أخي الكريم اليعقوبي
شكر الله لك ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي
نعم أخي هو كذلك وإنما رتّبتُ تعرضي لنسبه على نتائج الكلام لا مسبباته، ونتائجه هي كلامكم عن أبي فراس وأنفه -لنبله- من النزول إلى مستوى منافسة المتنبي-الذي كان ابن سقّاء.. وكنتُ أريد أن أنبه إلى ذلك، لكن الحديث جرني إلى شيء آخر.. فنسيت! كما أني لم أفهم قولي: "لم يكن في مأمن من الطعن على أبي الطيب"!! لم أفهمه أنا! ولا أدري والله كيف كتبتُه! ولعلي كنتُ أعني: لم يكن أبو فراس خيرا منه وأنبل ليطعن!
|
أنا لم أقل ذلك طعنا في المتنبي أو تفضيلا
لأبي فراس عليه ولا لأنه مذهبي وإنما كتبته لتوضيح وجهة نظر مشروعة
وهي أن لا ندع حبنا للمتنبي وشعره واعترافنا بفضله يجعلنا نغمط حق الآخرين وفضلهم
فأبو فراس شاعر كبير وفارس مغوار إضافة إلى أنه أمير،
ثم كيف لا يكون أبو فراس أنبل من المتنبي وهو الفارس الشجاع
و البطل المغوار الذي يفضِّل الردى على الفرار
كيف لا يكون أنبل منه و قد تتبعت ديوانه من ألفه إلى يائه
فلم أجد فيه قصيدة هجاء واحدة بينما يعج شعر المتنبي
بالهجاء حتى أنه ربما فاق الحطيئة في صنعته..
رحمهما الله وجميع أموات المسلمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي
لم أكن أستشكله من هذه البابة! إنما بلحاظ المسلَّمات التي كنا نحفظها عن أبي الطيب، كنتُ أقول: "أنى لابن عيدان-أو عبدان- السقاء أن يفاخر بجدوده قائلا: إن بهم فخر كل من نطق الضاد؟!!" هذا هو استشكالي، وكنت أتوقّع في البيت سرًّا مخفيّا، لا أستبينه.. حتى قرأت كتاب شاكر! والبيت عندي صريح كل الصراحة بيّن كل البيان في الدلالة على شرف أبي الطيب.
|
كيف لشاعر يملك كل هذا الرصيد من النسب الشريف
أن لا يشيد به في شعره وأن لا يجعله مثل بقية شعراء عصره
مفخرة له واكتفى بهذين البيتين لا غير ؟؟
عصر المتنبي كان عصر مفاخرة بالأنساب والشعر مليء
بذلك فكيف خلا شعر المتنبي من ذلك
بل إن البيتين الذين تفضلتَ بهما دليل على صحة ما أقول
لأن سياقهما يدل على أنهما رد على من تفاخروا عليه بالنسب..
وكيف يُتفاخر عليه بالنسب لو كان ذا نسب شريف إلى هذا الحد ؟؟
وكان رده بأنه يفخر بنفسه وشرفه الذي صنعه بنفسه
وليس بالجدود و الآباء ثم استدرك كما أسلفت حتى لا يتهم
بالعقوق ولم لا يكون بيته المستدرك من باب "يقولون ما لا يفعلون"
(حتى لا أقول من باب الكذب- احتراما له-)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي
هذا أمرٌ آخر.. له علاقة بالخفاء، كأن والده كان أحد دعاة الطالبيين الفارّين من وجه بني العباس.. فلأجل هذا كان يتخفى ويكتم أصوله.. حتى إذا رزق أحمد كشف السر المخبا لأمّ ولده، أو أمها (جدته التي اشتهر رثاؤه الفخم لها).. ثم إنه قضى قبل أن يبلغ الولد أشدّه، والسر مستودع في صدور قلة قليلة من الناس..
|
أما هنا -أخي الكريم- فاسمح لي رجاءً:
مع أن ما أتيت به من كلام لا يستند إلى أساس متين
إلا أنه يدعم وجهة نظري بقوة ولتتأكد من ذلك
أرجو أن تقرأ الشافية لأبي فراس وهي قصيدة
من اللآلىء يرد بها على محمد بن سكّرة الذي افتخر على الطالبيين..
ويقول أبو فراس في مطلعها:
الدينُ مُختَرَمٌ والحَقُّ مُهتَضَمُ****وفَيءُ آلِ رَسولِ اللهِ مُقتَسَمُ
بعد أن تقرأها إن شاء الله -ومع فرض صحة كلامك في أن أب المتنبي كان
من دعاة الطالبيين- ستتأكد أن هذا الفرض لا أساس له؛ إذ كيف
يخفي المتنبي نسبه وهو في بلاط الحمداني ابن عم أبي فراس
وهذا الأخير يمدح الطالبيين ويرد على من يفتخرون عليهم ..
(ومن جهة أخرى:
كيف تكون بين الشاعرين عداوة وبغضاء وحسد وهما
يستمدان-حسب ما ذهبتَ إليه في ردك-من معين واحد
ومذهبهما تقريبا واحد وأنا أعني أن بينهما قواسم مشتركة تجعلهما يتقاربان عوض البغضاء)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي
أما دخوله على الأمراء، فحكاية ثانية.. يطول الحديث عنها.. ربما أعود إليها. لكنها لا تحول بينه وبين الشرف، وهو الذي كان يتيه على ممدوحيه!
أصل القصة ثابت صحيح، نعم... وهو قصة قصيدته: "واحرَّ قلباه".. ولم يضرب سيف الدولة أبا الطيب بالدواة لأنه أثنى على نفسه.. بل بعد أن أوغر ناسٌ من حضور المجلس صدره على أبي الطيب.. ومن يجرؤ على الرد على أبي الطيب مرة بعد مرة، دون هوادة ولا مهادنة أمام سيف الدولة، إلا ابن عمّه أبو فراس؟ ربّما تزيّد الرواة فيها، وربما نقصوا منها.. ولكن أصل القصة صحيح ثابت.. والله أعلم.
هذا رأيي! سلَّمكم الله وأكرمكم
|
أقول :
هذا سؤال آخر لكنه لا يحتاج منك إجابة وإنما تمعنا:
كيف سلم أبو فراس من هجاء المتنبي الذي لم يسلم منه الملوك
و الأمراء ؟؟
والمتنبي لا يفوت فرصة لهجاء أعدائه وفضحهم ..
المتنبي لم يهج إطلاقا أبا فراس و لو كانت بينهما عداوة فعلا
لما سلم من هجائه كما لم يسلم الملوك و الأمراء ممن قلب لهم أو قلبوا
له ظهر المجن فإذا لم يسلم الملوك فمن باب أولى أن لا يسلم
أبو فراس من هجائه ..
ألا يدلك هذا على أن لا عداوة بين الشاعرين ؟؟
كما أن في القصة نفسها دليلا على عدم صحتها و هو:
كيف يرضى سيف الدولة أن يُهجى أو أن يُشارَ بسوء إلى
ابن عمه الأمير في حضرته ؟؟
لا أعتقد أن الأخلاق العربية التي تعتز بالرحم
و القربى -و لو كانت هذه القرابة ظالمة-
تقبل مثل هذا و تسكت عنه ..
شكرا جزيلا لك على سعة صدرك وسعة أفقك
وغزارة علمك..
وشكرا لجميع من مر من هنا..
استفدت من هذا النقاش القيم
وافر ودي وتقديري
التعديل الأخير تم بواسطة أبو فِراس ; 28-10-2009 الساعة 10:04 PM