حديث الصباح.. آهَاتٍ مُتَقَطِّعَة
23-10-2017, 06:41 AM
هل النفاق مرض نفسي أصاب البشرية، أم عاهة خلقية بين الكثيرين، هل المجاملات تدخل ضمن السلوكات المغشوشة التي يمارسها المرء في حياته اليومية، و في تعامله مع الناس، بحيث تحولت إلى وجبة غذائية، النفاق سلوك عدائي تغطيه أقنعة ملونة، و لكل مناسبة لونها، فغباء البعض أحيانا و تعنت الآخر من الأسباب التي تجعل الإنسان الساذج يصدق كل ما يقال له، أو يثق في الكل، و بفعل الممارسة اليومية أصبح هؤلاء يجيدون تغيير الأقنعة، يستخدمون أكثر من لسان، و أكثر من وجه، حسبما تقتضيه الظروف و تمليه المصلحة..
هذه الازدواجية في أوضح معانيها.. في المعاملات مع الناس أفقدت البشرية حِسَّها الإنساني و وجودها ، بحيث أصبح الفرد منّا لا يفرق بين الصديق و العدو ، بين الصادق من الكاذب، و قد نقف على حالة البؤس هذه في كل المجالات..،أصبحت الجامات و المجاملات ثقافتنا..، الكل يكذب على نفسه و على الآخر، يظهر للآخر بالصورة الغير حقيقية..
ألا يخجل أولئك الذين علقنا على رؤوسهم تاج المثالية، و زيّنا صورهم بالورود، أن يستمروا في كذبهم علينا؟، مؤسف جدا أن نستمر في غبائنا.. مؤسف جدا أن تستمع إلى شخص يكذب عليك و أنت تعرف الحقيقة..و من أراد الإنظمام إلى مؤسسة الكذب عليه أن يتجرد من كل ما هو نبيل..، طبعا الناس معادن، و الأصيل فقط لا يمكن أن يتخلى عن مبادئه حتى لو كان الزمن زمن رداءة ..
هي جريمة في حق الإنسانية ارتكبها الإنسان منذ أن وعي إلى هذا الكون، فقد المجرم إحساسه بجريمته، كذلك الذئب الذي عصي عليه أن يعرف ما مصلحته في أكل آبائه، لقد استفحل الداء و حان الوقت أن نضع النقاط على الحروف، نتساءل من المسؤول عن هذه الرداءة ؟ هل الإنسان أم الزمن؟ هذه رسالتي إلى أولئك الذين يريدوننا أن نكون ماعزًا أليفا مطيعا كبقية القطيع، يقودنا راع لا يقوى أمام الذئاب على حماية قطيعه، أولئك الذين ليس لهم هدف سوى المصلحة و السلطة.
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..