رد: صُمُـــودٌ وَ تَحَد
01-09-2012, 12:33 PM
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
متابعي مذكّراتي العزيزات و الأعزّاء أسعد الله أمسيّتكم، أواصل معكم سردي و أتمنّاه بردا و سلاما على قلوبكم الطّيّبة.
الرّجلان الإصطناعيّان
[IMG][/IMG]
قضيت شهورا عديدة مع التّدريبات لتقويّة عضلات البطن و الفخذين بعدما تمّ علاجي من حروق الدّرجة الثّالثة و الّذي إستغرق وقتا طويلا هو الآخر.
بدأت بعدها بالتّدريبات المكثّفة و القاسيّة كما بدت لي و كلّ هذا حتّى يتمّ تهييئي لوضعيّة الوقوف من جديد على رجلين إصطناعيين بعد أن تعوّد جسمي على وضعيّة الجلوس الدّائمة
و أقسى تدريب كنت أعاني منه محاولة الوقوف ممسكة بحديدتين واحدة على يميني و الأخرى على شمالي و بالإتّكاء عليهما أرفع جسمي و أبقى في وضعيّة وقوف و المدرّب يعدّ الثّواني و يرى مدّة تحمّلي، كنت أصل إلى العشرين و أجلس لأنّني كنت أشعر بشعور غريب و أحسّ بتدفّق الدّم السّاخن إلى الأسفل تتبعه تنمّلات عندها لا أستطيع المتابعة و أجلس بسرعة.
مدرّبي اللّئيم كان يُبعد عنّي الكرسي حتّى يضطرّني إلى الوقوف لفترة طويلة و كم كنت أعاني ساعتها صارخة أنّني سأقع أرضا
سألت مدرّبي إريك ما الفائدة من هذه التّدريبات و سيكون لديّ رجلان من المفروض أستطيع الوقوف عليهما؟ فأجاب يجب عليك أن تقوّي عضلات ذراعيك لأنّهما سيقومان بعمل الرّجلين و سيحملان ثقل الجسم و الرّجلين الإصطناعيين الّذي سيكون وزنهما حوالي الثّلاثين كلغ.
.
مرّت عليّ أسابيع و كأنّها دهور و أنا مواضبة على هذه التّدريبات النّظريّة و حان تطبيقها أخيييرا فأتى مدرّبي بآلة غريبة قامت برفعي من الكرسي على رجليّ الإصطناعيين و لمست بالقدمين الأرض و رأيتني واقفة، نعم و أخيرا وقفت و كم كان شعورا غريبا حينذاك شعرت بدوار و تصبّب عرق و نبضات قلبي في تزايد كلّ هذا لأنّني خفت أن أسقط، و كم سقطت و أنا صغيرة و لم أكن أبالي إبتسامة
إنتقلنا إلى مرحلة ثانية و هي المشي بين عمودين متوازيين ممسكة بهما طبعا و كانت أولى خطواتي و كم كنت سعيدة بهما، كان يكفيني أن أراني واقفة فكيف بي و أنا أمشي
بعدها وصلنا إلى أصعب مرحلة بالنّسبة لي و هي المشي بعكّازين، عانيت جدّا في هذه المرحلة، رغم المسافة الصّغيرة الّتي كنت أمشيها كنت كمن قام بالجريّ لكيلومتر، و عندما لاحظ مدرّبي ذلك التّعب عليّ قال: لأنّك تستعملين عضلاتك في المشي اتركي كلّ ثقلك على الرّجلين.
قلت: ليست رجلايّ فكيف أأمن لهما؟؟؟
إبتسم و ردّ: لأنّك تمشين بخوف كطفل يخطو خطواته الأولى.
قلت: صحيح أنا كذلك.
أمطرني مدرّبي بوابل من النّصائح: لا تفعلي كذا و افعلي كذا، و حذار من هذا التّصرّف و و و، ساعتها إغرورقت عيناي و حاولت إخفائهما عن مدرّبي لكنّه لاحظها فاعتقد أنّه لعجز منّي و ضعف، فصحّحت له مفهومه قائلة:
رزقني ربّي نعمة الرّجلين فكنت أمشي و أجري بهما دون أن أشعر بثقلهما: أطويهما كما شئت، أمددهما، أقف على رجل واحدة و و و
و الآن فقط شعرت بنعمتهما العظيمة، فكم عانيت و كم إستغرقت من وقت فقط لأتمكّن من الوقوف و ما ينتظرني أدهى و أمرّ، و الّذي أحزنني أكثر غفلتي على شكر نِعم الله عليّ فلهج لساني: أحمدك ربّي على نعمك الّتي لا تُعدّ و لا تُحصى.
متابعي مذكّراتي العزيزات و الأعزّاء أسعد الله أمسيّتكم، أواصل معكم سردي و أتمنّاه بردا و سلاما على قلوبكم الطّيّبة.
الرّجلان الإصطناعيّان
[IMG][/IMG]
قضيت شهورا عديدة مع التّدريبات لتقويّة عضلات البطن و الفخذين بعدما تمّ علاجي من حروق الدّرجة الثّالثة و الّذي إستغرق وقتا طويلا هو الآخر.
بدأت بعدها بالتّدريبات المكثّفة و القاسيّة كما بدت لي و كلّ هذا حتّى يتمّ تهييئي لوضعيّة الوقوف من جديد على رجلين إصطناعيين بعد أن تعوّد جسمي على وضعيّة الجلوس الدّائمة
و أقسى تدريب كنت أعاني منه محاولة الوقوف ممسكة بحديدتين واحدة على يميني و الأخرى على شمالي و بالإتّكاء عليهما أرفع جسمي و أبقى في وضعيّة وقوف و المدرّب يعدّ الثّواني و يرى مدّة تحمّلي، كنت أصل إلى العشرين و أجلس لأنّني كنت أشعر بشعور غريب و أحسّ بتدفّق الدّم السّاخن إلى الأسفل تتبعه تنمّلات عندها لا أستطيع المتابعة و أجلس بسرعة.
مدرّبي اللّئيم كان يُبعد عنّي الكرسي حتّى يضطرّني إلى الوقوف لفترة طويلة و كم كنت أعاني ساعتها صارخة أنّني سأقع أرضا
سألت مدرّبي إريك ما الفائدة من هذه التّدريبات و سيكون لديّ رجلان من المفروض أستطيع الوقوف عليهما؟ فأجاب يجب عليك أن تقوّي عضلات ذراعيك لأنّهما سيقومان بعمل الرّجلين و سيحملان ثقل الجسم و الرّجلين الإصطناعيين الّذي سيكون وزنهما حوالي الثّلاثين كلغ.
.
مرّت عليّ أسابيع و كأنّها دهور و أنا مواضبة على هذه التّدريبات النّظريّة و حان تطبيقها أخيييرا فأتى مدرّبي بآلة غريبة قامت برفعي من الكرسي على رجليّ الإصطناعيين و لمست بالقدمين الأرض و رأيتني واقفة، نعم و أخيرا وقفت و كم كان شعورا غريبا حينذاك شعرت بدوار و تصبّب عرق و نبضات قلبي في تزايد كلّ هذا لأنّني خفت أن أسقط، و كم سقطت و أنا صغيرة و لم أكن أبالي إبتسامة
إنتقلنا إلى مرحلة ثانية و هي المشي بين عمودين متوازيين ممسكة بهما طبعا و كانت أولى خطواتي و كم كنت سعيدة بهما، كان يكفيني أن أراني واقفة فكيف بي و أنا أمشي
بعدها وصلنا إلى أصعب مرحلة بالنّسبة لي و هي المشي بعكّازين، عانيت جدّا في هذه المرحلة، رغم المسافة الصّغيرة الّتي كنت أمشيها كنت كمن قام بالجريّ لكيلومتر، و عندما لاحظ مدرّبي ذلك التّعب عليّ قال: لأنّك تستعملين عضلاتك في المشي اتركي كلّ ثقلك على الرّجلين.
قلت: ليست رجلايّ فكيف أأمن لهما؟؟؟
إبتسم و ردّ: لأنّك تمشين بخوف كطفل يخطو خطواته الأولى.
قلت: صحيح أنا كذلك.
أمطرني مدرّبي بوابل من النّصائح: لا تفعلي كذا و افعلي كذا، و حذار من هذا التّصرّف و و و، ساعتها إغرورقت عيناي و حاولت إخفائهما عن مدرّبي لكنّه لاحظها فاعتقد أنّه لعجز منّي و ضعف، فصحّحت له مفهومه قائلة:
رزقني ربّي نعمة الرّجلين فكنت أمشي و أجري بهما دون أن أشعر بثقلهما: أطويهما كما شئت، أمددهما، أقف على رجل واحدة و و و
و الآن فقط شعرت بنعمتهما العظيمة، فكم عانيت و كم إستغرقت من وقت فقط لأتمكّن من الوقوف و ما ينتظرني أدهى و أمرّ، و الّذي أحزنني أكثر غفلتي على شكر نِعم الله عليّ فلهج لساني: أحمدك ربّي على نعمك الّتي لا تُعدّ و لا تُحصى.
و للحديث بقيّة إن شاء الله.
التعديل الأخير تم بواسطة إخلاص ; 01-09-2012 الساعة 12:42 PM