القصة الرابعة
24-01-2014, 09:19 PM
العجوز و الأسد
يحكى أنه كانت عجوز طاعنة في السن تعيش حياة الفقر والحرمان في كوخ صغير لا يتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة لذلك فقد كانت تتقمص شخصية المرأة والرجل في نفس الوقت , تكون إمرأة عندما تقوم بكل الأشغال المنزلية من غسل وكنس وطهي وتكون رجل عندما تذهب إلى الغابة للتحطب كانت حياتها بين الكوخ والغابة و في أحد أيام الشتاء حملت الفأس كعادتها وذهبت إلى الغابة للتحطب وقد كان يوما شديد البرودة , قامت بتقطيع الحطب وحملته فوق ظهرها وبينما كانت تتأهب للعودة إلى منزلها رآها الأسد على تلك الحال رق قلبه وأحس بالشفقة تجاهها فذهب إليها وطلب منها أن يحملها ويحمل الحطب معها ويوصلها إلى المنزل ففرحت بصنيعه تجاهها وشكرته على مبادرته الطيبة , قام بإيصالها إلى المنزل وعند وصولها نزلت من على ظهره وأنزلت الحطب وقالت ما أشهم هذا الأسد لو لم تكن رائحة فمه نتنة , سمعها الأسد فغضب وحز في نفسه ماقالت عنه العجوز رغم ما قام به من أجلها , طأطأ رأسه وعاد إلى الغابة وهو يتأسف عن ما بدر من هذه العجوز , مرت الأيام ونفذ الحطب وعادت العجوز إلى الغابة للتحطب , ولما قطعت الحطب قالت في نفسها ليتني أجد الأسد ليوصلني , وبالفعل وجدته أمامها فأوصلها إلى منزلها و قبل أن تدخل طلب منها أن تحمل الفأس وتضربه على رأسه بين عينيه رفضت العجوز وقالت له كيف أفعل هذا معك وأنت من يقدم لي يد المساعدة دائما فأصر الأسد على أن تضربه وإلا فإنه لن يوصلها مرة أخرى , فحملت العجوز الفأس وضربته بين عينيه فأصبح الدم ينزف منه , فتأسفت له عن ذلك ورجع هو أدراجه نحو الغابة
مرت الأيام وعادت العجوز للتحطب فرآها الأسد مرة أخرى فذهب إليها ولكن ليس لمساعدتها بل ليسألها بعض الأسئلة
قال لها: هل تذكرينني أيتها العجوز؟ قالت له وكيف لا أذكرك وأنت من يحملني ويحمل لي الحطب فقال لها: هل تذكرين ضربة الفأس ؟ قالت له سامحني لكنك أنت من أصر على ذلك
قال لها : نعم ولكن أنظري إلى مكان الضربة هل من أثر لها ؟ قالت له : لا يوجد أي أثر للضربة
فقال لها : أرأيت ضربة الفأس شفيت منها لكن ضربة اللسان مازلت لم أشفى منها بعد , مازالت تحرق في قلبي ثم انقض عليها وأكلها
مثل هذه الحكايات التي تعلمناها بشغف وحفظناها بكل حب من جداتنا وأمهاتنا تصور لنا ماض حافل بكل العبر والمعاني التي ساهمت في بناء شخصياتنا و حكاية هذه العجوز والأسد تعتبر من أهم الحكايات التي اسرتني أنا شخصيا لأني منها تعلمت أن أحافظ على مشاعر الأخرين وأن لا أجرحهم بالكلام , حتى أني أحيانا أفكر كثيرا قبل أن أتفوه بأي كلمة قد أندم عليها طوال حياتي وخير ما أختم به هذا المثل الشعبي الذي يقول : ضربة بدمها ولا كلمة بسمها .
صفحتي الخاصة أبث فيها حرفي و كلماتي لست بشاعرة إنما يكتبني الحرف ذات لحظة ذات جرح ذات أمنية .شكرا مسبقا فزيارتكم تسرني
https://www.facebook.com/%D8%B3%D9%8...5365742627866/
https://www.facebook.com/%D8%B3%D9%8...5365742627866/