رد: الآلة الحاسبة العلمية... أداة من أدوات التخلف والجهل
18-09-2014, 07:50 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطر.الندى
أستاذي الفاضل قسورة
يعلم الله كم أسعدتني عودتك للموضوع... وسيسعدني أكثر أن أقرأ وأتعلم منك المزيد
أتصور بأن وقتك مضغوط بالكثير من المشاغل ولكن رجاء لا تبخل علينا بتخصيص القليل منه.
......................
أراك يا أستاذي قد غصت بنا لمكامن الداء.. أما ما أشرت إليه أنا في مداخلتي الأخيرة معك "حول الفساد" يعد مجرد اعرض جانبية.. ولن يختلف اثنان بأن علاج أي داء لا يكون أبدا بالتخلص من أعراضه بقدر ما يجب أن يكون علاجا لجذوره ومسبباته..
...............
بالنسبة للمقولة المشهورة للزعيم الصيني deng xiaoping فإنها إن كانت تصلح للأخذ بها في بعض المسائل فإنها لا تناسب -حسب تصوري المتواضع- العديد من المسائل الأخرى بحكم خصوصية المجتمعات الاسلامية والعربية.. وقبل كل ذلك بحكم ما ندين به لله.
أي نعم إننا نضرب الأمثلة عن نماذج رائدة في بعض أساليب التسيير وأسرار التفوق لدى الشعوب الأخرى.. ولكن ليس أبدا بهدف استنساخ تجاربهم لدينا.. لا نريد أن نربح المعركة يا أستاذ "معركة البناء والتعمير" على حساب خسارة الحرب "حرب الحفاظ على الاسلام والهوية "... نريد يا أستاذ أن نرسم منهجا خاصا بنا لتعود القاطرة من خلاله لسكتها الصحيحة.
أكيد أنني ضد أي إقصاء قد يطال أي جزء من أبناء الوطن ولكن أيضا على الجميع أن يفهم بأننا في دولة غالبية شعبها مسلم.. وأي خطة ترسم للتعمير ينبغي أن تكون لها نهايات تخضع للتصور الاسلامي في معالجة كل المسائل، ولابأس بعدها إن قدمنا بعض التنازلات في البداية لاجتناب الهزات الكبرى التي قد تعصف باقتصاد الوطن ومؤسساته.
|
قطر الندى
يا فاضلة
السلام علكم ورحمة الله وبركاته
ها أنذا عدتُ كما وعدتُ
كما أتمنى ألا تضيق الفاضلة بمداخلاتي ذرعًا
وقبل كل شيءٍ
أرى الفاضلة وكأنها تريد أن تقولَ لي إن في الجزائر غير ذلك.
يا بنت الجزائر.
ليتكِ تعلمين أنكِ في مناقشتكِ هذه أنكِ مع جزائري مثلكِ تمامًا.
إيّاكِ أن تظني أنني لا أعرف ما يجري في الجزائر، أو يوهموكِ بعض الناس هنا ببعض كتاباتهم أنني لستُ غير ذلك.
المهم لا يهمني ما يلمحون به.
بل جزائري لكن أوجدتنا الظروف في بلدٍ آخر.
وذلك شرحه يطول.
يا فاضلة
وكما قلتُ
إنني عدما ضربتُ مثلاً بمقولة ذلك الزعيم الصيني .. وضعتُ في حسابي بعدنا الثقافي والديني وعادات كل مجتمعٍ
ثم يا بنت الكرام أ لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" دع ما يريبك إلى مالا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة"
وعلينا أن نكون صادقين لنطمئن ويطمئن لنا غيرنا، ونبتعد في أقوالنا وأفعالنا من الكذب في كل شيء حتى لا يرتاب في أمرنا سواء أهلنا أو مجتمعنا
وهذا الذي لابد من أن يكون عليه المسؤولون في الجزائر.
ثم يا فاضلة فليس عيبًا أن نأخذ من غيرنا الأفكار وطريقة نمط العيش في الامور الاقتصادية ما دامت لا تحرم حلالاً ولا تبيح حرامًا.
وأحيل الفاضلة إلى حادثة غزوة الخندق فربما تجد هناك ما يعزز كلامي.
فقد جاء في مصادر السنة المطهرة
فقد جاء في الأثر ومصادر الخبر، أن رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ـــ جمع أصحابه لمشاورتهم عندما قرر العرب ــــ الذين عرفوا بالاحزاب ــــ لقتال المسلمين وغزوهم في المدينة المنورة.
قلت استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه في كيفية الدفاع عن المدينة ورد كيد قريش ومن معها من قبائل العرب الأخرى وكذلك اليهود.
فما كان منَ الصحابي الجليل سلمان الفارسي ــ رضي الله عنه ـــ أنه هو من أشار بحفر الخندق، حيث قال: يا رسول الله، إنّا كنا بأرضٍ فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا..
فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك صحابته الكرام رضي الله عنهم أنهم وافقوا على هذه الخطة الحكيمة التي لم تكن معروفة لدى العرب، فكانت بفضل الله تعالى، ثم بتلك الخطة من أسباب انهزام الأحزاب وردهم بخيبة كبيرة.
ولم يقل ولا أحدٌ أنها لا تمت بصلة إلى عادتنا أو إلى ثقافتنا.
كما نراه اليوم عند بعض من يتظاهرون بمظاهر الإسلام وبيدهم الخطاب الديني.
أنهم جعلوا الناس في ريبة كل ما يأتي به الغرب.
حتى أصبح الفرد في الوطن العربي .. لا يفقه من مصدر قوته وهو النفط .. لأن " رجال الدين " يضربون عليه كتمًا، وكأنه لا يُستخرج من باطن الأراضي العربية.
أما الحلول يا فاضلة
لعمري لَهي في متناول الجميع بشرط مصداقية العمل وصدق الأفعال قبل الأقوال.
وما رأي الفاضلة أن أقول لها:
فما يكون لو أن الدولة الجزائرية شجعت الناس على الفلاحة بشرط احترام خصوصية المحاصيل الزراعية ونوعيتها على حسب مناطق البلاد، وكمثال على ذلك، ألا تعلمي أنه منطقة ناحية معسكر أنها في عامٍ ما أنتجت وحدها من البطاطيس والبصل ما يكفي لقوتِ أوروبا بأجمعها قدّره بعض خبراء الزراعة أقله خمس سنوات.
ثم أظن الفاضلة/ قطر الندى لا تجهل أن هناك نوعان من القمح الصلب يدعيان/ القمح " البليوني" و القمح " الزناتي " أن هذين النوعين هما من أجود أنواع القمح في العالم وكانت تشتهر بهما نواحي منطقة سطيف وكذلك منطقة قالمة في ربوع وطننا الحبيب.
ثم أزيد للفاضلة .. أن الجزائر كانت إلى عهدٍ قريبٍ هي أول دولة في العالم لإنتاج محصول الشعير .. وربما أذكر قطر الندى أن الشعير يكثر الإقبال على تناوله في المجتمع الأمريكي.. فمن ذا الذي يمنع الجزائر من أن تصبح تساوم أمريكا بالشعير ــ إن أكثرت وتفوقت كسابق عهدها في ذلك المحصولِ ـــ مثلما هي أمريكا تساومنا بالقمح بنوعيه اللين والصلب؟
لما لا تحث الدولة الجزائري على فلاحة ذلك المحصول، إذا علمنا أن زراعة الشعير لا تعتمد على السقي بقدر ما هي تعتمد على الأمطار الموسمية.
ثم ما رأي الفاضلة في منطقة سكيكدة وانتاجها لمحصول الفراولة التي يكثر عليه الطلب في مجموع دول أوروبا وخصوصا في الثلاثة أشهر في فصل الشتاء كتحضير لأعياد الميلاد.
ثم أريد أن أقول للفاضلة عن شيءٍ
ما رأيها في إنتاج المرجان الأحمر ليتكِ تعلمين أن 50% من احتياط العالم يوجد في الجزائر وخصوصاً في نواحي القالة في الشرق الجزائري.
ولا أظنكِ تجهلي أن الكيلو غرام منه سعره أكثر من 1500 أورو.
فلماذا لا تشجع الدولة وتساعد الناس للرجوع للفلاحة؟
وفي مداخلة أخرى
أعد الفاضلة أن أتكلم عن أمورٍ أخرى لتشريح الأمور حتى نجد الحلول بكل مصداقية.
إن لم تتضايق الفاضلة من هذه المُدارسة.
كما تعذرني الفاضلة على إطالة وطول مداخلاتي.
تحياتي
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 19-09-2014 الساعة 06:55 AM