الإمام السلفي مبارك بن محمد الميلي الجزائري
03-11-2007, 07:11 PM
من أعلام الجزائر مبارك بن محمد ابراهيميالهلالي الميليالجزائري:
( 1316 هـ - 1898م)
هو مبارك بن محمد ابراهيمي الهلالي الميليالجزائري
مولده : ولد رحمه الله سنة 1316 هـ - 1898 م تقريبا
في دوّارأولاد مبارك من قرى الميلية من أحواز قسنطينة .
نشأته العلمية و أعماله :
نشأ الفتى مبارك بالبادية نشأة القوة و الصلابة و الحرية
و ربّي يتيما، فبعد وفاة والده محمد توفيت أمه تركية
بنت أحمد بن فرحات حمروش ، فكفله جدّهرابح ثم
عمّاه
هو مبارك بن محمد ابراهيمي الهلالي الميليالجزائري
مولده : ولد رحمه الله سنة 1316 هـ - 1898 م تقريبا
في دوّارأولاد مبارك من قرى الميلية من أحواز قسنطينة .
نشأته العلمية و أعماله :
نشأ الفتى مبارك بالبادية نشأة القوة و الصلابة و الحرية
و ربّي يتيما، فبعد وفاة والده محمد توفيت أمه تركية
بنت أحمد بن فرحات حمروش ، فكفله جدّهرابح ثم
عمّاه
التحق الشيخ مبارك بجامع الزيتونة بتونس الذي
تخرج منهأستاذه الأكبر ابن باديس ، و انخرط
في سلك تلاميذه ، و أخذ عن جلّة رجال العلم
و المعرفة ، ممن انتفع بهم أستاذه قبله ، منهم
الشيخ محمد النخليالقيرواني، و الشيخ محمد
الصادق النيفر، و الشيخ محمد الطاهر بنعاشور
والأستاذ محمد القاضي و غيرهم.
و قد كان في هذه السنوات التي قضاهاهناك مثالا
للطالب المكبّ المجتهد، و أنموذجا للشابّ الشهم
المهذّب، فرجعمن تونس بشهادة التطويع (العالمية)
سنة 1924 م، قال الأستاذ عبد الحفيظ الجنان
رحمه الله [البصائر العدد 27 من سلسلة الثانية] :
"و بعد تحصيله على شهادةالتطويع رجع
إلى قسنطينة حاملا معه "مسودة قانون أساسي
" ليحث الطلاب و أهلالعلم على إنشاء مطبعة
كبرى تطبع المخطوطات ، و تنشر الجرائد و المجلات
ويحيي الأمته حياة علمية لا نظير لها ووجد أستاذه
عبد الحميد قد بعث بقلمه صيحةمدويّة في أرجاء
الوطن داعية الى الخلاص من ربقة الشرك و التحرير
من أغلالالعبودية فأصدر جريدة "المنتقد"
ثم أخرج بعدها "الشهاب الأسبوعي" و ظلّ كذلك
يكافح وحده الى أن رفع مبارك قلمه و انضوى
تحت لواء أستاذه بالأمس و صاحبهفي الحال ،
و قال له : ها أنا ذا ، فكان الفتى المقداموالمناظر
الهمام".
و في سنة 1926 م انتقل الى الأغواط بدعوة
من أهلها ، فوجد منهمالإقبال العظيم و التفت
حوله ثلّة من الشباب فنفخ فيهم روح العلم
الصحيح والتفكير الحرّ و قضى في هذه البلدة
سبع سنوات أسّس فيها "مدرسة الشبيبة"
وهي أولى المدارس العصرية النادرة
في ذلك الوقت كما أسّس بعدها "الجمعية
الخيرية" لإسعاف الفقراء و المساكين
و الأيتام فكان لها قدم في ميدانالبرّ
و الإحسان.
كما كان له دروس ليلية في الوعظ و الإرشاد
يلقيهابالمسجد على عامة الناس و كان
أيضا يخرج الى مدينة الجلفة شمالا و بوسعادة
شرقا و آفلو غربا لإلقاء مثل تلك الدروس
من حين الى آخر فيدعوهم للإصلاح والتمسّك
بالكتاب و السنّة و نفض غبار الجهل و الكسل
و محاربة البدعة فيالدين .
و في سنة 1931 م أسّست "جمعية العلماء المسلمينالجزائريين" فانتخب الشيخ مبارك عضوا في مجلس إدارتها و أمينا لماليتها ، ثم رجعالشيخ بعد السنوات التي قضاها بالأغواط إلى موطن الصبا "ميلة" فأنشأ فيها جامعاعظيما كان خطيبه و الواعظ و المرشد فيه و مدرسة "الحياة" التي أشرف سير التعليمفيها ، و "نادي الإصلاح" الذي يحاضر فيه .
ثم أسندت إليه رحمه الله رئاسةتحرير جريدة البصائر الأسبوعية بعد أن تخلّى عنها الشيخ الطيّب العقبي رحمه اللهفقام بالمهمّة و بهذا الواجب أحسن قيام رغم مرض "السكري" الذي أنهك قواه الى أنقررت "جمعية العلماء" السكوت في سنة 1939م فاحتجبت البصار عن الصدور ، و بعد وفاةابن باديس خلفه في الإشراف على الدراسة العلميّة للطلبة حتّى نهاية العام الدراسيّلأنّ نائب رئيس " جمعية العلماء " يومئذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه اللهكان منفيّا في مدينة "آفلو" من الإدارة الفرنسية الإستعمارية ، و لمذا اشتدّ علىالشيخ المرض تحوّلت الدراسة إلى مدينة "تبسة" حيث تكفّل بها الشيخ العربي التبسيرحمه الله .
شيوخه:
و من أشهرهم :
- المصلح الزاهد محمد بنمعنصر الشهير بالشيخ الميلي ) ت 1347 هـ ( : مؤدبه الأول ، الذي لقّنه مبادئالقراءة و الكتابة و القرآن الكريم و الضروريّ من الفقه و علّمه بسمته الحسن و هديهالصالح الزهد في الدنيا و الإقبال على الآخرة .
- العلامة الشيخ عبد الحميدبن باديس رحمه الله " ت 1359 هـ / 1940 م" : و قد كان له الأثر البالغ في حياةالشيخ مبارك ، علما و عملا و صلاحا و استقامة و توجّها و سلوكا .
- العلامةالشيخ محمد النخلي القيرواني "ت 1925م " رحمه الله : أحد شيوخ شيخه ابن باديس وأشهر علماء الزيتونة الذين برعوا في العلوم النقلية و العقلية ، تتلمذ عليه الشيخمبارك لمّا رحل إلى "الجامع الأعظم" بتونس لطلب العلم .
- العلامة الشيخمحمد الطاهر بن عاشور "ت 1973م "رحمه الله شيخ الجامع الأعظم ، و صاحب الكتبالنافعة و التآليف القيّمة .
تلاميذه:
كانت حياة الشيخ مبارك مباركة ، فقدأمضاها في الجهاد و التضحية و التعليم و التربية و الوعظ و الإرشاد و الأمربالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوة إلى الإسلام الصحيح و الصدع بالحق و الكتابة والتأليف و التحقيق و التصنيف ، و كانت الأيام التي قضاها بالأغواط هي أخصب أيّامهفي الدعوة إلى الله و التعليم ، و كان من ثمارها أن تخرجّ على يديه جماعة من طلبةالعلم و حملته و ثلّة من دعاة الإسلام و أنصاره ، و من أبرز هؤلاء :
1- الشيخ أحمد الشطّة بن التهامي " ت 1958م " رحمه الله : تتلمذ على الشيخ مبارك ثمالتحق بجامع الزيتونة و تخرّج منها بشهادة التحصيل سنة 1936 م و هو مؤسس مدرسةالتربية و التعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين يومئذ بالأغواط و التي تسمّىباسمه الآن و توفّي تحت التعذيب من طرف فرقة الظلّيّين الهمجية النابعة لفرنسا والتي تسمّى بالدوب DOP .
2- الشيخ أبو بكر الحاج عيسى الأغواطي " ت 1407هـ"رحمه الله : و هو من أنبغ طلبة الشيخ مبارك و ممن تتلمذوا على شيخه ابنباديس و شاركه في التدريس ، خرّيج الزيتونة و أحد الأعضاء البارزين في جمعيةالعلماء المسلمين الجزائريين و انتخب سنة 1936 م عضوا في الهيئة العليا لها .
3- الأستاذ أحمد بن أبي زيد قصيبة "ت 1994م "رحمه الله : درس على الشيخمبارك ثم التحق سنة 1933م بجامع الزيتونة لغتمام تحصيله العلميّ لكنّه انقطع سنة 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية ، و قد شغل عدّة مناصب مهمّة في الجمعية .
أخلاقه :
كان رحمه الله تعالى قويّ الإرادة يغلب علىأعماله الجدّ مع الصراحة ، و كان ذا شجاعة أدبية متصلذبا في الحقّ ، دقيق الملاحظة، و كان يحب العمل الدائم المتواصل ، و كان يكره الكسل و يشتدّ على الكسالى منتلاميذه أو زملائه و كان مع ذلك كريم النفس حسن المعاشرة حليما بشوشا ، محبّالتلاميذه محترما لأصدقائه ، و كان متواضعا يكره الإلام عن شخصه ، و كثيرا ما يفرّمن مواطن الظهور و لا يحبّ أن يلفت الأنظار إليه .
قال تلميذه أحمد قصيبةرحمه الله "البصائر العدد 26 السلسلة الثانية": "و في سنة 1940م لمّا توفيّ الأستاذالجليل عبد الحميد بن باديس رحمه الله عيّن خلفا له لإدارة شؤون الجامع الأخضر والإشراف على الدروس ، فلمّا تربّع ذات يوم على مقعد أستاذه الراحل العظيم ، وجلتنفسه و عظم الأمر لديه و أثّر فيه هول الموقف من تذكّر رئيسه و أستاذه حتّى سالتعبرات سخينة على خدّيه متواضعا و إشفاقا على نفسه أن تغترّ أو تتطاول بتبوّئها ذلكالمقعد".
عقيدته:
كان الشيخ مبارك سلفيّا عقيدة و سلوكا و دعوة و عملا ، مقتفيا منهجشيخه العلامة السلفي عبد الحميد ابن باديس رحمه الله تعالى ، متّبعا خطاه سائرا علىدربه ، ناسجا على منواله متأثرا به .
و شواهد ذلك كثيرة جدا و منها :
1- تصريحه بذلك في أكثر من مناسبة ، ففي مقال له بعنوان "المصلحون و المرجفون" قال : "من أين فهمتم إنكارنا الولاية الثابة بالكتاب الذي دعوناكم و لا نزال ندعوكم إلىطرح ما يخالفه ؟ و في أيّ جملة رأيتم عدم الإعتراف بالكرامة ، و هي عقيدة السلف ونحن سلفيّون نرجو أن نلقى الله كذلك" "جريدة المنتقد/ العدد 14".
و في رسالتهالنافعة "الشرك و مظاهره" يقول بملء فيه : "فنحن بالعقيدة السّلفية قائلون" "عدمتسارع المجددين إلى التكفير / الفصل الثاني".
2- تأليفه لرسالة "الشرك ومظاهره" نصرا للعقيدة الصحيحة و ردّا للشرك و مظاهره ، و دحضا للخرافة و البدعة ، وقد أقرّتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و الميلي أحمد أعلامها البارزينبلسان كاتبها العامّ الشيخ العربي التبسيّ رحمه الله الذي قال : "المجلس الإداريلجمعية العلماء يقرّر أنّ ما اشتملت عليه رسالة الشرك و مظاهره لمؤلّفها الأستاذمبارك الميلي هو عين السنّة ، و أنّ هذه الرسالة تعدّ من الكتب المؤلّفة في نشرالسنة و ردّ البدع".
3- إتباعه لمنهج السلف في إثبات العقيدة بعيدا عن أهلالكلام و الفلسفة و طرائقهم المنحرفة ، قال رحمه الله في رسالة الشرك : "و عنيعلماء الكلام ببيان عقائد الإسلام ، و سلكوا في التدليل عليها سبيل المنطق اليوناني، ثم جمد المتأخّرون على هذا الأسلوب ، و حادوا عن بيان القرآن ، فخفي على الناس ماهو شرك أو سبب له.
و قد أنكر العلماء الفحول إيثار أساليب اليونان على بيانالقرآن ، و لكنّ شيوع التقليد و ذيوع الجمود أضاذا حجّتهم و برهانهم .
فقد ألّفمحمد بن ابراهيم الصنعاني –من أئمة القرن التاسع – رسالة سمّاها "ترجيح أساليبالقرآن على أساليب اليونان".
و قال الحافظ في "الفتح" : "و قد توسّع من تأخّر عنالقرون الثلاثة المفضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين و أتباعهم و لميقتنعوا بذلك ، حتّى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان ، و جعلوا كلام الفلاسفةأصلا يردّ إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ، و لو كان مستنكرها ثم لم يكتفوا بذلك، حتّى زعموا أنّ الذي رتّبوه هو أشرف العلوم و اولاها بالتحصيل ، و أنّ من لميستعمل ما اصطلحوا عليه ، فهو عاميّ جاهل .
فالسعيد من تمسّك بما كان عليه السلف، و اجتنب ما أحدثه الخلف ، و إن لم يكن له منه بدّ ، فليكتف منه بقدر الحاجة ، ويجعل الأوّل المقصود بالأصالة و الله الموفّق".
4- إثباته في آخر فصل منفصول رسالة الشرك قصيدة أخيه في الله العلامة الطيّب العقبيّ رحمه الله تعالىالمتضمّنة الإعتقاد النقيّ الذي كانا عليه ، و سنوردها في ترجمته رحمهالله.
5- شهادة العدول من العلماء الفحول المقرّبين منه له بلامسة المعتقد وسداد المنهج ، و على رأسهم العلاّمة الأديب محمّد البشير الإبراهيمي رحمه اللهتعالى .
ثناء أهل العلم و الفضل عليه :
قال العلامة السلفيالشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى : "حياة كلها جدّ و عمل، و حيّ كلّهفكر و علم ، و عمر كلّه دروس و تحصيل ، و شباب كلّه تلقّ و استفادة ،و كهولة كلّهاإنتاج و إفادة ، و كهولة كلّها إنتاج و إفادة ، و نفس كلّها ضمير وواجب ، و روحكلّها ذكاء و عقل ، و عقل كلّه رأي و بصيرة ، و بصيرة كلّها نور و إشراق ، و مجموعةخلال سديدة و أعمال مفيدة قلّ أن اجتمعت في رجل من رجال النهضات ، فإذا اجتمعتهيّأت لصاحبها مكانة من قيادة الجيل ، و مهّدت له مقعده من زعامة النهضة .
ذلكم مبارك الميليّ الذي فقدته الجزائر من ثلاث سنين ، فقدت مؤرخها الحريصعلى تجلية تاريخها المغمور ، و إنارة جوانبه المظلمة ، ووصل عراهالمنفصمة.
و فقدته المحافل الإصلاحية ففقدت منه عالما بالسلفية الحقة عاملابها ، صحيح الإدراك لفقه الكتاب و السنة ، واسع الإطّلاع على النصوص و الفهوم ،دقيق الفهم لها ، و التمييز بينها و التطبيق لكلّيتها .
و فقدته دواوينالكتاب ففقدت كاتبا فحل الأسلوب ، جزل العبارة ، لبقا بتوزيع الألفاظ على المعاني ،طبقة ممتازة في دقّة التصوير و الإحاطة بالأطراف و ضبط الموضوع و الملك لعنانه .
و فقدته مجالس النظر و الرأي ففقدت مِدْرَهًا لا يباري في سوق الحجة وحضور البديهة و سداد الرمية و الصلابة في الحقّ و الوقوف عند حدوده .
وفقدته جمعية العلماء ففقدت ركنا باذخا من أركانها ، لا كلاّ و كلاّ ، بل ناهضابالعبء ، مضطلعا بما حمّل من واجب ، لا تؤتى الجمعية من الثغر الذي تكل إليه سدّه ،و لا تخشى الخصم الذي تسند إليه مراسه و فقدت بفقده علما كانت تستضيء برأيه فيالمشكلات ، فلا يري الرأي في معضلة إلاّ جاء مثل فلق الصبح" .
قال : " يشهدكلّ من عرف مباركا و ذاكروه أو ناظره |أو سأله في شيء مما يتذاكر فيه الناس أويتناظرون أو يسأل فيه جاهله عالمه أو جاذبه الحديث في أحوال الأمم ووقائع التاريخ وعوارض الإجتماع ، أنّه يخاطب منه عالما أيّ عالم ، و |أنّه يناظر منه فحل عراك وجدل حكاك ، و أنّه يساجل منه بحرا لا تخاض لجّته و حبرا لا تدحض حجّته ، و أنّهيرجع منه إلى عقل متين و رأي رصين و دليل لا يضلّ و منطق لا يختلّ ، و قريحة خصبة ،و ذهن لا نختلف في هذا" "البصائر العدد 26".
و قال الأستاذ أحمد توفيقالمدني رحمه الله تعالى : " كنت أكنّ لمبارك الميلي العلامة الجليل احتراما عظيما وتقديرا كبيرا ، وحبا جمّا ، إنّه الرجل المثالي الحرّ الأبيّ الذي وضع حياته كلّها - منذ رجع من الزيتونة عالما جليلا – في خدمة دينه و شعبه مدرّسا و محاضرا و مفكّراعميقا و مرشدا نصوحا .
كان نحلة منتجة لا تراها إلا ساعية وراء رحيق زهرة ،أو واضعة مع جماعتها عسلا شهيا .
هكذا كان منذ عرفته سنه 1925م إلى أن فرّقالحِمام بين جسمينا، و لم يفرّق بين روحينا ، و إنّي لأشعر بوجود مبارك الميلي يملأالفراغ الذهني و يثبت كيانه في علم الفكر .
رحمك الله يا مبارك ، و طيّبثراك ، و خلّد ذكراك" . "حياة كفاح 2/209"
و قال الأستاذ أحمد حماني رحمهالله تعالى : " العلامة الجليل مبارك بن محمد الميلي رحمه الله ، أكبر تلاميذالأستاذ ابن باديس و مدرسته علما و فضلا و كفاءة ، و احمد علماء الجزائر و بناةنهضتها العربية الإصلاحية الأفذاذ ، و أوّل من ألّف للجزائر باللغة العربية والعاطفة الوطنية تاريخا قوميّا وطنيّا نفيسا"."انظر صراع بين السنة و البدعة".
آثاره العلمية:
على الرغم من قصر عمره و حياته التي لم تدمسوى 48 عاما ، و ملازمة المرض له ، و اشتغاله بتأليف الرجال عن تصنيف الكتب "شأنهفي ذلك شأن شيخه عبد الحميد ابن باديس رحمه الله" فقد خلّف الشيخ مبارك سفريننافعين :
1- تاريخ الجزائر في القديم و الحديث : في جزئين و هو كتاب حافلأثنى عليه غير واحد ، منهم أمير البيان شكيب أرسلان ، و الشيخ عبد الحمد ابن باديسحيث بعث برسالة إلى مؤلفه يشكره و يثني على هذا الكتاب الجليل و كذا شيخه محمّدالميلي .
2- رسالة الشرك و مظاهره : و هو كتاب نفيس في بابه ، فريد فيموضوعه ، لم ينسج على منواله ، و قد أقرّ المجلس الإداريّ لجمعية العلماء "و مااشتمل عليه ، و دعا المسلمين الى دراسته و العمل بما فيه ، و حرّر هذا التقريركاتبها العام العربي التبسي رحمه الله تعالى بقلمه فعدّها في أوّليات الرسائل أوالكتب المؤلّفة في نصر السنن و إماتة البدع ، و تقرّ بها عين السنة و السنّيّين ، وينشرح لها صدور صدور المؤمنين و تكون نكبة على أولئك الغاشّين للإسلام و المسلمينمن جهلة المسلمين و أحمرة المستعمرين الذين يجدون من هذه البدع أكبر عون لهم علىاستعباد الأمم ...."
كما ترك الشيخ رحمه الله تعالى مجموعة من المقالاتالقيّمة و البحوث النافعة و التعليقات البديعة في جرائد و مجلاّت جمعية العلماءكالمنتقد و الشهاب و البصار و غيرها ممّا لو جمع لكن مصنّفا جليلا.
و بالإضافةإلى كلّ ذلك هناك "الرسائل الخاصّة" التي كانت
متداولة بينه و بين الشباب و قدأربت على مائتي رسالة فيها الأخويّة الوديّة و فيها العلميّة ذات الوزن في التحقيقو التدقيق ، و فيها الأدبيّة الرائعة و التاريخية التي تشير الى وثائق خاصّة في عهدمن العهو و غير ذلك ."أنظر مجلة الثقافة العدد 37".
نموذج من رسائل الشيخ العلمية :
"المعلّم النصوح والمتعلّم البحّاثة الأخ الشيخ
الفضيل الورتلاني (ت1958م) :
السلامعليكم و رحمة الله و بركاته
منذ يومين وقع بصري في خاتمة الجزء الأول "الحاوي للفتاوي" - فتاوى السيوطي – على هذا الحديث : روى الحاكم في "المستدرك" وصحّحه و البيهقي في "شعب الإيمان" عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تنزلوهنّ الغرف و لا تعلموهنّ الكتابة – يعني النساء – و علّموهن الغزل وسورة النور ).
فذكرت أنّك كنت سألتني عنه فلم تجد عندي علما به ، و اليوملمّا وقفت عليه و رأيت أنّ الحاكم صحّحه ظهر لي أن أبحث عنه ، فإنّ الحاكم علىجلالته في علم الحديث لا يعوّل كثيرا على تصحيحه ، حتّى إنّ النقّاد قالوا : لو لميؤلّف "المستدرك" لكان خيرا له .
طالعت فهرست كتاب "حسن الأسوة فيما ثبت منالله و رسوله في النسوة" لصديق حسن خان ، فلم أجد مبحثا يناسب هذا الحديث و تتبّعتخاتمته التي خصّها لذكر الأحكام الخاصّة بالمرأة فلم أجد هذه المسألة .
ورجعت إلى التفاسير : فوجدت البغويّ قد روى آخر سورة النور هذا الحديث بسنده إلىمحمد بن ابراهيم الشامي ّ قال : حدّثنا شعيب بن اسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عنعائشة ، فذكره .
هنا رجعت إلى "ميزان الإعتدال" للحافظ الذهبي ، لأتعرّف هلفي هذا السند ضعفاء ، فألفيته يذكر في ترجمة محمد بن ابراهيم الشاميّ عن الدارقطنيأنّه كذّاب و عن ابن عديّ أن عامّة أحاديثه غير محفوظة ، و عن ابن حبّان أنّه لاتحلّ الرواية عنه إلاّ عند الإعتبار كان يضع الحديث ، ثم خرج له أحاديث منها حديثهعن شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاشئة فذكره ، كما أورده السيوطيّإلاّ قوله : "يعني النساء".
و الظاهر أنّ الحاكم رواه من طريق الشاميّ ،لأنّه لو كان متابع في هذا الحديث لم يورده الذهبي في ترجمته ، و لم يصحّ قول ابنعديّ إنّ عامة أحاديثه غير محفوظة .
و لو كان عندنا المستدرك لاسترحنا منهذا الخرص .
و بعدُ فلنكتف بما لدينا و لا نقف ماليس لنا به علم .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
( ميلة 10 رمضان 1354هـ ).
"الشهاب ج1، م12 غرة محرم 1355هـ أبريل 1936م"
وفاته:
بعد خروج الشيخ مبارك رحمه الله من الأغواط سنة 1933هـ ابتلي بداءالعضال و مرض مزمن مضني أنهك قواه و نغّص عليه حياته ألا و هو "الداء السكري" و قدحاول علاجه داخل الجزائر و خارجها إلاّ أنّه عاوده المرض بعد وفاة شيخه ابن باديسفأخذت صحّته في الانهيار حتّى وافاه الأجل يوم 25 صفر سنة 1364 هـ / 9 فبراير 1945م ، و شيّعت جنازته من الغد في موكب مهيب بحضور آلاف عديدة من محبّيه و أصدقائه وردوا من سائر الجهات في مقدّمتهم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله رئيسجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يومئذ و دفن في مقبرة الميلة بجانب شيخه الميليرحمه الله و رثاه جمع من أهل العلم و الفضل .
رحم الله الشيخ مبارك الميليرحمة واسعة و أسكنه
بمنّه و كرمه فسيح جنانه آمين.
منقول..............
من مواضيعي
0 :: حقيقة هرمجدون ::
0 تلخيص أحكام الإحداد على الميت
0 من عقائد الصوفية
0 20 سؤالا يرجى من عبد العزيز الطريفي الإجابة عليهم
0 :: استعمال اللين في الدعوة لا يعني السكوت عن المخالفين ::
0 لا يفتكُ مؤمنٌ ... نداءٌ إلى الأمّة الإسلامية جمعاء.
0 تلخيص أحكام الإحداد على الميت
0 من عقائد الصوفية
0 20 سؤالا يرجى من عبد العزيز الطريفي الإجابة عليهم
0 :: استعمال اللين في الدعوة لا يعني السكوت عن المخالفين ::
0 لا يفتكُ مؤمنٌ ... نداءٌ إلى الأمّة الإسلامية جمعاء.