تفجيرات الجزائر العاصمة: الرابح والخاسر
16-04-2007, 03:24 PM
بقلم الأستاذ:عميروش ركح
باحث في العلوم ا لسياسية
. جامعة الجزائر
[email protected]
تفجيرات الجزائر العاصمة
الرابح و الخاسر
مرة أخرى تأتي تفجيرات الحادي عشر أفريل بالجزائر العاصمة لتثير العديد من التساؤلات حول المستفيد الأكبرمن هذه الأعمال الإجرامية وفي المقام الأول عن الجهة الفعلية التي تقف وراءها وعن الزمان والمكان المختارين .ولا اعتقد أننا كجزائريين وبعد كل هذه السنوات العديدة التي عانينا فيها الويلات نكتفي بالتحليلات السطحية و بما يرد علينا من هنا وهناك خصوصا عن الجهة التي تقف وراء هده الأعمال الإجرامية.
ولعل الشيء الأساسي الذي أصبح يجمعنا كجزائريين بعد كل هذه المحن هو الحذر وعدم التسرع في الخوض في مثل هذه الأموروعدم إصدار الأحكام المسبقة .
نعم قد يقول البعض إن الجهة التي تقف وراءها واضحة للعيان ولا مجال لإجهاد أنفسنا في البحث والتخمين والانسياق وراء الافتراضات التي لا طائل من ورائها ما دام أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والذي تحول أو حول إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعلن صراحة تبنيه لها وأكثر من ذلك انه طلع علينا بصور منفذيها تاركا المجال واسعا للتأكد من هوياتهم التي اطلع عليها الجميع، ولكن وبحكم الخبرة التي اكتسبها الشعب والدولة معا في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية تحتم علينا الغوص أكثر والتحقيق بكفاءة عالية من اجل كشف الملابسات وكذا الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها مع الأخذ في الحسبان العوامل المختلفة التي يمكن أن تقودنا إلى رأس الخيط كما يقول المثل الجزائري.
إن الاستقرار النوعي الذي حققته الجزائر طيلة الست سنوات الأخيرة وكذا الانتعاش الحاصل في الميدان الاقتصادي ولو أن النسبة الأكبر تعود للمحروقات إلا أن المشاريع الضخمة والو رشات الكبيرة أصبحت السمة المميزة والصورة الواضحة لكل من يتحدث عن الجزائر التي بدأت تسير على السكة الصحيحة خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققته المصالحة الوطنية بالرغم من العراقيل الكبيرة التي واجهتها باعتراف الرجل الأول في البلاد .دفعت العديد من القوى الداخلية و الإقليمية وحتى الدولية التي لم ترقها هذه الصورة الجزائرية الواعدة والتي ربما سوف تكون أنموذجا في المنطقة المغاربية وحتى العربية بعد عشرية أو اثنتين.خصوصا إذا تم تدعيم كل هذه الانجازات بتحسين الواقع المعيشي للفرد الجزائري من خلال توفير مناصب الشغل وزيادة القدرة الشرائية وتحسين الوضع الصحي وتدعيم قطاع التربية والتكوين والقضاء تدريجيا على الأمية وإضفاء مزيد من الانفتاح على الحقل السياسي هذا ما يعني في مجمله زيادة تعلق المواطن بدولته والتزامه بالحفاظ على أهم مقوماتها باعتباره أي المواطن الجزء الرئيس في معادلة الأمن القومي الذي عرف تحسنا نوعيا شهد به الأعداء قبل الأصدقاء في السنوات الأخيرة واهم ما ميزه هو رفض الدولة الجزائرية تدويله رغم العروض المختلفة وإصرارها على انه قضية داخلية تخص الجزائريين وفقط .بالرغم من الدعوات العديدة التي عرضت على شاكلة إقامة قواعد عسكرية أمريكية في بلادنا لمواجهة ما يعرف بتنظيم القاعدة.
قلت هذه المعالم المشرقة دفعت بالعديد من الأطراف الإقليمية والدولية إلى التشكيك في حقيقة الخطوات الجبارة التي قطعتها الجزائر وتجاوزها باستحقاق عشرية الدم والنار التي أتت على الأخضر واليابس وكبدت البلاد عشرات الآلاف من الضحايا وعشرات الملايير من الدولارات وتأخرا بعشرات السنين إلى الوراء,ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى بدأت في استعادة توازنها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية بل وتمكنت من التخلص من عبء المديونية الخارجية من خلال التخليص المسبق للديون الخارجية المستحقة عليها.
وبالتالي فليس من الغريب أن تظهر أطراف خارجية لا تعجبها هذه الانجازات سواء لظروف سياسية تاريخية أم ثقافية أو حتى لمصالح اقتصادية وأحيانا ربما حتى لمصالح شخصية وبالتالي توجب علينا أن نكبر عدسة المنظار حتى يمكن أن نرى الصورة المكبرة لأننا جزء في عالم متشابك المصالح ومتداخل ومليء بالعديد من الصراعات الإقليمية والدولية كما يجب الانتباه والحذر من صناع الأعداء الوهميين لتبرير سياساتهم وحشد الدعم لها وكلنا يذكر قصص القاعدة وأخواتها في أفغانستان والعراق وها نحن نسمع اليوم عن أحفادها في المغرب الإسلامي ومن يدري ما يخبؤه لنا قدر الصناعة الوهمية العابرة للعقول قبل الحدود ما دامت أفكارهم تحول مباشرة إلى سياسات تنتهجها تلك الجماعات هنا وهناك. .
وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال تعليق مصائبنا على مشاجب غيرنا وإنما التاريخ يشهد أن ما أصاب الجزائر في العديد من المرات لا يعدو إلا أن يكون شر دبر بليل كما يقال.
أنا أقول هذا الكلام ليس لذر الرماد في العيون ولا لتغطية الشمس بالغربال وإنما هي دعوة لكل الغيورين على هذا الوطن الواقف بشجاعة على التبصر والتمعن في حقيقة المشكلة التي نواجهها وذلك دون إهمال الجوانب الاجتماعية وحتى السياسية للأمر،فمشكلة الفقر آخذة في التصاعد بالرغم من امتلاء الخزينة العمومية بعشرات الملايير من الدولارات التي لم يعد يحس بوجودها ذلك المسكين الذي لا يجد ما يسد به جوع عياله الصغارناهيك عن تربيتهم وتعليمهم.والمشكلة تزداد تعقدا بالتقاء الثالوث الخطير : الجهل والمرض والفقر ولعل الجزائريين شاهدوا بمرارة ما رواه شقيق الانتحاري معاذ بن جبل عن الحالة المزرية التي كان يوجد عليها أخوه من سلوك منحرف وتعاطي للخمر والحشيش أوصله إلى الطرد من البيت وهو الأمر الذي سهل حسب رأيي اصطياده واستغلاله في ما حدث دون ان يدرك حتى مغزى ما سيقوم به خصوصا وأنه حديث عهد بالتدين ولا يدرك ربما من الدين سوى بعض مظاهره وهو الشيء الذي استغلوه لتلقينه الأفكار المتطرفة التي ستساعده في الإنتقام من المجتمع المرتد الذي لفظه-.حسب زعمهم-.
لقد بات من الضروري علينا جميعا وعلى الدولة الجزائرية تسطير برنامج مستعجل وإعداد إستراتيجية فعالة للتقليل من الفقر قبل القضاء عليه نهائيا وذلك من خلال التفكير في إعادة توزيع الثروة بشكل يسمح للجميع بالعيش حياة كريمة من خلال توفير مناصب الشغل وضمان التمدرس والتقليل من التسرب المدرسي خصوصا في الأطوار الأولى حتى نقي شبابنا من كل الأخطار المحدقة بهم وحتى ننزع فتيل المشكلة بمعالجتها من الجذور .
كما وجب أيضا رسم إستراتيجية واضحة وسريعة للنضر في أسباب الفشل الذر يع الذي منيت به الطبقة السياسية التي لم تعد قادرة على الدفاع عن تطلعات المجتمع الجزائري بكل فئاته وخاصة الشباب الذين فشلت في هيكلتهم بل وأقصتهم كلما سنحت الفرصة بذلك ، وهو ما وقفنا عليه بسهولة من خلال متصدري القوائم الانتخابية للتشريعيات المقبلة بحيث لا نجد ولا اثر لأي شاب في طليعتها بالنظر إلى التجاذب الحاصل بين أصحاب المال وأصحاب النفوذ .
ناهيك عن إفلاس الأحزاب السياسية التي أضحت مجرد شركات ذات الشخص الواحد لا تفتح أبوابها إلا مرة كل خمس سنوات ولمدة محدودة لا تتجاوز مدة إمضاء العقد مع المتر شح الذي يدفع أكثر و الذي سيحظى بالتأكيد بشرف التمثيل بالأمة في البرلمان وهو لا يستطيع حتى أن ينبس ببنت شفة كما حدث مع نائب من شرق البلادالذي حطم الرقم القياسي في الصمت داخل جلسات البرلمان ولم يتكلم ولو لمرة واحدة وصام عن الكلام خمس سنوات فلما أفطر قال كلمة واحدة :أريد الترشح .
وفي هذا الإطار وجب البحث عن بدائل فعالة لإصلاح سياسي جذري يقوم على التمثيل الحقيقي للمواطن داخل مختلف الهيآت المنتخبة مع الإسراع في إعداد قانون جديد للولاية والبلدية يمكن من تفادي كل الانسدادات الماضية من خلال إعطاء المزيد من اللا مركزية دون إغفال الجوانب الرقابية المختلفة.
الحديث عن إفلاس الطبقة السياسية لا ينسينا بأي حال من الأحوال الإنهاك المنظم لأهم مكونات الاقتصاد الوطني ألا وهي البنوك التي أصبحت أوراق إعتماداتها تتطاير كأوراق الخريف بعدما عصفت بها أعاصير الجريمة المنظمة وغير المنظمة حتى أصبحت صفحات الجرائد لا تتسع لذكر الأرقام الخيالية للاختلاسات التي أضحت العناوين المفظلة للصحف بصورة يومية تقريبا ، الشيء مما ينعكس حتما وبصورة سلبية على ثقة المواطن في الدولة وهو يرى الآلاف المؤلفة من الملايير تبدد يمينا وشمالا دون أن يتمكن من الحصول على قرض بقروش معدودة لبناء مأوى لأولاده الجوعى.
إن قضية الأمن القومي هي قضية الجميع وبالتالي وجب على الدولة معالجة كل الثغرات الممكنة من خلال توفير الحلول الصحيحة الشافية الكافية الوافية لكل تطلعات المجتمع على اختلاف أصنافه حتى تعود الثقة المفقودة بين الحاكم والمحكوم فيزيد اعتزاز الفرد بوطنه ويكون أول المدافعين عن سيادته.
إن عودة الأعمال الإجرامية بهذه الصفة وفي هذا التوقيت بالذات لمؤشر خطير يتطلب وحدة المجتمع بكل طاقاته من اجل التحكم في هذه الظاهرة وتطويقها في نفوس شبابنا قبل أن يشتد عودها من جديد وإعطائها الأهمية في الدراسة والبحث حتى الوصول إلى جذور المشكلة ومعالجتها وهنا نثمن تعامل السلطات عندما كان أول رد فعلها هو إعطاء الأوامر بفتح وتمديد آجال المصالحة الوطنية من جديد وهو ما سيكون بالتأكيد أول إجابات الحل المنشود لتكون الجزائر هي الرابح الأول والأخيرإن شاء الله.
باحث في العلوم ا لسياسية
. جامعة الجزائر
[email protected]
تفجيرات الجزائر العاصمة
الرابح و الخاسر
مرة أخرى تأتي تفجيرات الحادي عشر أفريل بالجزائر العاصمة لتثير العديد من التساؤلات حول المستفيد الأكبرمن هذه الأعمال الإجرامية وفي المقام الأول عن الجهة الفعلية التي تقف وراءها وعن الزمان والمكان المختارين .ولا اعتقد أننا كجزائريين وبعد كل هذه السنوات العديدة التي عانينا فيها الويلات نكتفي بالتحليلات السطحية و بما يرد علينا من هنا وهناك خصوصا عن الجهة التي تقف وراء هده الأعمال الإجرامية.
ولعل الشيء الأساسي الذي أصبح يجمعنا كجزائريين بعد كل هذه المحن هو الحذر وعدم التسرع في الخوض في مثل هذه الأموروعدم إصدار الأحكام المسبقة .
نعم قد يقول البعض إن الجهة التي تقف وراءها واضحة للعيان ولا مجال لإجهاد أنفسنا في البحث والتخمين والانسياق وراء الافتراضات التي لا طائل من ورائها ما دام أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والذي تحول أو حول إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعلن صراحة تبنيه لها وأكثر من ذلك انه طلع علينا بصور منفذيها تاركا المجال واسعا للتأكد من هوياتهم التي اطلع عليها الجميع، ولكن وبحكم الخبرة التي اكتسبها الشعب والدولة معا في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية تحتم علينا الغوص أكثر والتحقيق بكفاءة عالية من اجل كشف الملابسات وكذا الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها مع الأخذ في الحسبان العوامل المختلفة التي يمكن أن تقودنا إلى رأس الخيط كما يقول المثل الجزائري.
إن الاستقرار النوعي الذي حققته الجزائر طيلة الست سنوات الأخيرة وكذا الانتعاش الحاصل في الميدان الاقتصادي ولو أن النسبة الأكبر تعود للمحروقات إلا أن المشاريع الضخمة والو رشات الكبيرة أصبحت السمة المميزة والصورة الواضحة لكل من يتحدث عن الجزائر التي بدأت تسير على السكة الصحيحة خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققته المصالحة الوطنية بالرغم من العراقيل الكبيرة التي واجهتها باعتراف الرجل الأول في البلاد .دفعت العديد من القوى الداخلية و الإقليمية وحتى الدولية التي لم ترقها هذه الصورة الجزائرية الواعدة والتي ربما سوف تكون أنموذجا في المنطقة المغاربية وحتى العربية بعد عشرية أو اثنتين.خصوصا إذا تم تدعيم كل هذه الانجازات بتحسين الواقع المعيشي للفرد الجزائري من خلال توفير مناصب الشغل وزيادة القدرة الشرائية وتحسين الوضع الصحي وتدعيم قطاع التربية والتكوين والقضاء تدريجيا على الأمية وإضفاء مزيد من الانفتاح على الحقل السياسي هذا ما يعني في مجمله زيادة تعلق المواطن بدولته والتزامه بالحفاظ على أهم مقوماتها باعتباره أي المواطن الجزء الرئيس في معادلة الأمن القومي الذي عرف تحسنا نوعيا شهد به الأعداء قبل الأصدقاء في السنوات الأخيرة واهم ما ميزه هو رفض الدولة الجزائرية تدويله رغم العروض المختلفة وإصرارها على انه قضية داخلية تخص الجزائريين وفقط .بالرغم من الدعوات العديدة التي عرضت على شاكلة إقامة قواعد عسكرية أمريكية في بلادنا لمواجهة ما يعرف بتنظيم القاعدة.
قلت هذه المعالم المشرقة دفعت بالعديد من الأطراف الإقليمية والدولية إلى التشكيك في حقيقة الخطوات الجبارة التي قطعتها الجزائر وتجاوزها باستحقاق عشرية الدم والنار التي أتت على الأخضر واليابس وكبدت البلاد عشرات الآلاف من الضحايا وعشرات الملايير من الدولارات وتأخرا بعشرات السنين إلى الوراء,ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى بدأت في استعادة توازنها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية بل وتمكنت من التخلص من عبء المديونية الخارجية من خلال التخليص المسبق للديون الخارجية المستحقة عليها.
وبالتالي فليس من الغريب أن تظهر أطراف خارجية لا تعجبها هذه الانجازات سواء لظروف سياسية تاريخية أم ثقافية أو حتى لمصالح اقتصادية وأحيانا ربما حتى لمصالح شخصية وبالتالي توجب علينا أن نكبر عدسة المنظار حتى يمكن أن نرى الصورة المكبرة لأننا جزء في عالم متشابك المصالح ومتداخل ومليء بالعديد من الصراعات الإقليمية والدولية كما يجب الانتباه والحذر من صناع الأعداء الوهميين لتبرير سياساتهم وحشد الدعم لها وكلنا يذكر قصص القاعدة وأخواتها في أفغانستان والعراق وها نحن نسمع اليوم عن أحفادها في المغرب الإسلامي ومن يدري ما يخبؤه لنا قدر الصناعة الوهمية العابرة للعقول قبل الحدود ما دامت أفكارهم تحول مباشرة إلى سياسات تنتهجها تلك الجماعات هنا وهناك. .
وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال تعليق مصائبنا على مشاجب غيرنا وإنما التاريخ يشهد أن ما أصاب الجزائر في العديد من المرات لا يعدو إلا أن يكون شر دبر بليل كما يقال.
أنا أقول هذا الكلام ليس لذر الرماد في العيون ولا لتغطية الشمس بالغربال وإنما هي دعوة لكل الغيورين على هذا الوطن الواقف بشجاعة على التبصر والتمعن في حقيقة المشكلة التي نواجهها وذلك دون إهمال الجوانب الاجتماعية وحتى السياسية للأمر،فمشكلة الفقر آخذة في التصاعد بالرغم من امتلاء الخزينة العمومية بعشرات الملايير من الدولارات التي لم يعد يحس بوجودها ذلك المسكين الذي لا يجد ما يسد به جوع عياله الصغارناهيك عن تربيتهم وتعليمهم.والمشكلة تزداد تعقدا بالتقاء الثالوث الخطير : الجهل والمرض والفقر ولعل الجزائريين شاهدوا بمرارة ما رواه شقيق الانتحاري معاذ بن جبل عن الحالة المزرية التي كان يوجد عليها أخوه من سلوك منحرف وتعاطي للخمر والحشيش أوصله إلى الطرد من البيت وهو الأمر الذي سهل حسب رأيي اصطياده واستغلاله في ما حدث دون ان يدرك حتى مغزى ما سيقوم به خصوصا وأنه حديث عهد بالتدين ولا يدرك ربما من الدين سوى بعض مظاهره وهو الشيء الذي استغلوه لتلقينه الأفكار المتطرفة التي ستساعده في الإنتقام من المجتمع المرتد الذي لفظه-.حسب زعمهم-.
لقد بات من الضروري علينا جميعا وعلى الدولة الجزائرية تسطير برنامج مستعجل وإعداد إستراتيجية فعالة للتقليل من الفقر قبل القضاء عليه نهائيا وذلك من خلال التفكير في إعادة توزيع الثروة بشكل يسمح للجميع بالعيش حياة كريمة من خلال توفير مناصب الشغل وضمان التمدرس والتقليل من التسرب المدرسي خصوصا في الأطوار الأولى حتى نقي شبابنا من كل الأخطار المحدقة بهم وحتى ننزع فتيل المشكلة بمعالجتها من الجذور .
كما وجب أيضا رسم إستراتيجية واضحة وسريعة للنضر في أسباب الفشل الذر يع الذي منيت به الطبقة السياسية التي لم تعد قادرة على الدفاع عن تطلعات المجتمع الجزائري بكل فئاته وخاصة الشباب الذين فشلت في هيكلتهم بل وأقصتهم كلما سنحت الفرصة بذلك ، وهو ما وقفنا عليه بسهولة من خلال متصدري القوائم الانتخابية للتشريعيات المقبلة بحيث لا نجد ولا اثر لأي شاب في طليعتها بالنظر إلى التجاذب الحاصل بين أصحاب المال وأصحاب النفوذ .
ناهيك عن إفلاس الأحزاب السياسية التي أضحت مجرد شركات ذات الشخص الواحد لا تفتح أبوابها إلا مرة كل خمس سنوات ولمدة محدودة لا تتجاوز مدة إمضاء العقد مع المتر شح الذي يدفع أكثر و الذي سيحظى بالتأكيد بشرف التمثيل بالأمة في البرلمان وهو لا يستطيع حتى أن ينبس ببنت شفة كما حدث مع نائب من شرق البلادالذي حطم الرقم القياسي في الصمت داخل جلسات البرلمان ولم يتكلم ولو لمرة واحدة وصام عن الكلام خمس سنوات فلما أفطر قال كلمة واحدة :أريد الترشح .
وفي هذا الإطار وجب البحث عن بدائل فعالة لإصلاح سياسي جذري يقوم على التمثيل الحقيقي للمواطن داخل مختلف الهيآت المنتخبة مع الإسراع في إعداد قانون جديد للولاية والبلدية يمكن من تفادي كل الانسدادات الماضية من خلال إعطاء المزيد من اللا مركزية دون إغفال الجوانب الرقابية المختلفة.
الحديث عن إفلاس الطبقة السياسية لا ينسينا بأي حال من الأحوال الإنهاك المنظم لأهم مكونات الاقتصاد الوطني ألا وهي البنوك التي أصبحت أوراق إعتماداتها تتطاير كأوراق الخريف بعدما عصفت بها أعاصير الجريمة المنظمة وغير المنظمة حتى أصبحت صفحات الجرائد لا تتسع لذكر الأرقام الخيالية للاختلاسات التي أضحت العناوين المفظلة للصحف بصورة يومية تقريبا ، الشيء مما ينعكس حتما وبصورة سلبية على ثقة المواطن في الدولة وهو يرى الآلاف المؤلفة من الملايير تبدد يمينا وشمالا دون أن يتمكن من الحصول على قرض بقروش معدودة لبناء مأوى لأولاده الجوعى.
إن قضية الأمن القومي هي قضية الجميع وبالتالي وجب على الدولة معالجة كل الثغرات الممكنة من خلال توفير الحلول الصحيحة الشافية الكافية الوافية لكل تطلعات المجتمع على اختلاف أصنافه حتى تعود الثقة المفقودة بين الحاكم والمحكوم فيزيد اعتزاز الفرد بوطنه ويكون أول المدافعين عن سيادته.
إن عودة الأعمال الإجرامية بهذه الصفة وفي هذا التوقيت بالذات لمؤشر خطير يتطلب وحدة المجتمع بكل طاقاته من اجل التحكم في هذه الظاهرة وتطويقها في نفوس شبابنا قبل أن يشتد عودها من جديد وإعطائها الأهمية في الدراسة والبحث حتى الوصول إلى جذور المشكلة ومعالجتها وهنا نثمن تعامل السلطات عندما كان أول رد فعلها هو إعطاء الأوامر بفتح وتمديد آجال المصالحة الوطنية من جديد وهو ما سيكون بالتأكيد أول إجابات الحل المنشود لتكون الجزائر هي الرابح الأول والأخيرإن شاء الله.
من مواضيعي
0 معك يا الخضرا...حذاري يا سعدان
0 معك يا الخضرا...حذاري يا سعدان
0 الجزائر تستعيد روح الإنتصار، وأهرامات الفراعنة تنهار
0 عبد الباري عطوان..القلم العابر للقارات
0 الآن...وقد انتصرت غزة
0 الآن...وقد انتصرت غزة
0 معك يا الخضرا...حذاري يا سعدان
0 الجزائر تستعيد روح الإنتصار، وأهرامات الفراعنة تنهار
0 عبد الباري عطوان..القلم العابر للقارات
0 الآن...وقد انتصرت غزة
0 الآن...وقد انتصرت غزة