تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
بدع عاشوراء
28-09-2017, 08:40 AM
بدع عاشوراء
الشيخ: محمد حاج عيسى الجزائري حفظه الله ورعاه



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



فإن يوم عاشوراء-اليوم العاشر من محرم - من الأيام التي يرغب في صيامها، لأنه يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من فرعون، فصامه موسى عليه السلام شكرا لله، فصامه نبينا صلى الله عليه وسلم اقتداء بموسى وأمر بصومه، وقال:" صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في صوم التاسع مع العاشر لتحصيل المخالفة لليهود الذين كانوا يصومونه، هذه خاصية يوم عاشوراء، وهذا فضله في شريعة الإسلام، لكن المسلمين المتأخرين لم يكتفوا بذلك، فأدخلوا فيه عبر تاريخهم كثيرا من الزيادات، التي هي:" بدع ومخالفات"، وذلك لعدة أسباب، منها:
انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها: انتشار بدع الشيعة الروافض والنواصب الذي نصبوا العداء لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: انتشار عادات راجعة إلى بقايا ديانات جاهلية، ويكتنف كل ذلك فشو الجهل وتضييع الأمة لواجب الفقه في الدين، وفي هذا البحث المختصر محاولة جمع لأهم البدع والأخطاء الواقعة في يوم عاشوراء والمرتبطة به .

القسم الأول: بدع الشيعة والنواصب.
أولا: اعتبار عاشوراء يوم حزن.
أول البدع وأظهرها: ما أحدثه الشيعة الروافض الذين يجعلون يوم عاشوراء: يوم شؤم وحزن وبكاء ونحيب، ولبس سواد ودوران في البلاد وجرح الرؤوس والأبدان، لأنه يوم قتل فيه الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء، ومما لا شك فيه أن اتخاذ أيام المصائب مآتم ليس من دين الإسلام، بل هو إلى أعمال أهل الجاهلية أقرب، وهذا من شر البدع المتعلقة بهذا اليوم لهول ما يصنعه الشيعة من منكرات فيه، وقد أيدهم بعض الكذابين من بني نحلتهم بأحاديث لا أصل لها، كحديث:" البكاء يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة". وحديث:" ما من عبد يبكي يوم عاشوراء إلا كان مع أولى العزم من الرسل يوم القيامة"،قاتل الله مفتعلها ومختلقها.

ثانيا: اعتبار عاشوراء عيدا دينيا.
ومن البدع المنتشرة أيضا: اعتبار يوم عاشوراء عيدا دينيا، تعطل فيه الأعمال وتترك الوظائف، ويظهر فيه الفرح والسرور، ولا عيد للمسلمين إلا عيدان الفطر والأضحى، وقد حصر النبي صلى الله عليه وسلم أعيادنا في ذلك، فلم تجز الزيادة عليهما، ثم إن المشروع فيه يقينا هو: الصيام؛ وهذا يخالف معنى العيد، لأن العيد يحرم صومه.
وينبغي أن يعلم: أن إظهار الفرح في هذا اليوم من ميراث النواصب الذين يفرحون في هذا اليوم، لأنه يوم قتل فيه الحسين بن علي رضي الله عنه، فيخصونه بالأفراح وأنواع من المآكل والملابس وبالحناء وغيرها من مظاهر السرور.
وبالنسبة لأهل السنة هو: يوم كسائر الأيام من جهة الحزن والفرح إلا أنهم يصومونه اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم ، قال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله:" فعارض هؤلاء (أي الشيعة) قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء: كالاكتحال والاختضاب وتوسيع النفقات على العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة".

ثالثا: الاكتحال ووضع الحناء.
ومن البدع أيضا: الاكتحال والخضاب، وهذا من فروع اتخاذه يوم فرح وسرور، وقد نص العلماء على بدعية ذلك، فقال ابن الحاج المالكي:
" ومن البدع التي أحدثها النساء فيه: استعمال الحناء على كل حال، فمن لم يفعلها منهن، فكأنها ما قامت بحق عاشوراء".
وقال الحاكم النيسابوري:" فإن الاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه".
والخبر الوارد في الاكتحال:" من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا": خبر مكذوب كما صرح به غير واحد من الأئمة.
وقال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله:" ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين: الاغتسال يوم عاشوراء، ولا الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك، ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، ولا فعل ذلك رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي رضي الله عنهم".

رابعا: التوسعة على العيال في عاشوراء.
ومن الأخطاء التي وقع فيها بعض الفقهاء المتأخرين: قولهم باستحباب التوسعة على العيال في عاشوراء في المأكل والملبس ونحو ذلك، وقد اعتمدوا أحاديث لا تصح كحديث:" من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
ومن هؤلاء الفقهاء ابن الحاج المالكي، لكنه اشترط: « أن لا يصير ذلك سنة يستن بها لابد من فعلها ، فإن وصل إلى هذا الحد، فيكره أن يفعله ». أما الفقهاء المتقدمون والأئمة المتبوعون، فليس فيهم من نص على ذلك، قال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله:« لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ».
وأصل هذه البدعة أيضا من النواصب، لكن المتأخرين اغتروا بما ورد من أحاديث مختلقة، ولم يتنبهوا إلى أصلها، وقال العجلوني:
" باب فضائل عاشوراء ورد استحباب صيامه وسائر الأحاديث في فضله وفضل الصلاة فيه والإنفاق والخضاب والإدهان والإكتحال وطبخ الحبوب وغير ذلك: مجموعه موضوع مفترى".

خامسا: تخصيص مأكولات معينة.
ومن البدع الظاهرة أيضا: ادخار لحم عيد الأضحى، ليؤكل في عاشوراء، واعتقاد فضيلة ذلك أو لزومه، وتخصيص ليلتها بأنواع من المآكل (كالكسكس بالدجاج أو الرشتة ونحو ذلك)، قال ابن الحاج المالكي:
" أما ما يفعلونه اليوم من أن عاشوراء يختص بذبح الدجاج وغيرها ، ومن لم يفعل ذلك، فكأنه ما قام بحق ذلك اليوم، وكذلك طبخهم فيه الحبوب وغير ذلك، لم يكن السلف رضوان الله عليهم يتعرضون في هذه المواسم ولا يعرفون تعظيمها إلا بكثرة العبادة والصدقة والخير، واغتنام فضيلتها لا بالمأكول".
وممن نص على تحريم تخصيص الأطعمة فيها شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، إذ قال:
" فصار أقوام يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة، وهذه بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل على الحسين رضي الله عنه ».

القسم الثاني: بدع شركية وخرافية.
أولا: الذبيحة في عاشوراء.
ومن البدع: تخصيص عاشوراء بالذبائح من الغنم أو الدجاج، وعادة الذبح هذه يخشى أن تكون من عادات النواصب الذين جعلوا عاشوراء عيدا، وقد تكون من ميراث دعوة أحد مدعي النبوة في المغرب الأقصى اسمه: صالح بن طريف البربري، الذي أسس دولة بقيت قرونا في برغواطة (منطقة تقع قرب الدار البيضاء حاليا)، وقلد شعائر الإسلام مع تحريف وتبديل فيها: ومن ذلك: نقله لشهر الصيام من رمضان إلى شهر رجب، وجعله عيد الأضحى يوم الحادي عشر من محرم، أي بعد عاشوراء!!؟.

ثانيا: الوزيعة.
ومن المظاهر الشائعة في كثير من المناطق ما يسمى بالوزيعة، حيث يشترك أهل القبيلة والقرية كل حسب استطاعته لشراء الأغنام وأبقار، فتذبح في هذا اليوم، وتوزع على كل الأفراد أغنيائهم وفقرائهم (وضيوفهم)، وهذا من البدع الظاهرة: اجتمع فيه قصد التوسعة، وتخصيص الذبيحة، واعتقاد فضيلة المأكول مع اعتقادات خرافية: كاعتقادهم أن أرواح الآباء والأجداد تحضر وتشاهد عملهم، وأنها ترضى عنهم بذلك، وإن اقترن ذلك بالذبح عن قبر ولي من الأولياء أو مقام من مقاماتهم: صار من الشرك الصريح.

ثالثا: تحريم الخياطة والكتابة ليلتها.
ومن الخرافات والعقائد الباطلة التي تقترن بعاشوراء: تحريم بعض الناس الكتابة والخياطة ليلتها، وزعمهم أن من فعل ذلك ستصبح يده ترتعش، وهذا قد يكون من بقايا ديانة برغواطة المذكورة سابقا.

رابعا: المنع من البكاء والتشاجر.
كثير من الناس ينهى عن البكاء في ليلة عاشوراء وعن التشاجر والتخاصم (بحق كان التخاصم أو بباطل)، ويقولون :"هذه العواشير"، بمعنى أيام مفضلة، وهذا داخل في الابتداع، لأنه لا دليل عليه، وكثير من الناس يفعل ذلك: خوفا من الجن والعفاريت وتقربا إليهم، وهذا داخل في معنى الشرك بالله تعالى.

خامسا: استعمال البخور.
ومن البدع التي يظهر أنها من عبادة الج:ن استعمال البخور ليلتها ، قال ابن الحاج المالكي:« ومما أحدثوه من البدع البخور، فمن لم يشتره منهن في ذلك اليوم ويتبخر به، فكأنه ارتكب أمرا عظيما … ويزعمن أنه إذا بخر به المسجون خرج من سجنه، وأنه يبرئ من العين والنظرة والمصاب والموعوك، وهذا أمر خطر، لأنه مما يحتاج إلى توقيف من صاحب الشريعة".
سادسا: قص الشعر.
ومن البدع المنتشرة أيضا في بعض المناطق: قص الشعر تعبدا وتبركا بهذا اليوم، وكل اعتقاد صحب هذا العمل، فهو من الخرافات التي لا أصل لها.

القسم الثالث: بدع أخرى مختلفة.
أولا: تقنين الصيام بغير الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد الحديث على صيام عاشوراء، كما ورد الحث على قرنه بيوم قبله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ »، أي: التاسع مع العاشر، كما ورد الحث على الصيام في شهر محرم ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ».
وأما يفعله البعض من تخصيص العشر الأوائل بالصيام، فهو من البدع، وكذلك القول بأنه يصام التاسع والعاشر والحادي عشر على سبيل الاحتياط، وأنه أفضل من صوم التاسع والعاشر فقط، فهو قول مرجوح، والاحتياط في اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما حديث:« صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوما و بعده يوما»، فلم يثبت، لكن معناه صحيح، فمن فاته صيام اليوم التاسع: جاز له صيام اليوم الحادي عشر تحصيلا للمخالفة.

ثانيا: إخراج الزكاة في عاشوراء.
من البدع المنكرة في عاشوراء (أو محرم) تخصيص إخراج الزكاة فيه، قال ابن الحاج المالكي في المدخل:
« ثم إنهم يضمون إلى ذلك بدعة أو محرما، وذلك أنه يجب على بعضهم الزكاة مثلا في صفر أو ربيع أو غيرها من شهور السنة، فيؤخرون إعطاء ما وجب عليهم إلى عاشوراء، وفيه من التغرير بمال الصدقة ما فيه، فقد يموت أثناء السنة أو يفلس، فيبقى ذلك في ذمته، وأقبح ما فيه أن صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه شهد بأنه ظالم بقوله عليه الصلاة والسلام:" مطل الغني ظلم"، وفيه بدعة أخرى، وهو أن الشارع صلوات الله عليه وسلامه حد للزكاة حولا كاملا، وهو اثنا عشر شهرا، وفي فعلهم المذكور زيادة على الحول بحسب ما جاءهم يوم عاشوراء، فقد يكون كثيرا وقد يكون قليلا".

ثالثا: هل هاجر النبي صلى الله عليه وسلم في محرم؟.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الخطباء في شهر المحرم، تخصيصهم الحديث عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم: ظنا منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر في محرم، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما هاجر في ربيع الأول، ومنشأ الخطأ: خلطهم بين ابتداء التأريخ من العام الذي هاجر فيه صلى الله عليه وسلم، وبين الشهر التي تبتدئ به السنة القمرية الهجرية.

رابعا: زيارة القبور.
قال ابن الحاج المالكي:« ومما أحدثوه من البدع: زيارة القبور، ونفس زيارة القبور في هذا اليوم المعلوم بدعة مطلقا للرجال والنساء"، ولعل سبب هذا: اعتبارهم لهذا اليوم عيدا، وهم يخصون الأعياد بزيارة القبور، فيكون هذا من قبيل الابتداع المركب من خطأين.

خامسا: الذبيحة عن المولود في عاشوراء.
ومن الناس من يذبح عن المولود الذي ولد قبل عاشوراء في عاشوراء، وهذا تخصيص مبتدع لم يرد به الشرع، لأن العقيقة عن المولود لا تختص بيوم عاشوراء، بل هي مشروعة تشريعا مطلقا، وتستحب في السابع والرابع عشر أو الحادي والعشرين.

سادسا: تخصيص ليلتها بالقيام.
ومن البدع: تخصيص ليلتها بالقيام، لأنه تخصيص بلا مخصص، قَالَ ابن أبي زمين المالكي:" لَا يَخْتَلِفُ الْمَذْهَبُ فِي كَرَاهَةِ الْجَمْعِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَلَيْلَةَ عَاشُورَاءَ، وَيَنْبَغِي لِلْأَئِمَّةِ الْمَنْعُ مِنْهُ".

سابعا: بدع أخرى لا أصل لها.
قد عد بعض الفقهاء المتأخرين خصائص عاشوراء، فأبلغها اثنتي عشرة خصلة، وكلها لا أصل لها عدا الصيام، ومنها ما سبق، قال:
" وهي: الصلاة والصوم وصلة الرحم والصدقة والاغتسال والاكتحال وزيارة عالم وعيادة مريض ومسح رأس اليتيم والتوسعة على العيال وتقليم الأظفار وقراءة سورة الإخلاص ألف مرة".

هذا آخر ما تم جمعه في هذا المختصر، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن إلا إله أنت، أستغفرك وأتوب إليه .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ** رشاد كريم **
** رشاد كريم **
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 08-06-2015
  • المشاركات : 1,000
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • ** رشاد كريم ** is on a distinguished road
الصورة الرمزية ** رشاد كريم **
** رشاد كريم **
عضو متميز
رد: بدع عاشوراء
28-09-2017, 10:46 AM
((( ثانيا: إخراج الزكاة في عاشوراء.
من البدع المنكرة في عاشوراء (أو محرم) تخصيص إخراج الزكاة فيه، قال ابن الحاج المالكي في المدخل:
« ثم إنهم يضمون إلى ذلك بدعة أو محرما، وذلك أنه يجب على بعضهم الزكاة مثلا في صفر أو ربيع أو غيرها من شهور السنة، فيؤخرون إعطاء ما وجب عليهم إلى عاشوراء، وفيه من التغرير بمال الصدقة ما فيه، فقد يموت أثناء السنة أو يفلس، فيبقى ذلك في ذمته، وأقبح ما فيه أن صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه شهد بأنه ظالم بقوله عليه الصلاة والسلام:" مطل الغني ظلم"، وفيه بدعة أخرى، وهو أن الشارع صلوات الله عليه وسلامه حد للزكاة حولا كاملا، وهو اثنا عشر شهرا، وفي فعلهم المذكور زيادة على الحول بحسب ما جاءهم يوم عاشوراء، فقد يكون كثيرا وقد يكون قليلا". )))



* * * * * * *
هذا صحيح ، فهذه البدعة ما زالت تتكرر كلّ عام ، رغم تحذير
أهل العِـلم وأئمة الفقه .
ويُضاف إليها كذلك ، مَن يجعـل تمام الحَوْل بالاعـتماد
عـلى حـساب السنة الشمسية .
وكما هو معـلوم فإن السنة القمرية ( أو الهلالية ) ، أقصر من السنة الشمسية بعــشرة أيام
تقريبا ، وهي المطلوبة شرعا ، كميقات لإخراج الزكاة .
« رَبِّ اغْـفِـرْ لِي وَلأَِخِي وَأَدْخِلْـنَا فِي رَحْمَتِـكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »

التعديل الأخير تم بواسطة ** رشاد كريم ** ; 28-09-2017 الساعة 10:49 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
Abdou_Benk
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 21-09-2017
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • المشاركات : 19
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • Abdou_Benk is on a distinguished road
Abdou_Benk
عضو مبتدئ
  • ملف العضو
  • معلومات
حر الجزائر
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-04-2013
  • المشاركات : 2,502
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • حر الجزائر is on a distinguished road
حر الجزائر
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: بدع عاشوراء
08-10-2017, 03:38 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

بارك الله فيك أخانا الفاضل:" رشاد كريم" على الإضافة المتميزة، والتنبيه الهام، ليت أصحاب الزكاة ينتبهون لهذه النقطة الهامة.
صدق من قال:" البدعة تجر أختها!!؟".



مساجلة علمية ماتعة في مسألة التوسعة على العيال في عاشوراء بين أبي يعلى الزواوي وعمر بن البسكري رحمهما الله

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذه مساجلة علمية ماتعة، جرت وقائعها في لجنة الفتوى التابعة لجمعية العلماء المسلمين بين رجلين من رجال الإصلاح في ذلك الزمن.
=== مساجلة علمية ===
*** إنَّ مسألة (التَّوسعة على العيال في يوم عاشوراء) مطروحة بين أهل العلم قديمًا وحديثًا، وذلك لاختلافهم في الأحاديث الواردة فيها.
وممَّا حفظ لنا التُّراث الجزائريُّ (مساجَلةٌ علمِيَّةٌ) بينَ الشَّيخ أبي يعلى الزَّواوي، والشَّيخ عمر بن البَسكري، تدلُّ على عِلم الرَّجُلَين، عدَم المحاباة مقابِلَ الحقِّ، وسَعة صدورِهم للخلاف الفقهيِّ.
وأصل هذه المساجلة فتوى أصدرَها الشَّيخُ أبو يعلى الزَّواوي - رحمه الله - جوابًا لسؤالٍ ورد عليه، ضمن الأسئلة الموجَّهة للجنة الفتوى بـ(جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)[1].
ولما قرأ الشَّيخ عمر بن البسكري - رحمه الله - الفَتوى ردَّ عليها في الجريدة نفسها، ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلى - رحمه الله -، فأحبَبت أن أنشُرها في مقال واحد، حتى يكون تصور المساجلة أقرب وأدق، والله الموفِّق.

*** جاء في العدد (15) من «البصائر» (1/128) قسم الفتوى:
سأل السيد محمَّد بن عبدالله الطَّنْجي السَّاكن في (البليدة) بقوله: أفتى بعضُ الطَّلبة بجواز التَّوسعة على العِيال يوم عاشوراء، واعتمد في فتواه تلك حديثَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَنْهُ سَائِرَ سَنَتِهِ»، وهل هذا الحديث الَّذي استدلَّ به صحيحٌ أو حسنٌ أو ضعيفٌ أو موضوعٌ؟ أفيدونا تؤجَروا.

الجواب:
أصابَ مَن أفتى بذلك، وأنَّ التَّوسِعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غير المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا»[2].
قلتُ: وأجَبنا هذا السَّائل أخذًا لخاطِره فقَط، ومِن حيثُ السُّؤال على الحديثِ، وإلاَّ فإنَّ الإِنفاق على العِيال لا يُستَفتى فيه؛ إنَّما يُستَفتى في عدَم الإِنفاق إنِ استَطاع وبخِل.
أبو يعلى الزَّواوي
***

ثمَّ تعقَّبه الشَّيخُ عمر بن البسكري - رحمه الله - في العدد (20) من «البصائر» (1/167):
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
كتابٌ كريمٌ إلى أخٍ كريمٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدِ ربِّه عمرَ بن البَسكري إلى أخيه، بل والِده الإِصلاحيِّ، شيخِ المُصلِحين، ومُصلِح الشُّيوخ سيّدِي أبي يعلَى الزَّواوي - أمدَّ اللهُ في عُمره لنَفع المسلمين-:
السَّلام عليكم ورحمة الله
وبعد: فقَد اطَّلعتُ لفضِيلتكم بجريدة «البصائر» على ما يتحتَّم التَّنبيهُ عليه، والدَّعوة إلى إصلاحِ خَلَلِه؛ لما في الأثَر: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْمِرْآةِ«[3]، ولما في «الصَّحيح»: «الْمُؤْمِنُ لأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»[4].
ذلكم سيِّدي! ما أفتَيتُم به في العدد الخامسَ عشر من الجريدة، المذكور تحت عنوان: «قسم الفتوى»، من تأيِيد مَن يقولُ بجَواز التَّوسِعة على العِيال يوم عاشُوراء، ومُعتمَد كلٍّ منكُما على حديثِ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِه»، لقولكم حرفِيًّا: «أصابَ مَن أفتى بذلك، وأنَّ التَّوسعة على العِيال مطلوبةٌ في المواسِم كلِّها، وفي غيرِ المواسِم؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ﴾، والحديث في «معجم الطَّبراني»، ولفظُه: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا». هكذا قُلتُم حرفيًّا.
سيِّدي! أُحيط جَنابَكُم علمًا بأنَّ الحديثَ المذكور يقولُ فيه حجَّة الإسلام: ابنُ تيمِيَّة ما نصُّه حرفيًّا في كتاب «منهاج السُّنة»:(ج 4/ ص 114):
«وقد يَروِي كثيرٌ ممَّن ينتسِبُ إلى السُّنة أحاديثَ يظُنُّونها من السُّنة وهي كذِبٌ؛ كالأحاديثِ المروِيَّة في فضل عاشُوراء - غير الصَّوم -، وفضل الكُحل فيه، والاغتِسال، والحديث، والخِضاب، والمُصافَحة، وتَوسِعة النَّفقة على العِيال فيه، ونحوِ ذلك، وليسَ في أحاديثِ عاشُوراء حديثٌ صحيحٌ غير الصَّوم».
هكذا يقول حرفيًّا، وتبِعه تلميذُه: ابنُ القيِّم[5]، وابنُ رجَبٍ[6]، وغيرُهم.
ثمَّ لا يخفَى على جَنابكم أنَّ الجرحَ[7] مقدَّمٌ على التَّعديل[8].
وأمَّا الآيةُ الَّتي استَدللتُم بها فهي غيرُ مطابِقةٍ لمحلِّ النِّزاع؛ لأنَّها في أصلِ النَّفقة العامَّة في سائِر الأيَّام الَّتي تقِلُّ وتكثُر بحسَب رِزق المنفِق.
وهي لم يسأَلكُم عنها السَّائل، وإنَّما تبرَّعتُم بها تَوسِعةً للإِفادة العلمِيَّة، وذلك حسَنٌ، ولكن بعدَ الإِفادة المسؤُولِ عنها؛ لأنَّ السَّائل إنَّما سأَلكُم عن تَوسِعةٍ مخصُوصةٍ في يومٍ مخصُوصٍ، كما لا يخفَى ذلك عليكُم، وما ورَد عامًّا لا يُستَدلُّ به على أمرٍ خاصٍّ، ولو كانَ ذلك الخاصُّ داخِلاً تحت ذلك العامِّ في الجُملة، كمَسألتِنا هذه.
فإذا سأَل سائلٌ آخَر - مثلًا - عن التَّقرُّب بصلاةٍ مخصُوصةٍ ليلةَ المولِد النَّبوي، أو القِراءة عند القُبور فلا يُجاب بأنَّ الصَّلاة مطلوبَةٌ في كلِّ وقتٍ لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً﴾، ولا بأنَّ تلاوةَ القُرآن مطلوبةٌ لقوله تعالى: ﴿فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾، أو بقوله تعالى: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾.
هذا؛ وممَّا زادَ في تشجِيعي على إِسداء هذِه الكلمة النَّصيحةِ لجَنابِكم قولُكم حرفيًّا في العدد السَّابعَ عشر من «البصائر»: «وعلى كلِّ حالٍ؛ فإنَّني لستُ ممَّن يقولُ لا أقبلُ النَّصيحة»، إلى أن قلتُم: «بل إنِّي أقبلُ النَّصيحة مِن أهلِها بشَرطِها».
وخِتامًا! سيِّدي! أرجوكُم لإِقرار كتابِي إنْ كانَ حقًّا، أو ردِّه إن كانَ خطئًا.
والسَّلام عليكُم معادٌ مِن أخِيكم: عمر بن البسكري.
***

ثمَّ أجابه الشَّيخ أبو يعلَى - رحمه الله - في العدد (20) من «البصائر»:
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
إلى أخٍ فاضِلٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي يعلَى إلى أخيهِ في الله ومُحبِّه من أجلِه سيِّدي عمر بن البسكري:
كثيرُ السَّلام، وبعد:
فقَد اطَّلعتُ على خِطابكم الموجَّه إليَّ في شأنِ ذكري الحديث الَّذي رواه الطَّبرانيُّ في «الأوسط»[8] جوابًا إلى السَّائل عن تَوسِعة النَّفقة على العِيال في عاشُوراء، إلى آخر ما وقَفتُم عليه.
فالجواب:
أنِّي معتمِدٌ ذلكَ كما اعتمَدهُ جملةٌ من شُرَّاح «المختصَر»، الَّذي به الفَتوى في مذهبِنا المالكيِّ؛ مثل: الدَّسوقِي، والعدَوي على الخِرشي.
وقال الدَّسوقي - تعليقًا على قول الدَّردير: «ونُدِبَ تَوسِعةٌ علَى الأَهل» - ما لفظُه: «قوله: (ونُدِب فيهِ تَوسِعةٌ علَى الأَهل) إلخ؛ اقتصر عليهَا مع أنَّه يُندَب فيه عشرُ خِصالٍ، جمَعَها بعضُهم في قولِه:
صُمْ صلِّ صِلْ زُرْ عالما ثُمَّ اغتسِلْ /// رأسَ اليتيمِ امسَحْ تصَدَّقْ واكتَحِلْ
وسِّعْ على العِيالِ قلِّمْ ظُفرًا /// وسُورةَ الإخلاصِ قُلْ أَلْفًا تَصِلْ
لقوَّة حديثِ التَّوسعة [دون غيرها]» اهـ بالحرف[9].
وقال العدَوي: «قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: »مَنْ وَسَّعَ» الحديث، وذكَر الحديثَ بلفظِه ولم يعزُه للطَّبراني، وذكره الشَّرنوبي في خُطبه، وإنِّي نفسِي راجَعتُ «الجامع الصَّغير» بعدَ أن بعثتُ بالفُتيا إلى الجريدة فوجدتُ الشَّارح العَزِيزيَّ يقولُ بضَعف أسانيد الحديث، وهكذا تسَاهلوا في إيراد الأحاديث الضَّعيفة في فضائِل الأَعمال، فتساهَلْنا، والحقُّ أن لا يُتساهَل في الحديث على الإِطلاق، وأن لا يُعتبَر إلاَّ الصَّحيح تحفُّظًا من الخطأ والوقوعِ في الكذب عليه - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولكن ما الحيلَةُ وقد طَفح الكيلُ في كتُب الفقهاء.
ولذلك أقُول لك ما قال الأوَّل: «وجدتُ آجُرًّا وجِصًّا فبنَيتُ»، وما كان القولُ ذا سعةٍ؛ فإنَّ معضِلةَ الحديث، ومشاكِلَه، والخلافَ فيه أعيا الفُحولَ.
وأعجبَني ابنُ كثيرٍ الَّذي تكلَّم في أصنافِه؛ حيثُ يقول: «لا يلزَمُ تقسيم الحديث إلى صحيحٍ وحسنٍ وضعيفٍ، إنَّما يلزَم اعتِبار الصَّحيح والضَّعيف فقط»، يعني - رحمه الله - لا يلزَم في الحديث إلاَّ الصَّحيح حينَذاك.
ألا ترَون إلى ما جرَى ويجرِي في شأن الحديث الَّذي أورَده ابنُ حبِيبٍ - مِن أتباع مالِكٍ - في القراءة على الجنازَة، وهو - الحديث - ضعيفٌ، ثمَّ اعتمَده جميعُ شرَّاح «المختصَر»، وكادوا يَضرِبون بذلك على قَول إمامِهم مالِكٍ القائلِ بالكَراهة، والحالُ أنَّهم عالِمُون أنَّ ابنَ حبِيبٍ ضعيفُ في الحديث، كما ذكرُوا ذلك في ترجمته في «الدِّيباج المُذهَب في أعيان المَذهَب»، وقال ابنُ رُشدٍ في «بداية المجتهد» في باب الجمعة: «وأحادِيثُ ابنِ حَبِيبٍ لا يُحتَجُّ بها؛ لأنَّه ضعيفٌ»، ومع ذلكَ؛ فنَحنُ في ردُودٍ مستمِرَّةٍ على هذا الشَّأن.
وإنَّه ممَّا يجب؛ التَّحرِّي في الاستِدلال بالحديث إلاَّ إذا كان صحيحًا، وهو صوابٌ، ولكنَّه صَعبٌ.
اللَّهمَّ! اغفِر لنَا ما قدَّمنا، وما أخَّرنا، وألهِمنا، وأَلهِم الأمَّةَ للصَّواب أن تتحَفَّظ، وتَحذَر من الوُقوع في الكذِب على نبيِّها. واللهُ المستَعانُ، وعليه التُّكلان.
أبو يعلى الزواوي

هوامش:
[1] هذه اللجنة كان يَرأسُها الشَّيخ العربي التبسي - رحمه الله -، والشيخ الزواوي – رحمه الله – عضو فيها، وقد كنت قد عزمت على نشرها مع بعض إخواني قبل سنوات، وكان قدر الله مقدورًا.
[2] أخرجه الطبراني برقم (10007) بلفظ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ»، وضعَّفه الألباني - رحمه الله - في «الضعيفة» (4992).
[3] رواه البخاري في «الأدب المفرد» (238) بلفظ: «الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ أَخِيهِ إِذَا رَأَى فِيهَا عيبا أصلحه»، وحسنه الألباني - رحمه الله-.
[4] رواه البخاري (481)، ومسلم (2585).
[5] «المنار» (ص 111).
[6] «الطائف» (ص 54).
[7] أي: الجرح المفسر.
[8] برقم (9302).
[9] »حاشية الدسوقي» (1/ 516).

منقول جزى الله خيرا راقمه.


في حكم التوسعة والسرورِ في ليلة عاشوراء
السـؤال:
جرتِ العادةُ عندنا أنّ الكثيرَ من العائلات تقوم بإعداد طعامٍ خاصٍّ (كالكُسْكُسِ باللَّحم أو الشَّخْشُوخَةِ أو غيرِها) ليلةَ عاشوراء سواءٌ صاموا أو لم يصوموا، فما حكم صُنْعِ هذا الطعام؟ وما حكم تلبيةِ الدعوةِ إليه؟
وجزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فَيَـوْمُ عاشوراء من بركات شهر الله المحرَّم، وهو اليوم العاشرُ منه، وإضافة الشهر إلى الله تعالى تدلّ على شرفه وفضلِه؛ لأنّ الله تعالى لا يُضيف إليه إلاّ خواصَّ مخلوقاته، قال صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ»(١)، وحُرمة العاشِرِ منه قديمةٌ، وفضلُه عظيمٌ، ففيه أنجى اللهُ موسى عليه الصلاة والسلام وقومَه، وأغرق فرعونَ وجنودَه، فصامَهُ موسى عليه الصلاةُ والسلامُ شكرًا لله، وكانت قريشٌ في الجاهلية تصومُه، وكانت اليهودُ تصومُه كذلك، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»(٢)، فصامه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأَمَرَ بصيامِه، وكان صيامُه واجبًا على أقوى الأقوال وأرجحِها، ثمّ صار مستحبًّا بعد فرض صيام شهر رمضان، ويستحبُّ صومُ التاسعِ معه، مخالفةً لليهود في إفراد العاشر، وفضلُه العظيم تكفير السَّنَة الماضية، فهذا هو الثابت في السُّنَّة المطهّرة، ولا يُشرع في هذا اليوم شيءٌ غيرُ الصيام.
أمّا محدثاتُ الأمور التي ابتدعَتْهَا الرافضةُ(٣) من التعطّش والتحزّن ونحوِ ذلك من البدع، فاتخذوا هذا اليومَ مأتمًا، ومن قابلهم الناصبة(٤) بإظهار الفرح والسرور في هذا اليوم وتوسيع النفقات فيه، فلا أصلَ لهؤلاء وهؤلاء يمكن الاعتماد عليه، إلاّ أحاديث مُختلَقَة وُضعتْ كذبًا على النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أو ضعيفة لا تقوى على النهوض.
وقد بيّن شيخ الإسلام: ابن تيمية -رحمه الله- ذلك بقوله:
«مِثْلُ ما أحدثه بعضُ أهلِ الأهواء في يوم عاشوراء، من التعطّش والتحزّن والتجمّع، وغيرِ ذلك من الأمور المحدثة التي لم يُشَرِّعْهَا اللهُ تعالى ولا رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا أحدٌ من السلف ولا من أهلِ بيتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا من غيرهم… وكانت هذه مُصيبةً عند المسلمين -أي: قتلَ الحسين رضي الله عنه- يجب أن تُتَلَقَّى بما تُتَلَقَّى به المصائب من الاسترجاع المشروع، فأحدثَتْ بعضُ أهل البدع في مثل هذا اليوم خلافَ ما أَمَرَ اللهُ به عند المصائب، وَضَمُّوا إلى ذلك الكذبَ والوقيعةَ في الصحابة البُرَآءِ من فتنة الحُسَين رضي الله عنه وغيرِها أمورًا أخرى ممَّا يكرهُهُ الله ورسوله.. وأمّا اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتم، فهذا ليس في دين المسلمين، بل هو إلى دين الجاهلية أقرب» إلى أن قال -رحمه الله-: «وأحدثَتْ بعضُ الناس فيه أشياءَ مستنِدةً إلى أحاديثَ موضوعةٍ لا أصلَ لها مثلَ: فضلُ الاغتسالِ فيه، أو التكحّلُ، أو المصافحةُ، وهذه الأشياء ونحوُها من الأمور المبتدَعَة كلُّها مكروهةٌ، وإنما المستحبّ صومه.. والأشبه أنّ هذا الوضع لَمَّا ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة، فإنّ هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتمًا، فوضع أولئك فيه آثارًا تقتضي التوسّع فيه واتخاذه عيدًا، وكلاهما باطل»(٥).
وإذا عُلم اقتصار مشروعيةِ هذا اليوم في الصيام فقط، فلا يجوز تلبيةُ دعوة من اتخذه مأتمًا، ولا من اتخذه عيدًا؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يغيّرَ من شريعة الله شيئًا لأجل أحدٍ أو يزيدَ عليها ويستدركَ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الشيخ: محمد بن علي فركوس حفظه الله.
الجزائر في: ١٦ من المحرَّم ١٤٢٨ﻫ
الموافق ﻟ: ٤ فبراير ٢٠٠٧م

هوامش:
(١) أخرجه مسلم في «الصيام»: (٢٧٥٥)، وأبو داود في «الصوم»: (٢٤٢٩)، والترمذي في «الصلاة»: (٤٣٨)، والنسائي في «قيام الليل»: (١٦١٣)، وابن ماجه في «الصيام»: (١٧٤٢)، وأحمد: (٨١٥٨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه البخاري في «الصوم»: (٢٠٠٤)، ومسلم في «الصيام»: (٢٦٥٦) أبو داود في «الصيام»: (٢٤٤٤)، وابن ماجه في «الصيام»: (١٧٣٤) الحميدي في «مسنده»: (٥٤٣)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) الرافضة: فرقة من الشيعة الكبرى، بايعوا زيد بن علي ثمّ قالوا له: تبرّأ من الشيخين (أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) فأبى فتركوه ورفضوه، أي: قاطعوه وخرجوا من بيعته، ومن أصولهم: الإمامة، والعصمة، والمهدية، والتقية، وسب الصحابة وغيرها.
(٤) الناصبة: هم الذين يبغضون عليًّا وأصحابه، انظر: «مجموع الفتاوى»: (٢٥/ ٣٠١).
(٥) «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (٢/ ١٢٩-١٣٣).




  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: بدع عاشوراء
12-10-2017, 10:04 AM
أباطيل الشيعة في عاشوراء : عرضٌ ونقضُ
خبَّاب بن مروان الحمد


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

يتميّز أهل السنّة والجماعة بالأخذ عن النبع الصافي والتزام النصوص الشرعية الشريفة؛ والقيام بمؤدّاها، ومنها: القيام بصيام عاشوراء: استجابة للحث النبوي الكريم على صيامه؛ وفرحاً بنجاة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام من مكر الطاغية فرعون.
لكنّ الرافضة يُخالفون أهل السنة في كثير من شعائر الإسلام؛ فهم يُخالفونهم في طريقة الصيام وأوقات الصلوات وغيرها؛ وهذا معلوم لمن خالطهم وعايشهم؛ ومنها أنّ كثيراً من الشيعة يتركون صيام يوم عاشوراء بدعاوى باطلة، فمنهم من يقول: إنَّ الأحاديث الواردة في صيام يوم عاشوراء ضعيفة!!؟.
ومنهم من يقول: إنَّ هذه الأحاديث وضعها النواصب من الأمويين وغيرهم!.
وهذا الكلام سخف من القول، فإنَّ في كتب الشيعة أنفسهم: ما يدلُّ على ورود صيام يوم عاشوراء عندهم، وما يسوقونه من روايات تنهى عن صيام يوم عاشوراء؛ ضعيفة بأجمعها، بخلاف رواياتهم التي تدل على استحباب صومه، فهي معتبرة عندهم؛ فلقد رووا في كتبهم أنَّ زرارة ومحمد بن مسلم سألا أبا جعفر الباقر عن صوم يوم عاشوراء؟، فقال : "كان صومه قبل شهر رمضان، فلما نزل شهر رمضان ترك"([1]).
وروى شيخهم الطوسي بسنده أن علياً رضي الله عنه قال:" صوموا العاشوراء التاسع والعاشر، فإنه يكفر ذنوب سنة"([2]).
وجاءت رواية أخرى عن أبي الحسن قال:" صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء"([3])، فهذه الآثار ثابتة في كتبهم كما هي ثابتة بأسانيد صحيحة في كتب أهل السنَّة والجماعة.
وهنالك من يزعم منهم: عدم صيام يوم عاشوراء حتَّى لا يتَّخذ عيداً، مع العلم أنَّ العيد لا يجوز صومه، فهذا دليل على التناقض والقصور في فهم النصوص والتعامل معها.
وكثير منهم يصوم عاشوراء إلى نصف النهار فقط أو العصر، وهذا مناقض لقوله تعالى:{ ثمَّ أتموا الصيام إلى الليل}.
ومنهم من يقول: لا يجوز صيام عاشوراء؛ لأجل مقتل الحسين بن علي – عليهما السلام ورضي عنهما - وقد نقل عنهم هذا القول الشيخ: عبد القادر الجيلاني: أحد أئمة الزهد والدين، حيث قال:
" طعن قومٌ على من صام هذا اليوم العظيم، وما ورد فيه من التعظيم، وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأجل قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما فيه، وقالوا: ينبغي أن تكون المصيبة فيه عامة لجميع الناس لفقده فيه، وأنتم تتخذونه يوم فرح وسرور، وتأمرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة والصدقة على الفقراء والضعفاء والمساكين، وليس هذا من حق الحسين رضي اللّه عنه على جماعة المسلمين.
وهذا القائل خاطئ ومذهبه قبيح فاسد، لأن اللّه تعالى اختار لسبط نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده، ليزيده بذلك رفعة في درجاته وكراماته مضافة إلى كرامته، وبلّغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة، ولو جاز أن نتخذ يوم موته يوم مصيبة: لكان يوم الإثنين أولى بذلك، إذْ قبض اللّه تعالى نبيه محمداً صلّى اللّه عليه وسلّم فيه، وكذلك أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه قبض فيه....".
ثمَّ قال:" وكذلك يوم عاشوراء، لا يتخذ يوم مصيبة، ولأنَّ يوم عاشوراء إنْ اتخذ يوم مصيبة ليس بأولى من أن يتخذ يوم فرح وسرور، لما قدمنا ذكره وفضله، من أنه يوم نجّى اللّه تعالى فيه أنبياءه من أعدائهم، وأهلك فيه أعداءهم الكفار من فرعون وقومه وغيرهم، وأنه تعالى خلق السماوات والأرض والأشياء الشريفة فيه وآدم عليه السّلام وغير ذلك، وما أعدّ اللّه تعالى لمن صامه من الثواب الجزيل والعطاء الوافر وتكفير الذنوب وتمحيص السيئات، فصار عاشوراء بمثابة بقية الأيام الشريفة، كالعيدين والجمعة وعرفة وغيرهما.
ثم لو جاز أن يتخذ هذا اليوم مصيبة: لاتّخذته الصحابة والتابعون رضي اللّه عنهم، لأنهم أقرب إليه منا وأخص به...".([4]).

وقال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله:
" وصار الشيطان بسبب قتل الحسين – رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين:
بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سنَّ ذلك: فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة؛ فإن هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله".([5]).
لقد قُتِلَ الصحابي الجليل الفاروق أمير المؤمنين: عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – وقتله شخصٌ يُبجّله الرافضة، وهو: أبو لؤلؤة المجوسي، وأهل السنّة يعتقدون أنّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قد قُتِلَ غيلة وغدراً في موطن ومكان وزمان شريف؛ حيث طُعن في المسجد، وهو يصلي ويقرأ القرآن، في أشرف صلاة، وهي: صلاة الفجر؛ وفُجعت أمّة الإسلام بذلك؛ والمصيبة بقتله أعظم من المصيبة بقتل الحسين – عليه السلام – ومع ذلك ما ناح عليه أهل السنّة وما جزعوا.
أمّا الرافضة، فإنّهم جعلوا هذا اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي يوماً مشهوداً يقومون فيه بأفعال غريبة وطقوس خُرافيّة كاللطم والتطبير، والمقصود به: دق السيوف بالرؤوس وإسالة الدماء منهم، وضرب القامات، والنفخ في الأبواق، وضرب الطبول مع الصياح واللطائم والنياحة وشق الجيوب؛ بدعوى مظلومية آل البيت ومقتل الحسين بن علي – عليهم السلام ورضي الله عنهما - مع أنّهم أنفسهم كان لهم ضِلعٌ كبير فيما أدّى لقتله، حيث دعوه لينصروه ثم غدروا به فخذلوه، وفي هذا يقول كبير من كبارهم:" محسن الأمين" أنّه:
" بايع الحسين عشرون ألف من أهل العراق غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه"([6]).
إنّ مِمّا لا يعلمه كثير من الشيعة الرافضة: أن الشهيد الحسين بن علي - عليهما السلام - كان أصحابه الذين قُتِلُوا معه من السُّنَّة، لا من ادّعى أنّه من شيعته؛ وحين أتى جيش عبيد الله ابن زياد لم يُفرِّق في قتله بين الحسين ومن معه مِمّن ناصره يوم أن خذله شيعته؛ وهم لا يذكرون هذه الجوانب في دروسهم وحسينياتهم!!؟.
مع هذا كلّه يقومون بهذه الطقوس الفارغة في اللطم والتطبير حيث تعرضها أكثر من عشرين قناة من قنواتهم الفضائيَّة، ويراها القاصي والداني، من المسلمين وغيرهم؛ فيظنُّ كثير من غير المسلمين أنَّ دين الإسلام جاء بمثل هذه الأعمال الشاقة، والتي فيها تعذيب للنفس، وتنكيل بها، حتى تكون صادّة لهم عن دخول الإسلام حين يعلموا أنّ هؤلاء القوم ينسبون أنفسهم للإسلام؛ وما هي إلاَّ رهبانية ابتدعها الرافضة، ولم يكتبها الله تعالى عليهم، فيكون هؤلاء الرافضة بأفعالهم فتنة لغيرهم من غير المسلمين مِمَّن لو أراد أن يدخل في دين الإسلام؛ لأبى ذلك لما يراه على الشاشات الفضائيَّة من تعذيب للأنفس، فترى بعض غير المسلمين يقولون : إنَّ ديناً يأمر بهذا: لهو دين مشقة وعنت، ودين طقوس ورهبانية وأعمال غير معقولة، بل وقبيحة...
ولا يغيب عن الأذهان أنّ الحسين بن علي – عليهما السلام – قد نهى أهل بيته الكرام عن النياحة وغيرها قبل وفاته؛ فقال لشقيقته السيدة: زينب بنت علي - عليهما السلام -:
" يا أختاه، إني أقسمت عليك فأبرّي قسمي، لا تشقي علي جيباً، ولا تخمشي علي وجهاً، ولا تدعلي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت"([7]).
وهذا الذي يتوافق مع شريعة الإسلام؛ بالنهي عن النياحة واللطم وشق الجيوب؛ وما دين الإسلام كذلك، وإنّ الخزعبلات التي يقوم بها الرافضة في إظهار البكائيات على مقتل الحسين؛ لم تكن أساساً منبعثة من دين الإسلام؛ بل دخلت عليهم من عادات النصارى؛ وقد شَهِدَ أحد كبار علماء الشيعة الملقب بالشهيد:( مرتضى مطهري): أنّ الرافضة قلّدوا النصارى في عاداتهم باللطم و التطبير، فقال:
" إذا تجاوَرَت النِّحَل وتعاشرت تبادلت العقائد والأذواق، وإن تباعدت في شعاراتها، من ذلك مثلاً: سريان عادة التطبير من المسيحيين الأرثوذكس القفقازيين إلى إيران، وانتشرت فيها انتشار النار في الهشيم؛ بسبب استعداد النفوس والروحانيات لتقبُّلها"([8]).
وقد أنكر هذا المنكر العظيم بعض علماء الشيعة القلائل، وهذا مِمَّا يُحسَبُ لشجاعتهم في ظل صعوبة الخروج عندهم بشيء يخالف عقائدهم الضالة والمنحرفة، وقد أحسن من قال:
إن الشجاعة في القلوب كثيرة ÷ ورأيت شجعان العقول قليلاً
فقلَّة قليلة هي التي تنكر مثل هذه التُّرهات والشركيات والبدع والخرافات التي تصدر من أفواه الملايين منهم، بموافقة مشايخهم كذلك!!؟.
لقد أنكر:( د. موسى الموسوى) - حفيد أحد كبار علماء الرافضة، وقد كان الزعيم الأعلى للشيعة في وقته:( أبو الحسن الموسوي الأصبهاني)، وكتب:( د. الموسوي): كتابات جيدة في الجملة أخذت المنحى الإيجابي في نقد الكثير من خرافات الشيعة مثل كتابه المهم :(يا شيعة العالم استيقظوا) وكتابه:(الشيعة والتصحيح: الصراع بين الشيعة والتشيع)، وهو وإن بقي شيعياً إلاَّ أنَّه أنكر كثيراً من شركياتهم، مثل:{دعوى ولاية الفقيه، والقول بعصمة الأئمة}، وغيرها من الجوانب الخطيرة في تمثُّلات الفكر الشيعي، ولكنَّها لم تسمع صدى من يسمع لها من غالبية الشيعة، بل قد اغتيل في أمريكا، ما يجعل أصابع الاتهام تشير إلى الشيعة الروافض الذين قاموا باغتياله بعد أن نقد الكثير من مصائبهم وشركياتهم!!؟.
ومن ضمن ما نقده الدكتور:( موسى الموسوي): ما يقوم به بعض الشيعة الروافض من ضرب الرؤوس بالفؤوس وغيرها في عاشوراء، حيث قال:
" الضرورة تملي أن نفرد فصلاً خاصاً في ضرب السلاسل على الأكتاف، وشج الرؤوس بالسيوف والقامات في يوم العاشر من محرم حداداً على الإمام الحسين، وبما أن هذه العملية البشعة ما زالت جزءاً من مراسم الاحتفال باستشهاد الإمام الحسين ...
ولا ندري على وجه الدقة متى ظهر ضرب السلاسل على الأكتاف في يوم عاشوراء، وانتشر في أجزاء من المناطق الشيعية مثل إيران والعراق وغيرهما، ولكن الذي لا شك فيه أن ضرب السيوف على الرؤوس، وشج الرأس: حداداً على الحسين في يوم العاشر من محرم: تسرب إلى إيران والعراق من الهند، وفي إبان الاحتلال الإنجليزي لتلك البلاد، وكان الإنجليز هم الذين استغلوا جهل الشيعة وسذاجتهم وحبهم الجارف للإمام الحسين، فعلموهم ضرب القامات على الرؤوس، وحتى إلى عهد قريب كانت السفارات البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب الحسينية التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة...
وهنا أذكر كلاماً طريفاً مليئاً بالحكمة والأفكار النيرة سمعته من أحد أعلام الشيعة ومشايخهم قبل ثلاثين عاماً، لقد كان ذلك الشيخ الوقور الطاعن في السن واقفاً بجواري، وكان اليوم هو العاشر من محرم، والساعة الثانية عشرة ظهراً، والمكان هو: روضة الإمام الحسين في كربلاء، وإذا بموكب المطبرين الذين يضربون بالسيوف على رؤوسهم ويشجونها: حداداً وحزناً على الحسين، دخلوا الروضة في أعداد غفيرة، والدماء تسيل على جباههم وجنوبهم بشكل مقزز تقشعر من رؤيته الأبدان، ثم أعقب الموكب موكب آخر وفي أعداد غفيرة أيضاً، وهم يضربون بالسلاسل على ظهورهم، وقد أدموها، وهنا سألني الشيخ العجوز والعالم الحر:" ما بال هؤلاء الناس وقد أنزلوا بأنفسهم هذه المصائب والآلام؟"، قلت : كأنك لا تسمع ما يقولون إنهم يقولون:" واحسيناه"، أي: لحزنهم على الحسين.
ثم سألني الشيخ من جديد:" أليس الحسين الآن في:[مقعد صدق عند مليك مقتدر]، قلت: بلى .
ثم سألني مرة أخرى::" أليس الحسين الآن في هذه اللحظة في الجنة:[ التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين]؟، قلت: بلى.
ثم سألني: أليس في الجنة:[ حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون]، قلت: بلى، وهنا تنفس الشيخ الصعداء، وقال بلهجة كلها حزن وألم:
" ويلهم من جهلة أغبياء، لماذا يفعلون بأنفسهم هذه الأفاعيل لأجل إمام هو الآن في " جنة ونعيم " ويطوف عليه ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين".
وفي عام:( 1352 هجري)، وعندما أعلن كبير علماء الشيعة في سوريا السيد:" محسن الأمين العاملي": تحريم مثل هذه الأعمال وأبدى جرأة منقطعة النظير في الإفصاح عن رأيه، وطلب من الشيعة أن يكفوا عنها: لاقى معارضة قوية من داخل صفوف العلماء ورجال الدين الذين ناهضوه ووراءهم " الهمج الرعاع " على حد تعبير الإمام علي ، وكادت خطواته الإصلاحية تفشل لولا أن تبنى جدنا السيد:" أبو الحسن" بصفته الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية موقف العلامة:" الأمين" ورأيه في تلك الأعمال معلناً تأييده المطلق له ولفتواه"([9]).

إنَّ على عقلاء الشيعة: أن يعوا حقيقة هذه الشناعات والأعمال البشعة والقبيحة التي تصدر من أغلبيَّتهم في مسيرات "اللطم" أو "التطبير" أو "العزاء" أو "السواد"، وأنَّ مثل هذه الأمور ليس لها سلف، بل إنَّ الأحاديث الصحيحة الواردة عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في ذم النياحة على الميت، والإحداد عليه بالنسبة للنساء أكثر من ثلاثة أيام إن لم يكن زوجاً لها.
إنَّ من العجائب والغرائب التي لا تُعقل في هذا الزمن الذي ينادي أكثر الناس فيه بالعقلانيَّة ـ ولكنَّهم لا يعقلون ـ أن نلاحظ ما يقوم به الشيعة الروافض كذلك من معالم محدَّدة، وطقوس واضحة، وتعاليم وكأنَّها دستور مكتوب، فنجد :(الرادود)، وهو الشخص الذي يردد ما يسمونه هم:(اللطميات) وأناشيدهم التي ينشدونها بطرق تثير الأسى ولواعج الحزن في مناسبة عاشوراء، فذلك (الرادود) ينشد ويُردِّد، وأولئك الجهَّال يلطمون خلفه ويضربون صدورهم، وإمَّا أن يقع هذا في حسينياتهم، أو في مسيراتهم الحاشدة والمتحركة.
وماذا يفعلون...!!؟، سوى أن يُنَمُّوا ويُغَذُّوا الأحقاد والخصومات في كل سنة، ويثيرون أسباب الخصومات، ويقرؤونها وكأنَّها قرآن يُتلى!!؟، وما أحسن ما كتبه أحد الباحثين في شؤونهم حينما قال:
" فبالأمس قتلوا الحسين باسم الحسين، واليوم يقتلون الأمة باسم الحسين..!!؟".

ومن خزعبلاتهم: ما نجدهم يُصرِّحون به وبدون أي خجل، بل بمباركة ملاليهم وشيوخهم، حينما يقولون أنَّ دم الحسين ـ رضي الله عنه ـ يتدفَّق كل عام منذ ألف وأربعمائة عام في يوم عاشوراء من:(الشجرة الدامية)!؟.
وقد كتب عن هذه الشجرة عدد من ملاليهم ومنهم:( عميد آل القزويني في العراق السيد محمد رضا بن المير محمد قاسم الحسيني القزويني في رسالة عنوانها " جنار خونبار "، وهو الاسم الفارسي لهذه الشجرة، وكذلك الجوهري في " طوفان البكاء " المطبوع كرارا حيث نقل صحبته لأستاذه الشيخ: محمد صالح البرغاني الحائري، ووفادتهما إلى هذه الشجرة ومشاهدتهما للدم الذي يسيل منها!!؟.
وقد حدّدوا مكان هذه الشجرة، وأنَّها تقع في بلاس الفرس وتعرف بـ (الشجرة الدامية )، وباللغة المحلية هنالك بـ ( جنار خونيار)، وهي من نوع الصنوبر، وتقع في منطقه يقال لها ( زراباد ) بمقاطعة (روبار ألموت) شمال غرب ( معلم كلاية) على بعد 40 كيلومترا من مدينة ( قزوين) شمال إيران.
هذه الشجرة يزحف إليها الشيعة الروافض: للفوز بنقطة من ذلك الدم الأحمر الذي يسيل منها، ويتمسَّحون بجذوعها، ويتبرَّكون بذلك الدم المزعوم!!؟([10]).
مع أنَّ التحليل لسيلان ذلك اللون الأحمر من تلك الشجرة؛ إنَّما يكون بسبب ما يتحدث عنه علماء النبات ومعرفتهم بأنواع الشجر، بأنَّه يُفرز بعض المواد الصمغيَّة أو المستحلبة، أو أنَّ التربة التي تزرع فيها مثل هذه الشجرة لها أثر في زيادة هذه الإفرازات، وقد تُصاب بعض الأشجار بمرضٍ يصيب مثل هذا النوع من النبات مِمَّا يجعله يُفرز مثل هذه المواد، أو طبيعة الجو في تلك المنطقة، فهذه أو تلك يكون لها سبب في خروج مادة ذات لون أحمر تشبه الدم؛ فذهب أولئك المُغفَّلون، وظنُّوها كرامة للحسين رضي الله عنه بدون دليل أو أثارة من علم!!؟.
وصدق الله عزَّ وجل القائل:{ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}، والقائل:{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ }.

أختم فأقول :
إنّ من تناقضات الشيعة: حالة استذكارهم مقتل الحسين - رضي الله عنه وعليه السلام- أنّهم يقومون بتوزيع الحلويات والسكاكر، وطبخ الطعام ووضع الأصناف والألوان على موائدهم في ذلك اليوم الذي يبكون فيه على الحسين، بينما في الجهة الأخرى يكون أهل السنَّة والجماعة صائمين!!؟.
إنّ مواقف الفِرقة الشيعية في موسم عاشوراء؛ يجب أن تُناهض وتُقاوم؛ وتُمنع من الواقع؛ ذلك أنّها مواسم، بل مراسم وطقوس لتهييج الأحقاد ضدّ من ليس لهم ناقة ولا جمل فيما حصل؛ وفيها إثارة لكوامن النفوس والأحزان بما لم يأذن به الله؛ فالواجب على كل من ولاّه الله شؤون العباد: استئصال هذه البِدع بمنعها وعدم السماح لها.
والله المُوفّق والهادي إلى الرشاد.

هوامش:
[1] ) الوسائل ج10/ ص459 باب 21ـ حديث (1).
[2] ) الوسائل ج10/457 باب (20) حديث رقم(2) وفي موقعهم على الشبكة العنكبوتية مركز الأبحاث العقائديَّة قالوا عن سند هذه الرواية: وسند الرواية معتبر رجالها ثقات غير مسعدة بن صدقة والأكثر على قبول روايته.
[3] ) الوسائل ج(10/457)، وحكم المفتي لديهم في مركز الأبحاث العقائديَّة أنَّ هذه الرواية صحيحة ورجالها موثقون.
[4] ) الغنية لطالبي طريق الحق عزَّ وجل ، للشيخ عبد القادر الجيلاني :(2 / 93 ـ 94) بتصرف واختصار.
[5] ) منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدريَّة، لابن تيمية : (4/544).
[6] ) أعيان الشيعة:(1-34)
[7] ) مستدرك الوسائل 1/144، إعلام الورى بأعلام الهدى : (1 / 457) ، الفضل بن الحسن الطبرسي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم - إيران ، ط1، 1417هـ
[8] ) كتاب الإمام علي في قوته الجاذبة والدافعة، مرتضى مطهري، ص: (180)
[9] ) الشيعة والتصحيح للدكتور موسى الموسوي –من علماء الشيعة- ص100-101 باختصار وتصرف.
[10] ) نشرت مجلة المنبر الثقافية الشيعية تقريراً مع الصور عن هذه الشجرة الدامية، وكان بعنوان :(المنبر تغطي في عددها العاشورائي الجديد معجزة الشجرة الدامية الخالدة!!) في العدد 23 في محرم 1423هـ.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 05:17 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى