تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
نظراتُ في سِفر الحكمة
01-04-2017, 04:18 PM
نظراتُ في سِفر الحكمة


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



هذه:" نظراتُ تأملية شيقة عميقة في سِفر الحكمة": خطها يراع الأستاذ الطبيب:" حسن المرسي" – حفظه الله وجزاه خير الجزاء-، ننشرها بتوفيق الله على حلقات، ففيها:شرحٌ لصدر المُعرض، وتنبيه لعقل الغافل، وتذكير لفكر الجاهل، وتأليف لقلب الذي تاهت به شبهاتهفي متاهات الإلحاد واللا أدرية!!؟".
فإلى النظرات:


الحمد لله الذي أجرى الأمور على ميزان العدلوالرحمة.
وقدر الأقدار تجرى، فلا راد لحُكمه.
وأرى الإنسان في كل شيء آية.
حتى استنارت سبيل المؤمنين، واستبانت سبيل المجرمين.
وقامت الحجة على العصاة والمذنبين.
فلم يبق لذى عقلٍ: شكُ أو اعتراض.
وجعل أدلة وجوده كالماء والهواء.
يتنفسها كل عاقل، ويرتشفها كل ظامئ.
حتى قامت الحجة، واتضحت المحجة.
وانقسم الناس إلى فريقين:
فريق في الجنة، وفريق فيالسعير.
يقال لهؤلاء:[ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ].
ويقال لأولئك:[ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ].
وقطع الاعتذار: ببعثة الرسل الأخيار:[رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ].
وجعل العبرة بالبلاغ:[ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغ].
ثم قال:[بَلِ الْإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ].
ثم إنه أعطاهقلباً واعياً، وعقلاً متدبراً، وعيناً باحثة، ولساناً سؤولاً،
وأعطاه من العمر: ما يتذكر فيه من تذكر!!؟.
وقلب حياته على العافية والابتلاء، والأحزان والأفراح، والسعة والضيق
حتى يتسنى له النظر، ويتقلب في خاطره الفِكر، ويلجأ إلى خالقه وفاطره ورازقه وموجده .
ثم إن الشيطان تجارى بأناس، فأخرجهم من الحق إلى الضلال،ومن التسليم إلى الاعتراض،منتهجاً طريق الحكمةِ: ليوردهم الباب الذي أهلكه حين طعن بعقله القاصر، وناظراً في باب الرحمة: مقارناً بينها وبين صفات البشر!!؟.
حتى حارت عقول، وانتكست قلوب، وبارزت خالقها بالاعتراض، وجاهرت بترك الانقياد.
وما دروا أن حالهم: حال من وصفهم الكبير المتعال:[وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ].
وما يبلغون في اعتراضهم إلا كمبلغ من وصفه الله:[ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ].


وبعد:
فهذا مختصر حول أسئلة تثار حول:( غوامض الحكمة، وخفاياالرحمة، وحول دخول الشر فيالقضاء الإلهي).
وإنما هي كلمات أنقلها: أحاول فيها تلمس طريق الهدى، وأن أستضئ بنور الوحي، وأن أستبين سبيل المؤمنين، فإن كان ثَم خطأ، فمنى ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وإن كان ثَم صواب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.


يتبع إن شاء الله.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
04-04-2017, 04:32 PM
وجه الشبهة...

لماذا يخلقه، وهو الغني عنه!!؟.
لماذا يبتليه، وهو قادر على إثابته دون ابتلاء!!؟.
لماذا يعذبه ويخلده في النار وثًم لا تشف!!؟.
ولماذا لا يدخله الجنة بلا تكليف،وما فائدة التكليف!!؟.
لماذا نرى طفلاً معذباً،وحيواناً مذبوحاً، وعالماً مفتقراً، وجاهلاً منعماً!!؟.ولماذا نرى الحر ممتحنا بأولاد الزنا!!؟.
لماذا نرى الشر في العالم، ولماذا يخلق الشر، وهو قادر على عدم ذلك!!؟.
لماذا وضع التكليف على عكس مرادات النفس!!؟.
لو كان موجوداً لما رضي بحدوث ذلك في ملكه!!؟.
لماذا يقضى على عباده بالموت!!؟.
وكيف قضى على رسله بالشقاء في الدنيا!!؟.
لماذا يعذب بدون ذنب، ويؤلم من لم تسبق له المعصية!!؟.
لماذا يمنع بعض الناس الهداية، ويقضى عليهم بالغواية!!؟.
لماذا لم يخلق الجميع طائعين بدلاً عن التكليف!!؟.
لماذا لم يطلعنا على خفايا الحكمة حتى يتضح لنا الأمر!!؟.
ما فائدة الإعدام بعد الإيجاد، والابتلاء ممن هو غنى عن أذانا!!؟.


....وغيرها من الأسئلة التي تدور حول التطلع إلى معرفة ما غمض من أمر الحكمة،وما خفي من موطن الرحمة في أفعال الله عز وجل.



انفكاك الجهة بين وجود الخالق، ومسائل الحكمة والخير والشر:

وهذه من المغالطات المنطقية التي يقع فيها المخالفون من الملحدين دائماً.
وتحتل محوراً هاماً في حديث أكثرهم- خاصة العرب منهم- .
وأصل الاعتراض، أن يقال:

إذا كان موجوداً، فكيف يسمح بهذا، وكيف يفعل هذا،وكيف يترك ذاك!!؟.

والصحيح:أن مسألة وجود الخالق:لا علاقة لها بأفعاله وحِكمها ومُراداتها،
ولذلك من يحاول إثبات الصفات قبل إثبات الذات:يقع في هذه المغالطة المنطقية، فوجود الخالق قد ثبت بدليل منفصل: بالنظر في مصنوعاته،
ودلائل قدرته، وعلمه وحكمته، ظهرت في مخلوقاته وتدبيراته.

وثبتت النبوة بالنظر في معجزات رسله و أنبيائه، وصدق دعوتهم وتأييد الله تعالى لهم.
لذلك، فإن ثبوت وجود الله عز جل بدليل منفصل عن مسألة الحكمة: يجعل مناقشة مسألة وجوده تحت باب حكمته من اللغو الباطل.
**
ومن تكلف ذلك، فكأنما يحاكى من رأى خللاً في الحاسوب، فنفى أن يكون صانعه الإنسان موجوداً!!؟، أو رأى شرخاً في جدار، فزعم أن بانيه غير موجود!!؟.
**
ودلائل وجود الله ظاهرة لكل متأمل بعين العقل في سماء الوجود، فقد دلت الحوادث على وجوده،ودلت المصنوعات على قدرته، ودل الإتقان على علمه، ودل التدبير على حكمته، ودل الكون على بديع صنعه.

**
وهب أنك أثبت:( ولا سبيل لك إلى ذلك): أن الحكمة والرحمة منتفية من الكون، فهل يعنى هذا: عدم وجود صانع وخالق ومدبر له!!؟.
بل إن ذلك ظاهر البطلان.
فلماذا لا نفترض خالقاً صانعاً لا يتحلى بكمال الحكمة، ولا بكمال الرحمة وإطلاقها، فيكون الأمر أكثر منطقية!!؟.
ولعل هذا يثبت بطلان الاستدلال بما خفي من مسائل الحكمة على نفى وجود الخالق.
فهم يحاولون إثبات صفات الصانع على كيفية يرتضونها قبل أن يقروا بوجود ذاته، وخلقه للكون!!؟.
وإنما كان ديدن العقلاء، ومنهج القرآن في إثبات وجود الله عز وجل بمصنوعاته،والاستدلال على صفاته وتقريرها من إتقان مخلوقاته وعجائب تدبيراته، يقول تعالى:
[أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ].


و مسألة انفكاك الجهة هذه: تفطن لها بعض كبار الملاحدة، وأقروا أن الاستدلال بها على نفى وجود الخالق: استدلال ضعيف للغاية، فدوكينز رغم مغالطاته المنطقية الكثيرة: يرد في كتابهGod delusion على من يستدل بهذه المسألة، فيقول في معرض رده على أونوين أحد العلماء الرياضيين المتدينين، صاحب كتاب:( احتمالات الله )، وهو كتاب يناقش وجود الله على أساس:(مقدمات باحتمالات مرجحة ونافية، ويعطى كل منها نسبة رياضية)، ووضع أونوين:"مسألة وجود الشر" ضمن الاحتمالات التي لا ترجح وجود الخالق.


يقول دوكينز:
" من ناحية أخرى، فإن أونوين يفكر بأن وجود الشر - خصوصاً الكوارث كالزلازل والتسونامى- هي: أمور لا تدعم وجود الله.
هنا: يعاكس أونوين رأيي، ولكنه يتماشى مع الكثير من علماء الدين الغير مرتاحين..
(جمعية أكسفورد للفلسفة) تعطى تعريفاً لمشكلة الشر:" المعارضة الأقوى للإيمان التقليدي بالله"، لكنها فقط حجة ضد وجود إله طيب، الطيبة ليست جزء من التعريف لفرضية الإله ، بل هي مجرد إضافة مرغوبة.
في الحقيقة الناس الذين لديهم نزعة دينية: لديهم أيضاً عدم تمييز مزمن بين الحقيقة وما يرغبون أن يكون الحقيقة.

مُسَلمة بسيطة عن إله شرير كالذي في كل صفحات العهد القديم .. أو لو لم يعجبك ذلك!؟، اخترع إلها شريرا مغايرا سمه الشيطان، اعتبر أن معركته مع الإله الخير في العالم، أو حل أكثر تطوراً: إله عنده أمور أهم من أن يحصر اهتمامه بالإنسان، أو إله ليس مبالياً بمعاناة الإنسان، ولكنه يعتبرها ثمناً للخيار الحر يجب أن ندفعه، كون خاضع للقوانين، لهذا السبب لو أعدت عمل تمرين أونوين، فلن تحرفنى مشكلة الشر أو الأخلاق في أي اتجاه عن خط الصفر ... 50 % في حالة أونوين ...".انتهى كلامه.

وبغض النظر عن أراء دوكينز في الفقرة السابقة، فإنه يقرر بكل وضوح: أنه لا يرى أي تلازم بين جود الشر ومسألة وجود الخالق من عدمه، وإن كان وجود الشر وإحساس الإنسان به وفهمه له - لو تأملنا فيه-: دليل عقلي وجداني على معاني غير مادية تستلزم مُلهماً لهذه المعاني التي لا تقوم بالمادة المجردة، وإلا فلماذا يستشعر الإنسان الشر في تسونامى يغرق الآلاف، ولا يستشعره في قطرة ماء تقتل ملايين البكتريا!!؟، إذ الأمر متساوي من الناحية المادية: بلا شك.


يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
08-04-2017, 11:07 AM
رحمته ليست رقة:
قد تكون الرِقة خلافُ الرحمة،وما أقبح فعل الدبة حين حطمت رأس صاحبها لتخلصه من الذباب: ظناً أن في هذا مصلحته!!؟.
فرحمة الله عز وجل ليست كرقة البشر، وبين الرحمة و الرقة: فرق شاسع.
فحينما نرى الطبيب يشق صدر المريض، ليستخرج الداء و يعالج المرض، فإن ما يفعله هو: عين الرحمة-وإن كان شق الصدر مستقبحاً-، وقد يوصف بمنتهى الوحشية في الأحوال الأخرى.
وهناك فارق بين الرقة التي تأخذك - وأنت تشاهد شق صدره-،وبين الرحمة التي تستحسن ما يفعله الطبيب في هذه الحالة،فوجب الانتباه:
فإن أرحم الراحمين قضى بالموت على كل حي،وبنى الأجساد ثم نقضها، وقطع يد السارق في ربع دينار،وقضى بالرجم على لذة ساعة..
فلا يغتر بحلمه مغتر، ولا يطمع في إمهاله طامع،فإن سننه في الكون لا تحابى أحداً،وقد قضى على نبيه أكرم الخلق عليه بالابتلاء في جسده وعرضه وولده وماله.
وهذه دار الاختبار: بنيت على الفناء والبوار،نعيمها منغص، وعيشها مكدر، وهى إلى زوال،وقد صح في الأخبار:" أنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ ،فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِى خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً".
وملاحظة أسباب الخوف: أدنى للأمن من ملاحظة أسباب الرجاء،والله يقول:[ وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ]، وهو:" الرحمن الرحيمفإنه ينبغي أن يحذر ممن أقل فعله: تعميم الخلق بالموت حتى إلقاء الحيوان البهيم للذبح،وتعذيب الأطفال بالمرض، وفقر العالم، وغِنى الجاهل.
فوجب الانتباه: أن رحمته ليست رقة حتى يأخذ الإنسان بأسباب الحزم والعزيمة، ولا يركن إلى الطمع والتمني.
نسأل الله عز جل أن يهب لنا:" حزماً يبت المصالح جزماً".

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
18-04-2017, 12:40 PM
ومكلف الأيام ضد طباعها!!؟

من الجهل: أن يخفى على الإنسان مُراد التكليف، فإنه موضوع على مخالفة الأغراض، وينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض، فإن دعا وسأل بلوغ غرض: تعبد الله بالدعاء ، فإن أُعطى: شكر، وإن منع: صبر ..
فالدنيا لم تجعل لبلوغ الأغراض، وقد جاء في التنزيل:[وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَخَيْرٌ لَكُمْ].
فلا وجه للامتعاض، و لا يحسن الاعتراض ..
فمن قال:" حصول غرضي: لا يضر، ودعائي: لم يٌستجب، فكيف له ذلك بحال، والله يقول:[لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَئ]!!؟.
فعليه أن يسلى نفسه بأن المنع ليس عن بخل، وإنما لمصلحة لا يعلمها
ليؤجر الصابر، ويعلم الراضي.
وزمن الابتلاء يسير، والأغراض مدخرة تُلقى بعد قليل ..
ومتى ارتقى فهمه إلى أن ما جرى مراد الحق سبحانه:اقتضى إيمانه أن يريد ما يريد ..
وينبغي على العاقل أن يوطن نفسه على الصبر، ويعلم أن ما حصل من المراد، فلطف، وما لم يحصل، فعلى أصل الخلق والجبلة للدنيا، وقد قيل:


طبعت على كدر وأنت تريدها ÷صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيـام ضد طباعهـا ÷متطلـب فى الماء جذوة نار

ثم من يرى ما جرى لرسول الله وأصحابه من الجوع والقتل مع قدرة الناصر!!؟، ثم يسأل في أُمه، فلا يجاب..
ولو كان المسئول بعضنا لقلنا: لمِ تمنعُ ما لا يضرك!!؟.
قد ابتلى بموت عمه على الشرك، وأبيه وأمه قبل الرسالة، وبقتل عمه حمزة والتمثيل به أمام عينيه... يفجع فى أولاده واحداً واحداً في حياته، فلا
يعود من بدر منتصراً إلا ليوارى ابنته التراب، ويعيش عيشة الفقر وربه الغنى الكريم، ويعيش عيشة الخوف والحصار، وربه العزيز الحكيم.


فينبغى أن يُفهم: أن هذا أصل الدنيا .. حتى لا يتمناها أحد.. ولا يحزن على ذهابها إنسان..
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
23-04-2017, 01:13 PM
وحكمة الله تخفى بعض أحيانا!!؟:

ومن نظر في أمر الحكمة: وجد أن حكمة الخالق ظهرت حتى أقرت بها العقول، ثم خفى منها: ما حارت به العقول!!؟.
فمن تأمل بنائه للأجساد متقنة على قانونه الحكمة: دلت على كمال قدرته ولطيف حكمته، ثم عاد فنقضها، فتحيرت العقول بعد إذعانها له بالحكمة في سر ذلك الفعل، فأُعلمت أنها ستعاد للمعاد.
وأن هذه البنية لم تخلق إلا لتجوز في مجاز المعرفة، وتبحر في موسم المعاملة، فسكنت العقول لذلك.
وأظرف منه: إبقاء هرِم لا يدرى معنى البقاء، وليس له فيه إلا مجرد أذى.
ومن جنسه:تقتير الرزق على المؤمن الحكيم، وتوسعته على الكافر الأحمق.
ومثاله: اخترام شاب ما بلغ بعض المقصود بنيانه.
وأعجب منه: أخذ طفل من بين أكف أبويه يتململان، ولا يظهر سر سلبه، والله الغنى عن أخذه، وهما أشد الخلق فقراً إلى بقائه.
وفى نظائر لهذه المذكورات: يتحير العقل في تعليلها، فيبقى مبهوتاً،
فإذا عجزت قوى العقل عن الإطلاع على حكمة ذلك، وقد ثبت لها حكمة الفاعل: علمت قصورها عن درك جميع المطلوب، فأذعنت مقرة بالعجز، وبذلك تؤدى مقصود تكليفها.
فلو قيل للعقل :
قد ثبت عندك حكمةالخالق بما بنى، أفيجوز أن ينقدح في حكمته: أنه نقض!!؟:لقال:

" لأني عرفت بالبرهان: أنه حكيم، وأنا أعجز عن إدراك علله، فأسلم على رغما عني، مقراً بعجزي.
لذلك، فالفقيه: من علل بما يمكن، فإن عجز: انطرح للتسليم.
هذا شأن العبيد، فأما من يقول:" لم فعل كذا، وما معنى كذا!!؟"، فإنه
يطلب الإطلاع على سر الملك!!؟، وما يجد لذلك سبيلاً لوجهين:


أحدهما: أنه سبحانه ستر كثيراً من حكمه عن خلقه.
والثاني: أنه ليس في قوى البشر: إدراك حكمالله تعالى كلها.


فلا يبقى مع المعترض سوى: الاعتراض المخرج إلى الكفر:

[ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ].
والمعنى: من رضي بأفعالي، وإلا فليخنق نفسه، فما أفعل إلا ما أريد.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2012
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 3,073
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أبوهبة will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
25-04-2017, 10:02 PM
السلام عليكم


...بارك الله فيك يااخي الكريم على الموضوع القيم ، لهذاالإيمان العقلي يحتاجه شبابنا اليوم لأن الإيمان التقليدي تهزه الشبهات ذات يوم.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
27-04-2017, 12:58 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



وفيك بارك الله أخانا الفاضل:" أبا هبة".
في الحقيقة:" مسألة الإيمان العقلي و الإيمان التقليدي": واسعة الذيل، مترامية الأطراف، والتفصيل فيها يحتاج منا إلى بحث مستقل موسع.
لعلمك أخي الكريم، هذا المتصفح لا يصلح لمن كان مبتدئا في العلم الشرعي، لأن المخاطب به ابتداء هو: كل من له زاد عقدي معرفي ليدحض به شبهات المشككين في وجود رب العالمين، والطاعنين في أفعاله وحكمته قضائه وقدره، وللأسف: بعض هؤلاء ممن ينتسب للمسلمين، لكنه يعمل معول عقله القاصر في هدم النصوص الشرعية التي لم يدركها عقله، ولم يبلغها فهمه، وأكثر هؤلاء: ممن ينسب نفسه للفكر الحداثي والمنهج العقلاني المجرد عن نصوص الشريعة!!؟".
وقد أشار صاحب النظرات إلى هؤلاء جميعا حين قال:
" وفيها شرحٌ لصدر المُعرض، وتنبيه لعقل الغافل، وتذكير لفكر الجاهل، وتأليف لقلب الذي تاهت به شبهاتهفي متاهات الإلحاد واللا أدرية!!؟".

شكرا لكريم تصفحك، وجميل دعائك.
تقبل تحيتي.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
30-04-2017, 01:38 PM
أفعاله كذاته وصفاته: لا تشبه ما للمخلوقين:

كما قد ضل البعض في ذاته وصفاته،كذلك ضل آخرون في أفعاله.

ففى ذاته، لما رأى الفلاسفة: إيجاد شيء من لا شيء كالمستحيل في العادات، قالوا بقدم العالم!!؟.


وفى صفاته ، لما عظم عند المتكلمين: الإحاطة بكل شئ، قالوا: يعلم الجمل لا التفاصيل!!؟، ولما رأوا تلف الأبدان: أنكروا إعادتها!!؟.
وكل من قاس صفة الخالق على صفة المخلوقين خرج إلى الكفر.


كذلك فىأفعاله، فإن من حمل أفعاله على ما يعقل في العادات: رأى ذبح الحيوان لا يستحسن، والأمراض تستقبح، وقسمة الغِنى للجاهل، والفقر للعالم: أمراً ينافى الحكمة!!؟.
فهذا في الأوضاع بين الخلق، فأما الخالق سبحانه، فإن العقل لا ينتهى الى حكمته.


أليس قد ثبت عنده-أي العقل-: وجود الله ومُلكه وحكمته!!؟، فتعَرُضُه بالتفاصيل على ما تجرى به عادات الخلق: جهل!!؟.
ألا ترى أن أول المعترضين، وهو إبليس: كيف ناظر، فقال:[ أنا خير منه
وقول من غوى في شعره حين قال:


إذا كان لا يحظى برزقك عاقل ÷وترزق مجنونا وترزق أحمقا
فلا ذنب يا رب السماء على امرئ ÷ رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا

فنسأله تعالى توفيقاً للتسليم، وتسليماً للحكيم.
[رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا].


أترانا نقدر على تعليل أفعاله، فضلاً عن مطالعة ذاته!!؟.
وكيف نقيس أمره على أحوالنا!!؟، فإنا قد رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم يَسألُ في أُمه وعمه، فلا يقبل منه، ويتقلب جائعاً، والدنيا ملك خالقه، ويقتل أصحابه، والنصر بيد مرسله!!؟.

أوليس هذا مما يحير!!؟.
فما لنا والاعتراض على مالك: قد ثبتت حكمته، واستقر ملكه!!؟.
وقد قال بعض المحبين في هذا المعنى:


ويقبح من سواك الفعل عندي÷ فتفعله فيحسن منـك ذاكـا

ولذلك: فإن قياس الغائب على الحاضر، وقياسصفات اللهوأفعاله وذاتهعلى المشاهد لنا هو: سبب ضلالكثير من الناس.

.
** فمنهم: من غلب عليه الحس، فلم يشاهد الصانع!!؟
جحدوا وجوده، ونسوا أنه ظهر بأفعاله!!؟،وأن هذه الأفعال لابد لها من فاعل.


**
ومنهم: من أثبت وجوده، ثم قاسوا صفاته على صفات المخلوقين، فشبهوا حتى قالوا: ينزل إلى السماء، أي: ينتقل.


**
ومنهم: من ضلوا فى أفعاله، فأخذوا يعللون، فلم يقتنعوا بشيء، فخرج منهم: من نسب فعله إلى ضد الحكمة - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-.


وإنما يكون الجواب لمن أراد التوفيق والصواب أن يقال:


إذا أقررنا أن ذاته ليست كالذوات، وصفاته ليست كالصفات، فكذلك أفعاله لا تقاس على أفعال العباد، فإن أحدنا لو فعل فعلاً لا يجتلب به نفعاً، ولا يدفع عنه ضراً: عد عابثاً!!؟، وهو سبحانه: أوجد الخلق، لا لنفع يعود إليه، ولا لدفع ضر، إذ المنافع لا تصل إليه، والمضار لا تتطرق عليه.
فإن قال قائل:

إنما خلق الخلق لينفعهم: يبطله أن يقال: إنه خلق خلقاً منهم للكفر وعذبهم،وتراه يؤلم الحيوان والأطفال، وهو قادر أن لا يفعل ذلك.
فإن قال قائل:

إنه يثيب على ذلك، قلنا: وهو قادر على أن يثيب بلا هذه الأشياء، فإن السلطان إذا أراد أن يغنى فقيراً، فجرحه ثم أغناه: لِيم على ذلك، لأنه قادر على أن يغنيه بلا جراح.
لذلك، فالقاعدة هنا: أنه لا تطلب تعليلات أفعال الله كلها، والصواب: التعليل لما يمكن، والتسليم لما يخفى.
وذلك، لأن الحق سبحانه وتعالى لا تقاس أفعاله على أفعالنا، ولا تعلل إلا فيما ظهر لنا.
والذى يوجب التسليم: أن حكمته فوق العقل، فهي تقضى على العقول، والعقول لا تقضى عليها، ومن قاس فعله على أفعالنا: غلط الغلط الفاحش.
ولهذا قالت المعتزلة: كيف يأمر بشيء، ويقضى بامتناعه!!؟.
ولو أن إنساناً دعي إلى داره، ثم أقام من يصد الداخل: لعِيب!!؟.
وقد صدقوا فيما يتعلق بالشاهد، فأما من أفعاله، فلا تعلل، ولا يقاس بشاهد، فإنا لا نصل إلى معرفة حكمته.


فإن قال قائل:

فكيف يمكننى أن أقود عقلي إلى ما ينافيه!!؟:
قلنا: لا منافاة، لأن العقل قد حكم بالدليل الجلي: أنه حكيم، وأنه مالك.

والحكيملا يفعل شيئاً إلا لحكمة،غير أن تلك الحكمة لا يبلغها العقل.
وقد يتبادر سؤال:

إذا كنتم تقولون: إن صفاته وأفعاله لا تقاس على مثيلاتها لدى المخلوقين، فكيف تثبتون حكمته!!؟، إذ أنتم تقولون بما أنه خلق حكمة للبشر، فهو متصف بها!!؟.
يجيب الإمام:"ابن القيم" رحمه الله:

" الرب سبحانه وتعالى لا يدخل مع خلقه في قياس تمثيل ولا قياس شهوديستوي أفراده، فهذان الفرعان من القياس يستحيل ثبوتهما في حقه، وأما قياس الأولى، فهو: غير مستحيل في حقه، بل هو: واجب له ومستعمل في حقه عقلاً ونقلاً.
أماالعقل، فمثيل ذلك: استدلالنا أن معطى الكمال أحق بالكمال، ومن جعل غيره سميعاً بصيراً عالماً حياً قادراً رحيماً محسناً، فهو: أولى بذلك وأحق منه، ويثبت له من هذه الصفات: أكملها وأتمها، فكل كمال ثبت للمخلوق غير مستلزم للنقص، فخالقه ومعطيه إياه: أحق بالاتصاف به.
وكل نقص في المخلوق، فالخالق أحق بالتنزه عنه، كالكذب والظلم والسفه والعيب، بل يجب تنزيه الخالق عن كل النقائص والعيوب، وإن لم يتنزه عنها بعض المخلوقين.
وأماالنقـل، فهو مستفاد من قوله تعالى:

[ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ].
[وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ].
[ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ].
[تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ].


ومقصود الآيات:

أنه إذا كان العجز والعيب والنقائص: مستنكرة في حقكم، فكيف تنسبونها لله!!؟.
وفى الحديث أمثال ذلك، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:

"وأن الله أمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وإن مثل من أشرك كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله، وقال له : اعمل وأد إلي، فكان يعمل ويؤدى إلى غيره، فأيكم يحب أن يكون عبده كذلك!!؟".

فالله سبحانه وتعالى: لا تضرب له الأمثال التي يشترك هو وخلقه فيها: لا شمولاً ولا تمثيلاً، وإنما يستعمل في حقه: قياس الأولى كما أسلفنا
.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
09-05-2017, 09:50 AM

من لم يحترز بعقله،هلك بعقله:

لا بد أن تعلم أن لعقلك حداً، وإلا أوردت نفسك المهالك، وحملته ما لا طاقة له به.
ولهذا: فإن الإسلام أمر بتفويض العلم إلى الله عز وجل فيما لا طاقة للبشر على إدراكه.
كالنظر فى ذاته وصفاته تعالى، فإن الإنسان لا يعرف شيئاً عن شيء لا بداية له، ولا يملك إلى معرفة ذاته وصفاته سبيلاً.
وكذلك النظر فى أفعاله، فإنه لا يدرى وجه الحكمة في النقض بعد البناء،
ولا في الإعدام بعد الإيجاد!!؟.
فوجب التسليم للإقرار العام بـأنه:" الحكيم العليم".
فالأولى للعاقل: أن يكف عن التطلع إلى ما لا يطيق النظر إليه، ومتى قامالعقل، فنظر فى دليل وجود اللهبمصنوعاته، وأجاز بعثة نبى، واستدل بمعجزاته: كفاه ذلك أن يتعرض لما قد أُغنى عنه!!؟.
ففي الأولى: الاحتراز، وفي الثانية:الهلاك.
والاحتراز من العقل بأن يقال له:
أليس قد ثبت عندك أنهمالك، وأنه حكيم، وأنه لا يفعل شيئا إلا بحكمة!!؟،
فيقول: بلى.
فيقال له: فنحن نحترز من تدبيرك الثاني بما ثبت عندك في الأول، فلم يبق إلا أنه خفي عليك وجه الحكمة في فعله!!؟، فوجب التسليم له: لعلمنا أنه حكيم.
حينئذ:" يذعن، ويقول: قد سلَمت...".
لذلك: فهؤلاء المعترضين على أفعال الخالق بعقولهم وبداهة نظرها وقياسها على الظاهر،لو أنهم نظروا نظراً أبعد بعقولهم: لاستخرجوا مقتضى ما عليه العقل، وهو: أنه قد ثبت الكمال للخالق، وانتفت عنه النقائص، وعلم أنه حكيم لا يعبث، فلم يبق إلا التسليم لما لا يعقل، ومن ادعى خلاف ذلك،
فقد أتى بالكفر المحض الذي يزيد في القبح على الجحود.
فنعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا حتى إذا انعكس علينا أمر: عدنا إلى القدر بالتسخط!!؟.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: نظراتُ في سِفر الحكمة
11-05-2017, 11:00 AM

مالك وحكيم.. له التصرف:

وهذه إجابة سؤال:
س: ما فائدة الإعدام بعد الإيجاد، والابتلاء ممن هو غنى عن أذانا!!؟.
أليس قد ثبت: أن الحق سبحانه: مالك؟، وللمالك: التصرف كيف يشاء.
أليس قد ثبت: أنه حكيم، والحكيم لا يعبث.


س: ولماذا نفترض أنه حكيم، لا أدرى أحكيم هو أم لا؟، فإنا قد رأينا من أفعاله: ما لا ننسبه إلى الحكمة في أفعالنا!.


والجواب:[لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ]، أن يقال:
بماذا بان لك أن النقض بعد البناء، والابتلاء من الغنى ليس بحكمة؟.
أليس بعقلك الذي وهبه الصانع لك!!؟.
وكيف يهب لك الذهن الكامل، ويفوته هو الكمال!!؟.
فمن تفكر: أن واهب العقل: أعلى من العقل، وأن حكمته: أوفى من كل حكيم، لأنه بحكمته التامة: أنشأ العقول.

فهذا إن تأمله المنصف: زال عنه الشك.
وقد أشار الله إلى نحو هذا في قوله تعالى :[أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى
[أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ].
أي: هل جعل لنفسهالناقصات، وأعطاكم الكاملين!!؟.

فلم يبق لنا إلا أن نضيف العجز عن فهم ما يجرى إلى أنفسنا، ونقول:
" هذا فعل عالم حكيم،ولكن لم يبين لنا معناه ".
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:39 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى