جهود المغاربة الأوائل في خدمة عقيدة السلف
04-08-2018, 05:05 PM
جهود المغاربة الأوائل في خدمة عقيدة السلف
الشيخ: جمال عزون
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ظل أهل المغرب طيلة القرون الخمسة الألى سعداء بعقيدة السلف الصالح: لا يؤولون ولا يعرجون على ما أحدثه أهل الكلام والفلسفة من جوهر وعرض وغير ذلك مما عرف به الخلف، ولم يؤثر عن أهل القرون الأخيرة.
قال الذهبي:" كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام، بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية، ولا يخوضون في المعقولات، وعلى ذلك كان: الأصيلي وأبو الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر والعلماء". (السير: 17/558).
وقال اليسع بن حزم:" ما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه".(السير: 26/550-551).
وقال عبد الواحد المراكشي:" وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم". (السير: 19/540).
فهذه شهادة بعض العلماء عن صفاء معتقد المغاربة الأوائل أمثال: الطلمنكي وابن عبد البر وغيرهم ممن يأتي إن شاء الله ذكرهم، وسأقتصر- إن شاء الله تعالى- في هذا المقال على خمسة نماذج:
1- عبد الله بن أبي زيد القيراوني أبو محمد:(ت/ 386 هـ).
2- ابن أبي زمنين الألبيري أبو عبد الله:(ت/399هـ).
3- أحمد بن محمد الطلمنكي أبو عمر:(ت/429هـ).
4- عثمان بن سعيد الداني أبو عمرو:(ت/444هـ).
5- يوسف بن محمد بن عبد الله بن عبد البر أبو عمر:(ت/463 هـ).
وإلى التفصيل:
1- عبد الله بن أبي زيد القيراوني أبو محمد (ت/ 386 هـ):
قال الذهبي:" هو الإمام العلامة القدوة الفقيه عالم المغرب يقال له: مالك الصغير، وكان أحد من برز في العلم والعمل".
وقال القاضي عياض:" حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وملأ البلاد من تواليفه".
عقيدته:
قال الذهبي:" وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول نسأل الله التوفيق".(السير: 12/17).
من آثاره:
* الثقة بالله والتوكل على الله.(السير: 11/17).
* إعجاز القرآن.(السير: 11/17).
* النهي عن الجدال.(السير: 11/17).
* رسالته في الرد على القدرية.(السير: 11/17).
* رسالته في الفقه بين – في مقدمتها -: اعتقاد أهل السنة والجماعة، وقد تولى الشيخ:( أحمد بن مشرف الأحسائي المالكي:ت/1285هـ) نظم عقيدة الرسالة، وقد نشرته الجامعة الإسلامية سنة 1395هـ ، ومن ذلك قوله:
إن العلو به الأخبار قد وردت * عن الرسول فتابع من روى وقرا
فالله حقا على الملك احتوى وعلى ال* عرش استوى وعن التكييف كن حذرا
فهاك في مذهب الأسلاف قافية * نظما بديعا وجيز اللفظ مختصرا
* كتاب الاقتداء: بحث مسائل الإجماع عموما وإجماع أهل المدينة خصوصا، ومما فيه قوله:" ليس لأحد أن يحدث قولا أو تأويلا لم يسبقه به سلف، وأنه إذا ثبت عن صاحب قول لا يحفظ عن غيره من الصحابة خلاف له ولا وفاق: أنه لا يسمع خلافه ".( النوادر:1/1ب) مخطوط له، أفاده:" محقق الجامع، ص 47".
* مناقضة رسالة البغدادي المعتزلي.(ابن فرحون: الديباج 1/429).
*رسالة في أصول التوحيد.(ابن فرحون: الديباج 1/429).
*الرد على أبي مسرة المارق.(ابن فرحون: الديباج 1/429).
يتبع إن شاء الله.