"البيومتري"...مرة أخرى!
12-04-2012, 11:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله
قبل سنتين من اليوم، أثارت قضية الشروط المتعلقة باللحية والحجاب لاستخراج جواز السفر وبطاقة التعريف البيومتريين جدلا واسعا، وقد تراجعت السلطات عن كثير مما كانت عزمت عليه في هذا الأمر، ورغم ذلك، فقد بقي في قلبي غصة، وفي صدري حسرة مما بثته تلفزتنا من مجريات اللقاء الصحفي الذي عقده وزيرنا السابق للداخلية بالمدرسة العليا للشرطة يوم 08 أفريل 2010، وقد كتبت حينها تعقيبا على ما جاء في ذلك اللقاء، لم يتيسر لي نشره آنذاك، وها أنذا أضعه في هذا المنتدى بعد أن يسر الله تعالى التسجيل فيه.
تراجع عن القرار..ولكن
تعقيب على كلمة السيد/وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري (السابق) حول إجراءات الوثائق البيومترية -في الندوة الصحفية التي أقيمت بالمدرسة العليا للشرطة يوم 08/04/2010-
تعقيب على كلمة السيد/وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري (السابق) حول إجراءات الوثائق البيومترية -في الندوة الصحفية التي أقيمت بالمدرسة العليا للشرطة يوم 08/04/2010-
بعد الرفض القاطع من أغلبية الجزائريين لقرار الإلزام بالتجرد من الشعائر الدينية للحصول على حقهم من جواز سفر وبطاقة هوية، لاحظ الكثير التغير في لهجة الخطاب الرسمي المتعلق بهذه القضية في الأيام الأخيرة.
وقد عزى المصدر الرسمي أن سبب الضجة التي سببها القرار "قصور أفهامنا "عن كنه الكلام وفحوى القرار ، بل وأكثر من ذلك، محاولة بعض " الأبواق" (على حسب تعبير مذيعة النشرة) تحريف الكلام الرسمي ، لأن البعض ليس له المصلحة في كشف هويته في بطاقات الهوية ، إذ يتخذ رجال من اللحية ونساء من الحجاب ستارا لأعمال –ربما –شيطانية لا يكشفها إلا النظام البيومتري الإلكتروني!
وهكذا في أيام معدودات تغيرت بعض ألفاظ الخطاب الرسمي من عبارات الإلزام (exiger) إلى عبارات "الاستحسان" ، أي من "المستحسن" أن يتقدم الجزائري إلى مصالح الإدارة في بلده حليق اللحية أو مقصرها، وأن تهتك الجزائرية المتحجبة الحجاب للحصول على صور وثائق الهوية.
أما من صعب عليه هذا الأمر، وآثر التشبث بشعيرات لحيته وآثرت المرأة التمسك بسترها، فهو حسب العبارة الرسمية" مسؤول عن نفسه وحده!!" عما سيحدث له في مطارات العالم من إذلال وتنكيل!
بقدر ما سرتني إبدال عبارات "الإلزام" بعبارات "الاستحسان" فقد راعتني عبارة: "مسؤول عن نفسه وحده عما سيحدث له في مطارات العالم"، فلا يمكنني أن أصف الإحباط والحزن الذي أحسست به –كجزائري-حين يخبرني المسؤول الأول من الله تعالى والعباد والتاريخ عن أمن الجزائريين والجزائريات ، بأن الدولة غير ملزمة بحمايتي وضمان حقوقي في العالم إذا تمسكت بلحيتي أو تمسكت المرأة بحجابها! وأن دولتي وبلادي ستسلمني إلى من يسومني سوء العذاب بسبب التمسك باللحية والحجاب !!!
أما المبررات على هذا التبرء ممن تمسك بلحيته وتشبثت بسترها فهذه جملتها حسبما جاء في الندوة الصحفية :
*أن بعض الجزائريات المتهافتات على قنصليات معينة للحصول على تأشيرة (والمقصود بالتأكيد السفارة الفرنسية قدوتنا في مسألة هتك الحجاب) قد أُمرن بنزع الخمار وامتثلن لذلك ، من غير نكير من "الأبواق" المستهجنة لقرار الهتك.
*وأن بعض الدول فرضت على الجزائر أجهزة كاشفة للعورات من غير نكير من "الأبواق" التي أنكرت اجراءات الداخلية.
*وأن أصحاب اللحى المتشبثين بلحاهم وصواحب الحجاب المتمسكات بالستر والعفاف يخافون من صرامة كشف الهوية، فهم مجرمون فجار يختفون وراء اللحية والحجاب للقيام بأعمالهم الجهنمية.
*ولأن الشعب الجزائري عن بكرة أبيه ومنذ الاستقلال خاضع خانع لاجراءات الإلزام بهتك الحجاب وحلق اللحية من غير نكير.
فأقول:
أما مسألة خلع بعض الجزائريات الحجاب من أجل الحصول على تأشيرة، فهو أمر واقع للأسف الشديد ، ونحن ننكره وننكر ما هو دونه بكثير، ننكر خروج المرأة الجزائرية المسلمة –متحجبة ومتبرجة-إلى بلاد الكفر وكل ما يسبقه ويلحقه من مفاسد، منها إجبارها على الخلع الحجاب للحصول على تأشيرة ، ولنا "أبواق" كثيرة تنكر ذلك فيما تيسر لها من منابر الإنكار.
ثم إن من الجزائريين وعشاق الهجرة إلى أوروبا عموما من يفعل أكثر من ذلك بكثير للحصول على التأشيرة فمنهم من يدعي الردة إلى دين النصارى، ومنهم من يدعي أنه شاذ جنسيا مضطهد في بلاده...، فهل ستستسيغ سلطات بلادنا الردة والشذوذ الجنسي وتلزمنا به لمجرد أن بعض ضعاف الإيمان استعملوهما ذريعة للتأشيرة كما تذرعت السلطات بخلع بعض ضعيفات الإيمان الخمار حتى تفرض على عامة المتحجبات هتكه للحصول على الوثائق ؟! أفكلما صدرت من جزائري أو جزائرية هفوة أو زلة حمل جميع الشعب الجزائري تبعتها، والله إني لأخشى - إذا اتبعت الدولة هذا المنطق- أن يأتي يوم تمنع فيه صلاة الفجر والنداء لها لأن كثيرا من الجزائريين لا يأتونها!
ثم ما هي نسبة المتحجبات والملتحين الذين يسافرون إلى الخارج ، وكم منهم من يسافر إلى بلاد أوروبا التي يخوفنا من اجراءاتها المهينة وزيرنا للداخلية؟ ونحن نعلم جميعا أن معظم سفر الملتحين والمتحجبات إلى الخارج إنما هو للحج أوالعمرة أو الدراسة في بعض البلاد المشرقية التي نأمنها على أعراضنا وديننا.
أما مسألة تسليط الأجهزة الكاشفة للعورات على الجزائريين فقد أنكرته "أبواقنا" كذلك،وما أدري ما علاقته بمسألة الإلزام بحلق اللحية وهتك الحجاب، إذ تلك الأجهزة كانت مسلطة على كل الجزائريين -ملتحين ومردانا-، وعلى كل الجزائريات-متحجبات ومتبرجات-، ولعل في هذا مؤشر إلى أن سلطات بلادنا-هداها الله- تعالج إهانة الجزائريين في الخارج بإهانتهم في الداخل ، فكأنهم يقولون: تعالوا نُهِن الجزائريين والجزائريات في بلادهم حتى يخف إحساسهم بالإهانة في بلدان العالم، من باب قول الشاعر:
ثم ما فعلت سلطات بلادنا لحماية أعراض المواطنين وشرفهم حين يسافرون إلى بلد شقيق مجاور لقضاء العطلة فيتعرضون لألوان الإهانات والتحرشات من سلطات ذلك البلد كما هو معروف ومشهور ومتداول في الصحف السيارة ، ومع أن السواد الأعظم من الجزائريين المسافرين إلى ذلك البلد من المتبرجات والمردان ، كون البلد المذكور من المناوئين للحية والحجاب؟
ثم ما فعلت سلطات بلادنا لحماية المعتمرين الجزائريين الذي يعبرون إلى البلاد المقدسة من بلد عربي شقيق، حيث تعرضوا للإهانة والاعتقال والتنكيل؟ فعن أي حماية للمواطنين الجزائريين يتحدثون؟!
وأما مسألة اختباء الملتحين والمتحجبات وراء الشعائر لأعمال شيطانية ، فهو تلبيس من تلبيسات إبليس نربأ بالسيد وزير الداخلية أن يقع فيه، فالشيطان إذا أراد أن يصد الناس عن الحق زين لهم الباطل وأهله، وقبَّح لهم الحق وأهله، ونَبزُ أهل الحق ذريعة شهيرة من ذرائع من قصرت همته وجبن طبعه عن اتباع الحق ، فالمصلون عند تارك الصلاة كلهم منافقون، والمزكون عند الباخل بالزكاة كلهم مراءون، والحجاب عند المتبرجة خبث، و أصحاب اللحى عند حالقيها إرهابيون.
أما أن الشعب الجزائري مطبق على هذه الاجراءات منذ الاستقلال ، فيدحضه ما حدث في الهبة الشعبية الأخيرة من استنكار لهذا القرار، وما يحدث قبله كذلك من سنوات من عرائض قدمت واعتصامات أقيمت في بعض البلديات والدوائر التي يمتحن مسؤولوها المواطنين والمواطنات ويساوموهم على ترك شعائر الدين للحصول على الوثائق.
ولكن يا ترى من هم من وصفتهم مذيعة النشرة بـ"الأبواق" ،وشنع عليهم وزير الداخلية بالنكير المستطير بأنهم يخافون صرامة الدولة في كشف الهوية ؟
إنهم الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وزير سابق في الدولة الجزائرية، وشيخ فان، أفنى حياته في خدمة الإسلام والوطن والعربية.
-إنها أحزاب عتيدة من أحزاب التحالف الرئاسي،بعض قياديها زملاء لوزير الداخلية في الحكومة الجزائرية.
-إنها شخصيات سياسية نافذة وأحزاب في المعارضة عريقة، لها قاعدة شعبية واسعة في جميع أنحاء الوطن الجزائري.
-إنهم الكثير من الموظفين الرسميين في السلك الديني ومؤسساته من المجلس الإسلامي الأعلى والمجالس العلمية كالشيخ محمد الشريف قاهر والشيخ زين الدين آيت العربي.
-إنهم جمع كبير من الأئمة والدعاة والعلماء والأساتذة الجامعيين كالأستاذ عبد الحليم قابة.
-إنهم ملايين من المواطنين الشرفاء والمواطنات الشريفات الذين سئموا التمادي في الاعتداء على الدين الإسلامي في بلادنا.
فهؤلاء هم "الأبواق" الذين يصطادون في الماء العكر و يخافون اجراءات الداخلية في كشف الهوية!
وخلاصة القول أنني ملتح وعازم على الحصول على وثائقي الوطنية بلحيتي، بل عازم على أن ألقى ربي بها، وقد وطنت نفسي -ككثير من المتمسكين بشعائر الدين- على الصبر على ما أصابني وما سيصيبني من أذى في سبيل الحفاظ على شعائر الدين، وأنا موقن أن الله تعالى يدافع عن الذين آمنوا، وأن الله تعالى يحفظ من يحفظه.
فأنا كما -قال السيد الوزير-:" مسؤول عن نفسي في مطارات العالم" ، وأقول للسيد الوزير: أنه مسؤول وحده أمام الله تعالى يوم يقف بين يديه –سبحانه- فيسأله عن الملتحي والأمرد، والمتحجبة والمتبرجة!
وقد عزى المصدر الرسمي أن سبب الضجة التي سببها القرار "قصور أفهامنا "عن كنه الكلام وفحوى القرار ، بل وأكثر من ذلك، محاولة بعض " الأبواق" (على حسب تعبير مذيعة النشرة) تحريف الكلام الرسمي ، لأن البعض ليس له المصلحة في كشف هويته في بطاقات الهوية ، إذ يتخذ رجال من اللحية ونساء من الحجاب ستارا لأعمال –ربما –شيطانية لا يكشفها إلا النظام البيومتري الإلكتروني!
وهكذا في أيام معدودات تغيرت بعض ألفاظ الخطاب الرسمي من عبارات الإلزام (exiger) إلى عبارات "الاستحسان" ، أي من "المستحسن" أن يتقدم الجزائري إلى مصالح الإدارة في بلده حليق اللحية أو مقصرها، وأن تهتك الجزائرية المتحجبة الحجاب للحصول على صور وثائق الهوية.
أما من صعب عليه هذا الأمر، وآثر التشبث بشعيرات لحيته وآثرت المرأة التمسك بسترها، فهو حسب العبارة الرسمية" مسؤول عن نفسه وحده!!" عما سيحدث له في مطارات العالم من إذلال وتنكيل!
بقدر ما سرتني إبدال عبارات "الإلزام" بعبارات "الاستحسان" فقد راعتني عبارة: "مسؤول عن نفسه وحده عما سيحدث له في مطارات العالم"، فلا يمكنني أن أصف الإحباط والحزن الذي أحسست به –كجزائري-حين يخبرني المسؤول الأول من الله تعالى والعباد والتاريخ عن أمن الجزائريين والجزائريات ، بأن الدولة غير ملزمة بحمايتي وضمان حقوقي في العالم إذا تمسكت بلحيتي أو تمسكت المرأة بحجابها! وأن دولتي وبلادي ستسلمني إلى من يسومني سوء العذاب بسبب التمسك باللحية والحجاب !!!
أما المبررات على هذا التبرء ممن تمسك بلحيته وتشبثت بسترها فهذه جملتها حسبما جاء في الندوة الصحفية :
*أن بعض الجزائريات المتهافتات على قنصليات معينة للحصول على تأشيرة (والمقصود بالتأكيد السفارة الفرنسية قدوتنا في مسألة هتك الحجاب) قد أُمرن بنزع الخمار وامتثلن لذلك ، من غير نكير من "الأبواق" المستهجنة لقرار الهتك.
*وأن بعض الدول فرضت على الجزائر أجهزة كاشفة للعورات من غير نكير من "الأبواق" التي أنكرت اجراءات الداخلية.
*وأن أصحاب اللحى المتشبثين بلحاهم وصواحب الحجاب المتمسكات بالستر والعفاف يخافون من صرامة كشف الهوية، فهم مجرمون فجار يختفون وراء اللحية والحجاب للقيام بأعمالهم الجهنمية.
*ولأن الشعب الجزائري عن بكرة أبيه ومنذ الاستقلال خاضع خانع لاجراءات الإلزام بهتك الحجاب وحلق اللحية من غير نكير.
فأقول:
أما مسألة خلع بعض الجزائريات الحجاب من أجل الحصول على تأشيرة، فهو أمر واقع للأسف الشديد ، ونحن ننكره وننكر ما هو دونه بكثير، ننكر خروج المرأة الجزائرية المسلمة –متحجبة ومتبرجة-إلى بلاد الكفر وكل ما يسبقه ويلحقه من مفاسد، منها إجبارها على الخلع الحجاب للحصول على تأشيرة ، ولنا "أبواق" كثيرة تنكر ذلك فيما تيسر لها من منابر الإنكار.
ثم إن من الجزائريين وعشاق الهجرة إلى أوروبا عموما من يفعل أكثر من ذلك بكثير للحصول على التأشيرة فمنهم من يدعي الردة إلى دين النصارى، ومنهم من يدعي أنه شاذ جنسيا مضطهد في بلاده...، فهل ستستسيغ سلطات بلادنا الردة والشذوذ الجنسي وتلزمنا به لمجرد أن بعض ضعاف الإيمان استعملوهما ذريعة للتأشيرة كما تذرعت السلطات بخلع بعض ضعيفات الإيمان الخمار حتى تفرض على عامة المتحجبات هتكه للحصول على الوثائق ؟! أفكلما صدرت من جزائري أو جزائرية هفوة أو زلة حمل جميع الشعب الجزائري تبعتها، والله إني لأخشى - إذا اتبعت الدولة هذا المنطق- أن يأتي يوم تمنع فيه صلاة الفجر والنداء لها لأن كثيرا من الجزائريين لا يأتونها!
ثم ما هي نسبة المتحجبات والملتحين الذين يسافرون إلى الخارج ، وكم منهم من يسافر إلى بلاد أوروبا التي يخوفنا من اجراءاتها المهينة وزيرنا للداخلية؟ ونحن نعلم جميعا أن معظم سفر الملتحين والمتحجبات إلى الخارج إنما هو للحج أوالعمرة أو الدراسة في بعض البلاد المشرقية التي نأمنها على أعراضنا وديننا.
أما مسألة تسليط الأجهزة الكاشفة للعورات على الجزائريين فقد أنكرته "أبواقنا" كذلك،وما أدري ما علاقته بمسألة الإلزام بحلق اللحية وهتك الحجاب، إذ تلك الأجهزة كانت مسلطة على كل الجزائريين -ملتحين ومردانا-، وعلى كل الجزائريات-متحجبات ومتبرجات-، ولعل في هذا مؤشر إلى أن سلطات بلادنا-هداها الله- تعالج إهانة الجزائريين في الخارج بإهانتهم في الداخل ، فكأنهم يقولون: تعالوا نُهِن الجزائريين والجزائريات في بلادهم حتى يخف إحساسهم بالإهانة في بلدان العالم، من باب قول الشاعر:
(ومن يَهُن يَهُن الهوان عليه ***ما لجرح بميت إيلام!)
وقد أضحكني حرص السلطات على أمني وعرضي في مطارات العالم، وأنا غير آمن –بلحيتي –في بلادي، ولا تزال ترتعد فرائصي عند كل حاجز أمني، فلم أنس بعد يوم كانت اللحية جريمة عقوبتها الموت أو التعذيب أو الحبس أو الاعتقال في أحد "غوانتناموهات" الجزائر، وما زلت أحس وأسمع بالإقصاء الذي يمارس على أصحاب اللحى وصواحب الحجاب في الوظيف الرسمي والخاص و في الكثير من شؤون الحياة، أليس قد وجد الكثير من المضطهدين من أصحاب اللحى الأمان والملجأ في العديد من البلدان التي يخوفنا وزير الداخلية أنها ستعتدي على "ديننا" و"شرفنا" لما كانت سلطات بلادي –سامحها الله-تعتدي على شرفنا وشعائر ديننا؟ ثم ما فعلت سلطات بلادنا لحماية أعراض المواطنين وشرفهم حين يسافرون إلى بلد شقيق مجاور لقضاء العطلة فيتعرضون لألوان الإهانات والتحرشات من سلطات ذلك البلد كما هو معروف ومشهور ومتداول في الصحف السيارة ، ومع أن السواد الأعظم من الجزائريين المسافرين إلى ذلك البلد من المتبرجات والمردان ، كون البلد المذكور من المناوئين للحية والحجاب؟
ثم ما فعلت سلطات بلادنا لحماية المعتمرين الجزائريين الذي يعبرون إلى البلاد المقدسة من بلد عربي شقيق، حيث تعرضوا للإهانة والاعتقال والتنكيل؟ فعن أي حماية للمواطنين الجزائريين يتحدثون؟!
وأما مسألة اختباء الملتحين والمتحجبات وراء الشعائر لأعمال شيطانية ، فهو تلبيس من تلبيسات إبليس نربأ بالسيد وزير الداخلية أن يقع فيه، فالشيطان إذا أراد أن يصد الناس عن الحق زين لهم الباطل وأهله، وقبَّح لهم الحق وأهله، ونَبزُ أهل الحق ذريعة شهيرة من ذرائع من قصرت همته وجبن طبعه عن اتباع الحق ، فالمصلون عند تارك الصلاة كلهم منافقون، والمزكون عند الباخل بالزكاة كلهم مراءون، والحجاب عند المتبرجة خبث، و أصحاب اللحى عند حالقيها إرهابيون.
أما أن الشعب الجزائري مطبق على هذه الاجراءات منذ الاستقلال ، فيدحضه ما حدث في الهبة الشعبية الأخيرة من استنكار لهذا القرار، وما يحدث قبله كذلك من سنوات من عرائض قدمت واعتصامات أقيمت في بعض البلديات والدوائر التي يمتحن مسؤولوها المواطنين والمواطنات ويساوموهم على ترك شعائر الدين للحصول على الوثائق.
ولكن يا ترى من هم من وصفتهم مذيعة النشرة بـ"الأبواق" ،وشنع عليهم وزير الداخلية بالنكير المستطير بأنهم يخافون صرامة الدولة في كشف الهوية ؟
إنهم الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وزير سابق في الدولة الجزائرية، وشيخ فان، أفنى حياته في خدمة الإسلام والوطن والعربية.
-إنها أحزاب عتيدة من أحزاب التحالف الرئاسي،بعض قياديها زملاء لوزير الداخلية في الحكومة الجزائرية.
-إنها شخصيات سياسية نافذة وأحزاب في المعارضة عريقة، لها قاعدة شعبية واسعة في جميع أنحاء الوطن الجزائري.
-إنهم الكثير من الموظفين الرسميين في السلك الديني ومؤسساته من المجلس الإسلامي الأعلى والمجالس العلمية كالشيخ محمد الشريف قاهر والشيخ زين الدين آيت العربي.
-إنهم جمع كبير من الأئمة والدعاة والعلماء والأساتذة الجامعيين كالأستاذ عبد الحليم قابة.
-إنهم ملايين من المواطنين الشرفاء والمواطنات الشريفات الذين سئموا التمادي في الاعتداء على الدين الإسلامي في بلادنا.
فهؤلاء هم "الأبواق" الذين يصطادون في الماء العكر و يخافون اجراءات الداخلية في كشف الهوية!
وخلاصة القول أنني ملتح وعازم على الحصول على وثائقي الوطنية بلحيتي، بل عازم على أن ألقى ربي بها، وقد وطنت نفسي -ككثير من المتمسكين بشعائر الدين- على الصبر على ما أصابني وما سيصيبني من أذى في سبيل الحفاظ على شعائر الدين، وأنا موقن أن الله تعالى يدافع عن الذين آمنوا، وأن الله تعالى يحفظ من يحفظه.
فأنا كما -قال السيد الوزير-:" مسؤول عن نفسي في مطارات العالم" ، وأقول للسيد الوزير: أنه مسؤول وحده أمام الله تعالى يوم يقف بين يديه –سبحانه- فيسأله عن الملتحي والأمرد، والمتحجبة والمتبرجة!
( ويوم الحشر موعدنا وتبدو * صحيفة ما جَنَوهُ وما جَنَيتُ )
من مواضيعي
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (2): الأَشِـــعَّــــةُ فَـــــــوْقَ الــــــنّـــــَهْـــــدِيَّــــــ
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
0 جُنُونِيَّاتٌ جَزَائِرِيّةٌ (1): دَوْلَــــةُ "الــــحَــــفْــــصِــــيّـــِيــــنَ"..
0 "حَافِظُ الأَحْلامِ"..
0 "دَاعِــشْ".. مَـا أَكْـثَـرَ "عِـيَـالَـكَ"!
0 "أَنــَــا مُـــــجْــــــرِمٌ!.."
0 قَـنَـوَاتُ الخـَيَـالِ.. "الـبَـطْـنِـيِّ"!
