بتــــرولنا وبولـــهم
04-11-2008, 07:20 PM
نحن العرب إذا انخفض سعر البترول يصبح بالنسبة لنا مشكلة , وإذا ارتفع يصبح أيضا مشكلة , وبين هذه المشكلة وتلك يقف الفرد العربي فاغرا فاه لهذا المشهد الكاريكاتوري المضحك المبكي " وشر البلية ما يضحك ويبكي أيضا " .
عندما يصبح البترول نقمة عربية تدر ملايير من الدولارات وملايير من المشكلات والمصائب أيضا , يتأكد للملاحظ العادي أن هناك خلل عظيم في النظام العربي المتهالك في التفكير والتطبيق , وثقب في عقل صناع القرار يفوق حجمه ثقب الأوزون بعرض البحر وطول البر وقد وصل هذا الخلل والكساح الفكري ببعض وزراء الطاقة العرب بأن طالبوا برفع الإنتاج النفطي لخفض سعر البرميل الذي ركب رأسه ولا يريد أن ينزل إلى الحضيض , وكمواطن عربي لا علاقة له في الطرح والضرب وتحصيل نتائج مداخيل نفطنا لا أفهم كيف يطالب المكلفين بالثروة النفطية عندنا طلبا مثل هذا , فهل أكتفينا ماديا لحد التخمة ولم يعد ثمة فقير نوزع عليه زكاتنا في رقعتنا العربية ..؟
أم أننا نؤمن بالمقولة الأمريكية التي تقول أن نفط العرب ثروة عالمية تشترك فيها كل الأمم وليست حكرا على العرب , ليصبح خيرنا ورزقنا ملك مشاعا للأمم تتصرف فيه كيفما شاءت , ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر اقتراح أحد وزراء النفط العرب على منظمة "أوبك" بتثبيت سعر البرميل وجعله سعرا مرجعيا , أليس هذا مدعاة للسخرية والتندر ..؟
هل غاب عن ذهن وزيرنا النظرية الاقتصادية التي تعتبر قاعدة أساسية في كل المعاملات الاقتصادية التي تقول أن السوق خاضع للعرض والطلب والسعر خاضع لهذا المقياس , سعر البترول لم يرتفع من تلقاء نفسه أو أننا كعرب اتخذنا قرارا سياديا ورفعنا السعر , بل الأمر خاضع لعوامل دولية جديدة ومعروفة فالحرب على العراق وزيادة استهلاك الصين والهند للنفط بكميات معتبرة والتوتر الايراني الأمريكي ومشكلة تركيا في شمال العراق , وكثرة الطلب , كل هذه العوامل جعلت سعر البترول يقفز إلى السعر المعروف اليوم وأمام هذه العوامل يصبح اقتراح سيادة الوزير خارج عن المنطق ويثير ضحك الصغار قبل الكبار , فكيف لدولة لا تستطيع تثبيت سعر الملوخية المصرية , أو الكسكسى الجزائري أو الفول السوداني في أسواقها الشعبية أن تعمل على تثبيت مادة عالمية حيوية في الأسواق العالمية مع ما يعرفه العالم من تغير في العوامل الاقتصادية والسياسية التي تتحكم في السوق , لن ألوم سيادة الوزير , فمعاليه ربما له ظروف خاصة أو أوحي إليه بذلك الاقتراح من لدن خبير عليم .
وعلى ضوء كل هذا هناك أمر مهم وسؤال يفرض نفسه , لما لم تعد أمريكا تلح في طلبها بخفض السعر وزيادة الإنتاج كما كانت تفعل في السابق وان فعلت ذلك فعلته بلباقة لم نعهدها من هذه الدولة الخارجة عن القانون أو لذر الرماد في العيون..؟ لأن هناك أشياء تحدث في الخفاء , أمريكا تساعدها هذه الظروف فهي كدولة مستهلكة تجني مداخيل تقدر ب 50 دولار على البرميل وهذا من عائدات الضرائب التي تفرضها , عكس الدول العربية المنتجة التي يكون ربحها الصافي 40 دولار في البرميل بعد حساب الخدمات الأخرى التي يمر بها إنتاج البترول من استخراجه إلى غاية تسويقه وكل هذا إذا كان سعر البرميل في حدود إل 60 دولار , وهناك أمر مهم أيضا وجب لفت الأنظار إليه وهو أن أمريكا وجدت ضالتها في نفط العراق فهي سخرت له أمهات الشركات الأمريكية المعروفة من "هليبرتون" إلى "بيغتال" والكل يعرف كيف حصلت هذه الشركات على صفقات النفط العراقي وهذه الشركات تنهب الملايين من الدولارات من عائدات النفط العراقي وما الفضائح المالية التي تحدث في وزارة النفط العراقية التي لم يظهر منها إلا النزر القليل إلا دليلا على أن أمريكا تهرب أموال الشعب العراقي وتستنزف خيراته وارتفاع سعر النفط يخدمها كثيرا فكلما زاد السعر زاد ت فائدة المال المنهوب . وقد صرح بذلك خبير نفطي غربي في وسائل الإعلام الغربية ويحدث هذا بمشاركة بريطانيا التي تحكمها ملكة لا يظلم عندها أحد كما كان يقول طالبوا اللجوء السياسي في عاصمة الضباب , الشركات الأمريكية تستولي بشكل دوري على عائدات النفط العراقي وتتحكم في استخراجه وتكريره دون حسيب ولا رقيب , ومن يراقب.. من ..؟ ومن يحاسب .. من .. ؟ الحكومة العراقية التي نصبها الاحتلال الأمريكي...؟ أم أمريكا التي نصبت هذه الحكومة...؟ لا هذا ولا ذاك يحاسب أو يراقب , السلطة المنصبة في العراق مكلفة بمهمة محددة وخاصة , وجزء منها أصبح يدا إيرانية من حديد مسلطة على جزء من شعب العراق لتضرب بها المقاومة العراقية , والمقاومة العراقية يد من حديد تضرب أمريكا ويد إيران الحديدية أيضا . وكي لا ندخل في تفاصيل سياسية تخرجنا من موضوعنا الأساسي, أعود وأقول.. كم يساوي المواطن العربي أمام برميل نفطه مقارنه بالمواطن الأمريكي.؟ وكي نكون في الصورة ونعرف قيمتنا الحقيقية كعرب عند الغرب وأمريكا بالتحديد . تصوروا لو أن أمريكا عبأت بول شعبها (أكرمكم الله) في قارورات زجاجية جذابة وعملت له إشهارات ضخمة في وسائل الإعلام العالمية المختلفة على أنه ماركة أمريكية لعطر جديد , الأكيد أنها ستسوقه لنا كعرب وتبيعه لنا بأضعاف مضعفة لسعر نفطنا .
هل علمتم الآن لما لم نعد نساوي شيئا رغم أننا نملك كل شيء.؟ لأننا لا نملك شيء واحد ومهم, وهو مصيرنا.
وما كذب الذي قال لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
وتصبحون على برميل نفط
عندما يصبح البترول نقمة عربية تدر ملايير من الدولارات وملايير من المشكلات والمصائب أيضا , يتأكد للملاحظ العادي أن هناك خلل عظيم في النظام العربي المتهالك في التفكير والتطبيق , وثقب في عقل صناع القرار يفوق حجمه ثقب الأوزون بعرض البحر وطول البر وقد وصل هذا الخلل والكساح الفكري ببعض وزراء الطاقة العرب بأن طالبوا برفع الإنتاج النفطي لخفض سعر البرميل الذي ركب رأسه ولا يريد أن ينزل إلى الحضيض , وكمواطن عربي لا علاقة له في الطرح والضرب وتحصيل نتائج مداخيل نفطنا لا أفهم كيف يطالب المكلفين بالثروة النفطية عندنا طلبا مثل هذا , فهل أكتفينا ماديا لحد التخمة ولم يعد ثمة فقير نوزع عليه زكاتنا في رقعتنا العربية ..؟
أم أننا نؤمن بالمقولة الأمريكية التي تقول أن نفط العرب ثروة عالمية تشترك فيها كل الأمم وليست حكرا على العرب , ليصبح خيرنا ورزقنا ملك مشاعا للأمم تتصرف فيه كيفما شاءت , ولا يفوتني في هذا المقام أن أذكر اقتراح أحد وزراء النفط العرب على منظمة "أوبك" بتثبيت سعر البرميل وجعله سعرا مرجعيا , أليس هذا مدعاة للسخرية والتندر ..؟
هل غاب عن ذهن وزيرنا النظرية الاقتصادية التي تعتبر قاعدة أساسية في كل المعاملات الاقتصادية التي تقول أن السوق خاضع للعرض والطلب والسعر خاضع لهذا المقياس , سعر البترول لم يرتفع من تلقاء نفسه أو أننا كعرب اتخذنا قرارا سياديا ورفعنا السعر , بل الأمر خاضع لعوامل دولية جديدة ومعروفة فالحرب على العراق وزيادة استهلاك الصين والهند للنفط بكميات معتبرة والتوتر الايراني الأمريكي ومشكلة تركيا في شمال العراق , وكثرة الطلب , كل هذه العوامل جعلت سعر البترول يقفز إلى السعر المعروف اليوم وأمام هذه العوامل يصبح اقتراح سيادة الوزير خارج عن المنطق ويثير ضحك الصغار قبل الكبار , فكيف لدولة لا تستطيع تثبيت سعر الملوخية المصرية , أو الكسكسى الجزائري أو الفول السوداني في أسواقها الشعبية أن تعمل على تثبيت مادة عالمية حيوية في الأسواق العالمية مع ما يعرفه العالم من تغير في العوامل الاقتصادية والسياسية التي تتحكم في السوق , لن ألوم سيادة الوزير , فمعاليه ربما له ظروف خاصة أو أوحي إليه بذلك الاقتراح من لدن خبير عليم .
وعلى ضوء كل هذا هناك أمر مهم وسؤال يفرض نفسه , لما لم تعد أمريكا تلح في طلبها بخفض السعر وزيادة الإنتاج كما كانت تفعل في السابق وان فعلت ذلك فعلته بلباقة لم نعهدها من هذه الدولة الخارجة عن القانون أو لذر الرماد في العيون..؟ لأن هناك أشياء تحدث في الخفاء , أمريكا تساعدها هذه الظروف فهي كدولة مستهلكة تجني مداخيل تقدر ب 50 دولار على البرميل وهذا من عائدات الضرائب التي تفرضها , عكس الدول العربية المنتجة التي يكون ربحها الصافي 40 دولار في البرميل بعد حساب الخدمات الأخرى التي يمر بها إنتاج البترول من استخراجه إلى غاية تسويقه وكل هذا إذا كان سعر البرميل في حدود إل 60 دولار , وهناك أمر مهم أيضا وجب لفت الأنظار إليه وهو أن أمريكا وجدت ضالتها في نفط العراق فهي سخرت له أمهات الشركات الأمريكية المعروفة من "هليبرتون" إلى "بيغتال" والكل يعرف كيف حصلت هذه الشركات على صفقات النفط العراقي وهذه الشركات تنهب الملايين من الدولارات من عائدات النفط العراقي وما الفضائح المالية التي تحدث في وزارة النفط العراقية التي لم يظهر منها إلا النزر القليل إلا دليلا على أن أمريكا تهرب أموال الشعب العراقي وتستنزف خيراته وارتفاع سعر النفط يخدمها كثيرا فكلما زاد السعر زاد ت فائدة المال المنهوب . وقد صرح بذلك خبير نفطي غربي في وسائل الإعلام الغربية ويحدث هذا بمشاركة بريطانيا التي تحكمها ملكة لا يظلم عندها أحد كما كان يقول طالبوا اللجوء السياسي في عاصمة الضباب , الشركات الأمريكية تستولي بشكل دوري على عائدات النفط العراقي وتتحكم في استخراجه وتكريره دون حسيب ولا رقيب , ومن يراقب.. من ..؟ ومن يحاسب .. من .. ؟ الحكومة العراقية التي نصبها الاحتلال الأمريكي...؟ أم أمريكا التي نصبت هذه الحكومة...؟ لا هذا ولا ذاك يحاسب أو يراقب , السلطة المنصبة في العراق مكلفة بمهمة محددة وخاصة , وجزء منها أصبح يدا إيرانية من حديد مسلطة على جزء من شعب العراق لتضرب بها المقاومة العراقية , والمقاومة العراقية يد من حديد تضرب أمريكا ويد إيران الحديدية أيضا . وكي لا ندخل في تفاصيل سياسية تخرجنا من موضوعنا الأساسي, أعود وأقول.. كم يساوي المواطن العربي أمام برميل نفطه مقارنه بالمواطن الأمريكي.؟ وكي نكون في الصورة ونعرف قيمتنا الحقيقية كعرب عند الغرب وأمريكا بالتحديد . تصوروا لو أن أمريكا عبأت بول شعبها (أكرمكم الله) في قارورات زجاجية جذابة وعملت له إشهارات ضخمة في وسائل الإعلام العالمية المختلفة على أنه ماركة أمريكية لعطر جديد , الأكيد أنها ستسوقه لنا كعرب وتبيعه لنا بأضعاف مضعفة لسعر نفطنا .
هل علمتم الآن لما لم نعد نساوي شيئا رغم أننا نملك كل شيء.؟ لأننا لا نملك شيء واحد ومهم, وهو مصيرنا.
وما كذب الذي قال لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
وتصبحون على برميل نفط
من مواضيعي
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 رجال المطافئ يشعلون النار ..!؟
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 رجال المطافئ يشعلون النار ..!؟