الغولة الجزء الثالث
30-08-2015, 03:11 PM
رابط الجزء الثاني
http://montada.echoroukonline.com/sh...d.php?t=307690

تظاهر ولد الحنش بعدم معرفة أن والده كان هناك وعادوا للمنزل بينما جمعت الأم عظام زوجها السامة وطبختها لتقتل بها ولد الفايح وتتخلص منه، .بعد طبخ العشاء قامت بوضع العظام السامة على جهتها وعند جلوسهم للأكل أطفأت القنديل وأدارت الصحن الفخاري بحيث صارت العظام أمام ولد الفايح لكن قبل أن تعيد اشعال القنديل قام ولد الحنش بإدارة الصحن وعادت العظام المسمومة أمام والدتهما وما إن أكلت حتى سقطت صريعة .
وهناك كلم ولد الحنش ولد الفايح : اسمعني يا ابن أم أنا قتلت والدي ووالدتي من أجلك واختر إما ان تبقى لوحدك أو تتبعني فأنا لا أستطيع البقاء هنا بعد فعلتي.
أصر ولد الفايح على مرافقة أخيه ، فقطعا الوديان والسهول إلى أن تعبوا فصعدوا أعلى شجرة ليناما وأثناء ذلك أقبل لصوص كانوا معتادين على النوم هناك فانتظروا مغادرتهم ثم نزلوا فأخذ ولد الحنش يجمع النقود بينما راح ولد الفايح يجمع الطعام، وهربا مسرعين قبل عودة اللصوص وفي طريقهم راح ولد الفايح يأكل فسأله ولد الحنش أن يعطيه معه بعض الأكل
فرد عليه وقد امتنع : (كي كنت نلم في همهم انت كنت تلم في شنشن) عندما كنت أجمع الطعام الذي يأكل أنت كنت تجمع النقود التي تصدر صوتا .
هناك يئس ولد الحنش من أخيه وفهم لم كان والداه يحاولان قتله فقال هذا فراق بيني وبينك الأن أنت في طريق وأنا في آخر ، ولكن لا تهون علي الأخوة والعشرة التي بيننا فلك مني نصيحة لا تأمن لأي شخص عيناه زرقاوان ولا تعمل عنده . .
تركه وغادر وأثناء سير ولد الفايح في الغابة التقى رجلا عيناه زرقاوان والذي عرف من النظرة الأولى ان ولد الفايح معتوه فأراد استغلاله فوقف وكلمه : انت غريب عن هنا اليس كذلك؟
أماء برأسه دون ان يجيب فسأله مجددا : ما رأيك أن تعمل عندي في مزرعتي ؟
حرك رأسه نافيا : أخي حذرني من أن أعمل لدى شخص عيناه زرقاوان .
قال ذلك وهرب منه فانتظره الرجل على الجهة الأخرى وأعاد سؤاله على أساس أنه شخص آخر فرفض وتكرر الأمر أكثر من مرة وفي الأخير سأل ولد الفايح نفسه : كل الناس عيونها زرقاء فماذا افعل؟ يبدوا أن أخي يكرهني ولذلك نصحني هكذا سأقبل وأمري لله .
قبل العمل وتبع الرجل إلى منزله وكان خلق العائلة سيئا فقد أجبروه على الرعي مع أخذ ولد كل يوم معه على ظهره فكانوا يلعبون به ويشتمونه وهو صابر على أذاهم فلا مكان آخر يذهب اليه .
فكانت الزوجة تجبره على القيام بعملها والأم تركب ظهره كالحمار ليوصلها الى كل مكان ويرعى الغنم ويهز الأولاد عندما يشعرون بالملل .
وذاك اليوم أثناء الرعي التقى بأخيه الذي سأله عن الأحوال فمن خوفه قال" الحمد لله " وهي كلمة لم يعرف قولها طيلة حياته لكن أخاه انتبه فألح عليه وعندها أخبره كل شيء .
أشفق ولد الحنش على أخيه فأوصاه بما عليه عمله، وفي صباح اليوم التالي أخذ ولد الفايح الولد الاكبر على ظهره وعند وصولهم للربوة تحجج بقضاء حاجته فغاب وأتى مكانه ولد الحنش مطأطئ الرأس فانحنى وركب الولد عندها استدار اليه وقرصه فمشى السم بجسده ومات وأعاده ولد الفايح على ظهره للمنزل ووضعه مكانه ومساء عندما أتى صاحب المنزل انتبه أن ابنه مات فظنه موتا عاديا،وفي الغد أخذ الولد الثاني وتكرر الأمر الى أن مات جميع الأولاد والرجل يظنه مرضا اصاب ابنه الاكبر وانتقل لبقية الاولاد .
فأرسل هذه المرة أمه وكانت عجوزا شمطاء تركب ضهره وتقوم بضربه بعصاها وترفض النزول من على ظهره لأي سبب
فقام ولد الحنش بملء كيس من الخيشة بالشوك وحمله على ظهره ثم طلب اليها الركوب وعندما صعدت احست بقص الشوك تحملت لبعض الطريق ثم بدأت تحذره بأنها ستخبر ولدها عن قرصه لها لكنها فارقت الحياة بمجرد وصولها المنزل .
لم يعد للرجل صبر على ولد الفايح فقد شك بأنه من يفعل ذلك ، تتبعه الى المرعى ولم يلاحظ شيئا لكن ولد الحنش انتبه له فذهب اليه يسأله عن حاله ومن كلام لكلام أخبره الرجل بموت أولاده وشكه في ولد الفايح .
اقترح ولد الحنش أن يساعد واتفقا على خطة أن يصعد الثلاثة الى كهف بجبل وينام ولد الفايح على الحافة وبعد منتصف الليل واختفاء القمر يدفع ولد الحنش الرجل فيدفع ولد الفايح ويسقط عن الجبل .
وباختفاء القمر نبه ولد الحنش أخاه فغير مكانه وبالتالي عندما اعطى الرجل الاشارة دفعه ولد الحنش ولانه من كان على الحافة فقد سقط عن المنحدر .
وصباحا قام ولد الفايح يبحث عن الرجل وانزعج من عدم وجوده وسأل أخاه فأخذه ولد الحنش إلى الحافة وأراه الرجل الميت وعندها فهم ولد الفايح ما حصل فطلب أن يرافق أخاه أينما ذهب لكن ولد الحنش قال : يا ابن أم انظر كم مرة أنقذتك وكم شخصا قتلت لأجلك ، اذهب ، أدعوا الله ألا ألتقيك مجددا .
قال ولد الفايح : انصحني قبل ذهابك ، فرد عليه : أنت لم تأخذ بأي من نصائحي يوما ولن تفعل ، أنت فايح جايح ولن تتغير .


بقلمي عن قصة شعبية


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع