبة الملك الظاهر فسأله أن يحضر إجلاسه، فلما حضر قال له: تدرس أنت أو أنوب عنك؟ فقال: تكلم يا مولانا شيخ الإسلام « أ.هـ. 7/471- 472 قلت: وحسبه منقبة له ثناء الإمام البلقيني عليه وامتداحه له ووصفه الإمام الحافظ شمس الدين السخاوي بأنه » سليم الباطن فقيها مفتيا « ثم قال: » وهو في الشاميين نظير البيجوري في المصريين « أ.هـ. (الضوء اللامع) 9/157.
([129]) في ن: القائم بتعظيم ما يتعلق بسيدنا…
([130]) في ن: فهو كافر محروم..
([131]) في ن: من.
([132]) في ن: وقال.
([133]) في ن: فرأيت.
([134]) في ن: ملائكة.
([135]) في ن: (أربعمائة ملك) وبالهامش (أربعة آلاف).
([136]) في ن: ما أشفع.
([137]) في ن: عياض عن وهب…
([138]) في ن: إلى عقل محمد كرملة.
([139]) في ن: أيّ.
([140]) في ن: الزيادة وهو خطأ من الناسخ.
([141]) في ن: عند ربي.
([142]) في ن: سقط من أول (زاد الشيخ .. ) حتى (بنا القدم).
([143]) في ن: فأغفبت.
([144]) في ن: في.
([145]) في ن: ينصب بالياء .
([146]) في ن: كتبه.
([147]) أفاد الأستاذ/ سعيد فوده بالآتي:
ربما تدل الآية على أن مجموعهم لا يأمر إلاّ بالمعروف، ولا يلزم أن يأمروا بكل معروف لئلا يلزم حصر المعروف فيما وقع عليه الإجماع وهذا باطل قطعاً فالأصح حمل لام المعروف على العهد لا على الاستغراق. أ.هـ.
([148]) ترجم له الإمام ابن حجر فقال: على ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، البخاري العجمي علامة الوقت علاء الدين، مولده في سنة 779 ببلاد العجم، ونشأ ببخارى فتفقه بأبيه وعمه العلاء عبد الرحمن، وأخذ الأدبيات والعقليات عن الشيخ سعد الدين التفتازاني وغيره، ورحل إلى الأقطار واجتهد في الأخذ عن العلماء حتى برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنظوم واللغة العربية وصار إمام عصره، وتوجه إلى الهند فاستوطنه مدة، وعظم أمره عند ملوكه إلى الغاية لما شاهدوه من غزير علمه وزهده وورعه، ثم قدم مكة فأقام بها، ودخل مصر فاستوطنها، وتصدر للإقراء بها فأخذ عنه غالب من أدركناه من كل مذهب وانتفعوا به علماً وجاهاً ومالاً، ونال عظمة بالقاهرة مع عدم تردد إلى أحد من أعيانها حتى ولا السلطان والكل يحضر إليه، وكان ملازما للإشعال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بذات الله مع ضعف كان يعتريه، وآل أمره إلى أن توجه إلى الشام فسار إليها بعد أن سأله السلطان في الإقامة بمصر مراراً فلم يقبل، وسار إليها فأقام بها حتى مات في رمضان ولم يخلف بعده مثله لما اشتمل عليه من العلم والورع والزهذ والتحري » في مأكله ومشربه وعدم قبوله العطاء من السلطان وغيره، ولما سافر السلطان إلى آمد ركب إليه وزاره أول ما دخل دمشق … « أ. هـ المقصود منه.
انظر إنباء الغمر بأبناء العمر (9/22) وفيات سنة 841هـ وانظر الضوء اللامع وغيرهما.
وأما حديث ابن عباس الذي رواه ابن عبد البر في التمهيد فلفظه » ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام « وقد رواه كذلك في الاستذكار، وهذا الذي صححه عبد الحق في العاقبة، وروى نحو ذلك من حديث أبي هريرة »ما من رجل يزور قبر أخيه فيسلم عليه ويقعد عنده إلا ردّ عليه السلام وأنس به حتى يقوم من عنده« رواه أبو الشيخ والديلمي « .
فالميت مدرك لزائره مستأنس بمن يحبه منهم والشواهد على ذلك كثيرة فقد ثبت في السنة:
1- أن الميت بعد دفنه يسمع نعال مشيعيه.
2- لما وقف رسول الله ينادي قتلى المشركين بعد دفنهم في القليب في بدر، وسأله عمر : (يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا) وذلك لمرور ثلاثة أيام بعد قتلهم قال : »والله ما أنتم بأسمع لما أقول منهم … « الحديث رواه مسلم.
3- يقول عمرو بن العاص لأهله لما حضرته الوفاة: » فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي … « صحيح مسلم- كتاب الإيمان- باب كون الإسلام يهدم ما قبله حديث رقم (314).
([63]) في س: سقط ما بين المعقوفتين.
([64]) في س: وغيرهم وسوى … وهو خطأ من الناسخ.
([65]) في ن: لأن من حط.
([66]) في ن: فيما.
------------------
(1) ذكر الطبرى في تاريخه أحداث معركة اليمامة وفيها أن خالدين الوليد: » … وقف بين الصفين ودعا البراز، ، وقال: أنا ابن الوليد العود أن ابن عامر وزيد ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ: يا محمداه، وجعل لا يبرز له أحد إلا قتله… « أ.هـ وتناقل المؤرخون هذا الخبر ولم يتهموا سيدنا خالد أو بقية الصحابة والمسلمين في هذه المعركة بالشرك بل رواها ابن كثير تلميذ ابن تيمية في تاريخه ولم يعلق عليها ولم يتهم أحدًا بشرك أو غيره !!
([67]) في س: سقطت ( فإنه ).
([68]) في ن: في كتابه اللفظ …
([69]) في ن: (فمشور) بإسقاط الهاء وهو خطأ من الناسخ.
([70]) في ن: المكرم.
-----------------------
(1) أي إذا ذكرها.
([71]) سقطت من م.
([72]) في ن: (ودتو) وهو خطأ من الناسخ.
([73]) في ن: فكانوا.
([74]) في ن: الشفيع.
([75]) في ن: نزعة.
([76]) في ن: النزعات.
([77]) في ن: ومخالفة.
([78]) في ن: نزعة.
([79]) سقطت من م.
([80]) في ن: أذكر.
([81]) في ن: الشاميين وأين مات..
([82]) في م: سقطت كلمة [ عليه ].
([83]) في ن: التاريخ.
([84]) في م: عون، وهو خطأ من الناسخ.
([85]) في ن: سقطت ( أن ).
([86]) في ن: عقيدة.
([87]) في ن: سقطت كلمة شهر.
([88]) في ن: حضر ابن تيمية.
([89]) في ن: ثم إنهم اتفقوا.
([90]) في ن: الزملكاني.
([91]) في ن: تباع.
([92]) في ن: شيخهم.
([93]) في ن: جرى.
([94]) في ن: وصل.
([95]) في ن: قلعة القاهرة.
([96]) في ن: عدنان وهو خطأ.
([97]) في ن: إيش مرادكم.
([98]) في ن: الطريقة.
([99]) في ن: الإسكندرية.
([100]) في م: سقطت ( يوم الجمعة ).
([101]) في ن: مقطورة وهو خطأ من الناسخ.
([102]) في ن: سقطت ( من ).
([103]) في م: سقطت كلمة (انظروا).
([104]) في م: يضلوا وهو خطأ من الناسخ.
([105]) في ن: والأمر كما أفتوا.
([106]) في م: واختلف العلماء.
([107]) في ن: الشريعة.
([108]) في أ: إن اشتهر قتل.
([109]) في ن: فأطنب.
([110]) في ن: تلتفتوا.
([111]) في ن: عنك.
([112]) في ن: غضبك.
([113]) في ن: رسولك.
([114]) في ن: ترجى.
([115]) على صاحب المعجزات…
([116]) في ن: وكتبه أبو بكر.
([117]) في ن: سقطت (بن).
* قال عنه ابن قاضي شهبة في طبقاته:
عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد، الإمام العالم، المفنن، ناصر السنة، وقامع الظلمة والمبتدعة، قاضي القضاة نجم الدين أبو الفتوح ابن العلامة فقيه الشام، علاء الدين أبي محمد، السعدي، الحسباني، الدمشقي. مولده سنة سبع- بتقديم السين- وستين وسبعمائة، وحفظ التنبيه في ثمانية أشهر، وحفظ غيره من المختصرات، وأسمعه أخوه من جماعة من مشايخه وغيرهم، واستجاز له وسمع هو بنفسه من خلق بمصر والشام والحجاز وغيرها، وأخذ العلم عن أخيه، وعن المشايخ الموجودين في ذلك العصر، منهم شهاب الدين الزهري، وشرف الدين ابن الشريشي، ونجم الدين ابن الجابي، وشرف الدين الغزي؛ ورحل إلى القاهرة سنة تسع- بتقديم التاء- وثمانية، وأخذ عن المشايخ بها: الشيخ سراج الدين البلقيني وزين الدين العراقي وسراج الدين ابن الملقن وبدر الدين الزركشي وغيرهم . وأجازه ابن الملقن بالتدريس، وكتب بخطه من مصنفات البلقيني وغيره. ولازم الشيخ شرف الدين الأنطاكي مدة طويلة، وانتفع به كثيراً في النحو وكان هو أجل علومه، وطالع شرح المحصول للأصفهاني وكتب منه أجوبة أسئلة ذكرها الإسنوي في شرحه، ولم يتعرض لأجوبتها- كذا حكاه لي رحمه الله تعالى. وحج سنة ست وثمانين مع أخيه. وولي إفتاء دار العدل في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين، ثم ولي مشيخة خانقاه عمر شاه.
ووقع بينه وبين جماعة من معاصريه من النياب والقضاة وغيرهم فتن وشرور، وحصل له بذلك محن، وأوذى فصبر، وأظهر من الشجاعة وثبات الجأش ما يعجز عن مثله، وكل ذلك والله ينصره على أعدائه، ويرفع كلمته عليهم. وقد درس بالشاميتين، والركنية، والظاهرية، والغزالية. وفي أواخر عمره في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ولي كتابة السر بالديار المصرية، فباشرها دون سنة.
وكان حسن التصرف في العلوم إلى الغاية، جيد الذهن، حادّ القريحة، ذكياً، فصيحاً، يلقي الدروس بتأنٍ وتؤدة، ويرد على من يبحث معه بالعلم، لا بالقوة.
وكان يعتني بدروسه كثيراً. وكان حسن الملتقى للناس، كثير المباسطة لهم، محسناً للغرباء والواردين عليه، كثير المباسطة لهم، وكان قامعاً للظلمة والمبتدعة، لا يهاب أحداً منهم ولا يبالي، والله ينصره ويؤيده، وحصل للفقهاء به عز ورفعة. وكان يعتقد الفقراء والصالحين ويكرمهم ويزورهم. ومحاسنه جمة، ومناقبه كثيرة، وعليه مآخذ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة. قتل بمنزله بين الربوة. =
([118]) في ن: وكتب قاضي القضاة نجم الدين بن منجي.
بالإضافة إلى أن هذه الفتوى أتت عقب فتوى قاضي القضاة برهان الدين بن خطيب عذراء في نسخة ألمانيا.
([119]) في ن: ابتدعه.
([120]) في ن: حين.
([121]) في ن: سقطت كلمة (جميع).
-------------------------
= والنيرب أماكن في ضواحي دمشق- في ذي القعدة سنة ثلاثين وثمانمائة، ودفن إلى جانب أخيه- رحمهما الله تعالى- عن ثلاث وستين سنة وكسر. ورئيت له منامات حسنة تدل على سعادته في الآخرة، كما كان في الدنيا- إن شاء الله تعالى « أ. هـ بتصرف واختصار من طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/95-98.
ووصفه الإمام ابن حجر العسقلاني في (إنباء الغمر) بأنه كان قليل الاستحضار لكنه جيد الذهن حسن التصرف وأنه كان ذكيا فصيحا حسن الملتقى والمباسطة يلقي الدروس بتأن وتؤدة، انظر جـ8/129- 131 وذكر الحافظ السخاوي في (الضوء اللامع) جـ/78 أنه كان حاكماً صارماً مقداماً رئيساً ذا حرمة ومهابة كما وصفه السخاوي وابن حجر رحمهما الله أنه كان حاد الطباع متقلبا… والذي يعنينا في موضوع فتواه المنقولة هو الوثوق من:
أ- علمه وتحريه ودقة فهمه وقد شهدوا له بذلك.
ب- ورعه وأمانته وتقواه بما يمنعه من الكذب في العزو أو التزوير في النقول كما فعل ابن تيمية.
([122]) في ن: الشريعة.
([123]) في ن: على اعتقاده ومذهبه.
([124]) في ن: والآخرين رسول ..
([125]) في ن: رسول رب العالمين محمد وسائر الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين…
([126]) في م: والإظلال وهو خطأ من الناسخ.
([127]) في م: الإيمان وهو خطأ من الناسخ.
([128]) في ن: وكتب تحت هذه الفتيا القاضي برهان الدين بن خطيب عذراء.
* ترجم له ابن قاضي شهبة فقال: إبراهيم بن محمد بن عيسى بن عمر بن زياد العجلوني الدمشقي الإمام العالم، قاضي القضاة، برهان الدين، أبو إسحاق، المعروف بابن خطيب عذارء. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، حفظ المنهاج، واشتغل على مشايخ ذلك الوقت، ولازم الشيخ علاء الدين حجي كثيراً، وفضل في الفقه، وأنهاه ابن خطيب يبرود بالشامية البرانية بغير كتابة، شهد له باستحقاق ذلك الشيخ جمال الدين بن قاضي الزبداني، ثم توجه إلى حلب أيام الشيخ شهاب الدين الأذرعي، فأقام بها مدة طويلة وصحب الخطيب ابن عشائر وغيره. وحكى لي الشيخ شهاب الدين ابن حجي تغمده الله برحمته أن الشيخ برهان الدين كان في زمن الأذرعي يستحضر الروضة بحيث أنه إذا أفتى الأذرعي بشيء يعترضه، ويقول: المسألة في الروضة في الموضع الفلاني. ودرس بحلب بجامع منكلي بغا. ولما عاد البلقيني من حلب أثنى عليه ثناء حسنا، ووصفه بالفضل والاستحضار. ثم ولي قضاء صفد في حياة الملك الظاهر بواسطة الشيخ محمد المغيربي وغيره، ثم عزل، وولي بعد الفتنة مرتين أو ثلاثاً. ثم قدم دمشق في رمضان سنة ست وثمانمائة، وهو سليم الخاطر، سهل الانقياد ، وكان شكلاً حسناً، بهياً وقد كتب شرحاً على المنهاج في أجزاء، غالبه مأخوذ من الرافعي، وفيه فوائد غريبة، ولم يكن له اعتناء بكلام المتأخرين، ولا يد له في شيء من العلوم سوى الفقه توفى في المحرم سنة خمس وعشرين وثمانمائة، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان بالقرب من المسجد الذي هناك على جادة الطريق على يمين المتوجه إلى باب شرقي- رحمه الله تعالى « أ.هـ. طبقات ابن قاضي شهبة 4/72-74 وذكره الإمام ابن حجر العسقلاني في (إنباء الغمر) فقال في ترجمته: تصدى للقاضي شهاب الدين ابن أبي الرضى حتى أخذ عليه في ثلاثين فتيا أخطأ فيها حتى نسبه في بعضها لمخالفة الإجماع مع شدة ذكاء ابن أبي الرضي إذ ذاك. وكان البلقيني يفرط في تقريظه والثناء عليه « ثم ذكر واقعة له مع الإمام البلقيني تدل على ذلك فقال: » وقرر (ابن منكلي بغا) له في جامع والده بحلب تدريسا وذلك في سنة ثلاث وتسعين، فاتفق حضور الشيخ سراج الدين البلقيني صحبة الملك الظاهر فسأله أن يحضر إجلاسه، فلما حضر قال له: تدرس أنت أو أنوب عنك؟ فقال: تكلم يا مولانا شيخ الإسلام « أ.هـ. 7/471- 472 قلت: وحسبه منقبة له ثناء الإمام البلقيني عليه وامتداحه له ووصفه الإمام الحافظ شمس الدين السخاوي بأنه » سليم الباطن فقيها مفتيا « ثم قال: » وهو في الشاميين نظير البيجوري في المصريين « أ.هـ. (الضوء اللامع) 9/157.
([129]) في ن: القائم بتعظيم ما يتعلق بسيدنا…
([130]) في ن: فهو كافر محروم..
([131]) في ن: من.
([132]) في ن: وقال.
([133]) في ن: فرأيت.
([134]) في ن: ملائكة.
([135]) في ن: (أربعمائة ملك) وبالهامش (أربعة آلاف).
([136]) في ن: ما أشفع.
([137]) في ن: عياض عن وهب…
([138]) في ن: إلى عقل محمد كرملة.
([139]) في ن: أيّ.
([140]) في ن: الزيادة وهو خطأ من الناسخ.
([141]) في ن: عند ربي.
([142]) في ن: سقط من أول (زاد الشيخ .. ) حتى (بنا القدم).
([143]) في ن: فأغفبت.
([144]) في ن: في.
([145]) في ن: ينصب بالياء .
([146]) في ن: كتبه.
([147]) أفاد الأستاذ/ سعيد فوده بالآتي:
ربما تدل الآية على أن مجموعهم لا يأمر إلاّ بالمعروف، ولا يلزم أن يأمروا بكل معروف لئلا يلزم حصر المعروف فيما وقع عليه الإجماع وهذا باطل قطعاً فالأصح حمل لام المعروف على العهد لا على الاستغراق. أ.هـ.
([148]) ترجم له الإمام ابن حجر فقال: على ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، البخاري العجمي علامة الوقت علاء الدين، مولده في سنة 779 ببلاد العجم، ونشأ ببخارى فتفقه بأبيه وعمه العلاء عبد الرحمن، وأخذ الأدبيات والعقليات عن الشيخ سعد الدين التفتازاني وغيره، ورحل إلى الأقطار واجتهد في الأخذ عن العلماء حتى برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنظوم واللغة العربية وصار إمام عصره، وتوجه إلى الهند فاستوطنه مدة، وعظم أمره عند ملوكه إلى الغاية لما شاهدوه من غزير علمه وزهده وورعه، ثم قدم مكة فأقام بها، ودخل مصر فاستوطنها، وتصدر للإقراء بها فأخذ عنه غالب من أدركناه من كل مذهب وانتفعوا به علماً وجاهاً ومالاً، ونال عظمة بالقاهرة مع عدم تردد إلى أحد من أعيانها حتى ولا السلطان والكل يحضر إليه، وكان ملازما للإشعال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بذات الله مع ضعف كان يعتريه، وآل أمره إلى أن توجه إلى الشام فسار إليها بعد أن سأله السلطان في الإقامة بمصر مراراً فلم يقبل، وسار إليها فأقام بها حتى مات في رمضان ولم يخلف بعده مثله لما اشتمل عليه من العلم والورع والزهذ والتحري » في مأكله ومشربه وعدم قبوله العطاء من السلطان وغيره، ولما سافر السلطان إلى آمد ركب إليه وزاره أول ما دخل دمشق … « أ. هـ المقصود منه.
انظر إنباء الغمر بأبناء العمر (9/22) وفيات سنة 841هـ وانظر الضوء اللامع وغيرهما.
من مواضيعي
0 المقال الذي فجر ثورة المصريين
0 أين محمد حسان ومحمود المصري وحسن يعقوب وو
0 أين محمد حسان ومحمود المصري وحسن يعقوب وو
0 فقاعات في تونس
0 ساويرس مطرود من الجزائر لماذا ؟؟؟؟؟
0 الإرهاب التجاري
0 أين محمد حسان ومحمود المصري وحسن يعقوب وو
0 أين محمد حسان ومحمود المصري وحسن يعقوب وو
0 فقاعات في تونس
0 ساويرس مطرود من الجزائر لماذا ؟؟؟؟؟
0 الإرهاب التجاري