تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
bouira
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 23-02-2008
  • المشاركات : 4
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • bouira is on a distinguished road
bouira
عضو جديد
من كتابي : خواطر جزائرية ج1
03-12-2014, 11:34 PM

من المعلوم لدى كل جزائري أنا بلادنا لا تزال تقبع في مصاف الدول المتخلفة فكريا وعلميا و إقتصاديا والمعلوم كذلك لدى فئام كثيرة من الجزائريين أن الجزائر من ظمن دول العالم الأكثر تباعية للغرب في الغداء والقوت والملبس والمشرب والمركب ، وأن الجزائر من الدول المهددة بالإنقراض إذا صحت لا قدر الله الدراسات المنبئة بذلك ،فالجزائر مقبلة على سنوات عجاف تهدد وجودها بالكلية ، وهذا الكلام أيم الله ماهو رجما بالغيب ولا من أضغاث أحلام إنما هي حقائق مبنية على أسس علمية سليمة ومعطيات منطقية لا شطط فيها ،إسأل اليوم أي جزائري عن واقعه الذي يعيشه فسوف تسمع جوابا مفعما باليأس والقنوط والإحباط لا شيء يثلج الصدور ولا شيء يزرع الأمل ولا شيء يبعث على التفاؤل ، كل مناحي الحياة تغلغل فيها الفشل ومسها الإسفاف وتسرب إليها اليأس حيث تلقي ببصرك ينقلب إليك خاسئا وهو حسير ، إذا ذهبت إلى الإدارة لمهمة فمجرد التفكير في الأمر يتسرب إليك اليأس ويملأ جوانحك الخوف كأنك ذاهب إلى مقارعة عدو صائل ، وإذا فكرت في تكوين ملف للبحث عن العمل مجرد فكرة سوف ينتابك صداع ومغص في الحين لأن صور الإمتهان والإذلال والإبتذال ستتماثل أمام عينيك وترتسم في ذهنك حتى تثنيك وتحول بين قصدك. سيما صورة ذلك العتل البطين ،الذي لا تكاد يده تصل إلى سرته ،يلف حول رقبته الغليظة قطعة قماش على شكل صليب يخفي وراءها فراغه الذهني وخواءه العلمي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب ،وإن فكرت في وضع ملف للحصول على سكن مهما كان نوعه ولو غرفة في عمارة على ضفاف نهر الحراش ، سوف ترن في أذنك تلك الكلمات التي حفظتها صغيرا وأدركت معناها كبيرا ، من لا يحظى بنفوذ فلن يظفر بسكن فالسكن ليس للرعاع والهمج . و سوف يوقفك قرع تلك الكلمات وطنينها كلما أقدمت ويوقضك كلما حلمت.
وإياك أن تفكر في الزواج ودع عنك فلسفة الإعفاف ، وشطر الدين فهذه الفلسفة أمن بها أقوام ممن هم على سذاجتك ،فعاشوا أيامى وماتوا كذلك. فالنساء رياحين لم يخلقن لك يا ابن أمي.
واحذر- يابن أمي- أن تحدثك نفسك بالهجرة لأن الأقدار قد تلقي بقاربك وسط اللجج والأمواج ،فتغرق ومعك كل أحلامك .ولا تظنن حينئذ أن القوم يعبئون لرحيلك فأنت عندهم مجرد عبء وحمل ثقيل،فقف حيث أنت ولا تغادر الجدران ،فأنت في كل الأحوال فريسة للقروش والحيتان.
وإياك ثم إياك أن تنشد السعادة لنفسك وأسرتك فأنت تمني نفسك الويل فالقوم لا تروق لهم سعادتك ،وسعادة أسرتك فالسعادة أيها الحالم وقف على هؤلاء وذريتهم،فمجرد حلمك يفسد عليهم سعادتهم.
وارمي عنك طموح النجاح وتقلد أعلى رتب عقب التخرج والتعلم،فهذا الطموح ليس مشروعا في بلد إسمه الجزائر.وضحاياه كثر فاسال إن شئت الحيطان والجدر.
ولا تدعن فكرة المواطن المبدع تتسلل إلى ذهنك واطردها كلما جالت في خاطرك ،لأن القوم لا شأن لهم بإبداعك وهي أكثر أشياء إثارة لسخريتهم وزرايتهم .فإن كنت تريد ممارسة إبداعاتك فابحث لك عن موطن آخر فهذا ليس وطنا للإبداع والمبدعين.
وإن كنت تتلمس في نفسك النبوغ والتفوق ،فاعلم أن الأقدار لم تنصفك إذ ألقت بك في بلد يغتال فيها النبوغ ويعيش أهله مأسات .
وإذا كنت تبيت سهران الدجى، في المدارسة والمراجعة لأجل أن تنجح وتدخل الجامعة لتدرس الطيران وتشريح الأبدان وغيرها من تخصصات هذا الزمان، فاحتسب جهدك وسعيك عند الله ،فما أكثر الذين سعوا من قبلك وسهروا ،فوجدوا أنفسهم يلقنون أفكار فلان وعلان من فلاسفة اليهود واليونان الذين جحدوا برب الإنس والجان.
و إذا دعيت لوليمة يقيمها السلطان لتكرم و زملاؤك الفرسان ،وكافؤك بمنحة الدراسة في أرقى البلدان فلا تطلق لطموحك العنان لأن الأمر يا أُخي مجرد إيهام وذر الرماد في العينين ،فلن يلبثوا أن ينتزعوا حلمك منك ويمنحوه لغيرك ،فالدراسة في أرقى البلدان ليس لسفلة القوم أمثالك ،فرحم الله امرءا يعرف قدر نفسه.
وإذا كنت ممن هاجر وطنه أعواما لطلب العلم ثم سولت لك نفسك العودة من أجل إفادة الوطن بما حصلته من العلم والمعرفة فاعلم بأنك ستكون مواطنا غير مرغوب فيه ،وستجد الإدارة مقبرة تنتظرك لدفن معارفك ومواهبك، وإن أشفقوا عليك سيجعلون لك جعلا تستعفف به عن السؤال مقابل الجلوس أمام مكتب والنظر إلى الكاسيات العاريات من ناقصات عقل ودين ممن يسمين بالسكرتيرات.
وإذا صاحت بك أنفتك وعاتبتك نفسك فلملمت أغراضك ورحلت مرة أخرى فارحل غير آسف ولا محزون ..فالأسف والحزن على ما ذهب من أيامك سدا في بلدك.
واعلم أن رحيلك سيحاط بصمط ولن يأسف له آسف ،فلمثلك يقال يا محمد خذ حقيبتك وارحل فليس يصح في الأذهان أن يعمل ذو عقل تحت إمرة الجهول.
وإذا أشنقتك الحسرة أو ألقتك من إحدى الجسور ،فاعلم أنه لا بواكي لك سوى أمك ، وستصير مجرد ذكرى تعبر حينا في خيال من عرفك من ضحايا الوطن أمثالك.
وإذا أقمت هناك وعشت سعيدا ثم دعوك ليعرضوا عليك إمارة في جنتهم فلا تترد في رفضها ،وتحجج بالمرض ،أو أي حجة فأنت العالم النبيه .وإذا أغراك بريق المنصب ورضخت للعرض ،فاعلم بأنك لن تكون أفضل ممن سبقك فأنت ستكون مثلهم أو أسوأ منهم ،وعلى قدر تلهفك وجشعك وضعفك تتحدد شخصيتك فالمملكة التي دخلتها هي بتفسير ساذج مؤسسة لإعادة تربية النفوس وتطهير العقول وهدم الشخصية.
والشواهد والنماذج على ذلك كثيرة فرب فاضل شغل الدنيا بعلمه ومآثره ، فسحب من قدميه إلى السياسة ودخل مملكة الأحلام ،فنال بعض ما قدر له من لذائذها ، بعد أن تنكر لجزء كبير من شخصيته وأفكاره ومبادئه. وصار طبعة جديدة منقحة ومزيدة ، لم يرى منه سوى خذلان للمباديء التي نشأ عليها ودعا إليها،والمداهنة في أشياء تتصادم و أفكاره. واستمر به الحال إلى أن أضحى محلا للسخرية والتهكم وغرضا سهلا للهمز واللمز على ورقات الصحف ،ومثالا سيئا لمن يتاجر بمبادئه وأفكاره من أجل عرض زائل.
إن جنايات السياسة والطمع على أهل العلم والفضل كثيرة في التاريخ وهي محفوظة في بطون الكتب إن أردت الإطلاع عليها والإعتبار بها .
وعلى كل إذا أغراك العرض وغرتك الأطماع ،فرضيت أن تنتسب لتلك المملكة ، فاعلم أن للمملكة أعرافا وقوانين لابد لك أن تلتزمها ولا تحيد قيد أنملة عنها ، وإذا أردت أن أحدثك عنها فهي...يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
aloui
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 03-05-2014
  • المشاركات : 145
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • aloui is on a distinguished road
aloui
عضو فعال
رد: من كتابي : خواطر جزائرية ج1
04-12-2014, 10:56 AM
ما الهدف من هذا الكتاب الذي يغرقنا أكثر فأكثر..في اليأس و القنوط!
تحياتي للبويري
عمر
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:13 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى