تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > في رحاب رمضان

> خواطر رمضانية في رسائل متجددة

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
24-06-2015, 02:59 PM
رمضان شهر الرحمة بالمسلمين.




الرحمة فضل من الله، يضعه في قلب من يشاء، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.
والله رحمن رحيم يحب الرحماء، ويدعو إلى الرحمة، ويأمر عباده أن يتواصوا بالصبر والمرحمة. وقد فقد الإنسان الرحمة لأسباب كثيرة منها: كثرة الذنوب والمعاصي؛ فإنها ترين على القلب حتى يعمى ويصبح أشد قسوة من الحجارة، قال تعالى عن بني إسرائيل: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74].
وقال سبحانه عنهم لما أعرضوا وتمردوا على شرعه: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [النساء: 155].
ومما يُذهِب الرحمة الطغيان بالمال والتكبر بالغنى، قال سبحانه: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]. ويوم يهذب القلب بالإيمان والعمل الصالح، يمتلئ رحمة وحنانًا.
ولعل من الأسباب في ضعف الرحمة كثرة الشبع؛ فإنه يورث الأشر والبطر، ولذلك جاء شهر الصيام ليكسر هذا الجموح، ويحطم هذا التفلُّت.
فالصائم من أرحم الناس؛ لأنه ذاق الجوع ووجد الظمأ وعاش المشقة، فبدأت نفسه تتوق لرحمة المسلمين، والحنان إليهم، واللطف بهم.
إن الرحمة مطلوبة من كل مسلم لأخيه المسلم، مطلوبة من المسئول الراعي أن يرحم رعيته، وأن يشفق عليهم، وأن يلين لهم. صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به".
وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "من ولاه الله أمرًا من أمر أمتي فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة".
يا صائمًا جاع بطنه، إن آلاف البطون جوعى تنتظر لقمة، فهل من مطعمٍ؟
يا صائمًا ظمأت كبده، إن آلاف الأكباد ظمأى تنتظر جرعة من ماء، فهل من ساقٍ؟
يا صائمًا أجمل اللباس، إن آلاف الناس في عري ينتظرون قطعة من قماش، فهل من كاسٍ؟
اللهم ارحمنا رحمة واسعة تغفر بها الذنب، وتمحو بها الخطيئة، وتعفو بها عن الزلل.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
24-06-2015, 03:00 PM
رمضان شهر البر والصلة.




ينكسر قلب الصائم وتذل نفسه وتزداد رحمته وشفقته، وأحق الناس برحمة الصائم وبره وصلته هم أقاربه وأرحامه.
ورمضان يذكر المسلم بأن له أقارب وأصهارًا وأرحامًا، فيزورهم ويصلهم ويبرهم ويتودد إليهم.
قال i: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22، 23].
قطيعة الرحم من أعظم الذنوب، وأفظع الخطايا، وأجل الرزايا.. وصلة الرحم من أحسن الحسنات، ومن أكبر الأعمال الصالحات.
صح عنه -عليه الصلاة السلام- أنه قال: "لا يدخل الجنة قاطع رحم". كيف يدخل الجنة وقد قطع ما أمره الله به أن يوصل؟! وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "لما خلقت الرحم تعلقت بالعرش فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذلك لك". وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها".
صلة الرحم تزيد في العمر، وتبارك فيه وتزكيه، ويكثر به الأجر، وتتضاعف به المثوبة.
صلة الرحم عنوان على كمال الإيمان، وخشية الرحمن، وامتثال القرآن.
صلة الرحم تقي مصارع السوء، وخزي الدنيا والآخرة، وسوء المنقلب.
يُروى في الأثر "إن الله أمرني أن أصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أعطي من حرمني".
ومن أعظم الصلات وأرفع القربات بر الوالدين، والحنو عليهما وإكرامهما والدعاء لهما، وطاعتهما في طاعة الله {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24].
لعل الصيام أعظم مدرسة للبر والصلة، فهو معين الأخلاق ورافد الرحمة وحبل المودة، من صام رقّت روحه وصفت نفسه وجاشت مشاعره ولانت عريكته، لعلنا أن نعود في هذا الشهر إلى أقاربنا فنتحفهم بالزيارة والبذل والأنس والدعاء والصلة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
26-06-2015, 04:27 PM

بعد رحيل العشر الأول من رمضان.




ها هي العشر الأول من رمضان رحلت أو أوشكت على الرحيل، وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع.. تُرى ماذا حفظت لنا؟، وماذا حفظت علينا؟، إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع.
- أول هذه التساؤلات: كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا؟، هل نعيش له؟، أم نعيش لأنفسنا وذواتنا؟، كم نجهد من أجله؟، كم يبلغ من مساحة همومنا؟.
إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات، ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم، وتكبر الأهداف.
وعلى أعتاب العشر الثانية: آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل:{رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} [التوبة: 87]. فالسابقون مضوا، والسير حفظت لنا قول بكر بن عبد الله: "من سره ينظر إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه، فلينظر إلى الحسن، فما أدركنا أعلم منه، ومن سره أن ينظر إلى أورع رجل أدركناه في زمانه، فلينظر إلى ابن سيرين، إنه ليدع بعض الحلال تأثمًا، ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل أدركناه، فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا أعبد منه، ومن سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمع، فلينظر إلى قتادة".
وليت شعري: أن نكون وإياك أحد هؤلاء!!؟.
- سؤال آخر يتردد: حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان!؟: تسائلنا: هل ما زالت قلوبنا تجل الشهر؟، وتدرك ربيع أيامه؟، أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات، ضعيفة في أوقات الطاعات؟.
ورحم الله سلفنا الصالح، فلكأنما تقص سيرهم علينا عالمًا من الخيال حينما تقول:
قال الأوزاعي:" كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة، عشرين منها لم ينظر إلى أقفية الناس".
وكانت امرأة مسروق تقول:" والله ما كان مسروق يصبح ليلة من الليالي: إلا وساقاه منتفختان من طول القيام، وكنت أجلس خلفه، فأبكي رحمةً له، إذا طال عليه الليل، وتعب صلى جالسًا، ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف".
قال أبو مسلم:" لو رأيت الجنة عيانًا أو النار عيانًا: ما كان عندي مستزاد، ولو قيل لي: إن جهنم تسعّر، ما استطعت أن أزيد في عملي".
وكان يقول:" أيظن أصحاب محمد أن يسبقونا عليه، والله لأزاحمهم عليه؛ حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً".
وفي ظل هذه الأخبار: تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت؟، وكم نافلة في صراع الأعمال تاهت؟، تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا؟، تُرى كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات؟، كم خطت أقدامنا من خطو آثم؟، كم، وكم من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق؟، والمعصية: أيًّا كانت، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان، فلا تبقى خندقًا تحاصركم..
وهي كما قال بعض العلماء: "أي خلال المعصية لا تزهدك فيها: الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها، وليس يضيع سدى، بل يصبح شؤمًا عليك؟، أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك، ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيئ والإدمان الخبيث، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان، ليدعوك إلى مثلها، ويشوقك إليها؟، أم استثقال الطاعة والعبادة، والملل منها، وفقد لذتها وغبطتها؟، أم إعراض الله عنك، وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت؟، أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة؟، أم الخوف من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه؟، فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام!!؟".
- سؤال ثالث يتردد معاشر الدعاة والمصلحين والمربين: عُدّوا لي -بارك الله فيكم- في شهر رمضان فقط:
ماذا قدمتم لمجتمعاتكم من خير؟.
دينكم الذي تتعبدون به، هل نجحتم في طريقة عرضه؟، فالبائع ينجح بقدر ما يحسن في طريقة العرض، وأنتم أولى هؤلاء بحسن الطريقة، ونوعية التقديم.
مجتمعاتكم بكل من فيها، ماذا قدمتم لها؟.
مسجد الحي، وجيران البيت، وأقارب الأسرة: أولى الناس بمعروفك، فأين هم من مساحة اهتماماتك؟.
أسئلة تتردد على الشفاه، أوَليس رمضان فرصة سانحة للإجابة عنها؟، أملي أن يكون ذلك.
وكل ما أرجوه أن لا تخرج نفسك -أخي الفاضل- من قطار الدعاة والمصلحين والمربين أيًّا كنت، وفي ظل أي ظروف تعيش؛ فالمسئولية فردية، فعندما نحسن فن التهرب من المسئولية: نكون أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا، ويحاول إخراجنا من التيه الكبير.
يقول أبو إسحاق الفزاري: "ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة، ولو خيِّرت لهذه الأمة، لاخترت لها الأوزاعي".
وأخيرًا: رحلت العشر الأول، ولئن كنا فرطنا، فلا ينفع ذواتنا بكاء ولا عويل، وما بقي أكثر مما فات، فلنُري الله من أنفسنا خيرًا.
فالله الله: أن يتكرر شريط التهاون، وأن تستمر دواعي الكسل، فلُقْيَا الشهر غير مؤكدة، ورحيل الإنسان مُنتظر، والخسارة مهما كانت بسيطة ضعيفة، فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة.
فوداعًا يا عشر رمضان الأُوَل: سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة، وأن يجعلك في عداد الفائزين، وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير.
والله يتولاك.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
26-06-2015, 04:30 PM

ماذا فعلت في العشر الأولى من رمضان ؟.




ها قد مضت العشر الأولى من رمضان.. وقد كان مُضيّها سريعًا..
فقل لي وأنا أيضًا معك:" هل نبارك لأنفسنا، أم نعزيها في ما عملنا في هذه العشر الأُوَل!!؟.
هل نبارك لأنفسنا على أننا استطعنا أن نحافظ على تلاوة القرآن آناء الليل والنهار، أم نعزيها لتضييع الأوقات في الترهات والفوارغ، ولم يكن للقرآن من وقتنا نصيبٌ إلا القليل جدًّا منه!!؟.
هل نبارك لأنفسنا على أننا استطعنا على أن نحفظ ألسنتنا، ولا نجعلها تنطق إلا بالخير والذكر، أم نعزيها لأننا ما زلنا على ما نحن عليه من بذاءة اللسان، والسب والشتم، والكذب والغيبة والنميمة وغيرها!!؟.
هل نبارك لأنفسنا، لأننا استطعنا أن نحفظ أعيننا عن الحرام، أم نعزيها لأننا ما زلنا، بل وزدنا على إطلاق النظر الحرام في المسلسلات وغيرها من مصادر النظر المحرم!!؟.
هل نبارك لأنفسنا، لأننا استطعنا أن نُنزّه آذاننا عن سماع الحرام، وسماع السوء من القول، أم نعزيها لأننا ما زلنا مصرين على استماع الحرام من الأغاني، وقول الكذب وغيره!!؟.
هل نبارك لأنفسنا على أننا ساهمنا في إفطار الصائمين، وفرحنا في نيل الأجور العظيمة، أم نعزيها لتكاسلها في هذا الأمر، والقول: إن هذا هو واجب الجمعيات الخيرية!!؟.
هل نبارك لأنفسنا، لأننا استطعنا أن نحافظ على الصلاة في جماعة، وفي وقتها، وعلى أن نحافظ على صلاة التراويح، أم نعزيها في تضييعها لهذا الأمر!!؟.
هل نبارك لأنفسنا لأنه ما زلنا على همتنا ونشاطنا في العبادة، وفي السباق إلى الله، وفي الفوز بالمغفرة، أم نعزيها لِما أصابها ما أصاب كثيرًا من الناس من الفتور والتراخي!!؟.
إن كنت من الذين ما زالوا محافظين على الواجبات، والمسابقة في فعل الخيرات، والبعد عن المحرمات: فأبشر بالخير، واحمد الله واشكره على أنه وفّقك لذلك، واستمر في مضيِّك قُدمًا، فطوبى لمن كانت هذه حالته وهذا مساره، وطوبى له -بإذن الله- العتق من النار، والفوز بالجنان، ومغفرة الذنوب، ومضاعفة الحسنات.
فمبارك لك الفوز والظفر أيها الموفق..
وأما إن كنت من الذين ضيَّعوا وأسرفوا، وفرَّطوا في هذه العشر الأولى، فعليك أن تتدارك بقية رمضان، فإنه لا يزال يبقى منه الثلثان، ولا يزال الله يغفر لعباده، ولا يزال الله يعتق رقابًا من النار.
انظر إلى الصالحين: رقابهم من النار تُعتق، وأنت لا تدري ما هو حال رقبتك..
انظر إلى الصالحين والمتقين: صحائفهم تبيض من الأوزار، وأنت صحيفتك مسودة من الآثام!!؟.
والله لو كشف لك الغيب، ورأيت كم من الحسنات ضاعت عليك، وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك، وكم من أوقات الإجابة للدعاء ذهبت عليك: لمُتَّ حسرة وكمدًا على ضياع المغفرة والعتق في رمضان!!؟.
ألا نريد أن يغفر الله لنا!؟، ألا نريد أن يعتقنا الله من النار!؟.
علينا أن نتدارك ما بقي من رمضان:(ومن أصلح فيما بقي غفر الله له ما سلف).
فدعوة إلى المغفرة.. دعوة إلى العتق من النار.. دعوة إلى مضاعفة الحسنات قبل فوات الأوان..
لنحاسب أنفسنا حسابًا عسيرًا، فوالله ما صدق عبدٌ: لم يحاسب نفسه على تقصيرها في الواجبات، وتفريطها في المحرمات..
لنعُدْ إلى أنفسنا، ونحاسبها محاسبة دقيقة، ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد، ولنشمر في الطاعات، ونصدق مع الله ونقبل على الله..
فلا يزال الله ينشر رحمته، ويرسل نفحاته.. لنتعرَّض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات؛ علَّه أن تصيبنا رحمة أو نفحة: لا نشقى بعدها أبدًا.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
27-06-2015, 04:25 PM
جوهر الصيام

هذا الشهر المبارك منحة ربانية لهذه الأمة، حيث صار صالحوا هذه الأمة يجعلون منه مناسبة كبرى لإظهار العبودية لله تعالى، فهو ليس شهرًا للصيام فقط، لكنه أيضًا شهر للقيام وقراءة القرآن والصدقة وبر الفقراء والعمرة والتواصل الاجتماعي.
رمضان -أيها الأفاضل- فرصة لتقوية الإرادة وتدريب النفس على الممانعة في وجه الشهوات والمغريات، وهو فرصة لصقل الروح وتخليصها من أثقال عام مضى، كما أنه فرصة لتغير بعض الأشياء غير الجيدة في حياتنا: فرصة لمدمني الدخان أن يقلعوا عنه نهائيًّا، وفرصة لمن تعودوا هجر المصحف أن يرتبوا على أنفسهم قراءة جزء يوميًّا، وفرصة لمن يتقاعسون عن الذهاب إلى المسجد وعن قيام الليل أن يبدءوا عهدًا جديدًا مع الله تعالى.
المهم والمهم جدًّا أن نشعر أننا في شوال أصبحنا شيئًا مختلفًا عن شعبان، ولو على صعيد التخلص من عادة سيئة واحدة واكتساب عادة واحدة حميدة، وبعد خمس أو ست سنوات سيجد الواحد منا نفسه، وقد خرج من زمرة الناس العاديين إلى زمرة الناس الأخيار الذين يُقتدى بهم، وينتفع بصحبتهم.
ألا ترون معي -أيها الكرام وأيتها الكريمات- كيف يمكن للمبادئ أن تفرّغ من مضامينها، فنتحول إلى شعارات، وكيف يمكن للعبادات أن تفرغ من مقاصدها ورمزيتها فتتحول إلى شكليات؟! هذا ما يفعله كثير من المسلمين اليوم في رمضان، وإلا فما معنى أن يستهلكوا في رمضان من الأطعمة أكثر من أي شهر آخر؟!
وما معنى أن يسهروا إلى ما قبيل الفجر ويناموا إلى نحو العصر وقد فاتتهم صلاة الفجر؟ وما معنى أن يجلسوا أمام المسلسلات الساعات الطويلة أكثر مما يفعلونه في أي شهر آخر؟!
نحتاج -أيتها الفاضلات وأيها الأفاضل- إلى أن نقف وقفة مراجعة حازمة وواعية؛ حتى لا ننجرف مع التيار، ونسلم أنفسنا للعادات السيئة.
رمضان فرصة لتقوية الصلة بالله تعالى، وزيادة رصيدنا من الحسنات، وتوفير شيء من ثمن الطعام حتى ندفعه للفقراء، هو هكذا، وينبغي أن يظل كذلك بمبادرات كريمة من مسلمين كرام.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
27-06-2015, 04:26 PM
رمضان شهر القوة.


الإسلام دينُ القوة؛ فالمؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، والله أمرنا بإعداد القوة، وجاء الثناء في القرآن الكريم على القوي الأمين.
أيها الصائمون الكرام: هذه الحياةُ ميدانٌ لا يفوز فيها إلا الأقوياءُ، ونحن في عصر يكاد يكون شعاره: "إن لم تكن آكلاً فأنت مأكولٌ، وكن قويًّا تُحترم".
ثم إن القوةَ ضَربان: قوةٌ ماديةٌ، وقوة ٌمعنويةٌ، ومن مبادئ الإسلام أن القوة المادية قد تنتصر، ولكن انتصارها لا يكون طويلاً، ولن يكون مفيدًا.
ولقد قص القرآن الكريم علينا فيما قص: أن أممًا كانت قويةً في مظاهر الحياةِ الماديةِ، فعاثت في الأرض فسادًا، وحاربت أنبياء الله ورسله وأولياءه، فكانت عاقبة أمرها خسرًا.
وما خبرُ عادٍ وثمودَ وغيرهما من الأمم بغريب على من يقرأ القرآن، [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد].
تلك هي نهايةُ الأمم التي أخذت من القوة المادية بأعلى نصيب، ولكنها خِلْوٌ من القوة الروحية والمعنوية.
وأما القوةُ المعنويةُ وحدها دون سند من القوة المادية، فيقرر الإسلام أنه لا سبيلَ لها إلى النصر، ولا شأنَ لها في توجيهِ الحياة؛ فسنُنُ اللهِ ماضيةٌ، لا تحابي أحدًا كائنًا من كان.

لا خيرَ في حـقٍّ إذا لم تَحْمِه *** حِـلقُ الحديدِ وألسنُ النيرانِِ

وقد رأينا أممًا وشعوبًا عاشت في التاريخ هضيمةَ الحقِّ، كسيرةَ الجناح، تُسام في ديارها الخسفَ والهوانَ؛ لأنها لم تَسْلُكْ سبلَ القوة، فانهزمت أمام الأقوياء.
والسبيلُ الصحيحُ إلى حياة كريمةٍ سعيدةٍ أن تتضافرَ المادةُ مع الروح، على تقويم الإنسان، وبناء معيشته، وأن تُمْسِك الأمَّةُ بجناحين من قوةِ المادة، وقوةِ الروح، لا يطغى أحدهما على الآخر.
ومما أدبنا القرآن به أن أمرنا أن نقول:[رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ].
وكما أوجب علينا القرآن أن نُصَحِّحَ العقيدة، ونهذِّب النفوس، ونسموَ بالروح، أمرنا بأن نُعِدَّ القوة إلى أقصى ما نستطيع:[ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ].
وكما أمرنا بأن نقيمَ الصلاة، ونؤتيَ الزكاة -وهما من أبرز دعائم القوة الروحية المعنوية- أمرنا أن نضربَ في الأرض، ونمشي في مناكبها، وألاَّ ننسى نصيبنا من الدنيا.
وإن من أسرار الصيام، وآثار شهره الكريم أنه يبعث القوة في نفوس الصائمين، وخير شاهد على ذلك انتصارات المسلمين الباهرة في شهر رمضان؛ كيوم بدر، واليرموك، والقادسية، وجلولاء، وحطين وغيرها.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
27-06-2015, 04:27 PM
رمضان والجد.




هو رمضان، يُطلُّ علينا هذا العام، وقد حققت الأمة إنجازات في أكثَرَ من مَيْدان والحمد لله، وواجهت تحديَّاتٍ ومصاعبَ وإهاناتٍ في عدة محطات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأَوْلى ما يسترعي الانتباه، ويستدعي التوقف للتحليل، والتعمُّق في دراسة الظروف النفسية والاجتماعية، للسواد الأعظم من المسلمين، من غير ذوي العزيمة والبصيرة - ظاهرةُ (اللامبالاة وعدم الجِدِّ)، التي تكثُر في أوساط أجيال الشباب، وفي أوساط المُتْرَفين، وفي البلاد ذات الدخل العالي للأفراد، والمستويات العالية من الرفاهية.
ولا شكَّ أن الأمة التي تخطط للقيام برسالتها الإيمانيَّة والدعوية، وأداء دورها الحضاري، وتستعدُّ -صادقةً- لأخْذِ مكانتها المتقدمة بين الأمم، يتطلب ذلك منها أن تربِّي نفسها على الجِدِّ، وتركِ كثير من اللهو، ومعرفة قيمة الوقت -الغالية جدًّا- حتَّى لا تفرِّط في استثماره وإشغاله، بل تجدُّ في تحقيق الإنجازات في ميادين الأعمال الصالحة، وبناء الذات، وإعداد القوَّة، وتحقيق المكاسب الدعوية، وتحصيل الاختصاصات النافعة.
ورمضان مدرسة تربوية، ثَرَّة في تربية (مَلَكة الجِدِّ)، والتعويد على الصبر، والارتقاء بمهارات إدارة الذات، وإدارة الوقت، بتنظيمه وإشغاله واستثماره، وبعمارته وإحيائه بالمفيد والنافع والمُنتج، بدل تبديده وإهماله وتخريبه وإماتته، وهي فنون يُتقنها -للأسف الشديد- العابثون الفارغون.
فيا أيها الصائمون، لِيكن في رمضان هذا العام مزيدٌ من التقدُّم في تلبية وصية الشاعر الحكيم الناصح:

جِدُّوا فإن الأمـر جِـدّ *** ولـه أَعِدُّوا واستعِـدُّوا
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
29-06-2015, 04:23 PM
رمضان والصبر.

الصبرُ مِن أعظم الأخلاق وأنفعِها، فبِه تنفتِح وجوهُ الآراء، وتُستدْفَعُ مكائدُ الأعداء؛ فإن من قلَّ صبرُه عزَبَ رأيُه، واشتدَّ جزَعُه، فصارَ صريعَ همومِه، وفريسةَ غُمومه.
وإنما يُطيقه أصحابُ الهممِ العالية، والنُّفوسِ الأبيَّة الكريمة، الذين تربَّوا على سمو النفس، وشَرَف الْخُلُق.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ؛ فَقَالَ: "مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفُّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".
قال عمر بن الخطاب : "أفضلُ عيشٍ أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريمًا".
وقل من جَدَّ في أمرٍ يحاوله *** واستعمل الصبر إلا فاز بالظفر

وفي الصوم صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ عن معصية الله، وصبرٌ على قضاء الله وقدره، من الجوع والتعب والنصب.
فعبادةٌ واحدة تجتمع فيها أنواع الصبر الثلاثة، إنها -والله- عبادة عظيمة.
وما أحوج المسلم إلى الصبر في زمانٍ تلونت فيه الشبهات، وتزينت فيه المنكرات، وتزخرفت الدنيا، وظن أهلها أنهم قادرون عليها.
ما أحوج المسلم إلى الصبر في زمنٍ تُسمَّى فيه الفواحش بغير أسمائها، وتُبرَزُ فيه الرذيلة بأبهى الصور وأجملها، ويُجلِبُ شياطينُ الجن والإنس بخيلهم ورجِلِهم في صدِّ الناس عن دين الله، وشَغْلِهم بما يصرفهم عن طاعة الله وعبادته.
ما أحوج المسلم إلى الصبر في زمنٍ تتقاذفُ أهلَهُ الشُّبهاتُ المضلة، والعقائدُ المنحرفة، وتُتبع فيه الآراءُ المجردةُ عن الأدلة، بغير سلطان من الله، ولا كتاب منير.
ما أحوج المسلم إلى الصبر في زمن يُتخذ فيه الهوى الإلهَ المعبود، والمالَ الهدف المنشود، واللذةَ الفانية الغايةَ المطلوبة، فتنتهك الحرمات، وتغتال الحريات، وتنسف المبادئ الشريفة، وتباع الأخلاق الفاضلة الكريمة؛ لأجل عرضٍ من الدنيا زائل.
والصائم يصبر على الأذى من إخوانه؛ لأنه لا يقابل السيئة بمثلها، ولكنه يعفو ويصفح.
ويصبر على الأذى في سبيل الله، حين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويبذل جهده لينقذ أمته مما هي فيه من ظلمات الجهل والمعاصي.
وكم في سبيل الدعوة إلى الله من الأذى! وكم في طريق الخير من الوصب والتعب! وكم يلقى الداعية المصلح من العنت والمشقة! وكل ذلك يهون في سبيل الله، ولطلب مرضاة الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120].
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
29-06-2015, 04:24 PM
لعلكم تتقون.


التقوى خيرُ الزادِ، وخيرُ اللباس، وصيةُ الله للأولين والآخرين، وهي العُدَّةُ في الشدائد، والعون في الملمات، ومهبطُ الروح والطمأنينة، ومتنزل الصبرِ والسكينة.
ورمضانُ شهرُ التقوى، وقد صرَّح الله بالحكمة من فرض الصيامِ بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
والتقوى هي أن تعملَ بطاعةِ الله على نورٍ من الله ترجو ثوابَ الله، وأن تتركَ معصيةَ الله على نورٍ من الله تخافُ عقابَ الله، وإنما تكون بالعلم النافع، والعمل والصالح.
فإذا خرجت من رمضان، وقد فزت بالتقوى، فبالله عليك ماذا بقي من الخير ما حُزته؟! ومن البركات ما حصلتها؟! ولن يهلك من كانت التقوى زادَه، والله -جل وعلا- يقول: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72]، ويقول: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} [الليل: 14-17].
أيها الإخوة، أما والله لو جلست أتحدث عن فضائل هذا الشهر وخيراته، وأسراره وبركاته، إلى بزوغ الفجر، ثم إلى مغيب شمسِ يومٍ آخر، ما وفيت فضائلَ الصومِ وشهرِه حقَّه، وكيف أوفي فضائلَ عملٍ أضافه الكريم إلى نفسه؟! وبركاتِ شهر نزل فيه أعظم حجج الله على خلقه؟ وفيه ليلة لا يماثلها ألف شهر؟!
والمحروم من حرم خيره، والسعيد من كفته الإشارة إلى فضله، ورضي بإضافة الجزاء إلى ربه، وشمر عن ساعد الجد لينجو بنفسه، ويزرع في يومه ما يلقاه غدًا في قبره، وبين يدي ربه.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: خواطر رمضانية في رسائل متجددة
29-06-2015, 04:25 PM
الصيام والوظيفة.


أخي الصائم.. لعلك تشاركني العجب من قوم جعلوا صيامهم حجة لهم وعذرًا عن تقصيرهم في أداء واجباتهم على الوجه الحسن, فعللوا تأخرهم في قدومهم إلى وظائفهم بأنهم كانوا نائمين, ونوم الصائم عبادة!! وعللوا تراخيهم عن إتقان أعمالهم بأنهم مرهقون بسبب الجوع أو العطش, وللصائم الحق في أن يخفف عنه من جهد العمل ومشقته, وعللوا خروجهم المبكر قبل أن يستوفي وقت العمل حقه, بأنهم محتاجون لقضاء بعض اللوازم للإفطار!! وعللوا تذمرهم من المراجعين, وسلاطة ألسنتهم على الناس بأنهم -أستغفر الله- صائمون!!
فيا ليت شعري كيف يفسر هؤلاء أثر الصيام على أنفسهم, وكيف يفصلونه على قدود مشتهياتهم؟!
رمضان شهر العمل والبذل والعطاء لا شهر الكسل والخور والضعف, شهر وقت فيه أكبر الانتصارات في الإسلام في القديم والحديث, فلم يكن عائقًا عن أداء مهمة, ولا داعيًا للتقاعس عن إتقان عمل؛ "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".. حديث جليل لا يتخلف مراده بتغير الأزمان, وقاعدة عظيمة لا تختل بظرف طارئ، كيف والصوم عبادة تؤدى لله, هدفها الأول تربية التقوى في النفس المؤمنة، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
والتقوى وازع إيماني عميق الجذور, إذا تغلغل في النفس كان حاجزًا مانعًا لها عن كل ما يسخط الله، ودافعًا قويًّا لها إلى كل ما يحب الله, والإتقان مما يحب الله, وهو من صفات الكمال التي اتصف بها ، قال تعالى: {الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88].
فأول ثمرة متوخاة من تقوى الله تعالى في العمل, مراقبته في كل الساعات التي تمضيها -أخي الموظف الصائم- وأنت تمارس عملك, بأن تكون في مرضاة الله وألا تضيع منها دقيقة واحدة في غير ما يخص وظيفتك, وأن تنشط لمهامك بوعي تام, وأن تكون في موقعك ينبوع أخلاق، ونهر عطاء تتدفق بكل خير على مراجعيك دون تذمر منهم أو مشقة عليهم, فقد صح عنه قوله: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليه فاشقق عليه, ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به".
وصح عنه قوله: "والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم". تخيل معي لو أن كل صائم منا حمل هذه الراية البيضاء, إذن لبكى الشيطان بكاء مرًّا!! لأننا أفشلنا أكبر مؤامرة خطط لها من أجل إفساد عبادتنا, وذات بيننا.
فما رأيك -أخي الصائم- أن تحمل الراية معي لنكون في كوكبة الصابرين, ونواجه كل متحد لمشاعرنا, أو مستفز لأعصابنا بهذا الهتاف الإيماني: "إني امرؤ صائم"، بل فلنحاول أن نناصح زملاءنا في العمل ونذكّرهم إذا رأينا منهم بعض ظواهر هذه الممارسات الخاطئة.. فلعلنا نفوز باستجابة... ودعوة... ومثوبة.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:21 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى